الخميس، 24 أغسطس 2017

رئيس الوزراء يُعلق على حادث فتاة الحافلة.. وتظاهرات تعم مدناً مغربية تندداً بالاعتداء الجماعي الصادم

رئيس الوزراء يُعلق على حادث فتاة الحافلة.. وتظاهرات تعم مدناً مغربية تندداً بالاعتداء الجماعي الصادم

تعهّد رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني، الخميس 24 أغسطس/آب، بوضع استراتيجية لمكافحة أعمال العنف ضد النساء من غير أن يحدد جدولاً زمنياً، بعد الصدمة التي أثارها اعتداء جنسي جماعي على امرأة في حافلة بالدار البيضاء.

وقال العثماني المنتمي إلى حزب العدالة والتنمية (إسلامي) في كلمة تم بثها، الخميس، إن "الحكومة بدأت عملية التفكير للقيام بآليات للمعالجة، وليس معاقبة من قام بالجرم فقط، بل للوقاية لضمان عدم تكرار هذه الأعمال في المستقبل".






وأضاف: "سيتم الإعلان في الوقت المناسب عن الآليات والاستراتيجية التي ستسلكها الحكومة في هذا المجال".


من جهة أخرى تظاهر نحو 300 شخص، أمس الأربعاء، في الدار البيضاء تنديداً باعتداء جنسي جماعي تعرضت له شابة في العاصمة الاقتصادية للمغرب، في قضية أثارت صدمة لدى الرأي العام.

وهتف الحشد الذي تجمّع في ساحة مركزية نابضة بالحياة في المدينة: "لسنا خائفين! حرروا الأماكن العامة!"، بحسب مراسل وكالة فرانس برس.









وظهرت في شريط فيديو تناولته مواقع التواصل الاجتماعي الاثنين، مجموعة من المراهقين وقد بدا النصف الأعلى من أجسادهم عارياً وهم يتحرشون جنسياً وبشكل عنيف بشابة ويضحكون.

وبعد أن باتت نصف عارية تبدو الشابة وهي تبكي يائسة، بينما أكملت الحافلة طريقها من دون أن يتدخل أي راكب لوقف المعتدين.

وقالت الشرطة المغربية، الأربعاء، في بيان أن الضحية البالغة من العمر 26 عاماً تعاني "اضطرابات نفسية"، مشيرة الى أنه كان هناك مذكرة بحث عنها "بطلب من عائلتها بعد أن غادرت في أيار/مايو منزلها الى جهة مجهولة".






وأكدت الشرطة المغربية أنها عثرت، الثلاثاء، على الفتاة التي وقعت "ضحية لهذه الجريمة" الجنسية.

وقالت الكاتبة والمخرجة فاطيم العياشي التي كانت بين المتظاهرين: "لا أحد يستطيع أن يبقى غير مبالٍ، هذا يتعلق بنا جميعاً".

وأضافت: "صُودف أنه تم تصوير هذه المأساة وسمعنا عنها. لا أجرؤ حتى أن أتخيّل عدد المآسي المماثلة التي تحدث كل يوم في الحافلات أو في غيرها من الأماكن العامة. يجب أن يتوقف ذلك".

ومنذ نشر صور هذا الاعتداء دقّ العديد من وسائل الإعلام المحلية ناقوس الخطر حول التحرش بالنساء في الشارع، وذلك على خلفية "أزمة قيَم" في مجتمع يعيش صراعاً بين الحداثة والمحافظة.




وقالت أوم المغنية المغربية الشعبية لوكالة فرانس برس: "أشعر بالقلق لأنه كان يمكن أن أكون أنا تلك الفتاة". وأضافت: "أنا هنا لأقول إننا يجب أن نعلّم أولادنا بشكل أفضل".

وهتف المتظاهرون أيضاً: "القوانين للرجال، والاغتصاب للنساء!".

واعتبر صلاح العدي، الشاعر ورئيس حركة الضمير الذي كان موجوداً في الاعتصام، أن "هناك خطراً كبيراً اليوم هو الاستخفاف بهذه الجرائم وبالتحرش بالنساء في الأماكن العامة".

وأضاف: "نحن بحاجة لأن تأخذ السلطات الرسمية الأمر على محمل الجد على الصعيد الأمني وعلى صعيد دور المدرسة أيضاً".

وفي الرباط، شارك 200 شخص في تجمّع مماثل.

وقال مصطفى الرميد، وزير الدولة لشؤون حقوق الإنسان، لفرانس برس إن القانون المغربي "يدين التحرش بالنساء في العمل، لكن ليس في الأماكن العامة"، مؤكداً أن هناك مشروع قانون "كامل" لا يزال قيد المناقشة ويتطرق للمرة الأولى الى التحرش في الأماكن العامة.




وإثر عملية التحرش الأخيرة عنونت الصحافة المغربية "رعب في الدار البيضاء" و"وحوش يرتكبون جريمة بشعة".

ويصف المغرب نفسه بحسب الخطاب الرسمي بأنه بلد للإسلام المتسامح لا يتم فيه إرغام النساء على ارتداء الحجاب. لكن النساء يتعرضن في أحيان كثيرة لشتائم واعتداءات جنسية في الأماكن العامة.

وتفيد الأرقام الرسمية بأن نحو مغربيتين من أصل 3 يتعرضن للعنف. والأماكن العامة هي المكان الذي يتعرضن فيه أكثر لاعتداءات ذات طابع جنسي.


المصدر : http://www.huffpostarabi.com/2017/08/24/story_n_17819734.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi


تعبيراتتعبيرات