الأربعاء، 30 أغسطس 2017

"سمكة بدل الخروف".. بعد انتهاء جدل المساواة في الإرث.. أكاديميون تونسيون يصفون شعيرة ذبح الأضحية بـ"العادة البربرية"

"سمكة بدل الخروف".. بعد انتهاء جدل المساواة في الإرث.. أكاديميون تونسيون يصفون شعيرة ذبح الأضحية بـ"العادة البربرية"

لم يهدأ الجدل بين التونسيين حول مسألة المساواة في الإرث وزواج المسلمة بغير المسلم، حتى طفا على السطح جدل آخر، لم يخلُ بدوره من بُعد ديني، مع اقتراب عيد الأضحى.

فقد تعالت أصوات نخب أكاديمية علمانية في تونس، تندد بذبح الأضحية، وتعتبرها عادة وتقليداً "بربرياً همجياً"، فيما ذهب آخرون للدعوة لأكل السمك عوض لحم الخرفان.

وكانت الأستاذة الجامعية في معهد الصحافة وعلوم الأخبار، سلوى الشرفي، قد كتبت تدوينة باللغة الفرنسية قائلة: "لن أقتل خروفاً من أجل إحياء عادة بربرية"، معبرة خلالها عن امتعاضها من ذبح الخرفان في عيد الأضحى.

لكنها، وأمام ردود الفعل الغاضبة عادت وعدَّلت التدوينة، لتضيف "لن أقتل خروفاً أمام أعين الأطفال، فقط لإحياء عادة بربرية".




s



الشرفي اعتبرت في تدوينة أخرى، أن "محاولة سيدنا إبراهيم عليه السلام ذبح ابنه إرضاء لله، ثم تم تعويضه بخروف كانت مفيدة في العصور الغابرة، حيث كان الناس يقدمون قرابين بشرية للآلهة".

وتساءلت: "واليوم ماذا يمكن أن يستنتج منها بعض الأغبياء، مثل الذين تجندهم داعش؟".





فيما ذهب آخرون لتذكيرهم بما جاء به الدستور التونسي، من ضمان الحقوق الفردية وحرية المعتقد.





ناشطون ذكروا بعض النخب المثقفة في تونس، التي استهجنت شعيرة الذبح بحجة أنها ترسخ لدى الأطفال صورة الذبح والدماء بمواقفهم إبان اندلاع الثورة التونسية، حيث كان أمن الرئيس الأسبق بن علي يطلق رصاصه على المحتجين والجماهير الثائرة في سيدي بوزيد والقصرين، وسالت دماؤهم بينما كان هؤلاء في بلاتوهات التلفزيون، يدافعون عن نظام بن علي.







إلهاء للشعب عن قضاياه الأساسية





من جانبه اعتبر الباحث التونسي محمد الحاج سالم أن كل هذه القضايا التي تثير جدلا بين التونسيين، وتحمل في أغلبها بعداً دينياً يمس عقيدة التونسيين، هدفها إلهاء الشعب التونسي عن قضايا أهم كالتنمية والتشغيل وارتفاع الأسعار و محاربة الفساد والمواعيد الانتخابية الهامة.

وأضاف لـ"هاف بوست عربي": "لم يبقى للسياسيين في تونس سوى إفتعال المعارك الوهمية لأسباب سياسة بهدف تلهية التونسيين، وتعميتهم عن الأداء الفاشل للحكومة والنظام في قضايا الإصلاح بكل مجالاتها".

الحاج سالم اعتبر أن الثورة التي قامت من أجل خلخلة المنظومة القديمة في سبيل خلق نظام جديد يضمن حياة كريمة وتنمية وتشغيل، لم تحقق أهدافها، محملا مسؤولية ذلك للثنائي الحاكم في تونس، من أسماهم "الإسلاماويين" والدساترة في تحالفهم مع شق من اليسار.

وأضاف "الباجي أثار قضية المساواة في الإرث التي أثارت جدلا واسعا في تونس فرد عليه الغنوشي بتحريك قانون الأوقاف".

واعتبر أن الطبقة السياسية تعلم جيدا ما يطالب به الشعب التونسي لكنها تعتمد سياسة "التعمية" بإثارة مواضيع تعد من "الترف الفكري" لم يطرحها الشعب أصلاً، مستدركاً :"ليس عيبا أن نثير هذه القضايا لكن أن تكون ضمن إطار ورؤية واضحة وليس مجرد طرحها بشكل شعبوي لخلق الجدل وإلهاء التونسيين".

الحاج ذكر أيضا في تدوينة له بعض من استهجنوا الاحتفال بعيد الإضحى بتعلة انتشار مظاهر الفوضى والدماء والروائح الكريهة في المدن التونسية، بأن هناك شعوب أخرى من ديانات أخرى تحتفل بأعيادها وعاداتها بشكل فوضوي وهمجي على غرار صراع الثيران في اسبانيا والاحتفالات بأعياد الطماطم في شوارع البرتغال.



المصدر : http://www.huffpostarabi.com/2017/08/30/story_n_17867148.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi


تعبيراتتعبيرات