الأربعاء، 27 سبتمبر 2017

مَن يريد الخير لمصر والمصريين؟

مَن يريد الخير لمصر والمصريين؟

إن ما يقوم به بعض الإخوة بالداخل والخارج، من أجل إنشاء تحالفات ثورية أو جبهات معارضة للنظام، هو جهد مشكور على كل حال، من باب الاتحاد قوة، ومن باب ما أمر به الله عز وجل: "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا"، وهذا وحده لا يكفي؛ لأننا لا بدّ أن نعمل بأمر الله تعالى أيضاً، كما قال بكتابه العزيز: "وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم"؛ لأن الاصطفاف وحده لا يكفي، والشارع بمصر يحتاج إلى خطط سلمية مبتكرة، لدحر هذا الكابوس المحتل.

فعلينا الأخذ في الاعتبار مع كل هذه المبادرات والجبهات، اتخاذ الجانب العملي لأن هذا الاحتلال العسكري لن يترك الحكم بالشجب والتنديد، لا بدّ من عصيان مدني حقيقي على سبيل المثال، وتعطيل الشوارع لشل الحركة المرورية بأعداد هائلة من الشعب وسياراتهم، وغيره من العمل الفعلي على الأرض؛ كي تنكشح الغمة وتزول إن شاء الله.

ولكنني أوجه لهم رسالة جميعاً من باب المناصحة لوجه الله: عليكم أولاً توحيد الصف فضلاً عن توحيد الهدف، لا يختلف أحد منكم على اختلاف توجهاتكم في الخلاص من الاحتلال العسكري للبلاد، وأعتقد أن جميعكم متفقون على ذلك تماماً، ولكن كما يقولون (الشيطان يكمن في التفاصيل)، فمؤخراً ظهرت مبادرة الجبهة الوطنية المصرية، وبها بنود لم تتطرق أو تذكر الرئيس المدني المنتخب، والمختطف من قريب أو بعيد هذا أولاً، ثم ذكر فترة انتقالية بعدما يزاح كابوس هذا الاحتلال إن شاء الله قريباً، والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا فترة انتقالية هل نحن سنرجع للوراء؟! أم نحن نريد التقدم للأمام ببلدنا الحبيب؟!

فترة انتقالية معناها أننا نعترف بهذا الانقلاب، ونعطيه الشرعية وكأنه جاء بانتخابات ورضا الشعب، فضلاً عن اعترافنا رسمياً بكل جرائمه التي قام بها، من نهب ثروات البلد وبيع أراضيه وتنازله عن الغاز، ومياه النيل، وما خفي كان اعظم.

فعليكم أيها الإخوة الأعزاء أبناء الوطن الواحد، بالتوحد من أجل تعديل ما حدث، منذ ٣٠ يونيو/حزيران المشؤوم، والعمل على عودة الشرعية المتمثّلة في انتخابات نزيهة لأول مرة بمصر، وعودة الرئيس الذي اختاره الشعب، ونزل الشوارع وانتخبه بكل حرية وكرامة لاستكمال مدته، التي نص عليها الدستور والقانون، وكفانا انتخابات هزلية مرة أخرى، وتوفير الأموال من أجل انتخابات، والسطو على السلطة مرة أخرى؛ لأن الشعب لا يتحمل أي إهدار آخر لممتلكاته وأمواله، وكفانا ما نُهب وسُرق، وخرج بخزائن هذه العصابة الحاكمة خارج البلاد، مع عودة مجلس الشعب المنتخب أيضاً والدستور، الذي تم الاستفتاء عليه من قبل، وبهذا تكون الشرعية الحقيقية رجعت ورجعت معها إرادة شعب مصر العظيم، عليكم أحبابي في الله أبناء وطني الحبيب مصر بالاصطفاف من أجل تحقيق ذلك، ويكون هذا هو هدفنا جميعاً، وعدم الالتفات لمن يقول غير ذلك.

لأن مَن يعتقد أو يتوهّم أنه لا يرغب بعودة أول رئيس مدني منتخب فهو لا يريد الخير لمصر ولا للمصريين على الإطلاق، ويكفي أنه كان سبباً في جلب هذه العصابة لنا، وخراب البلاد عندما نزل وفوّض وأيّد هذا الخائن العميل، يكفي أننا وافقنا على أن ينضم معنا من أجل المصلحة العليا للبلاد، فلا داعي للتشرط وتمزيق وحدة الصف، ولا بد من معرفة معلومة خطيرة، أعتقد يعرفها كل ثوار وأحرار مصر الشرفاء، أن بيننا من يعملون لشق الصف، وأن بيننا مَن يعملون بخبث ودهاء لمصلحة العسكر المحتل، وأن بيننا من زرع كي ينفذ هذه الخطة الخبيثة التي مفادها فرّق تسُد، فكلما يصطف الأحرار الثوار، ويبدون مبادرة ما للاتحاد ضد العسكر، هؤلاء الخبثاء يضعون بنوداً ملغومة بالتفاصيل؛ كي يُشَقّ الصف وتبدأ الخلافات وهكذا.

عليكم أيها الأحرار الثوار بالأخذ في الاعتبار هذه الألاعيب المخابراتية، وتجاوز الخلافات والاتحاد معاً من أجل عودة الرئيس المنتخب، والمجالس المنتخبة، وعودة دستور مصر المحترم مرة أخرى، ويكون هذا هو الهدف الأسمى والوحيد، ولا بديل عنه للجميع حتى تعود إلينا مصرنا الحبيبة مرة أخرى، ووقتها ننظفها من هؤلاء الخونة ونبنيها على نظافة، ولا نقع في الخطأ الذي وقعنا فيه جميعاً من قبل، أثناء ثورتنا المجيدة في يناير/كانون الثاني ٢٠١١م وخدعنا العسكر آنذاك.

لذا علينا عدم الاستعانة بالعسكر مرة أخرى؛ بالمشهد السياسي، أو الاقتصادي وكفانا نهب وسرقة مقدرات وثروات البلد، وعلى جيشنا العظيم من أبناء مصر وأهلنا الكرام من غير المجلس العسكري بالطبع، الذي هو سبب خراب مصر، العودة إلى ثكناتكم، والعمل على الدفاع عن وطننا وأرضنا وشعبنا، بدلاً من قتل الشعب وبيع أرضيه ونهب أمواله، عليكم بالعودة لحماية الشعب وحماية أراضيه، والعمل بصناعة السلاح بدلاً من صناعة الكحك والبسكويت، والابتعاد تماماً عن الاقتصاد والتفرغ للتدريب والجاهزية؛ للدفاع عن الوطن والمواطنين وممتلكاتهم.

أتمنى من الله -عز وجل- أن تصل رسالتي للجميع ثواراً وأحراراً بالداخل والخارج، من أجل عودة مصرنا الحبيبة مرة أخرى، رائدةً العالمين العربي والإسلامي، كما كانت من قبل، على مر العصور والتاريخ، حفظ الله مصرنا الحبيبة من كل مكروه... آمين.




ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.


المصدر : http://www.huffpostarabi.com/abd-alhakeem-almoghrabi/post_16004_b_18109560.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi


تعبيراتتعبيرات