الجمعة، 25 أغسطس 2017

الانتقام في انتظارهم.. حادثة الاغتصاب الجماعي تثير الجدل في المغرب.. هل يحمي القانون المبلغين؟

الانتقام في انتظارهم.. حادثة الاغتصاب الجماعي تثير الجدل في المغرب.. هل يحمي القانون المبلغين؟

تهديد وخوف وسين وجيم، ثالوث يرعب المواطن المغربي حينما يجد نفسه في مسرح جريمة ما، ويضعه أمام خيار لا ثاني له، التزام الصمت، فعلى الرغم من ارتفاع نسبة الجريمة في الشارع المغربي، وعلى رأسها السرقة بالعنف، والتي تتم أمام أنظار الجميع، إلا أن المواطن يفضل عدم التدخل، حماية لنفسه في غياب قانون يحميه.

نقاش متابعة المتسترين عن الجرائم التي تتم في الأماكن العامة تم فتحه من جديد بعد محاولة اغتصاب فتاة في حافلة للنقل العمومي التي وقعت بداية الأسبوع. وزارة العدل استغلت المناسبة لتطالب بمتابعة عدم المبلغين قضائياـ فيما يظل للمواطن رأي آخر بسبب الخوف من تبعات هذا التبليغ.



توجيه الوزير





وجه وجه محمد أوجار، وزير العدل المغربي، مذكرة إلى كل الوكلاء العامين بالمحاكم الابتدائية، ووكلاء الملك في محاكم الاستئناف، يوم الأربعاء الماضي، يطالب من خلالها بمتابعة كل من تستر على جريمة مرت فصولها أمامه، معتبرا أن التبليغ على الجرائم واجبا أخلاقيا تمليه المواطنة الملتزمة التي تتلازم فيها ممارسة الحقوق بالنهوض بالواجبات كما أنه واجبا قانونيا مفروضا على كل سلطة، أو موظف بلغ إلى علمه أثناء ممارسة لمهامه ارتكاب جريمة، وكذا على كل من شاهد ارتكاب جريمة تمس بالأمن العام أو بحياة شخص أو أمواله.


طلب وزير العدل في المغرب ليس الأول من نوعه، إذ سبق للوزراء المتعاقبين على وزارة العدل مطالبة المواطنين بالتبليغ على الجرائم فور حدوثها، وذلك ما تؤكده التشريعات المغربي، خاصة في المادة 209 من القانون الجنائي الذي ينص على المؤاخذة بجريمة عدم التبليغ، والمعاقبة بالسجن من سنتين إلى خمس سنوات، وغرامة مالية تتراوح بين 1000 درهم (100 دولار) إلى 10000 درهم (1000 دولار).




سوابق





في الوقت الذي تطالب فيه الدولة من المواطنين بالتبليغ على الجرائم المرتكبة في الأماكن العمومية وأمام الملأ، مازال الخوف يسيطر على المواطن المغربي، الذي يفضل عدم التبليغ، تجنبا لأي مضايقات أو تهديدات ممكن أن تصله من المتهم بشكل مباشر أو من طرف أحد أقاربه أو معارفه.

ومن بين أشهر حالات المتابعة بعدم التبليغ، قضية مقتل الطالبة صابرين، السنة الماضية، بعدما أقدم صديق لها على رميها من شرفة شقته الكائنة بالطابق الرابع، وذلك بحضور صديق له، هذا الأخير أدانته المحكمة شهر مايو/ أيار الماضي بالسجن لمدة ست سنوات، بتهمة عدم التبليغ على ارتكاب جريمة، في الوقت الذي أدانت فيه المتهم الرئيسي بجريمة القتل بالسجن لمدة 20 سنة.

في قضية مقتل صابرين أيضا، ظهرت إحدى جارات المتهم، حيث اعترفت أنها تسترت على مجموعة من الأفعال التي كان يقوم بها قبل سنوات خوفا على نفسها وعلى أسرتها، خصوصا أنها كانت تتلقى تهديدا من المعني بالأمر ومن والدته، الأمر الذي دفعها إلى التزام الصمت وعدم التبليغ.


المصدر : http://www.huffpostarabi.com/2017/08/25/story_n_17828492.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi


تعبيراتتعبيرات