الحمد لله وبعد، حين كان نقّاد الأناجيل يحملون على علماء اللاهوت المسيحي ما تحتمله أناجيلهم من التعريض بالأنبياء والإساءة إليهم، كان اللاهوتيون يردّون على تلك المعارضات بقولهم: كيف وهذه الآيات تكرِّسُ الضعف البشري، وتؤكد مكانة عقيدة الفداء (الرب الذي صار لعنةً لأجلنا، وحمل الخطيئة عنا، حتى يفتدينا من لعنة الناموس!)، ثم إننا لا نملك أن نغير حرفاً واحداً منها؛ لأن هذا نقيض الأمانة العلمية؛ بل إن وجودها يؤكد عدم وقوع التحريف في الأناجيل.
ورغم أنّ كلامهم هذا يسوِّغ للعدوان على أنبياء الله الذين اصطفاهم ليكونوا نماذج حية لمنطوق كلامه ومقروء نصوصه، ثم يمنح الناس مبرراً أخلاقياً رائعاً لارتكاب ما هو أكثر والوقوع فيما هو أطمّ وأعظم، مما تعافه النفس السوية، وتأباه الفطرة السليمة المستقيمة.
إلا أنه -وعلى الناحية المقابلة- فإنه يلقي بظلاله على ألوان افتراءاتهم -هم أنفسهم- على رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، ليكشف لنا خلل الموازين، واضطراب المعايير،
ثم إنه يناقض بعضه بعضه، لا سيما وقد وقعت نحو هذه التلاعبات فعلاً -وباعترافهم هم أنفسهم- في المجامع المقدسة خلال القرون التي تلت رفع المسيح -عليه السلام- لتصبح (الهرطقة) تهمةً معلَّبة سابقة التجهيز لكل من عارض فكرة ألوهيته.
بيد أنّ قاعدتهم (المتعلقة بمحاولات العبث بالنصوص) صحيحةٌ تماماً إذا وضعناها تحت عدسة النقد العلمي السليم، وعرضناها للتحقيق والتدقيق، وليت المتحاملين من أبناء أمتنا على (التراث الإسلامي) قد فهموا هذه القاعدة وعملوا بموجبها.
يطل علينا الباحث "إسلام بحيري"، والمحامي "أحمد عبده ماهر" ومن نحا نحوهما ولفّ لفهما، فيصفون كتب السنة بـ"القمامة"، ويقصفون البناء الفقهي الذي قام عليها، ويستنزلون اللعنات على جهود الأولين، ويتوعدون الأزهر بالويل والثبور وعظائم الأمور، وكأنّ الأزهر مطالَبٌ بإعداد طبعات جديدة من كتب السنّة بحيث يستبعد منها ما لا يروق لهم من الروايات والأخبار! وما أشكل عليهم فهمه من الأحاديث والآثار!
ولو قالوا هذا، لاتفق جمهور العقلاء على سخافة قولهم وسماجة مرادهم.. وإنما هم يريدون تخطي هذا التهافت إلى ما وراء وراء؛ رغبةً في إسقاط التراث كله ونسفه في اليم نسفاً!
ويا ليتهم قدموا طرحاً بنَّاء لخطابٍ بديل! لكنها حمّى النقد وآفة التعقب، الذي هم فيه معتدون ومتعدُّون على جهد غيرهم العلمي، حيث أنشأ ذلك "الغير" كل ذلك لأسباب طائفية معلومة.. فسرقه هؤلاء بكل أريحية ودون العزو إلى مصادرهم، والإشارة إلى مراجعهم.
هذا فضلاً عن ذهولهم التام، وإعراضهم عن حقيقة مفادها أن إلغاء التراث يعني إلغاء التاريخ، ودونهم في ذلك خرط القتاد، وخوض برك الغماد.
ربما كانت منطلقاتهم مفهومة، وهم يعرضون الأخبار التي قد تنفر منها الأفئدة، والأقوال التي يمكن أن تشمئز منها النفوس.. لكنهم وبمفارقتهم للمنهجية العلمية المنضبطة في بابي (أ) الاستدلال، و(ب) النقد والتحقيق.. فإنهم يسلمونك في نهاية المطاف إلى نتيجة كارثية.
قال بعضهم: فهل نطلب من الغرب إذاً أن ينقّي وينقِّح لنا تراثنا؟
وعجبي، لا ينقضي من أولئك المذنبين المذبذبين، ممن يتغالون في عقدة الذنب ويتضاءلون مع الدونية والشعور بالنقص، وإني لمشفقٌ عليهم أشد الإشفاق.
فذلك الغرب الذي يولي بعضُنا أفئدتهم وعقولهم قِبَلَ مشرقه ومغربه، ويشفقون منا عليه، هو الأولى منكم بالاعتذار عن أفاعيله في حقنا وفي حق الأغيار أيها الأغرار.
فإن سلقوكم بألسنةٍ حِدادٍ أشحّة على الخير وهم يطالبونكم بالانكسار، والاعتذار عن الفتوحات الإسلامية.. فقولوا لهم: فماذا عن الحروب الصليبية، ومحاكم التفتيش، ومذابح القرون الوسطى، والحروب الأهلية، والاستعمار العسكري لنصف الأرض؟! يا له من تاريخ رائق ورقراق!
ثم ماذا عن واقعكم المعاصر وأنتم تدعمون الأنظمة السياسية القمعية في دول إفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية.. ما دامت تحفظ لكم مصالحكم وترعى مكتسباتكم وتصون امتيازاتكم؟!
نهبتم وما زلتم تنهبون ثروات الشعوب من خلال شركاتكم العابرة للقارات.. وكدَّستم أسلحة الدمار الشامل، ووقفتم بالفيتو ضد كل قرار أممي يدين الكيان الصهيوني اللقيط الذي زرعتموه في أرضنا بقوة السلاح، فضلاً عن جهودكم الحثيثة في تصدير أفلام العنف والجنس والمخدرات، وغزو العالم بأنماط ثقافتكم ومعايشكم الاستهلاكية المغرقة في ماديتها.
ولكنّكم رغم هذا لا تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم، ولا تستبرئون من جرائمكم؛ بل تتوشحون ثياب الحِمْلان الوديعة البريئة، وترمون الناس بالحجارة وبيوتكم من زجاج!
أما الفتوحات الإسلامية، فهي سبب الاعتزاز ومصدر الفخر والفخار، فقد انتصر المسلمون للشعوب المقهورة، وحرروها من بغي الإمبراطوريات المستبدة آنذاك (فارس والروم) ولم يقهروا أحداً من أبنائها على اعتناق الإسلام، عملاً بالقاعدة القرآنية المحكمة التي لم تصِلوا لنظيرها إلا بعد قرون.. قال تعالى: "لا إكراه في الدين".
وقد صفق العالم كله لجوزيف ستالين وجيشه الأحمر، حين نجح في صد تطلعات هتلر، وأوقف الزحف النازي من اجتياح العالم -صفقوا له- رغم كل ما ارتكبه الجيش الأحمر من الجرائم التي لم يقع من جيوش المسلمين عشر معشارها.
وأما السبي والرق والاستعباد، فقد وقع عندنا لضرورة المعاملة بالمثل وهي ضرورة عسكرية لا شرعية، وذلك بخلاف ما فهمه المنقوعون بماء الخصومة من المستشرقين.. فضلاً عما استنبطه المعطوبون بداء الغلو والتطرف من المسلمين.
وهم رغم هذه الاستنتاجات الفاسدة والأفهام الكاسدة، يعلمون أن الإسلام شرع العتق ولم يشرع الرق، ويتعبدون الله -تعالى- بتلاوة الآيات الكريمة التي تحث على عتق الرقاب وتقرير حق الأرقاء وتحرير الإنسان من كل سطوة وسلطان وصولجان.
وغاية ما يمكن أن يقال لكل ناقد ناقم: إن بعض هذه الروايات، وإن ثبتت صحتها، فإنها مما يُطْوَى ولا يُرْوَى، وإلا فما الذي ستستفيده الأمة إذا عرفت أن الرسول الكريم كان يمر على نسائه في الليلة الواحدة بغسل واحد! أو أنه أوتي قوة ثلاثين رجلاً في الجماع!
والأوْلى بعلمائنا ودعاتنا أن يركزوا خطابهم على القضايا الكبرى التي تحتل الوزن النسبي الأهم في الإسلام، فقوله صلى الله عليه وسلم وفاءً لأم المؤمنين خديجة: "كلا -والله- ما أبدلني الله خيراً منها" يعدل تلك الروايات التي تلوكها الألسن، وهي أبلغ فائدةً في الواقع وأمضى أثراً في السلوك.
أما مطالبة المتشنجين بالتبرؤ من كتب الحديث، ونقض تراثنا الفقهي، ونفض أيدينا منه، فهو نظير مطالبتنا بأن نخاصم الأمة كلها، بسلفها وخلفها، وعلمائها وأصولييها، وفقهائها ومحدّثيها، وقضها وقضيضها.. ثم لا يبقى لنا من أحدٍ سوى رؤوس العيّ والإعياء
وهو قولٌ سقيم عقيم.. لا يقوله إلا جاهلٌ ذاهلٌ عن أصول النقد المنهجي المتوازن، وغافلٌ عن ضوابط البحث العلمي المنضبط.
وإنما مسلك الجمع بين النصوص وإيلاء المسائل أهميتها وفق وزنها النسبي، هو المسلك الذي يحل الإشكالات، ويحرر المفاهيم، ويضبط المنهجيات، ويُسقط تأولات الغلاة على الجهتين.
ورغم أنّ كلامهم هذا يسوِّغ للعدوان على أنبياء الله الذين اصطفاهم ليكونوا نماذج حية لمنطوق كلامه ومقروء نصوصه، ثم يمنح الناس مبرراً أخلاقياً رائعاً لارتكاب ما هو أكثر والوقوع فيما هو أطمّ وأعظم، مما تعافه النفس السوية، وتأباه الفطرة السليمة المستقيمة.
إلا أنه -وعلى الناحية المقابلة- فإنه يلقي بظلاله على ألوان افتراءاتهم -هم أنفسهم- على رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، ليكشف لنا خلل الموازين، واضطراب المعايير،
ثم إنه يناقض بعضه بعضه، لا سيما وقد وقعت نحو هذه التلاعبات فعلاً -وباعترافهم هم أنفسهم- في المجامع المقدسة خلال القرون التي تلت رفع المسيح -عليه السلام- لتصبح (الهرطقة) تهمةً معلَّبة سابقة التجهيز لكل من عارض فكرة ألوهيته.
بيد أنّ قاعدتهم (المتعلقة بمحاولات العبث بالنصوص) صحيحةٌ تماماً إذا وضعناها تحت عدسة النقد العلمي السليم، وعرضناها للتحقيق والتدقيق، وليت المتحاملين من أبناء أمتنا على (التراث الإسلامي) قد فهموا هذه القاعدة وعملوا بموجبها.
يطل علينا الباحث "إسلام بحيري"، والمحامي "أحمد عبده ماهر" ومن نحا نحوهما ولفّ لفهما، فيصفون كتب السنة بـ"القمامة"، ويقصفون البناء الفقهي الذي قام عليها، ويستنزلون اللعنات على جهود الأولين، ويتوعدون الأزهر بالويل والثبور وعظائم الأمور، وكأنّ الأزهر مطالَبٌ بإعداد طبعات جديدة من كتب السنّة بحيث يستبعد منها ما لا يروق لهم من الروايات والأخبار! وما أشكل عليهم فهمه من الأحاديث والآثار!
ولو قالوا هذا، لاتفق جمهور العقلاء على سخافة قولهم وسماجة مرادهم.. وإنما هم يريدون تخطي هذا التهافت إلى ما وراء وراء؛ رغبةً في إسقاط التراث كله ونسفه في اليم نسفاً!
ويا ليتهم قدموا طرحاً بنَّاء لخطابٍ بديل! لكنها حمّى النقد وآفة التعقب، الذي هم فيه معتدون ومتعدُّون على جهد غيرهم العلمي، حيث أنشأ ذلك "الغير" كل ذلك لأسباب طائفية معلومة.. فسرقه هؤلاء بكل أريحية ودون العزو إلى مصادرهم، والإشارة إلى مراجعهم.
هذا فضلاً عن ذهولهم التام، وإعراضهم عن حقيقة مفادها أن إلغاء التراث يعني إلغاء التاريخ، ودونهم في ذلك خرط القتاد، وخوض برك الغماد.
ربما كانت منطلقاتهم مفهومة، وهم يعرضون الأخبار التي قد تنفر منها الأفئدة، والأقوال التي يمكن أن تشمئز منها النفوس.. لكنهم وبمفارقتهم للمنهجية العلمية المنضبطة في بابي (أ) الاستدلال، و(ب) النقد والتحقيق.. فإنهم يسلمونك في نهاية المطاف إلى نتيجة كارثية.
قال بعضهم: فهل نطلب من الغرب إذاً أن ينقّي وينقِّح لنا تراثنا؟
وعجبي، لا ينقضي من أولئك المذنبين المذبذبين، ممن يتغالون في عقدة الذنب ويتضاءلون مع الدونية والشعور بالنقص، وإني لمشفقٌ عليهم أشد الإشفاق.
فذلك الغرب الذي يولي بعضُنا أفئدتهم وعقولهم قِبَلَ مشرقه ومغربه، ويشفقون منا عليه، هو الأولى منكم بالاعتذار عن أفاعيله في حقنا وفي حق الأغيار أيها الأغرار.
فإن سلقوكم بألسنةٍ حِدادٍ أشحّة على الخير وهم يطالبونكم بالانكسار، والاعتذار عن الفتوحات الإسلامية.. فقولوا لهم: فماذا عن الحروب الصليبية، ومحاكم التفتيش، ومذابح القرون الوسطى، والحروب الأهلية، والاستعمار العسكري لنصف الأرض؟! يا له من تاريخ رائق ورقراق!
ثم ماذا عن واقعكم المعاصر وأنتم تدعمون الأنظمة السياسية القمعية في دول إفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية.. ما دامت تحفظ لكم مصالحكم وترعى مكتسباتكم وتصون امتيازاتكم؟!
نهبتم وما زلتم تنهبون ثروات الشعوب من خلال شركاتكم العابرة للقارات.. وكدَّستم أسلحة الدمار الشامل، ووقفتم بالفيتو ضد كل قرار أممي يدين الكيان الصهيوني اللقيط الذي زرعتموه في أرضنا بقوة السلاح، فضلاً عن جهودكم الحثيثة في تصدير أفلام العنف والجنس والمخدرات، وغزو العالم بأنماط ثقافتكم ومعايشكم الاستهلاكية المغرقة في ماديتها.
ولكنّكم رغم هذا لا تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم، ولا تستبرئون من جرائمكم؛ بل تتوشحون ثياب الحِمْلان الوديعة البريئة، وترمون الناس بالحجارة وبيوتكم من زجاج!
أما الفتوحات الإسلامية، فهي سبب الاعتزاز ومصدر الفخر والفخار، فقد انتصر المسلمون للشعوب المقهورة، وحرروها من بغي الإمبراطوريات المستبدة آنذاك (فارس والروم) ولم يقهروا أحداً من أبنائها على اعتناق الإسلام، عملاً بالقاعدة القرآنية المحكمة التي لم تصِلوا لنظيرها إلا بعد قرون.. قال تعالى: "لا إكراه في الدين".
وقد صفق العالم كله لجوزيف ستالين وجيشه الأحمر، حين نجح في صد تطلعات هتلر، وأوقف الزحف النازي من اجتياح العالم -صفقوا له- رغم كل ما ارتكبه الجيش الأحمر من الجرائم التي لم يقع من جيوش المسلمين عشر معشارها.
وأما السبي والرق والاستعباد، فقد وقع عندنا لضرورة المعاملة بالمثل وهي ضرورة عسكرية لا شرعية، وذلك بخلاف ما فهمه المنقوعون بماء الخصومة من المستشرقين.. فضلاً عما استنبطه المعطوبون بداء الغلو والتطرف من المسلمين.
وهم رغم هذه الاستنتاجات الفاسدة والأفهام الكاسدة، يعلمون أن الإسلام شرع العتق ولم يشرع الرق، ويتعبدون الله -تعالى- بتلاوة الآيات الكريمة التي تحث على عتق الرقاب وتقرير حق الأرقاء وتحرير الإنسان من كل سطوة وسلطان وصولجان.
وغاية ما يمكن أن يقال لكل ناقد ناقم: إن بعض هذه الروايات، وإن ثبتت صحتها، فإنها مما يُطْوَى ولا يُرْوَى، وإلا فما الذي ستستفيده الأمة إذا عرفت أن الرسول الكريم كان يمر على نسائه في الليلة الواحدة بغسل واحد! أو أنه أوتي قوة ثلاثين رجلاً في الجماع!
والأوْلى بعلمائنا ودعاتنا أن يركزوا خطابهم على القضايا الكبرى التي تحتل الوزن النسبي الأهم في الإسلام، فقوله صلى الله عليه وسلم وفاءً لأم المؤمنين خديجة: "كلا -والله- ما أبدلني الله خيراً منها" يعدل تلك الروايات التي تلوكها الألسن، وهي أبلغ فائدةً في الواقع وأمضى أثراً في السلوك.
أما مطالبة المتشنجين بالتبرؤ من كتب الحديث، ونقض تراثنا الفقهي، ونفض أيدينا منه، فهو نظير مطالبتنا بأن نخاصم الأمة كلها، بسلفها وخلفها، وعلمائها وأصولييها، وفقهائها ومحدّثيها، وقضها وقضيضها.. ثم لا يبقى لنا من أحدٍ سوى رؤوس العيّ والإعياء
وهو قولٌ سقيم عقيم.. لا يقوله إلا جاهلٌ ذاهلٌ عن أصول النقد المنهجي المتوازن، وغافلٌ عن ضوابط البحث العلمي المنضبط.
وإنما مسلك الجمع بين النصوص وإيلاء المسائل أهميتها وفق وزنها النسبي، هو المسلك الذي يحل الإشكالات، ويحرر المفاهيم، ويضبط المنهجيات، ويُسقط تأولات الغلاة على الجهتين.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.
المصدر : http://www.huffpostarabi.com/hossam-el-din-awad/-_13312_b_17968514.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi
تعبيراتتعبيرات