الاثنين، 18 سبتمبر 2017

تخلّص من عقل القِرد!

تخلّص من عقل القِرد!

مُصطلح "عقل القرد-Monkey Mind" مجرد تشبيه لحالة إدمان التشتُت اللي أصبح معظمنا مُصاب بيها في هذا الزمن.. التنقل بين تبويبات المتصفح الكتير المفتوحة.. بين تطبيقات السوشيال ميديا عالموبايل.. بين فيديوهات يوتيوب.. وكأن العقل أصبح قرد بيقفز من شجرة لشجرة ومش قادر يثبت على شجرة واحدة وقت كافي!

للأسف، التركيز في الزمن ده صعب جداً، لو مكنتش واعي بنفسك وبوقتك، كل الشركات والمواقع والإعلانات عايز تخطف تركيزك ليها.. عندهم فرق متخصصة لدراسة نفسية المُستهلك ومحاولة الاستحواذ على وقته وتركيزه لصالحهم.. إحنا فعلياً بيتم تدريبنا وتربيتنا عالتشتت.

لو لسه بتقرا ومرُحتش تشوف حاجة تاني بالفعل ..أحييك!
في المقال ده، هعرض حجم المشكلة أولاً.. ثم الحل ثانياً.
مؤقتاً، خد تحدي مع نفسك إنك هتكمل المقال لآخره قبل ما تنتقل لحاجة جديدة!

حجم المشكلة.. والمأساة!
عُمرك بيضيع عالفاضي.. دي الحقيقة اللي مش مستوعبها البعض.. البعض مش بيربط بين الساعات والدقايق بتاعة اليوم وبين عُمره ككل.. لو لقيت نفسك بتسأل "اليوم راح فين؟!".. "الشهر راح فين؟!".. "السنة راحت فين؟!".. فده لإنك غالباً ضيعت الوقت في التنطيط بين حاجات كتير مش مهمة بدل التركيز على شيء واحد يكون له عائد واضح.

لو قريت كتابين خلال الشهر أو أنجزت فيه مشروع مهم، مش هتسأل "الشهر راح فين؟!" بأسى.. هتبقى عارف الشهر راح فين.

مش هتقدر تنجز حاجة مهمة في الحياة من دون القدرة على التركيز فترة طويلة على شيء واحد فقط.

مُخك هيقاوم التركيز في البداية؛ لأنه بيستهلك طاقة ذهنية كبيرة، لكنه هيشكرك في النهاية على نشوة الإنجاز.. الإنجازات المهمة هتخلي لحياتك قيمة وهتخليك مبسوط أكتر عالمدى البعيد.. المُشتِّتات زي المُسْكرات.. بتديك متعة مؤقتة، لكنها بتورِّث الاكتئاب والحزن لاحقاً.

كل حاجة بتقضي فيها وقت كأنك بتبيع جزء من عمرك مقابل العائد اللي هتحصل عليه من الحاجة اللي بتقضي فيها الوقت.. ما تبعش عمرك بالرخيص.

محدش هيقدر يركز على حاجة مهمة طول الوقت.. الراحة والتسلية مُهمة ومطلوبة بشكل دوري .. بس الواحد بيرتاح بعد الإنجاز مش كبديل عنه.

الحل.. كيف تدرّب نفسك على التركيز؟
أولاً: إنك تعرف حجم المشكلة، وده اللي حاولت أوضحهولك في الجزء اللي فات.. لازم يكون عندك دافع قوي للسعي وراء التركيز.. دافع يقدر يجذبك ليه كل ما المُشتتات تخطفك وتتوهك شوية.. الدافع إن عمرك أغلى من تضييعه في مُشتتات مش مهمة.. عشان ما تختمش حياتك بندم وحزن واكتئاب على ضياعه.. وهتتسأل عنه يوم القيامة.

ثانياً: لازم يكون عندك هدف واحد واضح لكل يوم وشهر وسنة.. لو معندكش رؤية واضحة أنت عاوز تحقق إيه بالظبط فطبيعي جداً تتشتت بين 100 حاجة.

ثالثاً: تدريب التركيز.. أنصحك تحاول يومياً تعمل التدريب ده مرة واحدة عالأقل..
وخطوات التدريب هي:
1 - اختر مهمة معينة أو شيء واحد عاوز تنجزه خلال اليوم.
2 - اظبط تايمر الموبايل لمدة ربع ساعة.
3 - خلال الربع ساعة دي أمامك خيارين:

الأول.. إنك تشتغل على المهمة أو الشيء المعين ده لحين انتهاء الربع ساعة.
الثاني.. إنك لو مش قادر تشتغل عالمهمة.. ما تعملش أي حاجة تاني غير إنك تراقب أفكارك وأحاسيسك لحين انتهاء الربع ساعة.. حاول تسأل نفسك أسئلة زي: ليه أنا مش قادر أشتغل؟! هل المهمة صعبة لدرجة إني مش قادر حتى أحاول فيها؟ هل في أسباب تانية غير المهمة نفسها؟ أنا حاسس بإيه دلوقت؟ قلق.. خوف.. ملل؟.. ليه؟!

التدريب ده إما أنه هيخليك تركز في الشغل المطلوب أو يزيد وعيك بنفسك وأسباب تشتتك ومماطلتك في تنفيذ الشغل، وده هيساعدك عالمدى البعيد.. لما تعرف مخاوفك حاول تتحداها.

مع الوقت تقدر تزوّد الوقت -الربع ساعة- أو عدد المرات.. وما تستعجلش النتائج!

التشتت عند معظمنا أصبح عادة مترسخة وهتاخد وقت على ما تقدر تتخلص منها أو توصل لدرجة صحية بين نسبة التركيز والتشتيت في حياتك.

الموضوع يستاهل؛ لأن حياتك تستاهل.. والتشتيت هيضرك دنيا وآخرة، لكن التركيز هينفعك ويسعدك دنيا وآخرة.


ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.


المصدر : http://www.huffpostarabi.com/ali-muhammad-ali/story_b_18029212.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi


تعبيراتتعبيرات