الإخوان المسلمون هي الدعوة الأم وأصل هذه الدعوة التي خرجت إلى النور في عام 1928 بالقرن الماضي؛ عندما خرج شاب في ريعان شبابه لدعوة الناس إلى الإسلام وإلى الطريق الصحيح، حيث خرج إلى المقاهي والمجالس الثقافية والعلمية يدعو الناس إلى دعوة الإخوان المسلمين.
لم يتخيل الإمام البنا -رحمه الله- أن هذه الدعوة ستنتشر في جميع الأقطار وتصل إلى العالمية، لِتُصبح دعوة من أقوى الدعوات على مستوى العالم.
من بذرة الدعوة خرجت الكثير من الدعوات التي اعتنقت نفس منهج الإمام البنا رحمه الله، إلا أن أغلب هذه الجماعات لم تستطع أن تصمد في وجود الفتن، التي دائماً ما تصيب الدعوات وتَشق صفوفها. من أبرز هذه الجماعات، "الجماعة الإسلامية" و"التكفير والهجرة" و"جماعة أبو خشبتين" و"الفنية العسكرية".
من أبرز هذه الجماعات، جماعة التكفير والهجرة التي خرجت من أفكار الشاب الإخواني شكري أحمد مصطفى الطالب فى كلية الزراعة. بعد أن حصل على البراءة بعد عدم وجود تهم ضده، استطاع القضاء المصري فى عهد عبد الناصر أن يضعه فى المعتقل، ليمكث في السجن بضع سنين دون وجود أي تهم ضده، ليخرج بعدها من المعتقل، لِيكوّن تنظيماً استطاع أن يضرب ضربات عديدة في قلب نظام السادات، وأبرزها اختطاف وقتل الشيخ الذهبي وزير الأوقاف.
من ضمن التنظيمات التي خرجت أيضاً، تنظيم الكلية الفنية العسكرية، وهو تنظيم أُنشئ من شخص يُدعى صالح سرية والذي استطاع ان يجند الكثير من شباب الإخوان المسلمين، وخصوصاً في مدينة الإسكندرية تحت اسم هذا التنظيم. وقد كان التنظيم على صلة بالمرشد الثاني لجماعة الإخوان المسلمين القاضي حسن الهضيبي.
بل إن أعضاء التنظيم كانوا على صلة بالمرحومة المجاهدة زينب قطب، كان تنظيم الفنية العسكرية ينوي أن يقوم بانقلاب على نظام السادات من خلال عمليتين عسكريتين، ولكن فشلوا فى النهاية؛ نتيجة لإفشاء السر إلى وزارة الداخلية وإلى رئاسة الجمهورية بعد أن اعتقد الكثير من شباب الجماعة احتمالية فشل العملية على الرغم من أن التنظيم استطاع أن يجند العديد من الشباب داخل الكلية الفنية العسكرية.
وبعد فشل العملية واعتقال منفذيها، حُكم على صالح سرّية وكارم الأناضولي وطلال الأنصاري، أبرز القيادات، بالإعدام. ولكن الحكم قد خُفِّف بأمر من السادات إلى الحُكم بالمؤبد وبأحكام بالسجن على العديد من الشباب الذين شاركوا في العملية.
وخرجت أيضاً جماعة أبو خشبتين والجماعة الإسلامية التي كانت سبباً في مقتل السادات والتي سببت صداعاً لنظام مبارك في تسعينيات القرن الماضى، وجماعة الدعوة والتبليغ، والكثير من الجماعات التي ظلت في مصر إلى فترة بسيطة، فمنها من اختفى قسرياً، ومنها من اختُرق أمنياً.
ظلت بذرة جماعة الإخوان المسلمين تكبر حتى دخلت المجتمع الأوروبي واستطاعت أن تنشر الإسلام بالطريقة المعتدلة أو ما يسمى الإسلام الوسطى، وهذا من ضمن الأسباب التى جعلت جماعة الإخوان المسلمين تبرز في كثير من الدول، مثل المغرب والأردن وتونس.
العامل النفسي في صناعة الكراهية عن طريق الإعلام
الطريق الذي سلكه العديد من الشباب نحو الانتقام من النظام الحاكم ما كان إلا عن رد فعل نتيجة الكبت والاضطهاد الذي واجهه الشباب خلال فترة اعتقالهم فقد عانوا كل أنواع التعذيب والقتل من دون أي وجه حق، فلم يرحمهم بطش السجّان حتى خرجوا من السجن ليبحثوا عن وسيلة للانتقام.
ومع كل هذا، فإلى وقتنا هذا يظل هذا اللغز محيِّراً دون وجود جواب عنه، فقد وافق المرشد الثاني، حسن الهضيبي (رحمه الله)، على تنظيم التيار القطبي الذى كان ينوي الانتقام من عبد الناصر نتيجة أفعاله ضد الإسلاميين وانحيازة التام ضد كل ما هو إسلامي حتى يخرج المرشد بذاته ليؤلف كتاب "دعاة لا قضاة" الذي أنشأ الجدل داخل التيار الإخواني، فمع كل القمع الذي شاهدته الجماعة داخل معتقلات عبد الناصر يدعوهم المرشد العام إلى أن يلتزموا الحكمة وألا ينجروا إلى العنف.
حتى إن المجتمع نفسه لم يرحم الخارجين من السجون، فقد تغيرت الكثير من المعالم في المجتمع وفقد الكثير من الهيبة والاحترام الذي كان يتمتع به المجتمع المصري، وكل هذا كان نتيجة للحملة الإعلامية التي قادها عبد الناصر، ففي البداية كان صلاح سالم وزيراً للإعلام وكان يعمل دائماً على تلميع الثورة والإساءة إلى الإخوان المسلمين.
وبعدها، استعان نظام عبد الناصر بالأميركان في حملاته الإعلامية، فمن أفلام ومسرحيات استطاعت أن تدمر العقيدة المصرية نحو الدين الإسلامي والنفير عن كل ما هو إسلامي والتركيز فقط على العسكر والتلميع له من خلال أفلام إسماعيل يس وغيره.
المصادر:
- شخصيات لها العجب، صلاح عبد المقصود.
- أحداث صنعت التاريخ.
لم يتخيل الإمام البنا -رحمه الله- أن هذه الدعوة ستنتشر في جميع الأقطار وتصل إلى العالمية، لِتُصبح دعوة من أقوى الدعوات على مستوى العالم.
من بذرة الدعوة خرجت الكثير من الدعوات التي اعتنقت نفس منهج الإمام البنا رحمه الله، إلا أن أغلب هذه الجماعات لم تستطع أن تصمد في وجود الفتن، التي دائماً ما تصيب الدعوات وتَشق صفوفها. من أبرز هذه الجماعات، "الجماعة الإسلامية" و"التكفير والهجرة" و"جماعة أبو خشبتين" و"الفنية العسكرية".
من أبرز هذه الجماعات، جماعة التكفير والهجرة التي خرجت من أفكار الشاب الإخواني شكري أحمد مصطفى الطالب فى كلية الزراعة. بعد أن حصل على البراءة بعد عدم وجود تهم ضده، استطاع القضاء المصري فى عهد عبد الناصر أن يضعه فى المعتقل، ليمكث في السجن بضع سنين دون وجود أي تهم ضده، ليخرج بعدها من المعتقل، لِيكوّن تنظيماً استطاع أن يضرب ضربات عديدة في قلب نظام السادات، وأبرزها اختطاف وقتل الشيخ الذهبي وزير الأوقاف.
من ضمن التنظيمات التي خرجت أيضاً، تنظيم الكلية الفنية العسكرية، وهو تنظيم أُنشئ من شخص يُدعى صالح سرية والذي استطاع ان يجند الكثير من شباب الإخوان المسلمين، وخصوصاً في مدينة الإسكندرية تحت اسم هذا التنظيم. وقد كان التنظيم على صلة بالمرشد الثاني لجماعة الإخوان المسلمين القاضي حسن الهضيبي.
بل إن أعضاء التنظيم كانوا على صلة بالمرحومة المجاهدة زينب قطب، كان تنظيم الفنية العسكرية ينوي أن يقوم بانقلاب على نظام السادات من خلال عمليتين عسكريتين، ولكن فشلوا فى النهاية؛ نتيجة لإفشاء السر إلى وزارة الداخلية وإلى رئاسة الجمهورية بعد أن اعتقد الكثير من شباب الجماعة احتمالية فشل العملية على الرغم من أن التنظيم استطاع أن يجند العديد من الشباب داخل الكلية الفنية العسكرية.
وبعد فشل العملية واعتقال منفذيها، حُكم على صالح سرّية وكارم الأناضولي وطلال الأنصاري، أبرز القيادات، بالإعدام. ولكن الحكم قد خُفِّف بأمر من السادات إلى الحُكم بالمؤبد وبأحكام بالسجن على العديد من الشباب الذين شاركوا في العملية.
وخرجت أيضاً جماعة أبو خشبتين والجماعة الإسلامية التي كانت سبباً في مقتل السادات والتي سببت صداعاً لنظام مبارك في تسعينيات القرن الماضى، وجماعة الدعوة والتبليغ، والكثير من الجماعات التي ظلت في مصر إلى فترة بسيطة، فمنها من اختفى قسرياً، ومنها من اختُرق أمنياً.
ظلت بذرة جماعة الإخوان المسلمين تكبر حتى دخلت المجتمع الأوروبي واستطاعت أن تنشر الإسلام بالطريقة المعتدلة أو ما يسمى الإسلام الوسطى، وهذا من ضمن الأسباب التى جعلت جماعة الإخوان المسلمين تبرز في كثير من الدول، مثل المغرب والأردن وتونس.
العامل النفسي في صناعة الكراهية عن طريق الإعلام
الطريق الذي سلكه العديد من الشباب نحو الانتقام من النظام الحاكم ما كان إلا عن رد فعل نتيجة الكبت والاضطهاد الذي واجهه الشباب خلال فترة اعتقالهم فقد عانوا كل أنواع التعذيب والقتل من دون أي وجه حق، فلم يرحمهم بطش السجّان حتى خرجوا من السجن ليبحثوا عن وسيلة للانتقام.
ومع كل هذا، فإلى وقتنا هذا يظل هذا اللغز محيِّراً دون وجود جواب عنه، فقد وافق المرشد الثاني، حسن الهضيبي (رحمه الله)، على تنظيم التيار القطبي الذى كان ينوي الانتقام من عبد الناصر نتيجة أفعاله ضد الإسلاميين وانحيازة التام ضد كل ما هو إسلامي حتى يخرج المرشد بذاته ليؤلف كتاب "دعاة لا قضاة" الذي أنشأ الجدل داخل التيار الإخواني، فمع كل القمع الذي شاهدته الجماعة داخل معتقلات عبد الناصر يدعوهم المرشد العام إلى أن يلتزموا الحكمة وألا ينجروا إلى العنف.
حتى إن المجتمع نفسه لم يرحم الخارجين من السجون، فقد تغيرت الكثير من المعالم في المجتمع وفقد الكثير من الهيبة والاحترام الذي كان يتمتع به المجتمع المصري، وكل هذا كان نتيجة للحملة الإعلامية التي قادها عبد الناصر، ففي البداية كان صلاح سالم وزيراً للإعلام وكان يعمل دائماً على تلميع الثورة والإساءة إلى الإخوان المسلمين.
وبعدها، استعان نظام عبد الناصر بالأميركان في حملاته الإعلامية، فمن أفلام ومسرحيات استطاعت أن تدمر العقيدة المصرية نحو الدين الإسلامي والنفير عن كل ما هو إسلامي والتركيز فقط على العسكر والتلميع له من خلال أفلام إسماعيل يس وغيره.
المصادر:
- شخصيات لها العجب، صلاح عبد المقصود.
- أحداث صنعت التاريخ.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.
المصدر : http://www.huffpostarabi.com/omar-gomaa-ahmed/-_13540_b_18148028.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi
تعبيراتتعبيرات