حذّر أصحاب الأعمال القطريون الذين يمتلكون مزارع داخل المملكة العربية السعودية من أن عمالهم قد تركوا عالقين داخل المملكة الغنية بالنفط بسبب الأزمة الدبلوماسية الجارية في الخليج، وقد يموتون جوعاً، وفقاً لمنظمة هيومن رايتس ووتش.
ونقل موقع "ميدل إيست أي" البريطاني عن المنظمة الحقوقية قولها إن الحصار الذي تقوده السعودية ضد قطر أدى إلى سلسلة من الانتهاكات الحقوقية ضد المهاجرين العاملين في مجال البناء والأعمال الزراعية.
وقد أعرب المزارعون القطريون عن مخاوفهم من أن يترك العاملون المسجّلون داخل قطر فريسة للجوع بسبب عجزهم عن إرسال الأموال إليهم مباشرة.
وقد تفاقمت المخاوف المتعلقة بالعمال المهاجرين المحاصرين داخل المملكة العربية السعودية بعد أن تزامنت مع شن السلطات المحلية حملة على مستوى المملكة الشهر الماضي يونيو/حزيران 2017 بهدف تحديد وطرد الأجانب الذين تجاوزوا مدة الإقامة المقررة في تأشيراتهم.
وقال عمر، وهو مواطن قطري يمتلك مزرعة داخل المملكة العربية السعودية، لمنظمة هيومان رايتس ووتش أنه لم يتمكن من إرسال أموال مباشرة إلى العمال هناك، ويخشى أن يترك العمال البنغال بلا مصدر رزق.
"يمكنني إرسال رواتبهم إلى بنغلاديش، ولكن كيف يمكنني إطعامهم؟ ورفضت محال البقالة (في المملكة العربية السعودية) إعطاءهم أي طعام (لأنهم لا يملكون المال)، ونحن خائفون من أن تأخذهم الشرطة. وليس هناك طريقة لإيصال المال إليهم".
وكانت المملكة العربية السعودية قد سمحت للقطريين بجلب العمال مقابل رسوم، قبل الأزمة.
وقال أنور، وهو مواطن قطري آخر يمتلك مزرعة داخل المملكة العربية السعودية، لهيومن رايتس ووتش إن العمال الثلاثة الذين يرعون قطيع الجمال الذي يملكه قد تقطعت بهم السبل.
انقطع الاتصال بينه وبين عماله الثلاثة، اثنان منهم من بنغلاديش وواحد من السودان، بعد أسبوع من بداية الأزمة بعد نفاد رصيد هواتفهم.
وأضاف أنور "منذ أسبوع أعطيتهم طعاماً يكفي لمدة شهر واحد. لكن الآن ليس لديهم الوقود اللازم لتشغيل الثلاجة [التي يغذيها المولد] ومكيف الهواء".
وقال أيضاً لهيومان رايتس ووتش إنه لم يتمكن من دفع رواتب هؤلاء العمال ويخشى من نفاد الطعام.
ويؤكد تقرير منظمة هيومان رايتس ووتش على المخاوف التي أثارتها جماعات حقوق الإنسان الشهر الماضي، بأن العمال سيتركون عالقين في الخليج بسبب الخلاف الدبلوماسي المستمر.
وقال نيك ماكيهان، الباحث المختص في الشؤون الخليجية في هيومان رايتس ووتش، أنه يخشى أن يصبح العمال "الضحايا المنسيين" لهذه الأزمة.
وكانت "هيومن رايتس ووتش" قد علقت على الحصار السعودي الإماراتي لقطر في وقت سابق قائلة إن ما يحدث ليس نزاعاً دبلوماسياً، بل حصار كلفته الإنسانية باهظة.
كما أكدت المفوضية السامية لحقوق الإنسان أن التدابير التي اتخذتها دول الحصار واسعة النطاق وتعرقل حياة آلاف النساء والأطفال.
وفي هذا السياق، أعرب الأمير زيد بن رعد الحسين، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان عن القلق إزاء التأثير المحتمل الذي يمكن أن يصيب حقوق العديد من الأشخاص في أعقاب القرار الذي اتخذته دول الحصار بقطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع قطر.
ودانت منظمة العفو الدولية من ناحيتها الانتهاكات التي نجمت عن الحصار، وقالت إن دول الحصار تتلاعب بحياة الآلاف من سكان الخليج في نزاعها مع قطر، فيما شددت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان أن ما يحدث من حصار هو عقاب جماعي وجرائم دولية ضد الإنسانية.
ارتفاع أسعار المواد الغذائية
ومنذ إغلاق الحدود البرية مع قطر، اضطرت المملكة الغنية بالطاقة إلى استيراد أغلبية طعامها من تركيا وإيران.
واشتكى أكثر من 70 عاملاً مهاجراً من بنغلاديش والهند ونيبال وباكستان في قطر إلى هيومان رايتس ووتش من ارتفاع أسعار المواد الغذائية، إلى جانب القضايا التي طال أمدها مثل التأخير في السداد وظروف المعيشة السيئة، حسب تقرير موقع "ميدل إيست أي" البريطاني.
وفقاً للباحثين الذين زاروا أربعة محلات بقالة في أنحاء مختلفة من قطر في 22 و23 يونيو، ارتفعت أسعار الطماطم بشكل كبير بسبب الحصار المفروض على البلاد.
قبل الأزمة، كان ثمن كيلو الطماطم (البندورة) بين 3-4 ريالات قطرية، ما يعادل (0.82- 1.10) دولار أميركي، وفقاً للمهاجرين الذين تحدثوا إلى هيومن رايتس ووتش.
ولاحظ الباحثون أن محال البقالة القريبة من مناطق سكن العمال كانت تبيع الطماطم (البندورة) الرديئة مقابل 6.5 ريال (1.79 دولار) للكيلو , والطماطم (البندورة) ذات الجودة الأفضل مقابل 8 ريالات (2.20 دولار).
أما في الأسواق الراقية، لم يكن لدى أحدها طماطم (بندورة)، بينما يبيع الآخر البندورة المستوردة من هولندا، مقابل 24.75 ريال (6.80 دولار) للكيلو الواحد. وكان أحد المحال المتواضعة يبيع الخيار بسعر 8 ريالات (2.20 دولار) للكيلو، مقابل 3 ريال (0.82 دولار) قبل الأزمة.
في الشهر الماضي، صرحت فاني ساراسواثي، المحرر المساعد لموقع حقوق المهاجرين Migrant-Rights.org، وهي منظمة غير حكومية مقرها دول مجلس التعاون الخليجي، بأن العمال المهاجرين داخل قطر سيكونون أقل قدرة على الحصول على الغذاء بسبب عزلتهم.
وقال ساراسواثي "إن العمال ذوي الدخل المنخفض سيحصلون على قدر أقل من الغذاء بسبب عزلتهم، لكن التقارير الواردة من أرض الواقع اليوم لا تظهر أي نقص في المتاجر القريبة من سكن العمال".
ومنذ بداية الأزمة الدبلوماسية، ظهرت تقارير عديدة عن عائلات منتشرة في أنحاء قطر وأجزاء أخرى من الخليج منفصلة عن بعضها البعض مع استمرار الخلاف، وفقاً لـ"ميدل إيست أي" البريطاني.
وقفت قطر متحدية الاتهامات، وواصلت رفض ادعاءات المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر بأنها تدعم الجماعات الإرهابية في المنطقة.
ونقل موقع "ميدل إيست أي" البريطاني عن المنظمة الحقوقية قولها إن الحصار الذي تقوده السعودية ضد قطر أدى إلى سلسلة من الانتهاكات الحقوقية ضد المهاجرين العاملين في مجال البناء والأعمال الزراعية.
وقد أعرب المزارعون القطريون عن مخاوفهم من أن يترك العاملون المسجّلون داخل قطر فريسة للجوع بسبب عجزهم عن إرسال الأموال إليهم مباشرة.
وقد تفاقمت المخاوف المتعلقة بالعمال المهاجرين المحاصرين داخل المملكة العربية السعودية بعد أن تزامنت مع شن السلطات المحلية حملة على مستوى المملكة الشهر الماضي يونيو/حزيران 2017 بهدف تحديد وطرد الأجانب الذين تجاوزوا مدة الإقامة المقررة في تأشيراتهم.
وقال عمر، وهو مواطن قطري يمتلك مزرعة داخل المملكة العربية السعودية، لمنظمة هيومان رايتس ووتش أنه لم يتمكن من إرسال أموال مباشرة إلى العمال هناك، ويخشى أن يترك العمال البنغال بلا مصدر رزق.
"يمكنني إرسال رواتبهم إلى بنغلاديش، ولكن كيف يمكنني إطعامهم؟ ورفضت محال البقالة (في المملكة العربية السعودية) إعطاءهم أي طعام (لأنهم لا يملكون المال)، ونحن خائفون من أن تأخذهم الشرطة. وليس هناك طريقة لإيصال المال إليهم".
وكانت المملكة العربية السعودية قد سمحت للقطريين بجلب العمال مقابل رسوم، قبل الأزمة.
وقال أنور، وهو مواطن قطري آخر يمتلك مزرعة داخل المملكة العربية السعودية، لهيومن رايتس ووتش إن العمال الثلاثة الذين يرعون قطيع الجمال الذي يملكه قد تقطعت بهم السبل.
انقطع الاتصال بينه وبين عماله الثلاثة، اثنان منهم من بنغلاديش وواحد من السودان، بعد أسبوع من بداية الأزمة بعد نفاد رصيد هواتفهم.
وأضاف أنور "منذ أسبوع أعطيتهم طعاماً يكفي لمدة شهر واحد. لكن الآن ليس لديهم الوقود اللازم لتشغيل الثلاجة [التي يغذيها المولد] ومكيف الهواء".
وقال أيضاً لهيومان رايتس ووتش إنه لم يتمكن من دفع رواتب هؤلاء العمال ويخشى من نفاد الطعام.
ويؤكد تقرير منظمة هيومان رايتس ووتش على المخاوف التي أثارتها جماعات حقوق الإنسان الشهر الماضي، بأن العمال سيتركون عالقين في الخليج بسبب الخلاف الدبلوماسي المستمر.
وقال نيك ماكيهان، الباحث المختص في الشؤون الخليجية في هيومان رايتس ووتش، أنه يخشى أن يصبح العمال "الضحايا المنسيين" لهذه الأزمة.
وكانت "هيومن رايتس ووتش" قد علقت على الحصار السعودي الإماراتي لقطر في وقت سابق قائلة إن ما يحدث ليس نزاعاً دبلوماسياً، بل حصار كلفته الإنسانية باهظة.
كما أكدت المفوضية السامية لحقوق الإنسان أن التدابير التي اتخذتها دول الحصار واسعة النطاق وتعرقل حياة آلاف النساء والأطفال.
وفي هذا السياق، أعرب الأمير زيد بن رعد الحسين، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان عن القلق إزاء التأثير المحتمل الذي يمكن أن يصيب حقوق العديد من الأشخاص في أعقاب القرار الذي اتخذته دول الحصار بقطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع قطر.
ودانت منظمة العفو الدولية من ناحيتها الانتهاكات التي نجمت عن الحصار، وقالت إن دول الحصار تتلاعب بحياة الآلاف من سكان الخليج في نزاعها مع قطر، فيما شددت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان أن ما يحدث من حصار هو عقاب جماعي وجرائم دولية ضد الإنسانية.
ارتفاع أسعار المواد الغذائية
ومنذ إغلاق الحدود البرية مع قطر، اضطرت المملكة الغنية بالطاقة إلى استيراد أغلبية طعامها من تركيا وإيران.
واشتكى أكثر من 70 عاملاً مهاجراً من بنغلاديش والهند ونيبال وباكستان في قطر إلى هيومان رايتس ووتش من ارتفاع أسعار المواد الغذائية، إلى جانب القضايا التي طال أمدها مثل التأخير في السداد وظروف المعيشة السيئة، حسب تقرير موقع "ميدل إيست أي" البريطاني.
وفقاً للباحثين الذين زاروا أربعة محلات بقالة في أنحاء مختلفة من قطر في 22 و23 يونيو، ارتفعت أسعار الطماطم بشكل كبير بسبب الحصار المفروض على البلاد.
قبل الأزمة، كان ثمن كيلو الطماطم (البندورة) بين 3-4 ريالات قطرية، ما يعادل (0.82- 1.10) دولار أميركي، وفقاً للمهاجرين الذين تحدثوا إلى هيومن رايتس ووتش.
ولاحظ الباحثون أن محال البقالة القريبة من مناطق سكن العمال كانت تبيع الطماطم (البندورة) الرديئة مقابل 6.5 ريال (1.79 دولار) للكيلو , والطماطم (البندورة) ذات الجودة الأفضل مقابل 8 ريالات (2.20 دولار).
أما في الأسواق الراقية، لم يكن لدى أحدها طماطم (بندورة)، بينما يبيع الآخر البندورة المستوردة من هولندا، مقابل 24.75 ريال (6.80 دولار) للكيلو الواحد. وكان أحد المحال المتواضعة يبيع الخيار بسعر 8 ريالات (2.20 دولار) للكيلو، مقابل 3 ريال (0.82 دولار) قبل الأزمة.
في الشهر الماضي، صرحت فاني ساراسواثي، المحرر المساعد لموقع حقوق المهاجرين Migrant-Rights.org، وهي منظمة غير حكومية مقرها دول مجلس التعاون الخليجي، بأن العمال المهاجرين داخل قطر سيكونون أقل قدرة على الحصول على الغذاء بسبب عزلتهم.
وقال ساراسواثي "إن العمال ذوي الدخل المنخفض سيحصلون على قدر أقل من الغذاء بسبب عزلتهم، لكن التقارير الواردة من أرض الواقع اليوم لا تظهر أي نقص في المتاجر القريبة من سكن العمال".
ومنذ بداية الأزمة الدبلوماسية، ظهرت تقارير عديدة عن عائلات منتشرة في أنحاء قطر وأجزاء أخرى من الخليج منفصلة عن بعضها البعض مع استمرار الخلاف، وفقاً لـ"ميدل إيست أي" البريطاني.
وقفت قطر متحدية الاتهامات، وواصلت رفض ادعاءات المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر بأنها تدعم الجماعات الإرهابية في المنطقة.
المصدر : http://www.huffpostarabi.com/2017/07/18/story_n_17516842.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi
تعبيراتتعبيرات