الأربعاء، 27 سبتمبر 2017

تضخم البروستاتا الحميد.. التحدي بعد الستين

تضخم البروستاتا الحميد.. التحدي بعد الستين

البروستاتا هي غدة صغيرة نسبياً، تشبه الكمثرى في شكلها، تقع أسفل المثانة البولية، وتطوّق مجرى البول كالخاتم وهي جزء من الجهاز التناسلي الذكَري وتفرز هذه الغدة السائل المنوي كما تكون محاطة بعدة أوردة تسهم في نقل الدم إلى القضيب عند الإثارة وعملية انتصاب العضو الذّكري.

تضخم البروستاتا هو جزء من التغيرات التي تحدث للجسم نتيجة للتقدم في السن؛ حيث ينتج الرجال هرمون الذكورة (التستوستيرون) كما ينتج أيضاً كمية قليلة من الهرمون الأنثوي (الاستروجين)، ولكن عندما يحدث التقدم في السن، ينخفض مستوى التستوستيرون في الدم، ونتيجة لذلك يرتفع مستوى الاستروجين في الغدة، مما يؤدي إلى زيادة نمو الخلايا وحدوث التضخم وثمة نظرية أخرى تربط بين تزايد مستوى دايهيدروتستوستيرون (DHT) وهي مادة مشتقة من التستوستيرون في البروستاتا، وتضخم الخلايا، وقد لاحظ العلماء عدم ظهور تضخم البروستاتا الحميد لدى الرجال الذين لا ينتجون DHT.

هذا التضخم الذي يعرف بالتضخم الحميد للبروستاتا يسبب مشكلات عديدة للرجل مثل احتباس البول والضغط على المثانة، مما يسبب التهابات في مجرى البول وحدوث ضيق به، وقد يصل إلى إغلاق تام لمجرى البول، كما يُحدث ضرراً للمثانة أو للكليتين، وتكوّن حصى في المثانة البولية وعدم السيطرة على التبول (سلس البول) والفشل الكلوي.

نادراً ما يؤدي تضخم البروستاتا إلى ظهور أعراض قبل سن الأربعين، ولكن أكثر من نصف الرجال في سنوات الستين من العمر، وقرابة التسعين بالمائة من الرجال في سن السبعين والثمانين عاماً يعانون من أعراض تضخم البروستاتا الحميد، بدرجات متفاوتة.

يلعب العلاج الدوائي دوراً فعالاً في علاج حالات التضخم الحميد في البروستاتا، خصوصاً إن كان صغيراً، ومنها: مثبطات مستقبلات ألفا: مثل تامسولوسين ودوكسازوسين؛ حيث تعمل على ارتخاء العضلات المحيطة للبروستاتا والمثانة، مما يؤدي إلى اتساع قناة مجرى البول، ومن مميزات هذه المجموعة أنها تمتلك الفاعلية اللازمة للقضاء على الأعراض المرضية لتضخم البروستاتا الحميد في غضون يومين على الأكثر.

ومن أهم الآثار الجانبية لتلك الأدوية فقد المريض القدرة على قذف السائل المنوي عبر القضيب.

المجموعة الثانية هي الأدوية المثبطة لإنزيمات الألفا ريداكتيز: مثل فيناسترايد التي تقلل حجم البروستاتا المتضخمة عن طريق منع اختلال الهرمونات المسببة لتضخم البروستاتا، وبذلك يؤدي إلى تحسن جريان البول وغالباً ما يتم اللجوء إلى هذا النوع في الحالات المتقدمة.

ومن الآثار الجانبية التي قد تسببها هذه المجموعة أنها تسبب اضطراباً في مستوى الهرمونات وفقدان الرغبة الجنسية، فضلاً عن المنشطات الجنسية من مُثبِّطات إنزيم الفُسفودايستراز التي تستخدم لعلاج مشاكل الانتصاب المصاحبة لتضخم البروستاتا الحميد، ولكن يُمنع استخدامها في مرضى القلب أو الضغط، والمستخدمين عقار النيتروجلسرين عموماً، ومن أمثلتها: سيلدينافيل.

العلاج بالأعشاب له دور بارز في علاج هذه الحالات، مثل: عرق السوس الذي يمنع تحوّل التستوستيرون إلى دايهيدروتستوستيرون، إلا أنه لا بدّ من الوضع في الاعتبار أن استخدامه بكميات كبيرة ولفترة طويلة يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، ومن الأعشاب الأخرى بذور القرع أو اليقطين، التي تحتوي على مواد تسمى الكوكوربيتاكينات، بالإضافة إلى الزنك، مما يقلل من حجم البروستاتا وهو النبات الذي أحبه الرسول صلى الله عليه وسلم، وأكله، وورد ذكره في قوله تعالى: ﴿وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ﴾، وذلك في معرض الحديث عن قصة يونس عليه السلام.

ومن أكثر الأعشاب شهرة البلميط المنشاري الذي يقلل من عملية البول المتقطع، ويزيد من إدرار البول، وبالتالي يعمل على راحة البروستاتا، ويخفف من الآلام عند التبوّل.





ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.


المصدر : http://www.huffpostarabi.com/mohammed-fathy-/-_12434_b_17437752.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi


تعبيراتتعبيرات