الخميس، 1 يونيو 2017

بـ7 أخطاء قاتلة.. أحمد مكي يسهم في القضاء على مسلسله الجديد!

بـ7 أخطاء قاتلة.. أحمد مكي يسهم في القضاء على مسلسله الجديد!


الممثل أحمد مكي "الكبير أوي"، عاد إلى شاشات رمضان بمسلسل "خلصانة بشياكة"، بعد طول انتظار وترقب. لكن المفاجآت والصدمات تتوالى بعد عدة حلقات من البداية.


الصفحة الرسمية للمسلسل على فيسبوك تحمل القليل من الترحيب بالعمل، والكثير من الشكاوى وخيبة الأمل من النجم الكوميدي، واختياراته.


بخلطة جديدة تضم كل أدواته الكوميدية الناجحة: فانتازيا طازجة من نهاية العالم، حيث شخصيات مهووسة بالحرب ضد الجنس الآخر، تتخللها نوستالجيا العالم القديم والسخرية؛ ما سيصبح كلاسيكياً في المستقبل. أيضاً تجنب "بعض" أخطائه الشهيرة السابقة واستعان بحلفاء جدد أكثر من مجرد سنّيدة.. كان من المفترض أن تكون هذه عودة ناجحة للمباراة (Comeback بلغة الكرة)، لكنه مع ذلك يبدو أن مكي هو الخاسر الأكبر؛ الكبير أصبح قديماً.




يكرر مشاهد البداية بعد 7 سنوات






الشمس حارقة والصحراء قاحلة، يبرز هو من خلف التبة على صهوة جواده ثم بالتدريج يظهر جيشه، إنها طبول الحرب، يلقي خطاباً حماسياً على رجاله ويصدّ تعليقاً "فصيلاً" من أحد السنّيدة، يهتفون باسمه، السنيد الفصيل مرة أخرى، يتقدم للقاء قريب مع قائد جيش الأعداء، إذاً هي الحرب، ثم ننتقل إلى لحظة الاحتفال بالانتصار.


هذا ما يحدث في الدقائق الأولى لمسلسل "الكبير أوي" في 2010، ويا للمفارقة! هي نفس بداية "خلصانة بشياكة" بعد مرور 7 سنوات مع اختلاف تفاصيل بسيطة، الأساس هو "الدَخلة" المميزة لمكي، الذَّكَر المسيطر.









بنسبة 17% ستجد إفيهات تضحكك لأسباب شخصية تختلف من فرد لآخر، غالباً لأنك ضحكت على الإفيه نفسه في السوشيال ميديا من قبل، فيتم مط الإفيه الواحد حتى يشارك الجميع، وعندما يوجد الكبير في المشهد فإنه يقوم بدور موزع الأوراق في لعبة الروليت.


الإفيه يبدأ من عنده ويصل إليه في النهاية لينهيه بعصبية، لكن لا تنكر أنه يوزع الأوراق بشكل جيد.












مكي ليس مجرد ممثل بل صانع أفلام متحكم






سنغادر 2041 ونعود إلى 2005، عندما اكتشف أحمد مكي أن أصوات اللكمات في السينما المصرية طوال تاريخها هي نتاج القرع على علبة من الصفيح (لهذا كنا نجد أن صوت اللكمة أفخم من حركة الممثلين)، وأنه ربما كان صوت إغلاق باب سيارته الـ128 يؤدي الغرض بشكل أفضل.


حدث هذا في أثناء إخراجه فيلمه الطويل الأول "الحاسة السابعة"، الذي كان الأخير للأسف!


كان دور مكي أشبه بما نطلق عليه الآن "صانع أفلام"، حيث المخرج يقوم بكل شيء تقريباً في الفيلم، من تصميم معارك الكونغ فو وحتى تسجيل بعض المقاطع الأساسية بصوته. من هنا، كان مكي هو كل شيء في العمل حتى لو اختار طوعاً (أو قسراً في الحقيقة) ألا يكون النجم الأوحد.











مكي يفرض أسلوب نكتة التسعينات






تظهر لمسات مكي المسيطرة منذ اللحظة الأولى. يقوم الكوميديان أحمد أمين بأداء دور الزوج الذي لا يرفع غطاء المرحاض، في أداء لا يختلف في أي شيء عما يقدمه ببرنامجه "البلاتوه"، لكن أمين لم يجرؤ أبداً على الوصول للمرحاض.


هذه هي أفكار مكي، وكذلك تصاعد الصراع السياسي بين الرجال والنساء، وطريقة تناوله في نشرات الأخبار، وتحوله لمعركة سخيفة بين الأطفال. (في الحلقة الرابعة هناك محاكاة ساخرة لأغنية سعاد حسني "البنات ألطف الكائنات" بحيث تتحول إلى "صراصير البلاعات" وهي محاكاة لم أسمعها منذ بداية التسعينات).











يتحرك في حدود صورته كذَكَر تقليدي مسيطر






اعتاد مكي أن يكون السمكة الكبيرة الوحيدة في حوض صغير، لهذا تسرَّبَ السنّيدة من حوله عبر 5 أجزاء من مسلسل الكبير أوي. بعدها، دخل في فترة غياب إجباري مُرضٍ، وهو ما استغله لاستدرار العطف والدعاية لعودته.


الآن، أصبحت سنيدته دنيا سمير غانم بطلة كوميدية مستقلة سبقته العام الماضي، وهذا العام تتفوق عليه في عدد المشاهدات على يوتيوب. لهذا كانت الحاجة إلى شيكو وهشام مجدي، وهما بدورهما يعانيان انفصالهما عن الضلع الثالث أحمد فهمي، الذي تفوق عليهما في موسم الصيف السينمائي الماضي.


خطوط المنافسة تتقاطع وتتشابك في موعد العرض نفسه: "خلصانة بشياكة" يُعرض على شبكة dmc، وعلى شبكة CBC ستجد مسلسل "في اللالا لاند" لدنيا سمير، وفي الموعد نفسه مسلسل فهمي "ريّح المدام".


مشاهدات الحلقة الأولى لأعلى 3 مسلسلات وقت الإفطار حتى مساء 4 رمضان


الكوميديا هي إعادة تركيب للواقع، وبقدر ما يكون الإفيه (النكتة) مركباً يأتي الضحك. لهذا لا توجد مسؤولية كبيرة على هشام مجدي، الذي تبدو تركيبته النمطية خالية من المعاناة، بعكس شيكو الذي تفرض بدانته فرصاً كوميدية مستمرة. وهو بنى مسيرته بالتشارك مع رفيقيه، ولا يحصر نفسه في نموذج نمطي للبطل سيد الرجال مثل مكي.


يظهر شيكو كذَكَر ضمن جيش النساء ليستعرض تفهمه لعالمهن، الذي يبدو لنا في غاية التفاهة؛ لأننا ما زلنا في عالم يرسم حدوده أحمد مكي. هذا هو الخلل المثالي الذي تسعى الكوميديا لارتكابه في المنطق الفاسد للواقع، ولهذا تأخر مستوى الضحك حتى جملته الأولى بالحلقة الثانية. وحتى عندما يلجأ إلى القلش التقليدي الممل، يظل هذا أفضل من مكي الذي يتحرك في حدود صورته كذَكَر تقليدي مسيطر.











لا يجد الكوميديا قبل الحلقة الرابعة






هناك مناطق أخرى للكوميديا (والملل أيضاً) بوجود محمد أسامة (أوس أوس) في دور مساعد مكي التافه، ودينا محسن (ويزو) في دور المقاتلة البدينة الشرسة. الاثنان في دورين قدماهما شخصياً لعشرات المرات في عرض "مسرح مصر".









في يوم ما، سوف يسعى العلماء لمعرفة سبب نجاح هذا العرض الذي لم أصادف شخصاً حقيقياً يقوم بالضحك خلاله، ويعتمد في معظمه على قلش من النوع الذي نشأ بهذه المتوالية الكابوسية: خلصانة بشياكة - خلصانة بعمود خرسانة - خلصانة ومعها حصانة... إلخ (وهذا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية)، ومع هذا ترتفع أسهم الممثلين فيه بشكل مستمر، لدرجة أنه تم توزيعهم على كل المسلسلات الكوميدية لهذا العام.









لكن في ظروفٍ ما يتوافر من المسلسلات الكوميدية برمضان الحالي، وفي حال ما فُرض عليك أحد المسلسلات في وقت الإفطار، فإني أتمنى أن يكون "خلصانة بشياكة".


سيظل هناك شيكو، هشام أحياناً، وربما يستيقظ مكي كوميدياً في الحلقات ما بعد الرابعة، وعلى الأقل هناك لطشات ساخرة غير متوقعة تفوق ما قد تعانيه مع سرطان القلش، إضافة إلى تميزه في تصميم الإنتاج، فهو يحتوي على أفضل ما تم إنتاجه عن نهاية العالم، وأجواء ما بعد المحرقة بالسينما والدراما المصرية.

















المصدر : http://www.huffpostarabi.com/uoeuoe-oeoeuu/7-_18_b_16910078.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi


تعبيراتتعبيرات