قبل أن نلقي باللوم على مخرج لبناني بالتطبيع مع إسرائيل، خلّينا نفهم الزلمة ليش اتهم بهذا اللقب في بلده لبنان: هناك قانون لبناني صدر في سنة 1955 يمنع أي لبناني من السفر إلى إسرائيل أو أن يتعامل مع البلد بأي شكل من الأشكال.
الأخ قرر يصوّر فيلم في تل الربيع (ما بحكي تل أبيب بلاش تتهموني بالتطبيع)، وتعامل مع طاقم فلسطيني وإسرائيلي.
هلا بالنسبة لبلده لبنان هو مطبّع حسب قانونهم الذي خالفه، وفي نفس الفيلم الذي تم تصويره في تل الربيع فيه ناس اتهمته إنه كان منظور الفيلم من النظر الإسرائيلية، ولكنه لم يكن وإلا كان زوج سهام قال الحقيقة للمخابرات الإسرائيلية.
إن كنتم بتسألوا من هو زوج سهام، فاسألوا أنفسكم كيف تقاطعون ما لم تشاهدوه؟ وهناك من قاطع المخرج لقصة الفيلم الذي ربما سمعوها من غيرهم ممن لم يحضروه.
وإن لم تعجبكم القصة فهي ليست قصة زياد، بل هي مبنية على قصة رواية الصدمة لكاتب جزائري.
كانت هناك آراء مختلفة حول فيلم الصدمة، ولم يدخل الترشيح لجوائز الأوسكار لفئة الفيلم الأجنبي؛ لأن لبنان رفضت أن ترشح فيلماً فيه ممثلون إسرائيليون، وتم تصويره في تل الربيع كفيلم لبناني، وتم منعه من العرض في السينما اللبنانية لفترة قبل أن يوافقوا على أن يتم العرض بشرط أن تحذف أي شيء يدل على التعاون مع طاقم إسرائيلي.
وجاء زياد بإنتاج آخر، فيلم قضية 23 الذي يتحدث بشفافية عن العنصرية تجاه الفلسطينيين، وخاصة أولاد المخيمات منهم في لبنان.
وعرض الفيلم في لبنان، ورشحت لبنان الفيلم لجائزة الأوسكار لفئة الفيلم الأجنبي، لكن هناك من بقي في لبنان على رأيه بأن المخرج مطبّع ولا يريد أن يحضر أفلامه، وكان لهم حرية الخيار في عدم الذهاب إلى دور السينما لمشاهدة الفيلم، ولكن بقي الفيلم في صالات العرض.
وجاء الفيلم ليعرض في رام الله، وبدأ الكلام عن مدينة رام الله وأهلها المطبّعين، وبدأت المقارنة في المقاطعة: انظروا كيف يقاطعون زياد وأفلامه في لبنان وأنتم تتشوقون لعرض فيلمه في رام الله؟!
وبعيداً عن الكلام المنطقي والطلب بأن تأخذوا الأمور بموضوعية، وأن ليس هناك داعٍ لتأتوا إلى صالة العرض في رام الله؛ لتبدأ المناوشات بين أطراف الشعب الواحد وحساسيات عدة، ولن أدعوكم إلى تقبّل فيلم لم يصوره المخرج في إسرائيل، ولم يتعامل مع طاقم إسرائيلي لتصويره، ولكنني أدعوكم لتتساءلوا ما هو التطبيع الذي اتهم زياد به؟
هل هو زيارة تل الربيع المدينة التي بُنيت على قرى فلسطينية دمّرت من قِبل إسرائيل؟
فكم من فلسطيني قد قام بزيارة هذه المدينة بحجة العمل أو التسوق أو لمجرد الاستلقاء على شواطئها؟ فهل نحن مطبّعون؟ هل هو شغله مع ممثلين إسرائيليين؟
فكم من فلسطيني بنى بيوت مستوطنين بيديه ليطعم عائلته؟ فهل نحن مطبّعون؟
إن كنتم فعلاً ضد التطبيع وجادين بموضوع المقاطعة الإسرائيلية فلماذا لا نراكم تحتجون عند كل بقالة يبيع المنتج الإسرائيلي؟
نحن لا نغنّي للتطبيع ولسنا ضد المقاطعة، لكننا لم نجد سبباً وجيهاً لمقاطعة فيلم قضية 23.
تصبحون على وطن.
الأخ قرر يصوّر فيلم في تل الربيع (ما بحكي تل أبيب بلاش تتهموني بالتطبيع)، وتعامل مع طاقم فلسطيني وإسرائيلي.
هلا بالنسبة لبلده لبنان هو مطبّع حسب قانونهم الذي خالفه، وفي نفس الفيلم الذي تم تصويره في تل الربيع فيه ناس اتهمته إنه كان منظور الفيلم من النظر الإسرائيلية، ولكنه لم يكن وإلا كان زوج سهام قال الحقيقة للمخابرات الإسرائيلية.
إن كنتم بتسألوا من هو زوج سهام، فاسألوا أنفسكم كيف تقاطعون ما لم تشاهدوه؟ وهناك من قاطع المخرج لقصة الفيلم الذي ربما سمعوها من غيرهم ممن لم يحضروه.
وإن لم تعجبكم القصة فهي ليست قصة زياد، بل هي مبنية على قصة رواية الصدمة لكاتب جزائري.
كانت هناك آراء مختلفة حول فيلم الصدمة، ولم يدخل الترشيح لجوائز الأوسكار لفئة الفيلم الأجنبي؛ لأن لبنان رفضت أن ترشح فيلماً فيه ممثلون إسرائيليون، وتم تصويره في تل الربيع كفيلم لبناني، وتم منعه من العرض في السينما اللبنانية لفترة قبل أن يوافقوا على أن يتم العرض بشرط أن تحذف أي شيء يدل على التعاون مع طاقم إسرائيلي.
وجاء زياد بإنتاج آخر، فيلم قضية 23 الذي يتحدث بشفافية عن العنصرية تجاه الفلسطينيين، وخاصة أولاد المخيمات منهم في لبنان.
وعرض الفيلم في لبنان، ورشحت لبنان الفيلم لجائزة الأوسكار لفئة الفيلم الأجنبي، لكن هناك من بقي في لبنان على رأيه بأن المخرج مطبّع ولا يريد أن يحضر أفلامه، وكان لهم حرية الخيار في عدم الذهاب إلى دور السينما لمشاهدة الفيلم، ولكن بقي الفيلم في صالات العرض.
وجاء الفيلم ليعرض في رام الله، وبدأ الكلام عن مدينة رام الله وأهلها المطبّعين، وبدأت المقارنة في المقاطعة: انظروا كيف يقاطعون زياد وأفلامه في لبنان وأنتم تتشوقون لعرض فيلمه في رام الله؟!
وبعيداً عن الكلام المنطقي والطلب بأن تأخذوا الأمور بموضوعية، وأن ليس هناك داعٍ لتأتوا إلى صالة العرض في رام الله؛ لتبدأ المناوشات بين أطراف الشعب الواحد وحساسيات عدة، ولن أدعوكم إلى تقبّل فيلم لم يصوره المخرج في إسرائيل، ولم يتعامل مع طاقم إسرائيلي لتصويره، ولكنني أدعوكم لتتساءلوا ما هو التطبيع الذي اتهم زياد به؟
هل هو زيارة تل الربيع المدينة التي بُنيت على قرى فلسطينية دمّرت من قِبل إسرائيل؟
فكم من فلسطيني قد قام بزيارة هذه المدينة بحجة العمل أو التسوق أو لمجرد الاستلقاء على شواطئها؟ فهل نحن مطبّعون؟ هل هو شغله مع ممثلين إسرائيليين؟
فكم من فلسطيني بنى بيوت مستوطنين بيديه ليطعم عائلته؟ فهل نحن مطبّعون؟
إن كنتم فعلاً ضد التطبيع وجادين بموضوع المقاطعة الإسرائيلية فلماذا لا نراكم تحتجون عند كل بقالة يبيع المنتج الإسرائيلي؟
نحن لا نغنّي للتطبيع ولسنا ضد المقاطعة، لكننا لم نجد سبباً وجيهاً لمقاطعة فيلم قضية 23.
تصبحون على وطن.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.
المصدر : http://www.huffpostarabi.com/lama-obeid/-23-_b_18356480.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi
تعبيراتتعبيرات