انتقد مؤرخون مصريون وعرب فتاوى لمفتي مصر السابق علي جمعة والتي يدعي فيها أن قطر "سميت بهذا الاسم نسبة إلى قطري بن الفجاءة، أحد أئمة الخوارج".
وقال مؤرخون إن الرجل "يخلط الدين بالتاريخ خلطاً عجيباً وغير دقيق"، مفندين أقواله حول قطر والخوارج.
كما هاجم نشطاء على مواقع التواصل الدكتور جمعة واتهموه بـ"المشاركة في تفريق الأمة، والإفتاء على طريقة علماء السلطان، ومجاملة الإمارات في صراعها مع قطر".
كما ذكروه أيضاً بفتواه التي أطلقها وبرر بموجبها قتل المعتصمين في رابعة العدوية بعد أحداث 30 يونيو وانقلاب السيسي على الرئيس المنتخب محمد مرسي.
وكان علي جمعة يجيب على سؤال في برنامج تلفزيوني حول "ما يحدث الآن من نشر شائعات وتشويش على الفكر من خلال وسائل الإعلام وبعض المثقفين"، حينما قال إنه كان هناك قديماً إمام للخوارج يدعى قطري بن الفجاءة، وقد كان فصيحاً، "وقد نُسبت قطر إلى ذلك الإمام بعد أن نزل بها".
وفي سياق هجومه على قطر ودفاعه عن الإمارات، أضاف أن المهلب بن أبي صفرة، الذي قاتل الخوارج، "كان من الإمارات".
وربط جمعة بين أحداث تاريخية والصراع الحالي بين دول الحصار وقطر، بقوله: "ما نراه الآن في التوقيت الحالي كأنها جينات تتوارث عبر التاريخ الذي يُعيد نفسه".
ولم يكتف المفتي السابق بهذا القدر من خلط الصراع السياسي الحالي بين دول الحصار وقطر، بالتاريخ القديم، بل "تنبأ" بموعد القضاء على قطر عندما قال إن "الإمام قطري بن الفجاءة توفي في العام 79 هجرية وبعد ذلك بعامين تم القضاء على الخوارج تماماً وأمامنا عامان حتى نقضي على الخوارج الذين في قطر".
ورد مؤرخون على علي جمعة مفندين ما قاله عن ظهور الخوارج في قطر أو مشاركة الإماراتيين في قتالهم، كما زعم.
ووصف المؤرخ الكويتي المتخصص في التاريخ الإسلامي عبد العزيز العويد، المفتي السابق علي جمعة بـ"جاهل التاريخ"، مؤكداً أن "قطر عرفت بهذا الاسم قبل الإسلام، وتنسب لها الثياب والإبل القطرية".
وذكر العويد أن الاسم الحقيقي لقطري بن الفجاءة هو جعونة بن مازن التميمي، وقد ولد في عدان (بالكويت الآن)، ثم انتقل إلى قطر، ولقب بقطري".
وبخصوص المهلب بن أبي صفرة، الذي قاتل الخوارج، على حد قول جمعة قال العويد: "إن المهلب أزدي ولد في دبا عمان، وأصله يرجع إلى عمان".
وحذر العويد من "الذين يستخدمون الدين أو التاريخ" للتفريق بين الأوطان.
وقال أستاذ التاريخ صالح شحاته إن قطر مذكورة في خريطة بطليموس باسمها "قطارا"، وبطليموس توفي حوالي سنة 150 ميلادية بحسب موسوعة ويكيبيديا، بينما يقول جمعة إن قطر سميت باسم قطري بن الفجاءة وأنه جد القطريين.
وأضاف في تدوينة عبر حسابه على فيسبوك، أن إمامة الخوارج بدأت بعبد الله بن وهب الراسبي الأزدي اليمني.
وتساءل شحاته: "لماذا لم يذكر جمعه في فتواه التاريخية (البحرين) بلاد القرامطة الذين استحلوا أموال المسلمين وأعراضهم ودماءهم وقتلوا الحجيج في بيت الله تعالى واقتلعوا الحجر الأسود وهو يرددون أين الطير الأبابيل؟ أين الحجارة من سجيل؟، ولماذا لم يقل إن بلاد الإمارات والبحرين كانت من معاقل الردة عقب وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم؟!".
وسبق لـ علي جمعة توظيف فتاوى دينية في المشهد السياسي، حيث أفتى برفض ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 التي أطاحت بالرئيس المخلوع حسني مبارك، وأخرى لدعم حملة الفريق عبد الفتاح السيسي للانتخابات الرئاسية في 2014، وأظهر دعماً قوياً لبرنامج السيسي السياسي، قبل أن يُطلق فتاوى تدعم قتل المتظاهرين والمعتصمين في ميدان رابعة العدوية.
ويعرف جمعة، الذي شغل منصب مفتي الجمهورية في مصر بين 2003 و2013، بانتقاده الشديد لتيار الإسلام السياسي في البلاد، وخاصة جماعة الإخوان، ووجهت له انتقادات بإلقاء خطب لتوفير الغطاء الشرعي لعمليات إطلاق النار على مظاهرات جماعة الإخوان عقب انقلاب الثالث من يوليو 2013.
وبعيداً عن الفتاوى السياسية، قال جمعة في فتوى غريبة إن "بيع المسلم للخمور حلال في الدول غير الإسلامية"، موضحاً أن جميع العقود المحرمة على المسلمين حلال في الدول غير المسلمة.
وأضاف خلال حواره في برنامج "والله أعلم"، على قناة "سي بي سي" مارس/آذار 2016، أنه يجوز للمسلم أن يفتح محلاً لبيع الخمور في أميركا بشرط ألا يحتسي منها، مشيراً إلى أن لعن النبي لحامل الخمر "يعود على من يفعل هذا الأمر في بلاد الإسلام، وفقاً لما استقر عليه مذهب أبي حنيفة"، بحسب قوله.
وقال مؤرخون إن الرجل "يخلط الدين بالتاريخ خلطاً عجيباً وغير دقيق"، مفندين أقواله حول قطر والخوارج.
كما هاجم نشطاء على مواقع التواصل الدكتور جمعة واتهموه بـ"المشاركة في تفريق الأمة، والإفتاء على طريقة علماء السلطان، ومجاملة الإمارات في صراعها مع قطر".
كما ذكروه أيضاً بفتواه التي أطلقها وبرر بموجبها قتل المعتصمين في رابعة العدوية بعد أحداث 30 يونيو وانقلاب السيسي على الرئيس المنتخب محمد مرسي.
مفتى #السيسي على جمعة يبتكر طريقة جديدة للحصول على "الرُز" من #أبوظبي :
— عبدالله الوذين (@abqatar) 29 juin 2017
- قطري بن الفجاءة من #قطر
- المُهلّب بن أبي صُفرة من #الإمارات pic.twitter.com/hTeEf3htPz
سنقضي على قطر في عامين!
وكان علي جمعة يجيب على سؤال في برنامج تلفزيوني حول "ما يحدث الآن من نشر شائعات وتشويش على الفكر من خلال وسائل الإعلام وبعض المثقفين"، حينما قال إنه كان هناك قديماً إمام للخوارج يدعى قطري بن الفجاءة، وقد كان فصيحاً، "وقد نُسبت قطر إلى ذلك الإمام بعد أن نزل بها".
وفي سياق هجومه على قطر ودفاعه عن الإمارات، أضاف أن المهلب بن أبي صفرة، الذي قاتل الخوارج، "كان من الإمارات".
وربط جمعة بين أحداث تاريخية والصراع الحالي بين دول الحصار وقطر، بقوله: "ما نراه الآن في التوقيت الحالي كأنها جينات تتوارث عبر التاريخ الذي يُعيد نفسه".
ولم يكتف المفتي السابق بهذا القدر من خلط الصراع السياسي الحالي بين دول الحصار وقطر، بالتاريخ القديم، بل "تنبأ" بموعد القضاء على قطر عندما قال إن "الإمام قطري بن الفجاءة توفي في العام 79 هجرية وبعد ذلك بعامين تم القضاء على الخوارج تماماً وأمامنا عامان حتى نقضي على الخوارج الذين في قطر".
جمعة يحرف التاريخ
ورد مؤرخون على علي جمعة مفندين ما قاله عن ظهور الخوارج في قطر أو مشاركة الإماراتيين في قتالهم، كما زعم.
ووصف المؤرخ الكويتي المتخصص في التاريخ الإسلامي عبد العزيز العويد، المفتي السابق علي جمعة بـ"جاهل التاريخ"، مؤكداً أن "قطر عرفت بهذا الاسم قبل الإسلام، وتنسب لها الثياب والإبل القطرية".
وذكر العويد أن الاسم الحقيقي لقطري بن الفجاءة هو جعونة بن مازن التميمي، وقد ولد في عدان (بالكويت الآن)، ثم انتقل إلى قطر، ولقب بقطري".
وبخصوص المهلب بن أبي صفرة، الذي قاتل الخوارج، على حد قول جمعة قال العويد: "إن المهلب أزدي ولد في دبا عمان، وأصله يرجع إلى عمان".
وحذر العويد من "الذين يستخدمون الدين أو التاريخ" للتفريق بين الأوطان.
وقال أستاذ التاريخ صالح شحاته إن قطر مذكورة في خريطة بطليموس باسمها "قطارا"، وبطليموس توفي حوالي سنة 150 ميلادية بحسب موسوعة ويكيبيديا، بينما يقول جمعة إن قطر سميت باسم قطري بن الفجاءة وأنه جد القطريين.
وأضاف في تدوينة عبر حسابه على فيسبوك، أن إمامة الخوارج بدأت بعبد الله بن وهب الراسبي الأزدي اليمني.
وتساءل شحاته: "لماذا لم يذكر جمعه في فتواه التاريخية (البحرين) بلاد القرامطة الذين استحلوا أموال المسلمين وأعراضهم ودماءهم وقتلوا الحجيج في بيت الله تعالى واقتلعوا الحجر الأسود وهو يرددون أين الطير الأبابيل؟ أين الحجارة من سجيل؟، ولماذا لم يقل إن بلاد الإمارات والبحرين كانت من معاقل الردة عقب وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم؟!".
زوابع المفتي السابق
وسبق لـ علي جمعة توظيف فتاوى دينية في المشهد السياسي، حيث أفتى برفض ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 التي أطاحت بالرئيس المخلوع حسني مبارك، وأخرى لدعم حملة الفريق عبد الفتاح السيسي للانتخابات الرئاسية في 2014، وأظهر دعماً قوياً لبرنامج السيسي السياسي، قبل أن يُطلق فتاوى تدعم قتل المتظاهرين والمعتصمين في ميدان رابعة العدوية.
ويعرف جمعة، الذي شغل منصب مفتي الجمهورية في مصر بين 2003 و2013، بانتقاده الشديد لتيار الإسلام السياسي في البلاد، وخاصة جماعة الإخوان، ووجهت له انتقادات بإلقاء خطب لتوفير الغطاء الشرعي لعمليات إطلاق النار على مظاهرات جماعة الإخوان عقب انقلاب الثالث من يوليو 2013.
وبعيداً عن الفتاوى السياسية، قال جمعة في فتوى غريبة إن "بيع المسلم للخمور حلال في الدول غير الإسلامية"، موضحاً أن جميع العقود المحرمة على المسلمين حلال في الدول غير المسلمة.
وأضاف خلال حواره في برنامج "والله أعلم"، على قناة "سي بي سي" مارس/آذار 2016، أنه يجوز للمسلم أن يفتح محلاً لبيع الخمور في أميركا بشرط ألا يحتسي منها، مشيراً إلى أن لعن النبي لحامل الخمر "يعود على من يفعل هذا الأمر في بلاد الإسلام، وفقاً لما استقر عليه مذهب أبي حنيفة"، بحسب قوله.
المصدر : http://www.huffpostarabi.com/2017/06/30/story_n_17347240.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi
تعبيراتتعبيرات