وُلد جنكيز خان في منغوليا نحو عام 1162، تزوج وهو لا يزال في الـ16 من عمره، وكان متعدد الزيجات.
بعمر العشرين، شرع جنكيز خان في بناء جيش كبير؛ بقصد إخضاع القبائل المنافسة في شمال شرقي آسيا، وتوحيدها تحت راية حكمه، ونجح جنكيز في تحقيق مقصده، وكانت تلك اللبنة الأولى في الإمبراطورية المغولية مترامية الأطراف، والتي كانت ثاني كبرى الإمبراطوريات في العالم بعد الإمبراطورية البريطانية.
كانت إمبراطورية الخان ضعف مساحة الإمبراطورية الرومانية، وضعفي مساحة إمبراطورية الإسكندر الأكبر. وحافظت الإمبراطورية المغولية على قوامها وقواها حتى بعد وفاة جنكيز عام 1227.
جنكيز.. لم يكن اسمه الحقيقي
عند ولادة جنكيز خان، كان اسمه في الأصل تيموجين، وتعني بالمنغولية (من الحديد) أو (حداد)؛ كنايةً عن القوة، وقيل إنه لم يحصل على اسم "جنكيز كان" حتى عام 1206؛ فسُمى بـ"الخان" في اجتماع قبلي بعد توحيده للمغول، و"خان" هو لقب تقليدي يعني "زعيم" أو "حاكم"، ولا يزال المؤرخون غير متأكدين من أصول "جنكيز"، قد يكون بمعنى "المحيط" أو "العادل"، ولكن في السياق فإنه عادة ما يتُرجم إلى الحاكم الأعلى.
محارب ورجل دولة
في مواجهة العرف القبلي، وضع الخان قادة محترفين، ورجالاً من ذوي الخبرة في المناصب القيادية بدلًا من الاعتماد على ذوي القربى. كما أعدم قادة قبائل العدو، وفي الوقت ذاته تمكن من دمج بقية أعضاء القبائل المعاديه له في عشيرته. أعاد جنكيز تنظيم الجيش، وترتيب صفوفه، ونظم محاربيه في وحدات من 10 أشخاص دون أى اعتبار للأقارب، ورغم كونه وثنياً، فإن الخان كان له أتباع من المسيحيين، والمسلمين، والبوذيين.
من القبيلة إلى الإمبراطورية
بجانب تفوقهم العسكري، استطاع المغول تكوين أقوى شبكة اتصال موسعة في ذلك العصر، فكان من أوائل المراسيم التي أصدرها جنكيز خان هي تشكيل خدمة البريد السريع، وكانت نواة تلك المنظومة مجموعة من المنازل، ونقاط الالتقاء، ومحطات البريد في كل أنحاء إمبراطوريته.
وباستخدام نقاط الراحة ومحطات التوقف، استطاعت المراسلات أن تنتقل أكثر من 200 ميل في اليوم الواحد.
أتاح ذلك النظام المتطور انتقال المراسلات والبضائع بسرعة لم يسبق لها مثيل، وكان أيضاً بمثابة عيون وآذان الخان، فكان لذلك النظام الفضل في سهولة مواكبة التطورات العسكرية والسياسية، والحفاظ على اتصال مع شبكة واسعة من الجواسيس والكشافة، كما ساعدت تلك المنظومة على حماية الشخصيات والتجار الأجانب في أثناء سفرهم. وفي السنوات اللاحقة، كانت تلك الخدمة البريدية تُستخدم من قِبل أمثال ماركو بولو، وجون بلانو كاربيني.
لم تتوقف إنجازات الخان عند هذا الحد، فرغم كونه أمياً، رأى جنكيز أنه لابد من التسجيل والكتابة لإدارة شؤون مملكته، وكلف رجاله استقدام العلماء من بقاع إمبراطوريته؛ لإعداد أول لغة مكتوبة للمغول، ولا تزال تلك اللغة قيد الاستخدام إلى اليوم.
من ألد الأعداء لأخلص الرجال
كان الخان حريصاً على المواهب، فكان يرقّي ضباطه طبقاً للكفاءة، والمهارة، والخبرة، ودون أدنى اعتبار للطبقة، أو النسب أو حتى الولاءات الماضية. أحد الأمثلة على ذلك جاء خلال معركته عام 1201 ضد قبيلة تايجوت المنافسة، فكاد جنكيز يُقتل خلال المعركة؛ بعد إطلاق سهم على جواده، وبعد انتهاء المعركة وانتصار الخان، سأل الأسرى من قبيلة تايجوت عن مُطلق السهم، فوقف أحد الجنود بشجاعة، واعترف بأنه مُطلق السهم، فأُعجب جنكيز بمهارته، وجعله ضابطاً في جيشه، وأطلق عليه لاحقاً اسم "جيب" أو "السهم"؛ تكريماً للقائهم الأول في ساحة المعركة.
وجنباً إلى جنب مع الجنرال الشهير سوبوتاي، استمر جيب ليصبح واحداً من أكبر القادة الميدانيين للمغول خلال غزواتهم في آسيا وأوروبا.
متسامحاً مع مختلف الديانات
خلافاً للعديد من بناة الإمبراطوريات، احتوى جنكيز خان التعددية الدينية بالأقاليم التي غزاها حديثاً، فأصدر قوانين تسمح بالحرية الدينية للجميع؛ بل منح إعفاءات ضريبية لأماكن العبادة؛ وكان هذا التسامح جزءاً من سياسته، فرأى الخان أن الرعايا السعداء أقل عرضة للتمرد، فكان للمغول موقف ليبرالي استثنائي تجاه الدين.
في حين أن جنكيز خان وأتباعه اشتركوا في نظام معتقدات وثنية اعتبرت أرواح السماء والرياح والجبال آلهة، فإن شعوب الأقاليم التي حكمها كانت مجموعة متنوعة تضم المسيحيين، والنسطوريين، والبوذيين، والمسلمين، وديانات أخرى، وكثيراً ما التقى الخان مختلف الزعماء الدينيين؛ لمناقشة تفاصيل عقائدهم، وفي سن الشيخوخة، استدعى الزعيم الطاوي تشيو تشوجي إلى معسكره؛ وذلك للحديث عن الخلود والفلسفة.
وفاته غامضة وقبره مجهول
من بين جميع الألغاز المحيطة بحياة جنكيز خان، يظل لغز موته ودفنه الأكثرغموضاً، طبقاً للقصص المُتداولة، وما وصل إلينا من معلومات عن حياة الخان، فمن المُرجح أنه توفي عام 1227؛ نتيجة لإصابة ناجمة عن سقوطه من على جواده، ولكن تتحدث مصادر أخرى عن إصابته بمرض الملاريا، كما توجد رواية ثالثة تنسب سبب وفاته لإصابته بسهم في أحد المعارك، ولكن لا يمكننا الجزم بصحة أيٍّ من تلك المصادر.
لكن الخان -وعكس الكثير من الملوك- لم يُرِد أن يؤسس مدفناً عظيم المساحة، مهيب التصميم؛ بل أراد أن يكون موقع دفنه سرياً، ولهذا عمل علي ترتيب إجراءات دفنه قبل وفاته، فبعد وفاة الخان ودفنه، تم ذبح كل من شارك في موكب الدفن أو كان على علم بموقع المقبرة؛ حتى تظل غير معروفة، ويُعتقد أن القبر -على الأرجح- في محيط، أو أعلى جبل برقان خلدون في منغوليا، لكن ليومنا هذا لا يزال الموقع الدقيق للمدفن مجهولاً.
بعمر العشرين، شرع جنكيز خان في بناء جيش كبير؛ بقصد إخضاع القبائل المنافسة في شمال شرقي آسيا، وتوحيدها تحت راية حكمه، ونجح جنكيز في تحقيق مقصده، وكانت تلك اللبنة الأولى في الإمبراطورية المغولية مترامية الأطراف، والتي كانت ثاني كبرى الإمبراطوريات في العالم بعد الإمبراطورية البريطانية.
كانت إمبراطورية الخان ضعف مساحة الإمبراطورية الرومانية، وضعفي مساحة إمبراطورية الإسكندر الأكبر. وحافظت الإمبراطورية المغولية على قوامها وقواها حتى بعد وفاة جنكيز عام 1227.
جنكيز.. لم يكن اسمه الحقيقي
عند ولادة جنكيز خان، كان اسمه في الأصل تيموجين، وتعني بالمنغولية (من الحديد) أو (حداد)؛ كنايةً عن القوة، وقيل إنه لم يحصل على اسم "جنكيز كان" حتى عام 1206؛ فسُمى بـ"الخان" في اجتماع قبلي بعد توحيده للمغول، و"خان" هو لقب تقليدي يعني "زعيم" أو "حاكم"، ولا يزال المؤرخون غير متأكدين من أصول "جنكيز"، قد يكون بمعنى "المحيط" أو "العادل"، ولكن في السياق فإنه عادة ما يتُرجم إلى الحاكم الأعلى.
محارب ورجل دولة
في مواجهة العرف القبلي، وضع الخان قادة محترفين، ورجالاً من ذوي الخبرة في المناصب القيادية بدلًا من الاعتماد على ذوي القربى. كما أعدم قادة قبائل العدو، وفي الوقت ذاته تمكن من دمج بقية أعضاء القبائل المعاديه له في عشيرته. أعاد جنكيز تنظيم الجيش، وترتيب صفوفه، ونظم محاربيه في وحدات من 10 أشخاص دون أى اعتبار للأقارب، ورغم كونه وثنياً، فإن الخان كان له أتباع من المسيحيين، والمسلمين، والبوذيين.
من القبيلة إلى الإمبراطورية
بجانب تفوقهم العسكري، استطاع المغول تكوين أقوى شبكة اتصال موسعة في ذلك العصر، فكان من أوائل المراسيم التي أصدرها جنكيز خان هي تشكيل خدمة البريد السريع، وكانت نواة تلك المنظومة مجموعة من المنازل، ونقاط الالتقاء، ومحطات البريد في كل أنحاء إمبراطوريته.
وباستخدام نقاط الراحة ومحطات التوقف، استطاعت المراسلات أن تنتقل أكثر من 200 ميل في اليوم الواحد.
أتاح ذلك النظام المتطور انتقال المراسلات والبضائع بسرعة لم يسبق لها مثيل، وكان أيضاً بمثابة عيون وآذان الخان، فكان لذلك النظام الفضل في سهولة مواكبة التطورات العسكرية والسياسية، والحفاظ على اتصال مع شبكة واسعة من الجواسيس والكشافة، كما ساعدت تلك المنظومة على حماية الشخصيات والتجار الأجانب في أثناء سفرهم. وفي السنوات اللاحقة، كانت تلك الخدمة البريدية تُستخدم من قِبل أمثال ماركو بولو، وجون بلانو كاربيني.
لم تتوقف إنجازات الخان عند هذا الحد، فرغم كونه أمياً، رأى جنكيز أنه لابد من التسجيل والكتابة لإدارة شؤون مملكته، وكلف رجاله استقدام العلماء من بقاع إمبراطوريته؛ لإعداد أول لغة مكتوبة للمغول، ولا تزال تلك اللغة قيد الاستخدام إلى اليوم.
من ألد الأعداء لأخلص الرجال
كان الخان حريصاً على المواهب، فكان يرقّي ضباطه طبقاً للكفاءة، والمهارة، والخبرة، ودون أدنى اعتبار للطبقة، أو النسب أو حتى الولاءات الماضية. أحد الأمثلة على ذلك جاء خلال معركته عام 1201 ضد قبيلة تايجوت المنافسة، فكاد جنكيز يُقتل خلال المعركة؛ بعد إطلاق سهم على جواده، وبعد انتهاء المعركة وانتصار الخان، سأل الأسرى من قبيلة تايجوت عن مُطلق السهم، فوقف أحد الجنود بشجاعة، واعترف بأنه مُطلق السهم، فأُعجب جنكيز بمهارته، وجعله ضابطاً في جيشه، وأطلق عليه لاحقاً اسم "جيب" أو "السهم"؛ تكريماً للقائهم الأول في ساحة المعركة.
وجنباً إلى جنب مع الجنرال الشهير سوبوتاي، استمر جيب ليصبح واحداً من أكبر القادة الميدانيين للمغول خلال غزواتهم في آسيا وأوروبا.
متسامحاً مع مختلف الديانات
خلافاً للعديد من بناة الإمبراطوريات، احتوى جنكيز خان التعددية الدينية بالأقاليم التي غزاها حديثاً، فأصدر قوانين تسمح بالحرية الدينية للجميع؛ بل منح إعفاءات ضريبية لأماكن العبادة؛ وكان هذا التسامح جزءاً من سياسته، فرأى الخان أن الرعايا السعداء أقل عرضة للتمرد، فكان للمغول موقف ليبرالي استثنائي تجاه الدين.
في حين أن جنكيز خان وأتباعه اشتركوا في نظام معتقدات وثنية اعتبرت أرواح السماء والرياح والجبال آلهة، فإن شعوب الأقاليم التي حكمها كانت مجموعة متنوعة تضم المسيحيين، والنسطوريين، والبوذيين، والمسلمين، وديانات أخرى، وكثيراً ما التقى الخان مختلف الزعماء الدينيين؛ لمناقشة تفاصيل عقائدهم، وفي سن الشيخوخة، استدعى الزعيم الطاوي تشيو تشوجي إلى معسكره؛ وذلك للحديث عن الخلود والفلسفة.
وفاته غامضة وقبره مجهول
من بين جميع الألغاز المحيطة بحياة جنكيز خان، يظل لغز موته ودفنه الأكثرغموضاً، طبقاً للقصص المُتداولة، وما وصل إلينا من معلومات عن حياة الخان، فمن المُرجح أنه توفي عام 1227؛ نتيجة لإصابة ناجمة عن سقوطه من على جواده، ولكن تتحدث مصادر أخرى عن إصابته بمرض الملاريا، كما توجد رواية ثالثة تنسب سبب وفاته لإصابته بسهم في أحد المعارك، ولكن لا يمكننا الجزم بصحة أيٍّ من تلك المصادر.
لكن الخان -وعكس الكثير من الملوك- لم يُرِد أن يؤسس مدفناً عظيم المساحة، مهيب التصميم؛ بل أراد أن يكون موقع دفنه سرياً، ولهذا عمل علي ترتيب إجراءات دفنه قبل وفاته، فبعد وفاة الخان ودفنه، تم ذبح كل من شارك في موكب الدفن أو كان على علم بموقع المقبرة؛ حتى تظل غير معروفة، ويُعتقد أن القبر -على الأرجح- في محيط، أو أعلى جبل برقان خلدون في منغوليا، لكن ليومنا هذا لا يزال الموقع الدقيق للمدفن مجهولاً.
المصدر : http://www.huffpostarabi.com/2017/10/01/story_n_18119244.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi
تعبيراتتعبيرات