الأحد، 24 ديسمبر 2017

"مبعوث واشنطن" يتسبب بفصل آخر من التوتر مع أنقرة

"مبعوث واشنطن" يتسبب بفصل آخر من التوتر مع أنقرة

فتح المدعي العام في أنقرة، تحقيقاً بشأن بريت ماكغورك، مبعوث الولايات المتحدة للتحالف في الحرب على "داعش"، على خلفية مذكرة تقدمت بها منظمتان من منظمات المجتمع المدني التركية، تطالبان فيها بتوقيف ماكغورك، بسبب ما تسميانه تواطؤاً مع "مجموعات إرهابية".

وتقدمت "منصة النضال المدني ضد فتح الله غولن" و"جمعية العدالة الاجتماعية والتضامن" التركيتين بالتماس إلى محكمة إزمير، تدعو للقبض على ماكغورك، موجهة تهماً على رأسها "التصرف نيابة عن منظمة إرهابية وتسليم أسلحة لها"، وهو ما يمثل أحد أهم ملفات التوتر بين أنقرة وواشنطن.

ما سبق سببه، اعترافات طلال سلو الناطق المنشق عن "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، التي يشكل عمودها الفقري تنظيم "ب ي د" (حزب الاتحاد الديمقراطي)، الذراع السورية لحزب العمال الكردستاني "بي كي كي"، المصنف إرهابياً في تركيا، والـ "ناتو"، تلك الاعترافات سلطت الضوء على خفايا تقديم الولايات المتحدة الأميركية الأسلحة لمسلحي "ب ي د" و "بي كي كي" تحت ستار التشكيل الجديد.

ووفقاً لاعترافات سلو فإن السبب الأساسي لهذه التسمية "قسد"، هو اتفاق الولايات المتحدة مع قيادة "بي كا كا"، ووفق المعطيات، كان هناك توجه من قبل أميركا لدعم الأكراد بالسلاح والعتاد، ولئلا يحدث ذلك صدمة لدى الرأي العام بخصوص تقديم الدعم للأكراد فقط، شكلوا قوات سوريا الديمقراطية، ولفت سلو إلى أن السلاح كان يرسل للتشكيل الجديد "قوات سوريا الديمقراطية" قبل التشكيل والتسمية.

ومن ضمن ما اعترف به "سلو" الناطق السابق المنشق، أن كل الأفكار كانت توضع من قبل ماكغورك. فأثناء عمليات تحرير الرقة، طلب تشكيل قوة باسم التحالف العربي، مهمتها فقط تسلم الأسلحة، وتم تسلم كميات كبيرة من الأسلحة بالفعل، غير أنه لم يوزع على العرب والتركمان والسريان فعلياً سوى أسلحة خفيفة، التحالف حمل اسم العرب، إلا أنّه لم يملك شيئاً، والمجلس العسكري لدير الزور (التابع لقوات سوريا الديمقراطية) كانت مهمته التوقيع فقط.

وأشار سلو، الذي انشق عن "قسد" وسلَّم نفسه لتركيا، في مقابلة مع رويترز، تأكيداً لتصريحات سابقة أدلى بها لوكالة أنباء الأناضول التركية، إلى أن المبعوث الأميركي، بريت ماكغورك "كان مؤثراً جداً منذ البداية، فعندما تم الحديث عن تحرير منبج، اقترح أن نؤسس مجلساً عسكرياً للمدينة، غالبيته من العرب لإقناع الجانب التركي، وبهذا الشكل يتم خلق انطباع لدى الأتراك بأن أبناء منبج هم من حرروا المدينة، وشاهدنا المقترح نفسه في الرقة أيضاً، وعندما كان يقدم المقترحات، كان يقول: "علينا إقناع الجانب التركي"، مؤكداً ضرورة خلق صورة تفيد بأن العناصر على الأرض من العرب.

وأشار سلو إلى أنه بعد تحرير منبج "طلب منا إصدار بيان يفيد بأن "قسد" هي مَن حررتها، وأن وحدات حماية الشعب الكردية انسحبت إلى خارج المدينة، وأن من بقي فيها هم أبناؤها فقط، وطبعاً لم يكن للبيان صلة بالواقع".

وكانت تركيا طالبت الولايات المتحدة مراراً بتنفيذ وعدها بإخراج مقاتلي الميليشيات الكردية من منبج إلى شرقي الفرات، وأكدت أن واشنطن لم تلتزم بتنفيذ وعدها في هذا الشأن.

وذكرت وسائل إعلام تركية أن المنظمتين "المذكورتين أعلاه"، أرسلتا طلباً إلى مكتب المدعي العام في أنقرة من طريق المحامي تانكوت تانر، وطالبتا باعتقال ماكغورك، وأشارت المذكرة إلى "تعاون المبعوث الأميركي في التحالف، مع المنظمات التي هددت أمن تركيا، ولا بد من اعتقاله لأنه ينتهك القانون التركي.

وسبق أن طالبت تركيا على لسان وزير خارجيتها مولود جاويش أوغلو، في أيار/مايو الماضي، بتغيير ماكغورك، واتهمته بدعم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري.

ومن ضمن اعترافات سلو، أن آلافاً من مسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي غادروا مدينة الرقة بصفقة سرية، وافقت عليها الولايات المتحدة.

وأكد سلو أن الرقة لم تكن أول منطقة يتم إخلاء "داعش" منها بالتفاوض، بل كانت الثالثة. وأميركا والقائد العام لـ"قسد" شاهين جيلو "القيادي في حزب العمال الكردستاني"، فعلوها بالتفاهم فيما بينهم، وقبل الإعلان عن تحرير منبج بفترة وجيزة، أصدر المجلس العسكري لمدينة منبج بياناً أعلن فيه السماح لألفي إرهابي من "داعش" بالخروج من منبج بدروع بشرية، هذا كان أول اتفاق مع داعش، والاتفاق الثاني كان في مدينة الطبقة، وهي تقسم بين سد الطبقة ومنطقة الثورة التي يقطنها المدنيون، حيث تمت السيطرة على سد الطبقة وأعلن عن ذلك، إلا أن منطقة الثورة لم تتم السيطرة عليها رغم شنّ عدة هجمات عليها، جميعها باء بالفشل لوجود مقاومة عنيفة من "داعش".

قالت صحيفــة "يني شفق" التركية، إن من بين قتلى مقاتلي تنظـــيم (PYD)، (ب ي د) في سوريا، الذين سقطوا عام 2016 الماضي، 550 عنصراً يحملون الجنسية التركـــية، وفق تقرير نسبته الصحيفة إلى المخابرات التــابعــة للنظام في سـوريا، ويشـــير التقرير إلى أن نحـــو 55% من مقاتلي هذا التنظــــيم جـــاؤوا من جبال قنديل من أصول تركــية، حيث وضع في التقرير تاريخ ميـــلادهم وصورهم، وأكثرهم من مدن ديار بكر وسروج التركيتين.

وأفادت وسائل إعلام تركية، بأن جمعـيـــات وهمية في الولايات المتحدة وعــدداً من المدن الأوروبية، تشرف على إرسال مقاتلين أجانب للقتال بصفوف تنظيم "ب ي د" في سوريا، ووفق صحيفة "تقويم" التركية، فإن عدد المقاتلين الأجانب في صفوف "ب ي د" الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني، يتخطى السبعة آلاف.

نقلاً عن صحيفة الحياة اللندنية


ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.


المصدر : http://www.huffpostarabi.com/basel-elhaj-gasem/post_16619_b_18905982.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi


تعبيراتتعبيرات