الأحد، 24 ديسمبر 2017

مسلمون بريطانيون يبثون فيديو مدته 59 ثانية حول حقيقة مناهضتهم لعيد الميلاد.. وسائل الإعلام تتجاهل الأعمال الخيرية التي يقومون بها

مسلمون بريطانيون يبثون فيديو مدته 59 ثانية حول حقيقة مناهضتهم لعيد الميلاد.. وسائل الإعلام تتجاهل الأعمال الخيرية التي يقومون بها

ستبث جمعيةٌ خيريةٌ إسلامية أول إعلان تلفزيوني في وسائل الإعلام الرئيسيّة في بريطانيا خلال فترة الأعياد، وهو تطوُّرٌ يأمل الكثيرون في أن يساعد على تحدي سوء الفهم الذي يتَّهم المسلمين بمناهضة عيد الميلاد.

ويُسلِّط الإعلان، الذي يستمر لمدة 59 ثانية، وأنتجته جمعية "بيني أبيل" الخيرية الواقعة غربي مدينة يوركشاير الإنكليزية، الضوءَ على دور المسلمين البريطانيين المُتجاهَل في كثيرٍ من الأحيان في مساعدة المحتاجين بجميع أنحاء المملكة المتحدة خلال عيد الميلاد، حسب ما ذكر تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية.

ويُؤكِّد هذا الإعلان لأول مرة في عشية عيد الميلاد، على قناة ITV والقناة الخامسة البريطانية خلال فترة الأعياد، حقيقة أنَّ بالنسبة للعديد من المسلمين البريطانيين يُعد العيد موسماً لمساعدة الآخرين.

يأتي الاعتراف بالمساهمة الخيرية التي قدمها المجتمع المسلم في بريطانيا بعد سنوات من القصص الإخبارية المزيفة، التي تدَّعي أنَّ المسلمين يناهضون عيد الميلاد. وكان آخر هذه القصص قد ظهر، في إيطاليا هذه المرة، يوم الخميس 21 ديسمبر/كانون الأوّل ليركّز على ادعاءاتٍ أدلى بها مُعلِّقون يمينيون -التي تبيَّنَ لاحقاً أنها أُبلغت بشكلٍ خاطئ- بأنَّ المسؤولين في شمالي البلاد أمروا بإزالة شجرة عيد الميلاد لتجنُّب الإساءة إلى المسلمين.




اعتراف بالتصيّد







ونُشِرَ السبت 23 ديسمبر/كانون الأول 2018، تقريرٌ برلماني في المملكة المتحدة يعرض وجهةَ نظرٍ مغايرةً أدق، إذ خَلُص إلى أنَّ العمل الخيري الذي يقوم به المسلمون غير معترف به، وخاصةً خلال عيد الميلاد.

وقال تقرير المجموعة البرلمانية المُشكَّلة من مختلف الأحزاب عن المسلمين البريطانيين إنَّ وسائل الإعلام البريطانية "تتعمَّد" تجاهل الأعمال الخيرية التي يقومون بها.

واعترفت وزيرة الخارجية السابقة بارونيس وارسي، سكرتيرة صندوق المجموعة البرلمانية المُشكَّلة من مختلف الأحزاب، بأنَّ حزبها (حزب المحافظين الحاكم)، قد عزَّزَ ادعاءات سلبية واهية ضد 3 ملايين مسلم في بريطانيا.

وأضافت: "كانت الرواية في ذلك الوقت من السنة هي أنَّ المسلمين لا يحبون عيد الميلاد، وأنهم تقريباً يريدون حظره، لقد فعل حزبي هذا في الماضي. عندما كنَّا في معارضةٍ معهم كنَّا نحاول العثور على "قصص يحظر فيها حزب العمال عيد الميلاد"، ودائماً ما كنَّا نُوجِد للأمر صلةً بأقليةٍ عرقية".

رغم انتشار التقرير على تويتر واستقباله بشكلٍ إيجابي، فقد أثار أيضاً رد فعل اليمينيين المتطرفين. إذ قال الرئيس السابق للحزب المحافظ: "المشتبه بهم المعتادون الذين يقولون عادةً إنَّ المسلمين يحاولون حظر عيد الميلاد كانوا غاضبين لأننا كنَّا نحتفل به".

في الشهر الماضي، نوفمبر/تشرين الثاني، كانت هناك بعض الاحتجاجات عبر شبكات التواصل الاجتماعي على الإعلان التلفزيوني لمتجر "تيسكو" بمناسبة عيد الميلاد، الذي عرض عائلةً مسلمةً تحتفل. وقال القائمون على المتجر إنَّ "من دواعي فخرهم أن يحتفلوا بالطرق العديدة، التي يشارك بها عملاؤهم بعضهم البعض خلال موسم العيد".





نفعل مثل المسيح






وقال بلال حسام المدير الإبداعى للتلفزيون المسلم البريطاني، إنَّه يأمل في أن يعلم المزيد من الناس أنَّ المسلمين البريطانيين يُجسِّدون الروح الحقيقية لعيد الميلاد، موضحاً أنَّ الإيمان يُشجِّع على مساعدة الآخرين، ولكنه لا يدعو للتفاخر بمثل هذه الأعمال الصالحة. فلا يوجد ما يُشبه المسيح أكثر من العطاء والخدمة ومساعدة الآخر.

وأضافت وارسي أنَّ عيد الميلاد في الأسرة المسلمة لا يختلف عنه في أي مكانٍ آخر في جميع أنحاء المملكة المتحدة: "سيكون هناك ديك رومي وسيأكلون كثيراً وسيشاهدون الملكة، وسيخرجون بعدها لمساعدة الآخرين".

وثمة عنصرٌ آخر يرى حسام أنه يُقابَل بالتجاهل، وهو أنَّ معظم الأعمال الخيرية التي يقوم بها المسلمون كانت لصالح غير المسلمين، بما في ذلك حوالي 70% من جهود "بيني أبيل" في المملكة المتحدة. وتعمل المؤسسة الخيرية، التي أُنشِئت قبل ثماني سنوات، في 30 بلداً لدعم الفقراء والمُشرَّدين لقاء بضعة قروش في كل يوم.


المصدر : http://www.huffpostarabi.com/2017/12/24/story_n_18905998.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi


تعبيراتتعبيرات