بعد نجاح تجربتهما الأولى في فيلم الفيل الأزرق، خاض المخرج مروان حامد، والمؤلف أحمد مراد تجربتهما السينمائية الثانية من خلال فيلم "الأصليين"، الذي بدأ عرضه بالسينمات المصرية مع أول أيام عيد الفطر لكنه لم يحقق الفيلم النجاح المنتظر على مستوى شباك التذاكر.
فهو حتى الآن في مرتبة متأخرة تتأرجح ما بين الأخيرة وقبل الأخيرة، بإيرادات لم تكسر حاجز الـ2 مليون جنيه، تبعاً لآخر الإحصاءات.
يأخذ الفيلم المشاهد إلى تجربة سينمائية رائعة ومختلفة منذ بدايته، عملاً بمقولة العالم الفيزيائي ألبرت أينشتاين "الخيال أهم من المعرفة"، ثم تسير الأحداث في تسلسل هادئ ومترابط يجعلك تتساءل في كل لحظة من هم الأصليين؟ حتى تأتي النهاية بالغموض نفسه؛ لتعطي مساحة لدى المشاهد للاستنتاج والتوقع، الذي ربما لم يعتده المشاهد العربي، وذلك قد يبرر عدم حصول الفيلم على التقدير المناسب في شباك التذاكر.
طاقم فيلم الأصليين
تدور الأحداث حول سمير عليوة، الذي يقوم بدوره الفنان ماجد الكدواني، وهو موظف في مركز مرموق بأحد البنوك، تسير حياته بشكل روتيني عادي لا يوجد به أي شيء مثير للاهتمام، فيحلم في خياله من وقت للآخر بمشاركته في أحد برامج المسابقات الغنائية مع صوته السيئ، ولديه أيضاً هواية جمع الجرائد القديمة التي يدفع في مقابل الحصول عليها مبالغ كبيرة مع عدم قراءته لها. تتوالى الأحداث وتنقلب حياة سمير، بشكل مفاجئ، بعد إقصائه من منصبه في العمل لحساب فتاة صغيرة في السن وجميلة.
تكتمل حالة النضوج الفني للنجم ماجد الكدواني التي ظهرت في كل أعماله الأخيرة لتبلغ أقصاها في هذا الفيلم؛ فقد كانت الدقائق الأولى تدور في فلك شخصيته بشكل شبه كامل، وجاء أداؤه هادئاً ومتزناً بطريقة السهل الممتنع.
تظهر أيضاً في الدقائق الأولى شخصية الزوجة ماهيتاب (كندة علوش) بأداء بسيط وسلس، عبرت من خلاله عن المرأة التي لا تهتم سوى بالمظاهر وتصرف كثيراً من الأموال دون عمل أي حساب لظروف زوجها، جاء أداء كندة بسيطاً ومتميزاً مع مشاهدها القليلة، لكنها استطاعت خلالها تأدية الدور بالشكل المناسب.
تتصاعد الأحداث؛ إذ تحاول إحدى المنظمات السرية تحت اسم "الأصليين" تجنيد ماجد الكدواني من خلال أحد مندوبيها وهو رشدي أباظة، الذي يقوم بدوره الفنان خالد الصاوي، ويأتي تفسيره لماجد عمن هم "الأصليين" قائلاً: "إحنا رُوح الوطن، حراس الأرض، وأنا مندوب الأرض الطاهرة"، يُكمل خالد كلامه عن "الأصليين" بأن كل المصريين لدى هذه المنظمة مراقَبون، ويضرب مثلاً قائلاً: "الرب في السما بيراقب عبيده واحنا إيه غير بشر بيقلد الفكرة".
لا يتضح بشكل كامل ما هي الحقيقة الأكيدة وراء "الأصليين" ومن هم؟ ويُترك ذلك تماماً لاستنتاجات المشاهِد وخياله حتى النهاية.
يتفق رشدي أباظة بعد ذلك مع سمير عليوة على العمل معهم بمقابل مالي مجزٍ لا يستطيع رفضه، خاصةً مع الظروف المادية السيئة التي يمر بها بعد ترك عمله ووصول رصيده في البنك إلى صفر.
همة ماجد الأساسية هي مراقبة ثريا، التي قامت بدورها الفنانة منة شلبي، فيتابع ويرصد كل تحركاتها من خلال أجهزة وتقنيات متقدمة بشكل كبير ويكتب عنها تقارير يومية، وهناك شرط أساسي؛ وهو ألا يحاول نهائياً أن يقترب من تلك الشخصية التي يراقبها أو يتفاعل معها بأي شكل من الأشكال، وفي حال حدوث ذلك، فسوف يتعرض بشكل فوري للعقاب.
يبدو أن خالد الصاوي والمخرج مروان حامد بينهما من التوافق ما يخرج دائماً أفضل ما لدي خالد، فبعد تجربتهما معاً في "عمارة يعقوبيان" و"الفيل الأزرق" تأتي هذه التجربة أيضاً لتضيف بشكل كبير إلى رصيد خالد الصاوي؛ إذ أدى الدور بشكل رائع ومتماسك، وكان مناسباً بشكل كبير للشخصية.
أما منة شلبي، فجاءت في واحدة من أبهى صورها السينمائية؛ إذ أدت دور ثريا بشكل سلس ورائع، فيأخذك أداؤها وهي تقول: "لقد خُلقت من القوة، أنا الحياة وأنا الموت؛ أنا المعرفة وأنا الجهل؛ أنا النظام وأنا الفوضى"، مع ترابط تلك الكلمات بقصص عن حياتها السابقة في أداء صوتي امتزج مع الصور البصرية المبهرة، بالإضافة إلى موسيقى هشام نزيه، لتتحول المشاهَد إلى لوح فنية رائعة تجعل المشاهد يستمتع بكل جزء فيها دون الشعور بأي ملل.
فهو حتى الآن في مرتبة متأخرة تتأرجح ما بين الأخيرة وقبل الأخيرة، بإيرادات لم تكسر حاجز الـ2 مليون جنيه، تبعاً لآخر الإحصاءات.
مراسلة "هاف بوست عربي" سارة فودة شاهدت العمل وقدمت التحليل التالي الذي يحوي تفاصيل قد تحرق أحداث الفيلم لمن لم يشاهده
يأخذ الفيلم المشاهد إلى تجربة سينمائية رائعة ومختلفة منذ بدايته، عملاً بمقولة العالم الفيزيائي ألبرت أينشتاين "الخيال أهم من المعرفة"، ثم تسير الأحداث في تسلسل هادئ ومترابط يجعلك تتساءل في كل لحظة من هم الأصليين؟ حتى تأتي النهاية بالغموض نفسه؛ لتعطي مساحة لدى المشاهد للاستنتاج والتوقع، الذي ربما لم يعتده المشاهد العربي، وذلك قد يبرر عدم حصول الفيلم على التقدير المناسب في شباك التذاكر.
سمير عليوة من موظف روتيني إلى أحد الحراس الأصليين
تدور الأحداث حول سمير عليوة، الذي يقوم بدوره الفنان ماجد الكدواني، وهو موظف في مركز مرموق بأحد البنوك، تسير حياته بشكل روتيني عادي لا يوجد به أي شيء مثير للاهتمام، فيحلم في خياله من وقت للآخر بمشاركته في أحد برامج المسابقات الغنائية مع صوته السيئ، ولديه أيضاً هواية جمع الجرائد القديمة التي يدفع في مقابل الحصول عليها مبالغ كبيرة مع عدم قراءته لها. تتوالى الأحداث وتنقلب حياة سمير، بشكل مفاجئ، بعد إقصائه من منصبه في العمل لحساب فتاة صغيرة في السن وجميلة.
تكتمل حالة النضوج الفني للنجم ماجد الكدواني التي ظهرت في كل أعماله الأخيرة لتبلغ أقصاها في هذا الفيلم؛ فقد كانت الدقائق الأولى تدور في فلك شخصيته بشكل شبه كامل، وجاء أداؤه هادئاً ومتزناً بطريقة السهل الممتنع.
تظهر أيضاً في الدقائق الأولى شخصية الزوجة ماهيتاب (كندة علوش) بأداء بسيط وسلس، عبرت من خلاله عن المرأة التي لا تهتم سوى بالمظاهر وتصرف كثيراً من الأموال دون عمل أي حساب لظروف زوجها، جاء أداء كندة بسيطاً ومتميزاً مع مشاهدها القليلة، لكنها استطاعت خلالها تأدية الدور بالشكل المناسب.
"الأصليين" حراس الأرض ورعاة الوطن
تتصاعد الأحداث؛ إذ تحاول إحدى المنظمات السرية تحت اسم "الأصليين" تجنيد ماجد الكدواني من خلال أحد مندوبيها وهو رشدي أباظة، الذي يقوم بدوره الفنان خالد الصاوي، ويأتي تفسيره لماجد عمن هم "الأصليين" قائلاً: "إحنا رُوح الوطن، حراس الأرض، وأنا مندوب الأرض الطاهرة"، يُكمل خالد كلامه عن "الأصليين" بأن كل المصريين لدى هذه المنظمة مراقَبون، ويضرب مثلاً قائلاً: "الرب في السما بيراقب عبيده واحنا إيه غير بشر بيقلد الفكرة".
لا يتضح بشكل كامل ما هي الحقيقة الأكيدة وراء "الأصليين" ومن هم؟ ويُترك ذلك تماماً لاستنتاجات المشاهِد وخياله حتى النهاية.
يتفق رشدي أباظة بعد ذلك مع سمير عليوة على العمل معهم بمقابل مالي مجزٍ لا يستطيع رفضه، خاصةً مع الظروف المادية السيئة التي يمر بها بعد ترك عمله ووصول رصيده في البنك إلى صفر.
همة ماجد الأساسية هي مراقبة ثريا، التي قامت بدورها الفنانة منة شلبي، فيتابع ويرصد كل تحركاتها من خلال أجهزة وتقنيات متقدمة بشكل كبير ويكتب عنها تقارير يومية، وهناك شرط أساسي؛ وهو ألا يحاول نهائياً أن يقترب من تلك الشخصية التي يراقبها أو يتفاعل معها بأي شكل من الأشكال، وفي حال حدوث ذلك، فسوف يتعرض بشكل فوري للعقاب.
يبدو أن خالد الصاوي والمخرج مروان حامد بينهما من التوافق ما يخرج دائماً أفضل ما لدي خالد، فبعد تجربتهما معاً في "عمارة يعقوبيان" و"الفيل الأزرق" تأتي هذه التجربة أيضاً لتضيف بشكل كبير إلى رصيد خالد الصاوي؛ إذ أدى الدور بشكل رائع ومتماسك، وكان مناسباً بشكل كبير للشخصية.
أما منة شلبي، فجاءت في واحدة من أبهى صورها السينمائية؛ إذ أدت دور ثريا بشكل سلس ورائع، فيأخذك أداؤها وهي تقول: "لقد خُلقت من القوة، أنا الحياة وأنا الموت؛ أنا المعرفة وأنا الجهل؛ أنا النظام وأنا الفوضى"، مع ترابط تلك الكلمات بقصص عن حياتها السابقة في أداء صوتي امتزج مع الصور البصرية المبهرة، بالإضافة إلى موسيقى هشام نزيه، لتتحول المشاهَد إلى لوح فنية رائعة تجعل المشاهد يستمتع بكل جزء فيها دون الشعور بأي ملل.
أدوار بسيطة وُظِفَت بشكلٍ جيد
المصدر : http://www.huffpostarabi.com/2017/06/30/story_n_17344146.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi
تعبيراتتعبيرات