الأحد، 2 يوليو 2017

الغارديان: قطر على الجانب الصحيح من التاريخ.. والجزيرة كسرت هيمنة الغرب على الإعلام، ولهذا السبب دعمت الإخوان

الغارديان: قطر على الجانب الصحيح من التاريخ.. والجزيرة كسرت هيمنة الغرب على الإعلام، ولهذا السبب دعمت الإخوان

وصفت صحيفة الغارديان البريطانية قناة "الجزيرة" الفضائية بأنها ظاهرةٌ فريدةٌ من نوعها، أحدثت ثورةً في الإعلام العربي منذ بدء بثها عام 1996، ووضعت معايير جديدة لنقل الأخبار والتغطية الإعلامية في المنطقة، ورفعت سقف حرية التعبير بشكلٍ جذري، ما أثار غضب الأنظمة الاستبدادية العربية المفتقدة للتفويض الشعبي.

وقالت الصحيفة البريطانية في تقرير لها نُشر الأحد، 2 يوليو/تموز 2017، "غداً الإثنين، 3 يوليو/تموز، ربما تنتهي فجأة تجربةٌ جريئةٌ ومثيرةٌ للجدل في مجال الإعلام والسياسة بالشرق الأوسط، إذ تواجه قناة الجزيرة -التي اعتُبرت منارةً للإعلام العربي الحر الذي كسر هيمنة شبكات الإعلام الغربي وغيَّر اتجاه تدفق المعلومات من الشرق إلى الغرب لأول مرة منذ العصور الوسطى- احتمالية إغلاق أبوابها.

وأشارت الصحيفة إلى أنه، في 23 من يونيو/حزيران 2017، فرضت السعودية والإمارات والبحرين ومصر عقوباتٍ اقتصادية ودبلوماسية غير مسبوقة على قطر، وتبع ذلك فرضُ حصارٍ خانق عليها والتهديد باتخاذ مزيدٍ من الإجراءات حال فشل قطر في الوفاء بقائمة مطالبهم الـ13، التي من بينها غلق شبكة قنوات الجزيرة.



الأمم المتحدة





كانت الأمم المتحدة قد انتقدت مطالبة دول عربية لقطر بإغلاق قناة الجزيرة القطرية، ووصفته بأنه "هجوم غير مقبول" على الحق في حرية التعبير والرأي، حسب "بي بي سي".

وقال روبرت كولفيل، المتحدث باسم مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين في مؤتمر صحفي: "سواء كنت تشاهدها أو تحبها أو تتفق مع مواقفها التحريرية أم لا، فإن قنوات الجزيرة العربية والإنكليزية مشروعة، ولها ملايين المشاهدين. المطالبة بإغلاقها فوراً هي من وجهة نظرنا هجوم غير مقبول على الحق في حرية التعبير والرأي".

وقال المسؤول الأممي، إنه إذا كان للدول خلاف بشأن مواد تبثها قنوات تلفزيونية تابعة لبلدان أخرى، فإن "للدول الحق في مناقشتها وخوض مساجلات علناً بشأنها".

واستطرد قائلاً إن الإصرار على إغلاق القنوات التلفزيونية مطلب "شاذ وغير مسبوق وغير منطقي وغير معقول بشكل جليّ".

وتُعلق الغارديان قائلة، بصرف النظرِ عمَّا سيحدث، يُحسب للجزيرة أنها لا تزال تُشكِّل تحدياً وإزعاجاً للقابعين على رأس السُّلطة، بعد مرور 21 عاماً على انطلاقها.

وتضيف: "يمكن لبعض وسائل الإعلام الأخرى الادعاء بأنها مؤثرة للغاية، لكن الجزيرة لا تشبه القنوات الأخرى. إنها ظاهرةٌ فريدةٌ من نوعها، أحدثت ثورةً في الإعلام العربي منذ بدء بثها عام 1996، واضطلعت بدورٍ رئيسيٍ في عام 2010 عبر إحداث ثورةٍ سياسية حقيقية عبر الكثير من دول العالم العربي".



مِن بن لادن للإسرائيليين





b

قبل انطلاق بث قناة الجزيرة، كانت نشرات أخبار التلفزيون العربي عبارة عن هُراءٍ استبدادي، إذ ركَّزت الأخبار بشكلٍ رئيسي على ما كان يفعله الشيخ، أو الأمير، أو الرئيس حينذاك، وتحدَّثت بعض الأخبار عن وريث العرش، فضلاً عن مقالات المديح، التي دارت حول حظ الأمة بوجود مثل هؤلاء الآباء الأبطال.

عصفت الجزيرة بكل هذا، وسمحت لكافة الأصوات المحظورة سابقاً بأن تُسمع، بدءاً من الإسرائيليين ومعمر القذافي وصولاً إلى متمردي الشيشان، وحركة طالبان، وأسامة بن لادن.

في أيام مجدها، كانت المدن العربية يسودها الهدوء على نحوٍ ملحوظ عندما يبث على الهواء برنامج الاتجاه المعاكس للدكتور فيصل القاسم، فضلاً عن قائمة قصصها الحصرية، التي تشمل تغطيتها لعملية ثعلب الصحراء في العراق في عام 1998، وحوارها مع بن لادن بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001، وتغطيتها لغزو أفغانستان بقيادة الولايات المتحدة، عندما كانت الجزيرة شبكة التلفزيون الوحيدة الموجودة في أفغانستان، وباتت لعدة أسابيع وكالةً إخبارية للعالم كله.

كانت الجزيرة أول قناة عربية تقدِّم صحافةً استقصائيةً حقيقية وأول قناة تستضيف ضيوفاً محظورين في برامجها الحوارية، لتتحدث عن موضوعات جدلية مثل التفجيرات الانتحارية ووجود الله. حطَّمَ هذا العديد من المُحرَّمات الدينية والسياسية والاجتماعية ووضع معايير جديدة لنقل الأخبار والتغطية الإعلامية في المنطقة. قدَّمَت الجزيرة مفاهيم مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان، ورفعت سقف حرية التعبير عن الرأي بشكلٍ جذري.

تُشكِّل الجزيرة أيضاً مصدرَ إزعاجٍ للعديد من الحكومات في المنطقة، إذ لا يتمتع أي منهم، باستثناء النظام التونسي بعد الثورة، بتفويضٍ ديمقراطي شعبي ويشعرون بالخوف تجاه أي شيء قد يضعف قبضتهم على السلطة.

اندلعت سلسلةٌ من الأزماتِ الدبلوماسية التي لا تنتهي بين قطر وجميع دول المنطقة، باستثناء عُمان بالإضافة إلى العديد من الدول غير العربية. واستخدم الأعداء الكثيرون للشبكة التلفزيونية كل حيلةٍ ممكنة لإغلاقها، بدءاً من إلقاء القبض على المراسلين وإغلاق مكاتبها وترحيل عائلات موظفيها، ومضايقة المُعلِنين المُحتَمَلين، ورفع قضايا عبثية ضد القناة، وفي حالة الولايات المتحدة، عن طريق تفجير مكاتبها مرتين وقتل طاقم العاملين بها.



المصدر : http://www.huffpostarabi.com/2017/07/02/story_n_17370286.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi


تعبيراتتعبيرات