الاثنين، 18 سبتمبر 2017

تبنَّتهما أسرةٌ بريطانية فغادراها لينفذا عمليةً إرهابية.. المتهمان بتفجير لندن نشأا في هذا البيت الذي آوى مئات الأطفال

تبنَّتهما أسرةٌ بريطانية فغادراها لينفذا عمليةً إرهابية.. المتهمان بتفجير لندن نشأا في هذا البيت الذي آوى مئات الأطفال

كشفت التحقيقات التي تجرى بشأن تفجير محطة قطار أنفاق بارسونز غرين في لندن عن أن اثنين مشتبه بهما عاشا لفترة مع زوجين بريطانيين عجوزين أفنيا حياتهما في مساندة وإيواء مئات الأطفال.

وحسب تقرير لصحيفة التلغراف البريطانية فقد فتشت الشرطة البريطانية منزل لاجئٍ متبنى ثانٍ ليلة الأحد، 17 سبتمبر/أيلول، ضمن التحقيقات في تفجير محطة قطار أنفاق بارسونز غرين.

وهذا اللاجئ هو شابٍ يُدعَى يحيى فروخ ويبلغ من العمر 21 عاماً وقبض عليه في منطقة هونسلو بمدينة لندن ليلة السبت، 16 سبتمبر/أيلول 2017، بعد بضع ساعاتٍ فقط من إلقاء الشرطة القبض على المُتّهم بزرع قنبلة محطة قطار الأنفاق في ميناء دوفر، والذي يبلغ من العمر 18 عاماً.

وحسب التقرير فإن الزوجين رون وبيني جونز، كانا يقومان على رعاية هذا المُتّهم الرئيسي ذي الـ18 عاماً قبل اعتقاله.

أما يحيى فرّوخ، والذي يُعتَقد أنَّه في أوائل العشرينات، فقد كان مسجلاً يقيم في عقارٍ بمنطقة ستانويل في مقاطعة سوري، ولكن اللافت أنه كان مُسجَّلاً أيضا مسبقاً أنَّه يقيم بمنزل الزوجين جونز ببلدة سانبيري المُطلَّة على نهر التايمز.

وبحسب صفحته على موقع فيسبوك، فإنَّ فرّوخ قد انتقل إلى المملكة المتحدة قادماً من دمشق.

وكانت شرطة سكوتلاند يارد قد أكدت أن انفجار قطار مترو الأنفاق جنوب غربي لندن الذي وقع الجمعة 15 سبتمبر/أيلول 2017 وأدى لإصابة 29 شخصاً نجم عن "عبوة ناسفة محلية الصنع"، حسبما نقل عنها تقرير لـ"بي بي سي".




حقيقة الزوجين






وقال أصدقاء الزوجين جونز إنَّ الزوجين كبار السن، اللذين تبنّيا مئاتٍ من الأطفال منذ سبعينيات القرن الماضي، كانا قد عادا لإيواء الأطفال بعد أن تأثرا بمحنة صغار السن العالقين في أزمة اللاجئين.

وقال صديقٌ للعائلة، يُدعَى جيم آداواي، 37 عاماً، إنَّ الزوجين قد أرادا المساعدة في إعادة تسكين الأطفال القادمين عبر البحار، وخاصةً في مناطق الحرب، لكنَّهما كانا يعانيان للتأقّلم مع أحد الأطفال الموضوعين تحت رعايتهما.

وقد مُنح كلا الزوجين رتبة عضوٍ بالإمبراطورية البريطانية عام 2009 تكريماً لجهودهما في رعاية الأطفال، حسب التلغراف.

وشرح الزوجان جونز، كيف أنَّهما كانا يشعران بشيءٍ يدفعهما لمساعدة الآخرين، وأنَّهما ظلَّا على تواصلٍ مع العديد من الشباب ممّن أقاموا تحت سقف بيتهما.

وقالت بيني جونز إنَّ الأطفال الذين أوَتهم كانوا بحاجة للحُب، ولأن يشعروا بأنَّهم مميزون.

وقالت: "نفتح قلوبنا لكلّ الأطفال. كلّ من يلجأ لنا سنبذل ما بوسعنا لمساعدته في أيّ شيء هو بحاجة له".

وأضافت: "لابد أنَّهم وصلوا لمئاتٍ من الأطفال الآن. أحاول البقاء على اتصالٍ معهم. وجرى تبنِّي بعضهم. وأُرسِل لهم بطاقات معايدة في أعياد ميلادهم. إنَّها عائلة ممتدة".

والزوجان أنجبا ستّة أطفال خلال زواجهما، وكان أقرباؤهما يعتنون بهما فيما كانت الشرطة تمشّط منزلهما بحثاً عن أية أدلة.

شهادة الجيران

وقال جيرانٌ يسكنون بجوار عقار يقع بمنطقة ستانويل طوّقته الشرطة إنَّ فرّوخ قد انتقل للإقامة في هذا المنزل منذ أكثر من عام ( بعد تركه لمنزل الزوجين).

وقال أحدهم: "كان هناك رجالٌ يأتون إلى هذا المنزل. وطوال الوقت كانت هناك سياراتٌ تأتي وتذهب. وكان كلّهم يتحدثون العربية. بعضهم كان يرتدي قبعةً ورداءً (تقليدياً) طويلاً. لكنَّه لم يكن يرتدي لباساً تقليدياً".

وأضاف: "عندما كان يسير بالأرجاء كان دائماً يتحدث في الهاتف باللغة العربية. وأحياناً ما كنتُ أراه يرتدي شيئاً أسود ملفوفاً حول رأسه".

وقال بات هودج، وهو يعمل بمستودع بالمنطقة: "ظننته طالباً. كان دائماً يلوّح لنا عندما يرانا، بينما الآخرون لا يفعلون ذلك".

وأضاف: "كانوا يفرشون سجاجيد للصلاة في حديقة المنزل. وكانوا دائماً ما يحملون بأيديهم أشياء، مثل الأجهزة، لكنَّ المنزل لم يكن به تلفازٌ ولا أثاث".




تراجع مستوى الخطر






بالنسبة لاعتقال المشتبه به الثاني فرّوخ، قال متحدثٌ باسم الشرطة البريطانية: أنه: "قُبض على المشتبه به بموجب البند 41 من قانون مكافحة الإرهاب، ونُقِل إلى مركز شرطة بجنوب لندن حيث ما زال محتجزاً".

وبعد ساعاتٍ من الاعتقال الثاني، قالت آمبر راد، وزيرة الداخلية البريطانية، إنَّ مستوى الخطر في المملكة المتحدة قد خُفِض من "حَرِج" إلى "حاد".

وقالت وزيرة الداخلية آمبر رود إنَّ الشرطة قد حققت "تقدماً جيداً" في التحقيقات، وأعلنت أنَّ البلاد لم تَعُد تحت أعلى درجات التأهب الأمني.

وقالت آمبر: "أحرزت الشرطة تقدماً جيداً في التحقيق الجاري إبان الهجوم على محطة بارسونز غرين يوم الجمعة الماضية".

وأضافت: "قرر مركز تحليل الخطر الإرهابي المشترك، الذي يقيّم مستوى الخطر الذي يُهدّد المملكة المتحدة، خَفض المستوى الحالي من حرج إلى حاد. المستوى الحاد ما زال يعني أنَّ احتمال حدوث هجومٍ آخر هوَ أمرٌ مُحتمل بشدة، لذلك أرجو من الجميع الحذر، لكن ليس القلق".

كان مستوى التأهب الأمني في المملكة المتحدة قد رُفِع إلى أعلى مستوياته ليلة الجمعة بعد أن انفجرت القنبلة المُصنّعة منزلياً بشكلٍ جزئي على متن قطار أنفاق، ما أسفر عن إصابة 29 شخصاً.

وانفجرت القنبلة عندما كان القطار يستعد للتوقف في ساعة الذروة صباح يوم الجمعة في العربة الأخيرة، ما دفع الركَّاب للهروب خوفاً على سلامتهم.

ووصف شهودُ عيانٍ مشاهد الرعب والهلع التي رأوها بعد أن أطلق الانفجار "كرةً نارية" و"جداراً من النيران" عبر القطار.

وأُعيد فتح محطة بارسونز غرين في الساعات المبكرة من صباح يوم السبت التالي.

وقالت وزيرة الداخلية البريطانية آمبر رود في تصريحٍ بعد اجتماعٍ مع لجنة الطوارئ التابعة للحكومة (كوبرا)، إنَّه لا شك أنَّ القنبلة كانت "عُبوّةً ناسفةً مُرتجلة خطيرة". وقالت: "من حُسن الحظ أنّها لم تُحدِث إلّا ضرراً محدوداً".

وقال المفوّض المساعد مارك رولي يوم السبت إنَّ الشرطة "تطارد أشخاصاً مشتبهاً بهم"، مشيراً إلى احتمالية توّرط شبكة من المدبرين في تنفيذ الهجوم الإرهابي.

وقالت الشرطة إنَّها قد تحدثت مع 45 شاهد عيان، وأنَّ أفراداً من العامة قد أرسلوا للمحققين 77 صورة ومقطع فيديو.

وركّزت إحدى جوانب التحقيقات الأساسية على كاميرات المراقبة، إذ مشَّط الضبّاط الفيديوهات المصوّرة لمعرفة مَن دسّ العبوة، ومتى وأين وُضِعََت على متن القطار.

وفي خطوةٍ لطمأنة سكّان لندن، انضمّت مفوّضة الشرطة البريطانية كريسيدا ديك لضبّاط الدوريات في زيّهم الرسمي، وذهبوا إلى محطة واترلو مستقلّين القطار، وساروا بمنطقة ساوث بانك (على امتداد الضفة الجنوبية لنهر التايمز).




خلاف مع ترامب






وتسبّب الهجوم، وهو خامس هجومٍ إرهابيّ تتعرض له المملكة المتحدة في ستة أشهر فقط، في خلافٍ دبلوماسي بين واشنطن ولندن.
إذ علق ترامب على تويتر بعد ساعات من التفجير قائلاً إن المشتبه بهم كانوا "أمام بصر شرطة سكوتلانديارد"، وردت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي أنه ليس من المفيد أبداً أن يطلق الناس تخمينات عن التحقيقات في العملية الإرهابية.
وعبرت ماي عن قلقها من هذه التصريحات في اتصال هاتفي مع ترامب، وفقاً لما ورد في تقرير لصحيفة الديلي ميل البريطانية.

وانتقد المتحدث باسم سكوتلانديارد كذلك تصريحات ترامب، وقال إنها غير مساعدة وهي تخمين كامل، داعياً من لديه معلومات للاتصال بالخط الساخن المخصص لمواجهة الإرهاب.


المصدر : http://www.huffpostarabi.com/2017/09/18/story_n_18029010.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi


تعبيراتتعبيرات