قال مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، إن الوزارة تسعى إلى رفع السرية عن مواقع كانت هدفاً لهجماتٍ في الموصل لم تنفجر فيها القنابل الأميركية، حيث دارت هناك معارك عنيفة لثمانية أشهر ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وكان الجنرال ستيفن تاونسند، قائد الحملة العسكرية على "داعش" قد قال يوم الخميس 17 أغسطس/آب إنه كان يبحث عن طريقةٍ لتجاوز القاعدة القديمة التي تُلزِم بحفظِ سرية الإحداثيات الدقيقة للقنابل غير المُنفجِرة لخمسةٍ وعشرين عاماً، وفقاً لما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، الخميس الفائت.
وتقول جماعات حقوق الإنسان ومتخصصون، إن مدينة الموصل تعج بالأفخاخ المتفجِّرة والعبوات الناسفة التي تركها مقاتلو "داعش" خلفهم، بالإضافة إلى عشرات، وربما مئات، القنابل التي ألقتها المقاتلات الأميركية ولم تنفجر، والمعروفة باسم "دود - Dud".
وألقى التحالف الذي تقوده أميركا ضد "داعش" آلاف القنابل على الموصل خلال معركة تحرير المدينة.
وعادةً لا يحب البنتاغون أن يميط اللثام عن التفاصيل التي يراها المُخطِّطون العسكريون أنها "تنفيذية"، وينطبق ذلك التعريف على المواقع المُحدَّدة لذخائر أميركيةٍ غير منفجرةٍ. لكن الجنرال تاونسند قال يوم الخميس الفائت إنه اعتقد أن من الضروري إيجاد مخرجٍ من قاعدة حفظ السرية لخمسةٍ وعشرين عاماً.
وأضاف: "أنا مؤمنٌ بأن ما إن يصبح الأمر تاريخاً، فلا خطأ في الإفصاح عنه للعالم. نريد أن نساعد في إزالة بقايا المتفجرات من الموصل، ومن كل الأماكن التي ساعدنا العراقيين على القتال فيها، لذا سنجد طريقةً لفعل ذلك".
ويقول مسؤولون بوزارة الدفاع إن إحداثيات قنابل أميركيةٍ غير منفجرةٍ في الرمادي والفلوجة ومواقع أخرى ربما ستُكشَف أيضاً.
وفي الوقت الراهن، يستطيع الخبراء الحصول على الإحداثيات سداسية الأرقام للذخائر غير المنفجرة من المسؤولين العسكريين الأميركيين. لكن تلك التقارير غير السرية تُحدِّد مواقع قنابل دود فقط في دائرةٍ نصف قطرها 100 متر، وتلك منطقةٌ كبيرةٌ قد تستلزم ساعاتٍ، وحتى أياماً للبحث فيها.
وقال مسؤولون بوزارة الدفاع إن إحدى الخطط قد تتيح شبكة الإحداثيات العشرية الأرقام لقنابل دود، وذلك قد يُحدِّد موقع القنبلة في منطقةٍ مساحتها بين مترٍ وثلاثة أمتار. وتختلف نسبة القنابل الأميركية غير المنفجرة وفقاً لنوع القنبلة. ويقول مسؤولون أميركيون إن من 2 إلى 3 بالمئة من القنابل التي تُلقى خلال هجماتٍ جويةٍ لا تنفجر.
وأشار الجنرال تاونسند إلى أن "كل جيشٍ يحارب فوق أرضٍ يُخلِّف وراءه قنابل غير منفجرة. القنابل لا تنفجر، لكننا سنجد طريقةً لمساعدتهم".
ويبقَى خطر القنابل الأميركية غير المنفجرة قائماً لعقود من الزمن، وتشير شبكة "سي إن إن" الأميركية، إلى أن القنابل التي ألقتها الطائرات الأميركية قبل 4 عقود على لاوس لا يزال المدنيون يدفعون ثمنها.
وذكرت الشبكة أن نحو 20 ألف شخص في لاوس إما قتلوا أو شُوهوا بسبب الذخائر غير المنفجرة منذ نهاية الحرب التي خاضتها أميركا، وذلك عندما قصفت القاذفات الأميركية على مدى 9 سنوات لاوس، في محاولة منها لوقف التمرد الشيوعي وقطع خطوط إمداد الفيتناميين بالشمال، بحسب "سي إن إن".
ولا يقتصر الخطر في الموصل على القنابل الأميركية السرية فحسب، إذ قال ديفيد جونسون، نائب رئيس شركة جانوس غلوبال أوبريشنز لشؤون التطوير الاستراتيجي ولعمليات واشنطن، والتي تعمل مع الولايات المتحدة على إزالة الذخائر المتفجرة، إن "تنظيم داعش اعتاد زرع العبوات الناسفة حرفياً كنظامٍ في التسليحٍ، لتصعيب عودة العراقيين إلى ديارهم بأكبرِ قدرٍ ما يمكن". وأضاف جونسون أن مقاتلي داعش قد فَخَّخوا غربي الموصل "إلى درجةٍ لم يشهدها أيٌ مِمَّن عملوا في مجالنا هذا".
وقال مُتخصِّصٌ في إزالةِ المفرقعات يعمل لدى شركة جانوس غلوبال أوبريشنز لشؤون التطوير الاستراتيجي، إن الشركة قد وجدت معداتٍ متفجرةً مدسوسةً خلسةً في مواقد منازل، وفي معامل بجامعة الموصل، وفي ماكينات طحنٍ في مصنع أسمنت. وفي يومٍ واحد، الأربعاء 16 أغسطس/آب، وجد متخصصو إزالة الذخيرة العاملون لدى جانوس قرابة الخمسين عبوة ناسفة في مدينة بعشيقة، والتي تبعد حوالي ثمانية أميالٍ شرقي الموصل.
ويقول خبراء إن الألغام عادة ما تزرع في صفوف في الأرض المفتوحة غير أن العبوات المتفجرة البدائية التي استخدمها "داعش" في المباني تتصل بالأجهزة المنزلية مثل الثلاجات والسخانات والتلفزيونات وتضبط لكي تنفجر عند الضغط على زر أو فتح باب.
وتقول دائرة الأعمال المتعلقة بالألغام التابعة للأمم المتحدة التي تنسق حملة التطهير من المتفجرات إن حوالي 1700 شخص سقطوا بين قتيل وجريح بسبب تلك المتفجرات منذ بدء عمليات التطهير في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بحسب وكالة رويترز.
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد أعلن في 10 يوليو/تموز 2017، تحرير مدينة الموصل بالكامل من سيطرة تنظيم "داعش"، الذي بسط نفوذه عليها منذ 10 يونيو/حزيران 2014.
وكان الجنرال ستيفن تاونسند، قائد الحملة العسكرية على "داعش" قد قال يوم الخميس 17 أغسطس/آب إنه كان يبحث عن طريقةٍ لتجاوز القاعدة القديمة التي تُلزِم بحفظِ سرية الإحداثيات الدقيقة للقنابل غير المُنفجِرة لخمسةٍ وعشرين عاماً، وفقاً لما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، الخميس الفائت.
وتقول جماعات حقوق الإنسان ومتخصصون، إن مدينة الموصل تعج بالأفخاخ المتفجِّرة والعبوات الناسفة التي تركها مقاتلو "داعش" خلفهم، بالإضافة إلى عشرات، وربما مئات، القنابل التي ألقتها المقاتلات الأميركية ولم تنفجر، والمعروفة باسم "دود - Dud".
وألقى التحالف الذي تقوده أميركا ضد "داعش" آلاف القنابل على الموصل خلال معركة تحرير المدينة.
مواقع أخرى ربما تُكشف
وعادةً لا يحب البنتاغون أن يميط اللثام عن التفاصيل التي يراها المُخطِّطون العسكريون أنها "تنفيذية"، وينطبق ذلك التعريف على المواقع المُحدَّدة لذخائر أميركيةٍ غير منفجرةٍ. لكن الجنرال تاونسند قال يوم الخميس الفائت إنه اعتقد أن من الضروري إيجاد مخرجٍ من قاعدة حفظ السرية لخمسةٍ وعشرين عاماً.
وأضاف: "أنا مؤمنٌ بأن ما إن يصبح الأمر تاريخاً، فلا خطأ في الإفصاح عنه للعالم. نريد أن نساعد في إزالة بقايا المتفجرات من الموصل، ومن كل الأماكن التي ساعدنا العراقيين على القتال فيها، لذا سنجد طريقةً لفعل ذلك".
ويقول مسؤولون بوزارة الدفاع إن إحداثيات قنابل أميركيةٍ غير منفجرةٍ في الرمادي والفلوجة ومواقع أخرى ربما ستُكشَف أيضاً.
وفي الوقت الراهن، يستطيع الخبراء الحصول على الإحداثيات سداسية الأرقام للذخائر غير المنفجرة من المسؤولين العسكريين الأميركيين. لكن تلك التقارير غير السرية تُحدِّد مواقع قنابل دود فقط في دائرةٍ نصف قطرها 100 متر، وتلك منطقةٌ كبيرةٌ قد تستلزم ساعاتٍ، وحتى أياماً للبحث فيها.
وقال مسؤولون بوزارة الدفاع إن إحدى الخطط قد تتيح شبكة الإحداثيات العشرية الأرقام لقنابل دود، وذلك قد يُحدِّد موقع القنبلة في منطقةٍ مساحتها بين مترٍ وثلاثة أمتار. وتختلف نسبة القنابل الأميركية غير المنفجرة وفقاً لنوع القنبلة. ويقول مسؤولون أميركيون إن من 2 إلى 3 بالمئة من القنابل التي تُلقى خلال هجماتٍ جويةٍ لا تنفجر.
وأشار الجنرال تاونسند إلى أن "كل جيشٍ يحارب فوق أرضٍ يُخلِّف وراءه قنابل غير منفجرة. القنابل لا تنفجر، لكننا سنجد طريقةً لمساعدتهم".
قنابل مميتة
ويبقَى خطر القنابل الأميركية غير المنفجرة قائماً لعقود من الزمن، وتشير شبكة "سي إن إن" الأميركية، إلى أن القنابل التي ألقتها الطائرات الأميركية قبل 4 عقود على لاوس لا يزال المدنيون يدفعون ثمنها.
وذكرت الشبكة أن نحو 20 ألف شخص في لاوس إما قتلوا أو شُوهوا بسبب الذخائر غير المنفجرة منذ نهاية الحرب التي خاضتها أميركا، وذلك عندما قصفت القاذفات الأميركية على مدى 9 سنوات لاوس، في محاولة منها لوقف التمرد الشيوعي وقطع خطوط إمداد الفيتناميين بالشمال، بحسب "سي إن إن".
ولا يقتصر الخطر في الموصل على القنابل الأميركية السرية فحسب، إذ قال ديفيد جونسون، نائب رئيس شركة جانوس غلوبال أوبريشنز لشؤون التطوير الاستراتيجي ولعمليات واشنطن، والتي تعمل مع الولايات المتحدة على إزالة الذخائر المتفجرة، إن "تنظيم داعش اعتاد زرع العبوات الناسفة حرفياً كنظامٍ في التسليحٍ، لتصعيب عودة العراقيين إلى ديارهم بأكبرِ قدرٍ ما يمكن". وأضاف جونسون أن مقاتلي داعش قد فَخَّخوا غربي الموصل "إلى درجةٍ لم يشهدها أيٌ مِمَّن عملوا في مجالنا هذا".
وقال مُتخصِّصٌ في إزالةِ المفرقعات يعمل لدى شركة جانوس غلوبال أوبريشنز لشؤون التطوير الاستراتيجي، إن الشركة قد وجدت معداتٍ متفجرةً مدسوسةً خلسةً في مواقد منازل، وفي معامل بجامعة الموصل، وفي ماكينات طحنٍ في مصنع أسمنت. وفي يومٍ واحد، الأربعاء 16 أغسطس/آب، وجد متخصصو إزالة الذخيرة العاملون لدى جانوس قرابة الخمسين عبوة ناسفة في مدينة بعشيقة، والتي تبعد حوالي ثمانية أميالٍ شرقي الموصل.
ويقول خبراء إن الألغام عادة ما تزرع في صفوف في الأرض المفتوحة غير أن العبوات المتفجرة البدائية التي استخدمها "داعش" في المباني تتصل بالأجهزة المنزلية مثل الثلاجات والسخانات والتلفزيونات وتضبط لكي تنفجر عند الضغط على زر أو فتح باب.
وتقول دائرة الأعمال المتعلقة بالألغام التابعة للأمم المتحدة التي تنسق حملة التطهير من المتفجرات إن حوالي 1700 شخص سقطوا بين قتيل وجريح بسبب تلك المتفجرات منذ بدء عمليات التطهير في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بحسب وكالة رويترز.
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد أعلن في 10 يوليو/تموز 2017، تحرير مدينة الموصل بالكامل من سيطرة تنظيم "داعش"، الذي بسط نفوذه عليها منذ 10 يونيو/حزيران 2014.
المصدر : http://www.huffpostarabi.com/2017/08/19/story_n_17787574.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi
تعبيراتتعبيرات