الرئيس الأميركي يبتعد عن الحليف القديم لبلاده.. وقادة أوروبا يتحدونه بالسخرية أحياناً
هل تؤدي سياسات الرئيس ترامب إلى مزيد من الابتعاد للحلفاء الأوروبيين عن الولايات المتحدة الأميركية، وهل يمكن أن تؤدي هذه السياسات لتفكك حلف الأطلنطي؟
صحيفة واشنطن بوست الأميركية اعتبرت في تقرير لها أنه من الواضح تماماً أن زيارة ترامب إلى أوروبا لم تسر على ما يرام. وقالت: "كانت الأنباء الواردة حول مصافحاته الفظَّة مع القادة الأوروبيين، فضلاً عن صور الشخصيات الكبيرة المُرتبِكة والمطأطئة عبر سلسلةٍ من الصور المُحرِجة، دليلاً كافياً، لكنَّ التصريحات التي تلت الرحلة أكَّدت ذلك".
ففي مهرجانٍ بافاري شعبي الأحد، 28 مايو/أيار 2017، فجَّرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قنبلةً خطابية. وقالت إنَّه بالنظر "لما شهدته في السنوات الأخيرة"، فإنَّ الأيام التي "كان بإمكاننا أن نعتمد كلياً على الآخرين قد ولَّت بدرجةٍ معينة".
وأعلنت ميركل أنَّ الوقت قد حان للأوروبيين "ليتولوا زمام مصيرهم بأيديهم". وبينما أكَّدت أهمية "الصداقة" مع الولايات المتحدة، ظهر جلياً أنَّها قد خرجت من لقاءاتها المختلفة مع ترامب بقناعةٍ قوية: "علينا، كأوروبيين، أن نحارب من أجل مستقبلنا، ومن أجل مصيرنا".
وتأتي تصريحات ميركل بعد لقاء جمع ترامب بقادة حلف الناتو يوم الخميس الماضي، حيث طلب فيه من الحاضرين رفع نفقات الدفاع، بينما لم يستطع قادة الدول السبع الكبار، في اجتماعهم يومي الجمعة والسبت الماضيين، بمن فيهم ميركل، إقناع ترامب بالتزام بقاء الولايات المتحدة في اتفاقية باريس للمناخ، حسب تقرير لموقع "سي إن إن بالعربية".
وقال ترامب بعد الاجتماع إنه يعوّل على الوصول إلى اتفاق نهائي خلال الأسبوع المقبل، ولم تكن الولايات المتحدة من الموافقين على البيان النهائي للدول السبعة الكبار بعد نهاية الاجتماع.
وكتبت مجلة دير شبيغل الألمانية أنَّ تصريحات ميركل هي على الأرجح مؤشِّرٌ على "أنَّها تفقد الأمل في إمكانية العمل بشكلٍ بنّاء جنباً إلى جنب مع ترامب". ففي النهاية، استخدم الرئيس الأميركي منبره في مقر حلف شمال الأطلسي (الناتو) لتوبيخ نظرائه الأوروبيين على عدم دفع حصَّتهم العادِلة من النفقات الدفاعية، لكن الأهم هو أنَّه لم يؤكِّد التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن الأعضاء الحلفاء إذا ما تعرَّضوا لهجوم.
وفي قمة مجموعة السبع التي عُقِدت في صقلية الإيطالية خلال عُطلة نهاية الأسبوع، رفض ترامب التأكيد على دعم الولايات المتحدة لاتفاقية باريس للمناخ لعام 2015. وأدَّى ذلك إلى توبيخٍ حاد يوم الاثنين، 29 مايو/أيار، من وزير الخارجية الألماني سيغمار غابرييل، الذي قارن هذا التأزُّم بزيارة ترامب الحارّة إلى السعودية وصفقة الأسلحة التي وُقِّعت بين البلدين وتبلغ قيمتها 110 مليارات دولار.
وقال غابرييل: "أي شخصٍ يُعجِّل بالتغيُّر المناخي عن طريق إضعاف الحماية البيئية، ويبيع مزيداً من الأسلحة في مناطق الصراع، ولا يرغب في حل الصراعات الدينية سياسياً هو شخصٌ يضع السلام في أوروبا على المحك".
وردَّ ترامب الهجوم الثلاثاء، واندفع مهاجِماً ألمانيا بسبب سياساتها التجارية غير العادِلة المزعومة وإنفاقها الدفاعي الهزيل.
فغرَّد قائلاً: "لدينا عجزٌ تجاري هائل مع ألمانيا، فضلاً عن أنَّهم يدفعون أقل كثيراً مما يجب عليهم في الناتو وفي الإنفاق العسكري. إنَّه أمرٌ سيئ للغاية بالنسبة لنا. وسيتغيَّر ذلك".
وخلُصَت آن أبلباوم، الكاتبة بصحيفة واشنطن بوست الأميركية إلى أنَّ "نتيجةً لتلك الرحلة، فإنَّ النفوذ الأميركي، الذي لطالما مُورِسَ في أوروبا عبر تحالفات المنفعة المتبادلة العسكرية والتجارية، في أصعب حالاته في الذاكرة الحديثة. لقد تراجعت العلاقات الأميركية – الألمانية، التي تُمثِّل جوهر التحالف العابِر للمحيط الأطلنطي على مدى اكثر من 70 عاماً، إلى مستوى جديد".
ويُعَد هذا الخِلاف لافتاً للنظر، خصوصاً حينما يُقارن بالفترة الأفضل التي قضاها ترامب في الرياض. وقال ستيفن بيرلينغ، الخبير الألماني في العلاقات الأطلنطية بجامعة ريغنسبورغ، لزميلي ريك ناوك: "يعتقد الأوروبيون أنَّ ترامب يعاملهم أسوأ من بلدانٍ كروسيا ودوّل الخليج".
ولا يقتصر الجفاء تجاه ترامب على ألمانيا. ففي يوم الإثنين، 29 مايو/أيار، ظهرت صورةٌ على حساباتٍ نرويجية رسمية على تويتر تُظهِر رؤساء وزراء النرويج، وآيسلندا، والسويد، والدنمارك، وفنلندا وهم يمسكون جميعهم بكرة قدم. وفُسِّر ذلك على أنَّه سخرية من صورة ترامب السيريالية في أثناء تدشين مركزٍ لمكافحة الإرهاب في الرياض.
فغرَّد حسابٌ يحمل اسم Steffen مُعلِّقاً على الصورة قائلاً: "حينما يسخر رؤساء الوزراء الإسكندنافيون علناً من #الرئيس_ترامب".
وفي الوقت نفسه، قام الرئيس الفرنسي المُنتخب حديثاً بتلميحٍ عن طريق نشره لمصافحةٍ قوية مع ترامب، وتشبيه الرئيس الأميركي بالحُكَّام المستبدين في مناطق أخرى.
فقال: "إنَّ دونالد ترامب، أو الرئيس التركي، أو الرئيس الروسي يرون الأمور من منظورِ علاقات القوة، وهو أمرٌ لا يزعجني. وأنا لا أدع أي شيءٍ يفوتني. وهذه هي الطريقة التي يجعل المرء بها من نفسه محل احترام".
وتابع ذلك في اليوم التالي بعملٍ آخر لافت للنظر. فحينما كان يقف على المنصة إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في باريس، انتقد ماكرون الرئيس الروسي بسبب انتهاكات حقوق الإنسان ونشر الدعاية عبر وسائل الإعلام الروسية المُموَّلة من الدولة.
صحيفة واشنطن بوست الأميركية اعتبرت في تقرير لها أنه من الواضح تماماً أن زيارة ترامب إلى أوروبا لم تسر على ما يرام. وقالت: "كانت الأنباء الواردة حول مصافحاته الفظَّة مع القادة الأوروبيين، فضلاً عن صور الشخصيات الكبيرة المُرتبِكة والمطأطئة عبر سلسلةٍ من الصور المُحرِجة، دليلاً كافياً، لكنَّ التصريحات التي تلت الرحلة أكَّدت ذلك".
ففي مهرجانٍ بافاري شعبي الأحد، 28 مايو/أيار 2017، فجَّرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قنبلةً خطابية. وقالت إنَّه بالنظر "لما شهدته في السنوات الأخيرة"، فإنَّ الأيام التي "كان بإمكاننا أن نعتمد كلياً على الآخرين قد ولَّت بدرجةٍ معينة".
وأعلنت ميركل أنَّ الوقت قد حان للأوروبيين "ليتولوا زمام مصيرهم بأيديهم". وبينما أكَّدت أهمية "الصداقة" مع الولايات المتحدة، ظهر جلياً أنَّها قد خرجت من لقاءاتها المختلفة مع ترامب بقناعةٍ قوية: "علينا، كأوروبيين، أن نحارب من أجل مستقبلنا، ومن أجل مصيرنا".
وتأتي تصريحات ميركل بعد لقاء جمع ترامب بقادة حلف الناتو يوم الخميس الماضي، حيث طلب فيه من الحاضرين رفع نفقات الدفاع، بينما لم يستطع قادة الدول السبع الكبار، في اجتماعهم يومي الجمعة والسبت الماضيين، بمن فيهم ميركل، إقناع ترامب بالتزام بقاء الولايات المتحدة في اتفاقية باريس للمناخ، حسب تقرير لموقع "سي إن إن بالعربية".
وقال ترامب بعد الاجتماع إنه يعوّل على الوصول إلى اتفاق نهائي خلال الأسبوع المقبل، ولم تكن الولايات المتحدة من الموافقين على البيان النهائي للدول السبعة الكبار بعد نهاية الاجتماع.
ترامب يوبخهم
وكتبت مجلة دير شبيغل الألمانية أنَّ تصريحات ميركل هي على الأرجح مؤشِّرٌ على "أنَّها تفقد الأمل في إمكانية العمل بشكلٍ بنّاء جنباً إلى جنب مع ترامب". ففي النهاية، استخدم الرئيس الأميركي منبره في مقر حلف شمال الأطلسي (الناتو) لتوبيخ نظرائه الأوروبيين على عدم دفع حصَّتهم العادِلة من النفقات الدفاعية، لكن الأهم هو أنَّه لم يؤكِّد التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن الأعضاء الحلفاء إذا ما تعرَّضوا لهجوم.
وفي قمة مجموعة السبع التي عُقِدت في صقلية الإيطالية خلال عُطلة نهاية الأسبوع، رفض ترامب التأكيد على دعم الولايات المتحدة لاتفاقية باريس للمناخ لعام 2015. وأدَّى ذلك إلى توبيخٍ حاد يوم الاثنين، 29 مايو/أيار، من وزير الخارجية الألماني سيغمار غابرييل، الذي قارن هذا التأزُّم بزيارة ترامب الحارّة إلى السعودية وصفقة الأسلحة التي وُقِّعت بين البلدين وتبلغ قيمتها 110 مليارات دولار.
وقال غابرييل: "أي شخصٍ يُعجِّل بالتغيُّر المناخي عن طريق إضعاف الحماية البيئية، ويبيع مزيداً من الأسلحة في مناطق الصراع، ولا يرغب في حل الصراعات الدينية سياسياً هو شخصٌ يضع السلام في أوروبا على المحك".
وردَّ ترامب الهجوم الثلاثاء، واندفع مهاجِماً ألمانيا بسبب سياساتها التجارية غير العادِلة المزعومة وإنفاقها الدفاعي الهزيل.
فغرَّد قائلاً: "لدينا عجزٌ تجاري هائل مع ألمانيا، فضلاً عن أنَّهم يدفعون أقل كثيراً مما يجب عليهم في الناتو وفي الإنفاق العسكري. إنَّه أمرٌ سيئ للغاية بالنسبة لنا. وسيتغيَّر ذلك".
We have a MASSIVE trade deficit with Germany, plus they pay FAR LESS than they should on NATO & military. Very bad for U.S. This will change
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) May 30, 2017
تراجع للنفوذ الأميركي
وخلُصَت آن أبلباوم، الكاتبة بصحيفة واشنطن بوست الأميركية إلى أنَّ "نتيجةً لتلك الرحلة، فإنَّ النفوذ الأميركي، الذي لطالما مُورِسَ في أوروبا عبر تحالفات المنفعة المتبادلة العسكرية والتجارية، في أصعب حالاته في الذاكرة الحديثة. لقد تراجعت العلاقات الأميركية – الألمانية، التي تُمثِّل جوهر التحالف العابِر للمحيط الأطلنطي على مدى اكثر من 70 عاماً، إلى مستوى جديد".
ويُعَد هذا الخِلاف لافتاً للنظر، خصوصاً حينما يُقارن بالفترة الأفضل التي قضاها ترامب في الرياض. وقال ستيفن بيرلينغ، الخبير الألماني في العلاقات الأطلنطية بجامعة ريغنسبورغ، لزميلي ريك ناوك: "يعتقد الأوروبيون أنَّ ترامب يعاملهم أسوأ من بلدانٍ كروسيا ودوّل الخليج".
ولا يقتصر الجفاء تجاه ترامب على ألمانيا. ففي يوم الإثنين، 29 مايو/أيار، ظهرت صورةٌ على حساباتٍ نرويجية رسمية على تويتر تُظهِر رؤساء وزراء النرويج، وآيسلندا، والسويد، والدنمارك، وفنلندا وهم يمسكون جميعهم بكرة قدم. وفُسِّر ذلك على أنَّه سخرية من صورة ترامب السيريالية في أثناء تدشين مركزٍ لمكافحة الإرهاب في الرياض.
فغرَّد حسابٌ يحمل اسم Steffen مُعلِّقاً على الصورة قائلاً: "حينما يسخر رؤساء الوزراء الإسكندنافيون علناً من #الرئيس_ترامب".
When the Nordic prime ministers are openly mocking #PresidentTrump and the #Saudis .. pic.twitter.com/6G1iOlf2qK
— Steffen (@TVMaury) May 29, 2017
ماكرون
وفي الوقت نفسه، قام الرئيس الفرنسي المُنتخب حديثاً بتلميحٍ عن طريق نشره لمصافحةٍ قوية مع ترامب، وتشبيه الرئيس الأميركي بالحُكَّام المستبدين في مناطق أخرى.
فقال: "إنَّ دونالد ترامب، أو الرئيس التركي، أو الرئيس الروسي يرون الأمور من منظورِ علاقات القوة، وهو أمرٌ لا يزعجني. وأنا لا أدع أي شيءٍ يفوتني. وهذه هي الطريقة التي يجعل المرء بها من نفسه محل احترام".
وتابع ذلك في اليوم التالي بعملٍ آخر لافت للنظر. فحينما كان يقف على المنصة إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في باريس، انتقد ماكرون الرئيس الروسي بسبب انتهاكات حقوق الإنسان ونشر الدعاية عبر وسائل الإعلام الروسية المُموَّلة من الدولة.
المصدر : http://www.huffpostarabi.com/2017/05/31/story_n_16897410.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi
تعبيراتتعبيرات