إن هذه الحياة مليئة بالفرص بشكل لا يصدّق، ولن يتعرف عليها سوى من يحب روح المغامرة والفضول يملأه، وإذ أنا طالب بالمرحلة الثانوية يُعرض على شاشة جهاز الحاسوب أمامي عرض عمل بفندق ذي اسم كبير وشارف على بدء نشاطاته، لن أذكر اسم الفندق؛ لكي لا أقدم دعاية على موقع هاف بوست، ولكن سكان مدينة طرابلس يعرفونه كأطول فندق في المدينة.
تقدمت بسيرة ذاتية يندى لها الجبين؛ لأنني ببساطة لا أملك خبرة ولا مؤهلاً علمياً جامعياً، ولم أحضر دورات، ولا أملك شهادات في تلك الفترة من عمري، وقيل لي حينها: أتتقدم للعمل في أكبر فنادق طرابلس حينها؟ فقلت: ولمَ لا؟
وفي تجربة أخرى، وبالرغم من أنني لا أملك آلة تصوير غير هاتفي النقال بكاميرا لا تتجاوز دقتها العشرين ميغا بكسل، فإنني دخلت ومن باب الفضول دورة تدريبية لمدة ثلاثة أيام في برنامج "Adobe Photoshop cc" الخاص بتعديل الصور، وتعلمت منها ما تعلمت، حتى جاء اليوم الذي اضطررت فيه لقص صورة رقمية بأبعاد محددة، وقمت بقصها وتعديلها بمهارات لم أكن لأمتلكها لولا فضولي.
بُعيد تخرجي في الجامعة لم أجد عملاً يحتضن ما بذلته خلال سنوات البكالوريوس تعباً وسهراً، ولكي لا أبقى شاغراً أنتظر غداء أمي من الساعة 12:00، تقدمت لوظيفة خدمات الزبائن بشركة أرامكس للنقل والشحن، وقُبلت، وتعرفتُ على زبائن كثر، وبدأت أخطائي تكثر خلال أسابيعي الأولى، وخسرت بعض الدنانير من جيبي نتيجة أخطاء في عدي للمال، أدركتُ هيكلية الشركة وإداراتها، بنيتُ علاقات طيبة مع رؤسائي، ساهمت لاحقاً في تذليل الكثير من الصعاب، والأهم أنني تعلمت ما لا تحصي كلماتي حصره، ابتداءً بمهارات التعامل مع الزبائن، تتبع شحنة ضائعة عبر شركات شحن دولية أخرى، استيعاب مفهوم العناوين والأرقام البريدية في دول العالم الأول، التعرف على مدن بلدان أخرى، وحتى تصل إلى تسريع مهارتي عد الأموال والطباعة بسرعة.
بالرغم أن كل ما سبق تجارب لم أقصد منها الغاية في حد ذاتها، فإنها تجارب أثرت ما لديّ من موارد، فلو جربتها وكسبت شيئاً -حتى معلومة- كنتُ فائزاً، ولو لم أستفِد، لم أخسر شيئاً، يعني بلغة المال والأعمال، نسبة الاستفادة في هذه التجارب هي 50%، وهي أفضل بكثير من ألا أجرب، وتكون نسبة الاستفادة هي 0%.
وما تدري لعَل كل تجربة نخوضها حالياً تسهم بشكل لا إرادي في نمو مهاراتنا، وتعزز من فرص نجاحنا في تعليمنا أو عملنا المستقبلي، وكما قال ستيفن جوبز، مؤسس شركة آبل، في خطابه أمام جامعة ستانفورد عام 2005: "إنك لا تستطيع أن تصل بين النقاط متطلعاً للأمام، إنك تستطيع أن تصل بينهم مطلعاً للخلف؛ لذا يجب عليك أن تثق بأن النقاط سيصل بعضها البعض بطريقة ما في مستقبلك".
تقدمت بسيرة ذاتية يندى لها الجبين؛ لأنني ببساطة لا أملك خبرة ولا مؤهلاً علمياً جامعياً، ولم أحضر دورات، ولا أملك شهادات في تلك الفترة من عمري، وقيل لي حينها: أتتقدم للعمل في أكبر فنادق طرابلس حينها؟ فقلت: ولمَ لا؟
وفي تجربة أخرى، وبالرغم من أنني لا أملك آلة تصوير غير هاتفي النقال بكاميرا لا تتجاوز دقتها العشرين ميغا بكسل، فإنني دخلت ومن باب الفضول دورة تدريبية لمدة ثلاثة أيام في برنامج "Adobe Photoshop cc" الخاص بتعديل الصور، وتعلمت منها ما تعلمت، حتى جاء اليوم الذي اضطررت فيه لقص صورة رقمية بأبعاد محددة، وقمت بقصها وتعديلها بمهارات لم أكن لأمتلكها لولا فضولي.
بُعيد تخرجي في الجامعة لم أجد عملاً يحتضن ما بذلته خلال سنوات البكالوريوس تعباً وسهراً، ولكي لا أبقى شاغراً أنتظر غداء أمي من الساعة 12:00، تقدمت لوظيفة خدمات الزبائن بشركة أرامكس للنقل والشحن، وقُبلت، وتعرفتُ على زبائن كثر، وبدأت أخطائي تكثر خلال أسابيعي الأولى، وخسرت بعض الدنانير من جيبي نتيجة أخطاء في عدي للمال، أدركتُ هيكلية الشركة وإداراتها، بنيتُ علاقات طيبة مع رؤسائي، ساهمت لاحقاً في تذليل الكثير من الصعاب، والأهم أنني تعلمت ما لا تحصي كلماتي حصره، ابتداءً بمهارات التعامل مع الزبائن، تتبع شحنة ضائعة عبر شركات شحن دولية أخرى، استيعاب مفهوم العناوين والأرقام البريدية في دول العالم الأول، التعرف على مدن بلدان أخرى، وحتى تصل إلى تسريع مهارتي عد الأموال والطباعة بسرعة.
بالرغم أن كل ما سبق تجارب لم أقصد منها الغاية في حد ذاتها، فإنها تجارب أثرت ما لديّ من موارد، فلو جربتها وكسبت شيئاً -حتى معلومة- كنتُ فائزاً، ولو لم أستفِد، لم أخسر شيئاً، يعني بلغة المال والأعمال، نسبة الاستفادة في هذه التجارب هي 50%، وهي أفضل بكثير من ألا أجرب، وتكون نسبة الاستفادة هي 0%.
وما تدري لعَل كل تجربة نخوضها حالياً تسهم بشكل لا إرادي في نمو مهاراتنا، وتعزز من فرص نجاحنا في تعليمنا أو عملنا المستقبلي، وكما قال ستيفن جوبز، مؤسس شركة آبل، في خطابه أمام جامعة ستانفورد عام 2005: "إنك لا تستطيع أن تصل بين النقاط متطلعاً للأمام، إنك تستطيع أن تصل بينهم مطلعاً للخلف؛ لذا يجب عليك أن تثق بأن النقاط سيصل بعضها البعض بطريقة ما في مستقبلك".
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.
المصدر : http://www.huffpostarabi.com/taher-ebrahim/story_b_17639466.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi
تعبيراتتعبيرات