في عصر السوشيال ميديا.. لم تعد تستطيع إخفاء سر
لقد استغرق الأمر تسعة أشهر تمرون خلالها بكل الأمور الجيدة والسيئة للحمل، ثم يصل الرضيع في نهاية المطاف. وطالما حلمتم باللحظة التي تستطيعون خلالها الإعلان عن وصوله إلى العالم، ليس لشيء سوى للدخول إلى حسابات مواقع التواصل الاجتماعي والرد على رسائل التهنئة المرسلة على صفحتكم. يضجُّ الهاتف بأصوات الأشخاص الذين يهنئونكم على الأخبار التي عرفوها عن طريق إعلان شخص آخر عبر موقع فيسبوك. وهو في حد ذاته الإعلان الذي كان ينبغي أن تعلنوه أنتم.
وفي اليوم والعهد الذي تكون فيه وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً من الحياة اليومية لأغلبنا، فإن أنواع الإعلانات التي تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي أو الإفصاح عن الأحداث الرئيسية في حياة الأشخاص تعتبر شيئاً مثيراً. تساعدنا مواقع التواصل الاجتماعي على إبقاء التواصل مع الأصدقاء وأفراد العائلة الذين يعيشون في أماكن مختلفة من العالم، أو من ناحية أخرى تساعدنا على التواصل مع المعارف الذين قد نكون فقدنا الاتصال بهم.
يأتي الإعلان عن هذه الأحداث الرئيسية على مواقع التواصل الاجتماعي غالباً في المرتبة الثانية أو الثالثة بجدول الإعلان الخاص بنا. قد يبدو هذا غريباً لكثير من أبناء الأجيال الأكبر، لكن ذلك يبدو اعتيادياً للمنتمين لجيلنا، الذين استخدموا "فيسبوك" باعتباره أحد ثوابت الحياة لأكثر من نصف الفترة التي قضوها في سن النضج.
في عام 2012، أي بعد حوالي 12 شهراً من محاولة حصولنا على حمل، استقبلت أنا وزوجي أخيراً أخباراً سارة. لم نكن أبداً هؤلاء الأشخاص الذين ينتظرون مرور الاثني عشر أسبوعاً السحرية حتى نخبر عائلتنا، فقد عرفوا بكل تأكيد أخبارنا على الفور تقريباً.
ومع مرور الوقت أخبرنا من حولنا كلما رأينا أحدهم، وعندما أتت تلك اللحظة التي نرى خلالها الجنين على شاشة الموجات فوق الصوتية، كنا مرتاحين لوصولنا أخيراً إلى الحدث البارز (أو بدا الأمر هكذا حينها).
لم يكن أي منا في عجالة من أمره للإعلان عبر وسائل التواصل الاجتماعي حسب ما اعتقدنا. ولسبب ما، كان كلانا سعيداً بمعرفة أصدقائنا وأفراد عائلاتنا، وهم الأشخاص الذين نراهم وجهاً بوجه بصفة دورية، وأننا لسنا في حاجة إلى الإعلان بعد. أعتقد أن كلينا ارتأى أن الإعلان عن نصف الحدث هو "آمن" خيار من أجل الإفصاح عن الحدث الكبير. ومع قول هذا، كان هناك شيء لنا لا نزال نتوق إليه عندما تأتي اللحظة المناسبة.
ثم حدث ذلك. دخلت على حسابي بموقع فيسبوك لأرى أن شخصاً آخر قرر أن يعلن عن حملي من أجلي. لم أكن محبطة شعورياً فحسب، بل أني أيضاً كنت متوترة للغاية. لم نكن مستعدين بعد. مازال الحمل غير مستقر بما يكفي. وكان الإعلان مبكراً للغاية. ماذا سيحدث إن أُجهضت؟ لم أكن مستعدة لمزيد من الإعلانات.
ثم فجأة، وجدت رسائل على هاتفي من أشخاص يقولون أشياء من قبيل:
"يا إلهي، هل أنت حامل، لم يكن لدي أي فكرة!".
"لماذا لم تخبرينا فوراً؟!"
كان هناك كثير من رسائل التهنئة الجيدة، على الرغم من وجود بعض الرسائل المحبطة من أنهم عرفوا من شخص آخر.
لم يكن هذا آخر شيء يحدث أيضاً. فبعد تسعة أشهر من الانتظار، أُعلن عن ميلاد أول طفل لنا ليس من شخص واحد غيرنا وحسب، بل من شخصين منفصلين، قبل أن نحظى بفرصة إخبار أقرب الناس إلينا. إذ إن الطفل الذي انتظرنا كثيراً حتى نعلن عنه، أُعلن عنه من أجلنا. لقد تعلمنا بطريقة صعبة. لذا عندما حان الوقت للإعلان عن وصول مولودنا الثاني، لم نغلق حساباتنا على موقع فيسبوك مؤقتاً وحسب، بل أضفنا تنبيهاً على الحالة الشخصية بتطبيقات الرسائل والمكالمات الهاتفية تقول "رجاء لا تنشروا أخبارنا على مواقع التواصل الاجتماعي حتى نعلن عنها".
ينبغي أن يسير الأمر دون قول إن أول قاعدة في أدبيات مواقع التواصل الاجتماعي المتعلقة بالإعلان عن الأحداث هي "لا تعلنوا عن أخبار شخص آخر قبل أن يعلن هو عنها".
يتضمن هذا إضافة صورة جديدة على صفحتكم بموقعي فيسبوك وإنستغرام، أو كتابة رسالة تهنئة على صفحة شخص آخر بمواقع التواصل الاجتماعي. وإن كنتم متشككين، يمكنكم أن تلقوا نظرة سريعة على صفحتهم وأن تسألوهم إن كانوا قد أفصحوا بعد عن الخبر أم لا، أو يمكنكم إرسال رسالة شخصية إليهم، أو بكل بساطة لا تقولوا شيئاً على الإطلاق.
قد يكون هناك عديد من الأسباب وراء اختيار الناس عدم الإعلان عن أخبارهم. لعلهم يمتلكون سجلاً وتاريخاً مع العقم أو الإجهاض أو ولادة الأجنة الميتة، وعليه تكون فكرة الإعلان عن هذا الخبر الثمين مثيرة لأعصابهم. وقد يكون اختيار الإبقاء على خصوصية الأمر لأسباب أمنية، وعلى كلٍ عندما يصير الأمر متاحاً على الإنترنت من الصعب الإبقاء على أي شيء آمناً أو خاصاً.
أو قد يكونون راغبين بكل بساطة في أن يبقوا على الأخبار من أجل أنفسهم، من أجل الاندهاش من أعجوبة الحمل، وأنهم في الحقيقة يمكنهم اختيار الأسماء في النهاية، أو شراء تلك الملابس الصغيرة. وفي كل الأحوال، سيصير الأمر واضحاً للغاية بدلاً من التسرع، فلماذا إذاً لا نبقي الأمر سراً لمدة أطول قليلاً؟
- هذه التدوينة مترجمة عن النسخة الأسترالية لـ "هاف بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.
وفي اليوم والعهد الذي تكون فيه وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً من الحياة اليومية لأغلبنا، فإن أنواع الإعلانات التي تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي أو الإفصاح عن الأحداث الرئيسية في حياة الأشخاص تعتبر شيئاً مثيراً. تساعدنا مواقع التواصل الاجتماعي على إبقاء التواصل مع الأصدقاء وأفراد العائلة الذين يعيشون في أماكن مختلفة من العالم، أو من ناحية أخرى تساعدنا على التواصل مع المعارف الذين قد نكون فقدنا الاتصال بهم.
يأتي الإعلان عن هذه الأحداث الرئيسية على مواقع التواصل الاجتماعي غالباً في المرتبة الثانية أو الثالثة بجدول الإعلان الخاص بنا. قد يبدو هذا غريباً لكثير من أبناء الأجيال الأكبر، لكن ذلك يبدو اعتيادياً للمنتمين لجيلنا، الذين استخدموا "فيسبوك" باعتباره أحد ثوابت الحياة لأكثر من نصف الفترة التي قضوها في سن النضج.
في عام 2012، أي بعد حوالي 12 شهراً من محاولة حصولنا على حمل، استقبلت أنا وزوجي أخيراً أخباراً سارة. لم نكن أبداً هؤلاء الأشخاص الذين ينتظرون مرور الاثني عشر أسبوعاً السحرية حتى نخبر عائلتنا، فقد عرفوا بكل تأكيد أخبارنا على الفور تقريباً.
ومع مرور الوقت أخبرنا من حولنا كلما رأينا أحدهم، وعندما أتت تلك اللحظة التي نرى خلالها الجنين على شاشة الموجات فوق الصوتية، كنا مرتاحين لوصولنا أخيراً إلى الحدث البارز (أو بدا الأمر هكذا حينها).
لم يكن أي منا في عجالة من أمره للإعلان عبر وسائل التواصل الاجتماعي حسب ما اعتقدنا. ولسبب ما، كان كلانا سعيداً بمعرفة أصدقائنا وأفراد عائلاتنا، وهم الأشخاص الذين نراهم وجهاً بوجه بصفة دورية، وأننا لسنا في حاجة إلى الإعلان بعد. أعتقد أن كلينا ارتأى أن الإعلان عن نصف الحدث هو "آمن" خيار من أجل الإفصاح عن الحدث الكبير. ومع قول هذا، كان هناك شيء لنا لا نزال نتوق إليه عندما تأتي اللحظة المناسبة.
ثم حدث ذلك. دخلت على حسابي بموقع فيسبوك لأرى أن شخصاً آخر قرر أن يعلن عن حملي من أجلي. لم أكن محبطة شعورياً فحسب، بل أني أيضاً كنت متوترة للغاية. لم نكن مستعدين بعد. مازال الحمل غير مستقر بما يكفي. وكان الإعلان مبكراً للغاية. ماذا سيحدث إن أُجهضت؟ لم أكن مستعدة لمزيد من الإعلانات.
ثم فجأة، وجدت رسائل على هاتفي من أشخاص يقولون أشياء من قبيل:
"يا إلهي، هل أنت حامل، لم يكن لدي أي فكرة!".
"لماذا لم تخبرينا فوراً؟!"
كان هناك كثير من رسائل التهنئة الجيدة، على الرغم من وجود بعض الرسائل المحبطة من أنهم عرفوا من شخص آخر.
لم يكن هذا آخر شيء يحدث أيضاً. فبعد تسعة أشهر من الانتظار، أُعلن عن ميلاد أول طفل لنا ليس من شخص واحد غيرنا وحسب، بل من شخصين منفصلين، قبل أن نحظى بفرصة إخبار أقرب الناس إلينا. إذ إن الطفل الذي انتظرنا كثيراً حتى نعلن عنه، أُعلن عنه من أجلنا. لقد تعلمنا بطريقة صعبة. لذا عندما حان الوقت للإعلان عن وصول مولودنا الثاني، لم نغلق حساباتنا على موقع فيسبوك مؤقتاً وحسب، بل أضفنا تنبيهاً على الحالة الشخصية بتطبيقات الرسائل والمكالمات الهاتفية تقول "رجاء لا تنشروا أخبارنا على مواقع التواصل الاجتماعي حتى نعلن عنها".
ينبغي أن يسير الأمر دون قول إن أول قاعدة في أدبيات مواقع التواصل الاجتماعي المتعلقة بالإعلان عن الأحداث هي "لا تعلنوا عن أخبار شخص آخر قبل أن يعلن هو عنها".
يتضمن هذا إضافة صورة جديدة على صفحتكم بموقعي فيسبوك وإنستغرام، أو كتابة رسالة تهنئة على صفحة شخص آخر بمواقع التواصل الاجتماعي. وإن كنتم متشككين، يمكنكم أن تلقوا نظرة سريعة على صفحتهم وأن تسألوهم إن كانوا قد أفصحوا بعد عن الخبر أم لا، أو يمكنكم إرسال رسالة شخصية إليهم، أو بكل بساطة لا تقولوا شيئاً على الإطلاق.
قد يكون هناك عديد من الأسباب وراء اختيار الناس عدم الإعلان عن أخبارهم. لعلهم يمتلكون سجلاً وتاريخاً مع العقم أو الإجهاض أو ولادة الأجنة الميتة، وعليه تكون فكرة الإعلان عن هذا الخبر الثمين مثيرة لأعصابهم. وقد يكون اختيار الإبقاء على خصوصية الأمر لأسباب أمنية، وعلى كلٍ عندما يصير الأمر متاحاً على الإنترنت من الصعب الإبقاء على أي شيء آمناً أو خاصاً.
أو قد يكونون راغبين بكل بساطة في أن يبقوا على الأخبار من أجل أنفسهم، من أجل الاندهاش من أعجوبة الحمل، وأنهم في الحقيقة يمكنهم اختيار الأسماء في النهاية، أو شراء تلك الملابس الصغيرة. وفي كل الأحوال، سيصير الأمر واضحاً للغاية بدلاً من التسرع، فلماذا إذاً لا نبقي الأمر سراً لمدة أطول قليلاً؟
- هذه التدوينة مترجمة عن النسخة الأسترالية لـ "هاف بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.
المصدر : http://www.huffpostarabi.com/kirsty-mckenzie/story_b_16908988.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi
تعبيراتتعبيرات