الأربعاء، 2 أغسطس 2017

نشأة نظام المرشدات الدينيات ودورهن الدعوي بالمساجد في الجزائر

نشأة نظام المرشدات الدينيات ودورهن الدعوي بالمساجد في الجزائر

للبيئة والمجتمع الذي نعيش فيه دور كبير في تشكيل الفرد وتحديد أنماط سلوكه في مواجهة الحياة، والبيئة التي نقصد هي كل الظروف المحيطة بالإنسان والتي تؤثر به ويؤثر فيها، فإذا نظرنا إلى سلوك البشر من وجهة نظر الإسلام؛ نجد أن الدين هو الذي يصوغ السلوك. كما في القول في تأويل قوله تعالى: «صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ (138)» البقرة.

فسلوك الإنسان عندما يكون مقترنًا بالقيم والأخلاق لا يضطرب، لكن عندما يبتعد عنها يشعر بالمخالفة لتعاليم الله سبحانه وتعالى، وقد يعرف سبيله في إطار من الإيمان والهداية ويمنعه تكبره فيصد عن سبيل الهداية وينقص عقله فتغلب عليه حالة النفس الأمارة بالسوء كما سماها ابن الجوزية، قال تعالى: «اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ
اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ (19)» سورة الحشر.

إن الإرشاد مهما كان نوعه فهو يسعى لمساعدة الأفراد على تجاوز مشكلاتهم بأساليب علمية وتنمية ميولهم واتجاهاتهم ومساعدتهم على التوافق مع البيئة التي يعيشون فيها وتحقيق أهداف واقعية تتفق مع قدراتهم وإمكاناتهم ومساعدتهم على تحمل المسؤولية تجاه أنفسهم وتجاه الآخرين، فالإرشاد يهتم بجميع جوانب الشخصية الإنسانية والاجتماعية.

نشير إلى معنى الإرشاد الديني: وهو المساعدة المقدمة من فرد لآخر لحل مشكلاته والتوصل إلى التوافق الجسدي والروحي التي تقوم على أسس وأساليب دينية وروحية وأخلاقية وضعها الله سبحانه وتعالى. ويعرف أيضًا بالتوافق النفسي والصحة النفسية بمعناها الكامل التي تشمل السعادة بالدنيا والآخرة.

ولقد اعتنى الإسلام بالإرشاد الديني لأهميته في حياة الناس، فهو يحقق السعادة للفرد في الدنيا والآخرة؛ بواسطة أساليب وأسس دينية وروحية وأخلاقية وضعها الله سبحانه وتعالى، والتي من خلالها تقوم المرشدات الدينيات بدورهن الدعوي في المساجد، حيث يتمثل في تحفيظ القرآن الكريم وتعليم مواد العلوم الإسلامية والمساهمة في برامج محو الأمية والنشاط الديني الموجه للنساء، بالإضافة إلى مختلف الأعمال الخيرية والاجتماعية كالمساعدة في حل المشاكل الأسرية، والمشاركة في توجيه الحجاج في موسم الحج. فهن يعملن على تماسك المجتمع في إطار اختياراته المذهبية والشرعية، ويتصرفن كرائدات فيه والتمسك بثقافته وقيمه الأصلية.

ويتميز قطاع الشؤون الدينية بالجزائر بوجود سلك ديني لم يكن له مثيل في أي بلد إسلامي آخر قبل أن تقرر المغرب بدورها تبني التجربة قبل نحو ثماني سنوات (عام 2008) وهو سلك المرشدات، الذي بدأ تطوعيًا تشرف عليه جمعيات وأحزاب إسلامية، انتهى إلى تنظيمه وتقنينه من طرف وزارة الشؤون الدينية في مارس سنة 2002.

حيث ظهرت المرشدات الدينيات الجزائريات بالجزائر بداية الثمانينيات مع ازدهار الصحوة الإسلامية، كما ذكرت جريدة الاتحاد، حيث كلفن من قبل قادة الصحوة بالقيام بأعمال دعوية وإرشادية بأماكن تواجد النساء. كما أضيفت إلى أعمالهن الدعوية أعمالٌ خيرية واجتماعية عندما استقطبتها حركة المجتمع الإسلامي ضمن جمعياتها الخيرية، حيث أشرفت على مراكز لتعليم الفتيات مختلف الأشغال اليدوية.

وفي سنة 2002 تبنت الفكرة وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، حيث أصدرت نصًا قانونيًا يوم 2 مارس ينص على استحواذ سلك المرشدات ويحدد مهامهن، وأصدرت مرسومًا قانونيًا يوم 28 ديسمبر (كانون الأول) 2008 يتضمن استحداث رتبة مرشدة دينية رئيسية، فأصبح بإمكان الحائزات على شهادة جامعية في الشريعة الإسلامية إعداد الفتوى والرد على الاستفسارات واستفتاءات النساء اللائي يتحرجن طرحها على الرجال.

فوزارة الشؤون الدينية بالجزائر توظف كل سنة عددًا محدودًا من المرشدات بعد إجراء المسابقة بـ«دار الإمام»، العاصمة ـ والتي تشمل فقه العبادات والمعاملات والسيرة والأخلاق والعقيدة والتجويد وحفظ القرآن، ويشترط في المرشحة أن تكون حائزة على بكالوريوس في الشريعة الإسلامية وحفظ القرآن الكريم.

وأخيرًا؛ إذا علمت رجلًا فقد علمت فردًا وإذا علمت امرأة فقد علمت جيلًا.

والحمد لله رب العالمين.

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.


المصدر : http://www.huffpostarabi.com/soumaya-hassanioeoeuoeoe-oeuu-uuoeuuoe-oeoeoeoeoeu/post_15552_b_17654934.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi


تعبيراتتعبيرات