الخميس، 15 يونيو 2017

الموت ليس فراقاً فلا تحزنوا

الموت ليس فراقاً فلا تحزنوا


الموت ليس بالقسوة التي نتخيلها دائماً فهو بعد فقط وليس فراقاً، فالرابط الحقيقي هو ليس بالوجود الجسدي، الرابط الحقيقي هو الرابط الروحي، فرحيل شخص وترك فراغ هو حياة ليس موتاً، فهذا الفراغ الذي يتركه مَن يرحل هو علامة على بقاء هذا الشخص معنا للأبد، ويا لَلأسف على مَن يرحل دون ترك علامة، فأن تعيش للأبد هو أن تعيش في قلوب الآخرين.

وجودك في ذكريات الآخرين وقلوبهم وأخذك حيزاً للأبد منهم هو حياة ليس موتاً، وجودك في حياة الآخرين حتى عند رحيلك هو حياة ليس موتاً، الحياة الحقيقية ليست بوجودك معنا، بل بوجودك عند رحيلك، الحياة الحقيقية هي عندما يكون رحيلك صعباً، ويكون فقدانك أصعب من وجودك، فمقابل الأشياء المادية في هذه الحياة الكثير من الأشياء المعنوية التي لها تأثير أكثر بكثير.

مقعد فارغ، أو صوت مفقود، أو يوم أصبح مملاً، أو وقت أصبح بلا قيمة، هي أشياء معنوية ليست سيئة بل إيجابية، فهي دليل على أنك ما زلتَ على قيد الحياة في داخلنا.

الاشتياق دليل على قيمة مَن رحل، فكم من الجيد أننا نشعر بالاشتياق وليس بشيء آخر، فالاشتياق هو عندما يكون ما بداخلنا بحاجة شديدة لمن رحل، فهو شعور داخلي، شعور عميق، يدل على أن مَن رحل في داخلنا وفي أعماقنا، فنسياننا لهم صعب، ولذلك هم معنا للأبد، فالموت ليس فراقاً، بل هو بُعد مؤقت جسدياً، واحتفاظ بمَن نحب في داخلنا للأبد.



ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.


المصدر : http://www.huffpostarabi.com/hamzeh-khalil/-_11933_b_16950114.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi


تعبيراتتعبيرات