الأربعاء، 31 مايو 2017

إيفانكا تُحدث ضجة بالصين.. اختفاء ناشطَين يُحقِّقان بشأن مصنعها الخاص بالأحذية.. إليك القصة كاملة

إيفانكا تُحدث ضجة بالصين.. اختفاء ناشطَين يُحقِّقان بشأن مصنعها الخاص بالأحذية.. إليك القصة كاملة


اعتقلت الشرطة ناشِطاً عُمَّالياً يعمل سراً على تحقيقاتٍ تتعلَّق بالاستغلال في أحد المصانع الصينية التي تُصنِّع أحذية إيفانكا ترامب، بينما يوجد ناشطان آخران مفقودان، وهو الأمر الذي يثير المخاوف من أنَّ علاقات الشركة بعائلة الرئيس الأميركي ربما أدَّت إلى معاملةٍ أكثر صرامة.

ولا تنتج شركة إيفانكا ترامب بشكل مباشر في الصين، لكنها عهدت بجزء من إنتاجها إلى مجموعات في الصين تنتج ملابس وأحذية وحقائب يد، حسبما ورد في تقرير في موقع صحيفة "الرأي اليوم".

ونقلت وكالة رويترز عن لي تشيانغ، مدير المنظمة الحقوقية الصينية "China Labor Watch"، أن الناشط هوا هاى فنغ اعتُقل في محافظة جيانغ شي جنوب شرقي البلاد؛ للاشتباه في استخدامه غير المشروع أجهزة تصنت.

ولفت الحقوقي الصيني إلى أنه بالإضافة إلى اعتقال هاي، فإن هناك اثنين آخرين مفقودين كانا يجريان تحقيقات عن المعمل الذي ينتج أحذية لماركة إيفانكا ترامب ولماركات غربية أخرى.

ووجه مدير المنظمة الحقوقية الصينية نداء إلى "الرئيس الأميركي ترامب وإلى إيفانكا نفسها، وإلى الشركة المرتبطة بها؛ من أجل العمل على حماية وإطلاق سراح نشطاء المنظمة".

وذكرت وكالة أسوشيتد برس، نقلاً عن رئيس المنظمة الحقوقية الصينية، أن الاتصال بالنشطاء الثلاثة انقطع في العطلة الأسبوعية، مرجحاً أن تكون الشرطة أو الشركة قد احتجزتهم؛ كي "لا يتم الوصول إليهم".

وأفادت الوكالة بأن منظمة "China Labor Watch" (منظمة مراقبة حقوق العمالة الصينية) تستعد لنشر تقرير عن تلك التحقيقات في يونيو/حزيران 2017.

وذكرت زوجة الناشط هوا هايفنغ أنَّ الشرطة أوقفته على خلفية الاشتباه في قيامه بأعمال مراقبةٍ غير قانونية. وكان هوا قد عمِل لصالح منظمات حقوق العمال أكثر من عقدٍ من الزمن، وكان يُحقِّق بخصوص مصنعٍ يقع جنوبي مقاطعة غوانغدونغ الصينية لصالح منظمة "تشاينا لابور ووتش" الحقوقية التي تتَّخذ من نيويورك مقراً لها.

وحسب تقرير لصحيفة لصحيفة الغارديان البريطانية حاول هوا، (36 عاماً)، السفر إلى هونغ كونغ الأسبوع الماضي، لكن جرى توقيفه عند الحدود. وخضع للتحقيق بعد ذلك من جانب الشرطة في مدينة شنزين، وهي مدينة تقع على الحدود الصينية مع هونغ كونغ، ثُمَّ أُطلِق سراحه. ثُمَّ سافر بعد ذلك إلى مقاطعة جيانغشي واختفى، قبل أن تُخطِر الشرطة زوجته.



كنت خائفة





وقالت زوجته دينغ لصحيفة الغارديان: "لقد كنتُ خائفةً حينما اتصلت بي الشرطة، كنتُ أرتعدُ مع مزيجٍ من الخوف والغضب"، مُضيفةً أنَّها كانت قلِقة من أنَّها لن تكون قادرة على إعالة طفليها الصغيرين و3 من الأقارب المُسنين دون دخل زوجها.

وتسلِّط هذه القضية الضوء على الحساسية السياسية لعلامةٍ تجارية مرتبطة بعائلة دونالد ترامب، الذي انتقد الصين خلال حملته الانتخابية مِراراً لاستيلائها على وظائف الأميركيين، لكنَّه ظلَّ منذ ذلك الحين يتقرَّب إلى الرئيس الصيني شي جين بينغ.

وقد حصل ترامب نفسه على العشرات من العلامات التجارية في الصين منذ أصبح رئيساً، ورُصِد أقاربٌ لغاريد كوشنر مستشار الرئيس ترامب، وهم يحاولون استدراج مستثمرين أثرياء للمشاركة في استثماراتٍ فخمة، مع إمكانية الحصول على البطاقة الخضراء الأميركية في المقابل، حسب الغارديان.

وخضعت المنظمات غير الحكومية الأجنبية في الصين لتدقيقٍ متزايد منذ وصول شي إلى الحكم في عام 2012، ويطالب قانونٌ أُقِرَّ أخيراً المجموعات العامِلة في البلاد بالتسجيل لدى الشرطة.



انتهاكات





وقال لي قيانغ، المدير التنفيذي لمنظمة China Labor Watch، إنَّ رجلين آخرين، هما: لي تشاو، وسو هينغ، كانا قد حقَّقا بخصوص مصنعٍ في مقاطعة جيانغشي يُجمِّع أحذية إيفانكا ترامب، وكانا لا يزالان مفقودين حتى الأربعاء 31 مايو/آيار 2017. ويعتقد لي أنَّ الشرطة قد احتجزتهما، أو أنَّهما محتجزان في المصنع.

وقال لي: "أعتقد أنَّهما كانا محتجزين؛ لأنَّ هذا المصنع يُصنِّع منتجاتٍ لإيفانكا ترامب، ولذا، أصبح هذا الموقف الآن سياسياً ومعقَّداً للغاية. أناشد الرئيس ترامب، وإيفانكا ترامب نفسها، وعلامتها التجارية، الدعوة والضغط من أجل إطلاق سراح نشطائنا".

وأضاف لي أنَّ النشطاء السريين كانوا على وشك ادِّعاء وجود مجموعةٍ من انتهاكات العمل في المصنع، من ضمنها دفع رواتب تقل عن الحد الأدني للأجور في الصين، وإساءة المديرين لفظياً إلى العاملين، و"انتهاكاتٍ لحقوق المرأة".

وقال لي إنَّه تواصل مع علامة إيفانكا التجارية في 27 أبريل/نيسان الماضي؛ لإطلاعهم على انتهاكات العمل، وحثَّهم على ضمان امتثال مُورِّديهم للقانون الصيني، لكنَّ شيئاً لم يتغيَّر.



كيف استجابت إيفانكا؟





ورفضت علامة إيفانكا التجارية التعليق حينما تواصلت معها صحيفة الغارديان. وقالت المرأة التي أجابت على الهاتف من مكتب الأمن العام بمقاطعة جيانغشي، والموجود بمدينة قانتشو، قائلةً فقط: "أنا مشغولةٌ الآن"، قبل أن تنهي المكالمة.

ولم يُجب على المكالمات التي أُجريت مع مجموعة هواجيان، المالِكة للمصنع، وقال المُوظَّفون في المصنع الذي تخفَّى فيه النشطاء الثلاثة إنَّهم لم يكونوا على علمٍ بالقضية.

وتُصنِّع مجموعة هواجيان كذلك منتجاتٍ لشركة Coach، ولمُصمِّم الأزياء كارل لارغرفيلد، وعلامة Kendall + Kylie التجارية في المصنع ذاته الذي تخفَّى فيه النشطاء.

وأضاف لي: "على مدار الـ17 عاماً الأخيرة، أجرينا المئات من التحقيقات في المصانع بمختلف أنحاء الصين، لكن هذه هي المرة الأولى التي يُحتَجَز فيها أيٌّ من مُحقِّقينا. إنَّ الاتهام المُوجَّه من شرطة جيانغشي ليس له أساس واقعي".

وعادةً ما يُطرَد النشطاء من المصنع ببساطة، أو في أسوأ الأحوال يجري استجوابهم من قِبَل الشرطة قبل إطلاق سراحهم. وكانت منظمة تشاينا لابور ووتش قد تخفَّت قبل ذلك في مصانع شركتي آبل وسامسونغ في الصين، ولم تحدث أية مشكلة.

واتصلت الشرطة بالناشط لي تشاو، أحد الناشطين المفقودين، قبل اختفائه، لكن لم يُطلَب منه الخضوع لاستجواب. وقد عمِل في المصنع نفسه تماماً مثل هوا في غواندونغ، لكنَّه طُرِد بعد 5 أيام؛ لالتقاطه صوراً بهاتفه الجوال. وذهب بعد ذلك إلى جيانغشي واختفى.

وحسب وكالة تقرير لوكالة رويترز، فقد منحت بكين موافقة مبدئية لنحو 38 علامة تجارية لها صلة بدونالد ترامب؛ ما يعطي الرئيس الأميركي وأسرته حماية كافية لتطوير علامة "ترامب" التجارية في السوق.

وقالت وزارة الخارجية الصينية الشهر الماضي، إن الحكومة تتعامل على قدم المساواة مع طلبات تسجيل العلامات التجارية، وذلك بعد تقرير قال إن شركة إيفانكا، ابنة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حصلت على موافقة لعلامات تجارية جديدة في الصين.

وقالت أسوشييتد برس إنه منذ تولي ترامب السلطة يوم 20 يناير/كانون الثاني 2017، حصلت علامة "إل إل سي" التجارية، المملوكة لإيفانكا ترامب، على موافقة مبدئية من الصين تشمل 5 علامات تجارية على الأقل، إضافة إلى 16 علامة تجارية مسجلة بالفعل وأكثر من 30 تنتظر الموافقة.

وقال التقرير إنه في السادس من أبريل/نيسان 2017 عندما اجتمع ترامب مع الرئيس الصيني شي جين بينغ في فلوريدا، حصلت شركة إيفانكا على موافقة مبدئية من الصين لـ3 علامات تجارية جديدة تشمل الحلي والحقائب وخدمات المنتجعات الصحية.

وبسؤاله عن التقرير، قال لو كانغ المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، إنه لا يوجد أي خروج عن المألوف.

وأضاف: "نحن نتبع دائماً مبدأ المساواة في حماية حقوق العلامات التجارية القانونية لملاك العلامات التجارية من الشركات الأجنبية، ونتعامل مع تسجيل العلامات التجارية ذات الصلة وفقاً للقانون والقواعد".

وتسلط العلامات التجارية -التي تغطي نظرياً نطاقاً واسعاً من الأنشطة مثل الفنادق والمكتبات المتنقلة- الضوء على التعقيدات وبواعث القلق المحتملة بشأن تضارب المصالح الذي يواجهه الرئيس ترامب صاحب إمبراطورية الأعمال الضخمة التي تستخدم علامة "ترامب" في أنحاء العالم.

ونقلت رويترز عن بعض المشرعين الأميركيين تساءلهم بخصوص ما إذا كان منصب الرئيس قد يعطي معاملة تفضيلية لشركات ترامب. لكن محامي العلامات التجارية قالوا إن عملية الموافقة لا تبدو غير عادية.

وطالب السيناتور الديمقراطي بن كاردن، أكبر عضو بلجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، بإجراء مناقشات رسمية عن موافقات العلامات التجارية الصينية وبشأن "المخاطر الدستورية المحتملة التي تمثلها".

كان كاردن تقدم من قبل بمشروع قانون لمطالبة ترامب بقطع علاقته بمؤسسة ترامب؛ لتفادي انتهاك قانون يحظر على الموظف العام قبول أي هدية قيّمة من الحكومات الأجنبية دون موافقة الكونغرس.


المصدر : http://www.huffpostarabi.com/2017/05/31/story_n_16893056.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi


تعبيراتتعبيرات