الجمعة، 29 سبتمبر 2017

واشنطن بوست: لهذه الأسباب لن تقدم السعوديات على شراء سيارات جديدة رغم السماح لهن بالقيادة

واشنطن بوست: لهذه الأسباب لن تقدم السعوديات على شراء سيارات جديدة رغم السماح لهن بالقيادة

اعتبرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية الخميس 29 سبتمبر/أيلول 2017، أن الأمر الملكي الذي أصدره الملك قبل أيام والذي يسمح للنساء بقيادة السيارات، لن يدفع الكثير من السيدات لشراء سيارات جديدة، كونهن يمتلكن بالأصل سيارات وإنما ما سيتغير هو أنهن سيقدن بدلاً من السائق الأجنبي.

وأضافت الصحيفة الأميركية، أن صانعي السيارات يرون في هذا الحدث فرصة لزيادة المبيعات في السعودية عندما يدخل المرسوم الملكي حيز التنفيذ في يونيو 2018. ولكن من المرجح أن تكون أي مكاسب تدريجية بسبب مزيج من العوامل الاجتماعية والاقتصادية، فالنساء اللائي بحاجة إلى التجول لديهن بالفعل سيارات يقودها سائقون. وكثير من النساء لم يقدن السيارات منذ سنوات، وهذا يعني أن الموجة القادمة من المشترين يمكن أن تكون من الشابات.

وكان هاشتاغ #ما_السيارة_التي_تحلمين_بقيادتها؟ قد حقق تفاعلاً كبيراً إذا أعاد التغريد عليه أكثر من 22 ألف شخص يوم الخميس 28 سبتمبر/أيلول 2017.

وبحسب الصحيفة الأميركية، تبادلت بعض المستخدمات صوراً لسيارات الدفع الرباعي الفاخرة ماتي السوداء. وشاركت أخريات صوراً للسيارات الوردية الزاهية. في حين شارك عدد قليل من النساء صوراً لسيارات مرصعة ببلورات متلألئة.

وسارعت شركتا السيارات فورد وفولكس فاغن إلى إطلاق إعلانات على موقع تويتر لتهنئة النساء السعوديات بالحصول على الحق في القيادة. كانت المملكة السعودية البلد الوحيد في العالم الذي لا يزال يحظر القيادة على النساء.

وعرضت شركة السيارات الأميركية فورد إعلاناً يُظهِر فقط عيون امرأة في مرآة الرؤية الخلفية مع عبارة: "مرحباً بكن في مقعد السائق".




وأظهر إعلان شركة السيارات الألمانية فولكس فاغن اثنين من الأيدي على عجلة القيادة وزينة الحناء على الأصابع مع كلمة: "طريقي".




أما شركة نيسان، فغرَّدَت على موقع تويتر لتُبارك للمرأة السعودية، مع صورةٍ للوحة سيارة عليها عبارة: "بنت - 2018".




ونشرت شركة جاغوار تغريدةً تقول فيها: "الطريق أصبح لكِ".





وبحسب الصحيفة الأميركية هذا التفاؤل يبقى محدوداً في ظل حقيقة أن العديد من النساء ما زلن في حاجةٍ إلى موافقة رجل لشراءِ سيارة أو تحمُّلِ مسؤولياتٍ جديدة.


لن أشتري سيارة جديدة

وقالت مديحة العجروش، التي شاركت في الحملة السعودية الأولى للدفاع عن الحق في القيادة: "لقد عملت الأسرة دائماً على أساس التبعية، وهذا القرار يمثل إعادة هيكلة أساسية كبيرة لوحدة الأسرة". وفي ذلك الاحتجاج الذي نُظِّمَ عام 1990، أُلقِيَ القبض على 47 امرأة، وتعرَّضن للوصم بالعار، وفقدن وظائفهن، ومنعن من السفر إلى الخارج لمدة عام.

وأضافت: "لم يكن لدي أي فكرة عن أن الأمر سيستغرق 27 عاماً، ولكن على أية حال، نحن بحاجةٍ للاحتفال".

ورغم ذلك، لن ينطوِي هذا الأمر على شراء سيارة جديدة. وتقول مديحة إنها لم تقد سيارات لمدة تقترب من 30 عاماً، وبنتاها ما زالتا بحاجةٍ إلى معرفة كيفية قيادة السيارة.

ويُعتَبَر السماح للمرأة بالحق في قيادة السيارات معلماً رئيسياً ليس فقط لحقوق المرأة في السعودية، ولكن أيضاً للاقتصاد السعودي. ويقبع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وراء خطة واسعة النطاق لتحويل البلاد وإنهاء اعتمادها على الإنفاق الحكومي من صادرات النفط، بحسب الصحيفة الأميركية.

ويساعد تمكين المرأة من القيادة على ضمان مشاركة المرأة بشكل أقوى في قوة العمل ويعزِّز الدخول المعيشية للأسر. ويمكن أيضاً أن يُوفِّر للمرأة المال الذي تنفقه الآن على السائقين والنقل.

1.37 مليون سائق في البلاد



وتقول السلطات السعودية إن هناك 1.37 مليون سائق في البلاد، ومعظمهم من دول جنوب آسيا يعملون كسائقين للسعوديات. ويتحصَّل السائقون على راتبٍ شهري يبلغ متوسطه حوالي 400 دولار، لكن تكاليف وجود سائق أعلى بكثير، حيث يجب على الأسر أيضاً دفع ثمن تصاريح الدخول للسائقين، وتصاريح الإقامة، والسكن، وتذاكر الطيران، والتوظيف.

وقالت ريبيكا ليندلاند، المُحلِّلة في شركة كوكس أوتوموتيف في الولايات المتحدة، والتي درست السوق السعودية، لصحيفة "واشنطن بوست" إن الأسر الثرية لديها بالفعل سيارات كافية لأن النساء يُنقَلن بالفعل بهذه السيارات مع سائقين من الذكور. ويمكن لهؤلاء النساء ببساطة أن يقدن السيارات التي يمتلكنها بالفعل.

وهناك أيضاً العديد من الأسر السعودية التي لا تملك المال لشراء سيارات جديدة.

وقالت ريبيكا: "إن فكرة أن 15 مليون امرأة سوف يخرجن لشراء سيارات ليست واقعية. قد لا نُحقِّق مبيعات متزايدة لأن النساء اللائي يتمتعن بمزيد من الحريات لديهن سيارات".

على الجانب الآخر، لا ترى شركة الاستشارات الصناعية إل إم سي أوتوموتيف سوى دفعة صغيرة في المبيعات العام المقبل بسبب المرسوم الملكي، تزامناً مع الانتعاش الصغير في المبيعات بعد الركود.

وبلغت السوق السعودية ذروتها في عام 2015 من خلال بيع 685 ألف سيارة جديدة، تم تراجعت إلى أقل من 600 ألف في عام 2016، ومن المُتوقَّع أن ينتهي هذا العام عند 530 ألف سيارة. وتوقعت شركة إل إم سي أوتوموتيف انتعاشاً متواضعاً في العام المقبل استناداً إلى تحسن الاقتصاد وترى أن هذا المرسوم الملكي سيُحقِّق زيادة ضئيلة في المبيعات.

وعلى الرغم من سمعة المملكة السعودية بالشراهة نحو شراء السلع الكمالية، تهيمن العلامات التجارية الرئيسية على سوق السيارات بحصة تبلغ 93% من المبيعات، وفقاً لشركة إل إم سي أوتوموتيف. وقالت الشركة إن هيونداي كانت أكبر ماركة سيارات بنسبة 28.6% من السوق، تليها تويوتا بنسبة 28.4%، وكيا بنسبة 8.3%، كما تقول واشنطن بوست.

وهناك أيضاً عوامل مجتمعية يجب مراعاتها. فحتى عندما يسمح القانون للنساء بالقيادة، ما زال الكثير من النساء بحاجة إلى موافقة آبائهن أو أزواجهن لشراء سيارة.


وقالت ريبيكا: "إذا لم يكن لديك رصيد، وإذا لم يكن لديك المال، فإن ولي الأمر هو الشخص الذي يُقرِّر ما إذا كنت تشترين سيارة أم لا".

وفي حين قد ترتفع مبيعات السيارات في المدى الطويل، قد تشهد تطبيقات سيارات الأجرة مثل أوبر والمنافس المحلي كريم انخفاضاً في الإيرادات. ويشكل الإناث غالبية العملاء الذين يستخدمون هذه الخدمات.


المصدر : http://www.huffpostarabi.com/2017/09/29/story_n_18139220.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi


تعبيراتتعبيرات