الثلاثاء، 19 سبتمبر 2017

نعمة الابتلاء!

نعمة الابتلاء!

التدوينة بالعامية المصرية

هو الابتلاء نعمة؟.. آه طبعاً نعمة ونعمة كبيرة كمان!
إزاي يعني؟ إزاي غم أو هم أو مرض أو ضيق حال يبقى نعمة؟
هقولك أهو: أولا لو عرفت مين اللي مُبتليك..عمرك ما هتشك لحظة إنه نعمة!
الله -سبحانه وتعالى- هو المدبر وهو اللطيف.. يعني هو اللي عارف كويس قوي مصلحتك فين وعارف إزاي سبحانه وتعالى إيه كويس ليك وإيه ممكن يضرك.

تدبر كده الحديث ده وانت هتوقن إن كل بلاء أُصبت به كان خيراً لك: "ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا همّ ولا حزن حتى الشوكة يشاكها إلا كفّر الله بها من خطاياه".

متخيل الرحمة واللطف! حتى الهم والغم وهي أشياء مادياً مش مؤلمة.. بس نفسياً مؤلمة.. حتى ألمّك النفسي الله يجازيك عليه خيراً ويكَفر به من ذنوبك، أما الألم المادي فالله يُخبرك أنه حتى ألم بسيط زي مثلاً حقنة.. إذا احتسبته.. تؤجر! سبحان الله الرؤوف الرحيم!

عن صهيب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذلك إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له".
شَكر.. وهذا هو الاحتساب أن تعلم أن كل ما يحدث من تدبير الخالق فترضى وتشكر.

- بس أنا كل شوية يحصل لي مشكلة أو بلاء!
- أيوة عشان ربنا بيحبك.
- بيحبني فـ يبتليني!
- طب اقرأ كده الحديث ده:

عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أيُّ الناس أشد بلاءً؟ قال: (الأنبياء، ثم الأمْثَلُ فالأمثل، يُبتلَى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلابة زِيدَ صلابةً، وإن كان في دينه رقَّةٌ خُفِّف عنه، ولا يزال البلاء بالعبد حتى يمشي على الأرض ما له خطيئة).

يا الله.. وكما قال الإمام أحمد بن حنبل "لولا الابتلاءات لوردنا على الله مفاليس".
تخيل بس.. رايح تتحاسب بعملك بس! بس.. من غير أي حاجة تشيل شوية من ذنوبك، عشان كده نعمة من الله إذا ما ابتلاك في أي شيء.. إلا دينك!

طب ده معناه يعني إني ما أعيطش.. ما أزعلش.. ما أتضايقش.. هو أنا مش بني آدم؟!

محدش قال كده.. سيدنا يعقوب قال: "قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ" (يوسف: 86).

بس كان راضي وكان واثق في الله إنه سيرد له يوسف، وكان متأدب في حديثه وصابر.. وهو ده اللي لازم نعمله..
وأخيراً.. انظر إلى أجر الصابرين:

قال تعالى: ﴿وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾ [البقرة: 177].

وقوله تعالى: ﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾ [البقرة: 155 - 157].

شايف.. صلوات من ربنا ورحمة وهدى.

اللهم اجعلنا من الصابرين الشاكرين الراضين بحكمك وقضائك.



ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.


المصدر : http://www.huffpostarabi.com/maryam-ahmed-kamel/story_b_17984978.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi


تعبيراتتعبيرات