الخميس، 8 يونيو 2017

"جهاد النكاح" عنوان الحرب على داعش.. لماذا يثير مسلسل "غرابيب سود" غضب علماء الأزهر؟

"جهاد النكاح" عنوان الحرب على داعش.. لماذا يثير مسلسل "غرابيب سود" غضب علماء الأزهر؟


"من ترغب في الانضمام إلى جهاد النكاح لإحصان الجنود من المنكر، فلتتفضل على الطاولة التي على اليسار؟". هذا ما تقوله منتقبة -تضع على رأسها شارة التنظيم- لمجموعة من النساء، في مسلسل "غرابيب سود" الذي أنتجته قناة MBC السعودية، والذي يزعم أنه يعرض العالم السري لداعش.

وفور سماعهن دورهن في النكاح، تتهلل السيدات الواقفات، وتقول واحدة منهن لزميلتها وهي تدفعها للانضمام إلى صف من يرغبن في النكاح: "هذا هو.. هيا امشي"، وحين تسألها زميلتها: "النكاح شنو؟ من دون زواج"، فترد عليها مؤكدة: "نعم هذا هو"!

وفي مشهد ثانٍ، تقول أحد قيادات داعش النسائية للمجاهدات المفترَضات: "ما نريده هو أن تعرض كل واحدة منكن نفسها علي أحد المجاهدين"، أي إرضاء لرغبات "المجاهدين".

المسلسل الذي لقي انتقادات على المستويات كافة؛ الفنية والدينية والشبكات الاجتماعية، اتفق منتقدوه على أنه لا يحارب الإرهاب ولكنه يقدّم خدمة مجانية لأعداء الإسلام بتشويهه، وخدمة أخرى للتنظيمات المتطرّفة بتصويره المسلمات بمظهر اللاهثات وراء الجنس، وخدمة ثالثة بوصم حفظة القرآن الكريم بأنهم إرهابيون.










كما صنفه موقع السينما.كوم، المتخصص في تقييم الأفلام العربية والأجنبية، بأنه "محاولة لتشويه الإسلام والمتدينين باسم التصدي لداعش"، وأعطاه تقييم 5.9 فقط من 10 درجات.




لماذا اعترض البعض على عنوان المسلسل؟






وركزت الانتقادات التي تتهم المسلسل بتشويه الإسلام على أن اسمه مقتبس من إحدى آيات سورة فاطر، ويشوه القرآن؛ لأن المقصود بلفظة غرابيب سود في الآية ألوان الصخور والتراكيب الجيولوجية البازلتية السوداء أو شجة الزيتون في تفسير أخر، بينما المسلسل يسقط المعنى على المنتقبات المنضمات إلى داعش ويصفهن بأنهن كالغرابيب السود.

عبد الله بن بجاد العتيبي، المشرف على المضمون في مسلسل غرابيب سود ينفي أن يكون النص الدرامي للمسلسل يحوي أي اتهام لنساء السنّة بالبحث عن الجنس.








ما هو رأي علماء الأزهر؟





يشكك الدكتور سالم عبد الجليل، الأستاذ بكلية الدعوة الإسلامية ووكيل وزارة الأوقاف السابق، في وجود ما يسمي جهاد النكاح الذي روج له مسلسل غرابيب سود وأفلام أخرى، منها "المشخصاتي 2".

وقال لـ"هاف بوست عربي" إن "الإنسان الذي يحمل السلاح للجهاد ضد عدو لا أعتقد أن هذا الشخص يهمه مسألة الجنس أو الحياة ككل، أو تشغله مسألة الجنس أصلاً؛ لأنه ينتظر الموت في أي لحظة، ولا أعتقد أن ذلك الشخص يجلس وينتظر دوره في لقاء حميمي يسمى جهاد النكاح"، والمسلسل قائم على زعم وجود جهاد نكاح. "المسلسل يعالج ظواهر ليست موجودة في الفقه أصلاً"، بحسب قوله.


د. عبد الفتاح العواري عميد كلية أصول الدين، يرى أن "هذه المعالجة الدرامية تعود لنوايا من قاموا بها، بمعنى: هل هدفهم تعليم شبابنا وبناتنا حتى لا يقعوا في براثن هذه الجماعات الإجرامية؟ أم أن نيتهم هي لصق هذا بالإسلام وتشويه صورته الناصعة؟".

ويشدد الدكتور العواري على أنه "لا يوجد شيء يسمى جهاد نكاح وليس له أي تأصيل علمي وشرعي في فقه أئمة الإسلام".





المصدر : http://www.huffpostarabi.com/2017/06/07/story_n_16987860.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi


تعبيراتتعبيرات