احتُجز أكثر من 100 من الإيغور المسلمين في مصر بعد امتناعهم عن تلبية مطالب الصين بعودتهم، وذلك وفقاً لنشطاء وزملاء لهم من الطلاب الإيغور. وفي الوقت الذي استهدفت فيه الحملة بالأساس الإيغور الذين يدرسون في البلاد ذات الأغلبية المسلمة، أجبرت الصين طالباً واحداً على الأقل على العودة من الولايات المتحدة.
ويقول متابعون إنَّ الدافع وراء إعادة هؤلاء الطلاب إلى بلدهم ربما يكون الخوف من خضوع الطلاب الإيغور لمحاولاتٍ في الخارج من أجل دفعهم إلى التطرف، وفق تقرير لصحيفة Financial Times البريطانية.
وقال طلاب بجامعة الأزهر من المسلمين الإيغور المنتمين لإقليم شينجيانغ، أو تركستان الشرقية، إن "عناصر من أجهزة أمنية صينية رفيعة حضرت إلى القاهرة منذ عدة أيام، وحققوا مع زملائهم المحتجزين في داخل أحد السجون المصرية على مدار الأيام الثلاثة الماضية"، كما ورد في عدة شهادات وصلت إليهم من داخل السجن.
وذكر عدد من الطلاب في شهادات مختلفة ومتقاربة، أن السلطات المصرية نقلت جميع المحتجزين من الطلاب الإيغور في أقسام الشرطة وداخل المطارات إلى سجن طرة، ويبلغ عددهم 117 طالباً، ما عدا ثلاثة فقط ما زالوا في أماكن احتجازهم، "ويبدو أن تلك الإجراءات تمت بداية الأسبوع الجاري تمهيداً لوصول الوفد الأمني الصيني للتحقيق معهم في وقت لاحق".
وكان العشرات من الطلاب الإيغور الذين يدرسون في الأزهر الشريف في مصر، قد تعرضوا بداية من 5 يوليو/تموز 2017، لحملة اعتقالات واسعة، واحتجزتهم السلطات المصرية في أماكن متفرقة، مثل أقسام الشرطة ومطارات القاهرة والغردقة وبرج العرب.
ولفترةٍ طويلة، فُرضت على الإيغور، الذين لديهم صلات ثقافية ولغوية بتركيا، قيودٌ تتعلق بممارساتهم الدينية، وتوظيفهم، ولغتهم، وثيابهم. وعلى الرغم من أنَّهم كانوا في الماضي الطائفة السائدة في إقليم شينجيانغ غربي الصين، صاروا الآن أقلية بعد سنوات من الهجرة التي شجَّعتها بكين للمواطنين المنتمين لقومية الهان.
ويقول طلاب ونشطاء وفق Financial Times البريطانية إنَّ السلطات الصينية بدأت، منذ شهر مايو/أيار، في إرسال تنويهات إلى الطلاب الإيغور الذين يدرسون في الخارج، مطالبةً إياهم بالعودة الفورية، وغالباً ما كان يحدث ذلك بعد احتجاز آبائهم في الصين. وقد أُلقي القبض على العديد من الطلاب الذين نفذوا الأمر فور وصولهم إلى الصين، وذلك وفقاً لأصدقائهم الذين تواصلت معهم صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية.
وتقول جماعاتٌ حقوقية إنَّ الصين انتهكت القانون الدولي بتنظيمها لعمليات الإعادة القسرية للإيغور. وقد رُحِّلَ أكثر من 100 طالب من تايلاند في 2015، بينما أرسلت ماليزيا 28 طالباً على الأقل إلى الصين منذ 2013.
وقال ويليام ني، الباحث في منظمة العفو الدولية بهونغ كونغ، إنَّ الصين كانت تحاول "قمع أي نوعٍ من الإسلام لا يمكنها التحكم فيه مباشرة. وسواء أتعلق الأمر بدخول الإسلام، أو المسيحية البروتستانتية، أو الديمقراطية الليبرالية، فإنَّ الصين تعُدُّ كل هذه الأشياء تهديدات أيديولوجية قادمة من الخارج".
وبحسب نشطاء وطلاب تمكنوا من مغادرة البلاد، فقد اعتُقل ما يقرب من 150 من طلاب جامعة الأزهر بالقاهرة، الذين تجاهلوا أوامر الاستدعاء الصينية، وزُجَّ بهم في سجون العاصمة المصرية منذ بداية شهر يوليو/تموز.
وقال أحد الطلاب الإيغور، وهو من ضمن العشرات الذين احتُجزوا في مطار الإسكندرية: "سمعتُ من الضابط المسؤول أنَّني كنتُ على صلةٍ بمسائل بالغة الأهمية وأمور تخص السياسة بين مصر والصين. وأخبرنا الضباط أنَّنا سوف نُرَحَّل إلى الصين، وأنَّنا سنذهب إلى السجن حين نصل إلى هناك".
وقد سُمح له بالرحيل إلى تركيا بعد أربعة أيام. وقد رُحِّلَ 22 من المحتجزين، على الأقل، إلى الصين، وذلك وفقاً لشخصين على اتصال بالطلاب الإيغور. بينما هرب آخرون من البلد.
وقالت وزارة الخارجية الصينية: "نودُّ التأكيد على أنَّ المواطنين الصينيين في مصر يجب عليهم أن ينصاعوا إلى القوانين واللوائح المصرية، وأن يتجنَّبوا الانخراط في أنشطةٍ لا تتفق مع وضع إقامتهم".
يُذكر أنَّ مصر والصين قد وثقَّتا العلاقات بينهما في السنوات الأخيرة. فقناة السويس، التي تصل ما بين البحر المتوسط وبين المحيط الهندي، هي حلقة رئيسة في مبادرة طريق الحرير الجديد، التي تبلغ قيمتها 900 مليار دولار، وتظل الصين هي المصدر الأول للبضائع التي تستوردها مصر.
ورغم أنَّ جهود الصين في إعادة المواطنين من الخارج كانت تتركَّز على الطلاب الذين يدرسون في البلاد ذات الأغلبية المسلمة، مثل مصر وتركيا، فقد وصلت أيضاً إلى شواطئ الغرب.
فقد أُجبر طالب من الإيغور، كان يدرس في الولايات المتحدة، على العودة، بعدما اعتُقل والداه، وذلك وفقاً للعديد ممن يعرفونه. وقد اعتُقل هو أيضاً فور وصوله، لكن أُطلق سراحه فيما بعد.
ويتعرَّض نشطاء مجتمع الإيغور، الذين يعيشون في الخارج، إلى ضغوط. فعلى سبيل المثال، اعتقلت شرطة روما دولكون عيسى، الأمين العام لمؤتمر الإيغور العالمي في ميونخ، بينما كان يستعد لإلقاء خطاب حول القيود التي تواجهها جماعته العرقية.
وقد طالب أعضاء مؤتمر الإيغور العالمي بإجراء تحقيقات لمعرفة ما إذا كان الاعتقال قد حدث بناءً على توصيات الصين، معلنين تخوفهم من "تغلغل النفوذ الصيني في الغرب".
وأكد مسؤول إيطالي أنَّ عيسى قد احتُجز وقتاً قصيراً من أجل "فحص بوليسي"، لكنَّه رفض الإفصاح عن السبب المُحدَّد.
يُذكر أنَّ قمع إيغور إقليم شينجيانغ قد تصاعد في الشهور الأخيرة. ففي أبريل/نيسان، حُظر على أفراد منهم منح مواليدهم الجدد أسماء إسلامية، بما في ذلك اسم "محمد"، كما أُمر الإيغور العام الماضي أن يُسلِّموا وثائق سفرهم، الأمر الذي ساعد السلطات على التحكم في تحركاتهم الدولية.
ويقول متابعون إنَّ الدافع وراء إعادة هؤلاء الطلاب إلى بلدهم ربما يكون الخوف من خضوع الطلاب الإيغور لمحاولاتٍ في الخارج من أجل دفعهم إلى التطرف، وفق تقرير لصحيفة Financial Times البريطانية.
وقال طلاب بجامعة الأزهر من المسلمين الإيغور المنتمين لإقليم شينجيانغ، أو تركستان الشرقية، إن "عناصر من أجهزة أمنية صينية رفيعة حضرت إلى القاهرة منذ عدة أيام، وحققوا مع زملائهم المحتجزين في داخل أحد السجون المصرية على مدار الأيام الثلاثة الماضية"، كما ورد في عدة شهادات وصلت إليهم من داخل السجن.
وذكر عدد من الطلاب في شهادات مختلفة ومتقاربة، أن السلطات المصرية نقلت جميع المحتجزين من الطلاب الإيغور في أقسام الشرطة وداخل المطارات إلى سجن طرة، ويبلغ عددهم 117 طالباً، ما عدا ثلاثة فقط ما زالوا في أماكن احتجازهم، "ويبدو أن تلك الإجراءات تمت بداية الأسبوع الجاري تمهيداً لوصول الوفد الأمني الصيني للتحقيق معهم في وقت لاحق".
وكان العشرات من الطلاب الإيغور الذين يدرسون في الأزهر الشريف في مصر، قد تعرضوا بداية من 5 يوليو/تموز 2017، لحملة اعتقالات واسعة، واحتجزتهم السلطات المصرية في أماكن متفرقة، مثل أقسام الشرطة ومطارات القاهرة والغردقة وبرج العرب.
أصبحوا أقلية
ولفترةٍ طويلة، فُرضت على الإيغور، الذين لديهم صلات ثقافية ولغوية بتركيا، قيودٌ تتعلق بممارساتهم الدينية، وتوظيفهم، ولغتهم، وثيابهم. وعلى الرغم من أنَّهم كانوا في الماضي الطائفة السائدة في إقليم شينجيانغ غربي الصين، صاروا الآن أقلية بعد سنوات من الهجرة التي شجَّعتها بكين للمواطنين المنتمين لقومية الهان.
ويقول طلاب ونشطاء وفق Financial Times البريطانية إنَّ السلطات الصينية بدأت، منذ شهر مايو/أيار، في إرسال تنويهات إلى الطلاب الإيغور الذين يدرسون في الخارج، مطالبةً إياهم بالعودة الفورية، وغالباً ما كان يحدث ذلك بعد احتجاز آبائهم في الصين. وقد أُلقي القبض على العديد من الطلاب الذين نفذوا الأمر فور وصولهم إلى الصين، وذلك وفقاً لأصدقائهم الذين تواصلت معهم صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية.
وتقول جماعاتٌ حقوقية إنَّ الصين انتهكت القانون الدولي بتنظيمها لعمليات الإعادة القسرية للإيغور. وقد رُحِّلَ أكثر من 100 طالب من تايلاند في 2015، بينما أرسلت ماليزيا 28 طالباً على الأقل إلى الصين منذ 2013.
قمع أي نوع من الإسلام عدا ما تتحكم فيه
وقال ويليام ني، الباحث في منظمة العفو الدولية بهونغ كونغ، إنَّ الصين كانت تحاول "قمع أي نوعٍ من الإسلام لا يمكنها التحكم فيه مباشرة. وسواء أتعلق الأمر بدخول الإسلام، أو المسيحية البروتستانتية، أو الديمقراطية الليبرالية، فإنَّ الصين تعُدُّ كل هذه الأشياء تهديدات أيديولوجية قادمة من الخارج".
وبحسب نشطاء وطلاب تمكنوا من مغادرة البلاد، فقد اعتُقل ما يقرب من 150 من طلاب جامعة الأزهر بالقاهرة، الذين تجاهلوا أوامر الاستدعاء الصينية، وزُجَّ بهم في سجون العاصمة المصرية منذ بداية شهر يوليو/تموز.
وقال أحد الطلاب الإيغور، وهو من ضمن العشرات الذين احتُجزوا في مطار الإسكندرية: "سمعتُ من الضابط المسؤول أنَّني كنتُ على صلةٍ بمسائل بالغة الأهمية وأمور تخص السياسة بين مصر والصين. وأخبرنا الضباط أنَّنا سوف نُرَحَّل إلى الصين، وأنَّنا سنذهب إلى السجن حين نصل إلى هناك".
وقد سُمح له بالرحيل إلى تركيا بعد أربعة أيام. وقد رُحِّلَ 22 من المحتجزين، على الأقل، إلى الصين، وذلك وفقاً لشخصين على اتصال بالطلاب الإيغور. بينما هرب آخرون من البلد.
وقالت وزارة الخارجية الصينية: "نودُّ التأكيد على أنَّ المواطنين الصينيين في مصر يجب عليهم أن ينصاعوا إلى القوانين واللوائح المصرية، وأن يتجنَّبوا الانخراط في أنشطةٍ لا تتفق مع وضع إقامتهم".
يُذكر أنَّ مصر والصين قد وثقَّتا العلاقات بينهما في السنوات الأخيرة. فقناة السويس، التي تصل ما بين البحر المتوسط وبين المحيط الهندي، هي حلقة رئيسة في مبادرة طريق الحرير الجديد، التي تبلغ قيمتها 900 مليار دولار، وتظل الصين هي المصدر الأول للبضائع التي تستوردها مصر.
ورغم أنَّ جهود الصين في إعادة المواطنين من الخارج كانت تتركَّز على الطلاب الذين يدرسون في البلاد ذات الأغلبية المسلمة، مثل مصر وتركيا، فقد وصلت أيضاً إلى شواطئ الغرب.
فقد أُجبر طالب من الإيغور، كان يدرس في الولايات المتحدة، على العودة، بعدما اعتُقل والداه، وذلك وفقاً للعديد ممن يعرفونه. وقد اعتُقل هو أيضاً فور وصوله، لكن أُطلق سراحه فيما بعد.
اعتقال في روما
ويتعرَّض نشطاء مجتمع الإيغور، الذين يعيشون في الخارج، إلى ضغوط. فعلى سبيل المثال، اعتقلت شرطة روما دولكون عيسى، الأمين العام لمؤتمر الإيغور العالمي في ميونخ، بينما كان يستعد لإلقاء خطاب حول القيود التي تواجهها جماعته العرقية.
وقد طالب أعضاء مؤتمر الإيغور العالمي بإجراء تحقيقات لمعرفة ما إذا كان الاعتقال قد حدث بناءً على توصيات الصين، معلنين تخوفهم من "تغلغل النفوذ الصيني في الغرب".
وأكد مسؤول إيطالي أنَّ عيسى قد احتُجز وقتاً قصيراً من أجل "فحص بوليسي"، لكنَّه رفض الإفصاح عن السبب المُحدَّد.
يُذكر أنَّ قمع إيغور إقليم شينجيانغ قد تصاعد في الشهور الأخيرة. ففي أبريل/نيسان، حُظر على أفراد منهم منح مواليدهم الجدد أسماء إسلامية، بما في ذلك اسم "محمد"، كما أُمر الإيغور العام الماضي أن يُسلِّموا وثائق سفرهم، الأمر الذي ساعد السلطات على التحكم في تحركاتهم الدولية.
المصدر : http://www.huffpostarabi.com/2017/08/01/story_n_17650840.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi
تعبيراتتعبيرات