يصف الكتاب رحلة طويلة لشغف الإنسان بالمعرفة وولَهه باكتشاف المجاهيل وآماله الطموحة للاتصال بحضارات أخرى من خارج الأرض، بالتوازي مع رغبته بالحفاظ على مكتسباته الخاصة.
محتوى الكتاب علمي مكثف بامتياز، لكنه كتب بشكل أنيق شيق، فقد استطاع د. كارل ساغان تضمين البعد الإنساني والبعد التاريخي، وحتى شيء من القصص والخيال العلمي الذي كسر جمود الكتاب، وجعل منه الأكثر مبيعاً في 12 دولة.
إنه يعطي القارئ فرصة لاكتشاف العالم في العمق؛ لأنه يفتح مجالات الخيال نحو الفضاء والأبعاد اللامتناهية، ثم يعود به إلى موطن الآباء والأجداد والجنس البشري برمته؛ ليخبره أن هذا الجنس المفكر الواعد بدأ رحلة اكتشافاته منذ القرن الثالث قبل الميلاد، في موقع محدد من الشرق الأدنى القديم؛ حيث تقبع مكتبة الإسكندرية أكبر مكتبة من نوعها في ذلك الوقت.
في هذا الكتاب ستجد الكثير من التفاصيل حول زيارة القمر - جار الأرض ومصباحها الأزلي - وتعرف أكثر حول سفن الفضاء "فايكنيغ" (1) و(2) اللتين حطّتا على الكوكب الأحمر المريخ تحديداً في الذكرى الـ200 لعيد الاستقلال الأميركي بحثاً عن كائن عضوي مهما دقّ خلقه، وكيف أن الزهرة لا تشبه التصور الرومانسي (فينوس) عند عشاق الإغريق، بل هي على النقيض كوكب مسموم لاهب؛ حيث الضغط الجوي ساحق تتبخر أمامه أعتى سفن الفضاء!
ستعرف أكثر عن أسرار الثقوب السوداء التي تلتهم كل ما حولها بفعل الجاذبية الجبارة، ودورة حياة النجوم العظيمة التي يلحقها الأفول أيضاً.
وماذا عن الأرض كوكب الحياة والماء والاخضرار؟ كيف يرتب نفسه ضمن قدامى النظام الشمسي؟ وماذا يتوقع من الزوار الأكثر عنفاً (المذنبات)؟!
وعندما يصل الكتاب للحديث عن نشأة الكون وأصل الحياة، تتفوق المعرفة العقائدية التي تميزنا كمسلمين على ما تقوله التصورات العلمية والتجريبية؛ لأننا نثق فيها بشكل روحاني أعمق.
الكتاب يناقش الكثير من النظريات حول بدء الحياة ونشأة الكون وحجمه لحظة ولادته، في نفس الوقت يتيح للفكر فرصته للتدبر أكثر في ذلك الطرح، ويعترف بأن العلم مبنيّ على الاكتشاف وهو يصحح نفسه بنفسه بشكل مستمر.
فمثلاً يقول الكتاب بأن الكون كان عبارة عن شيء صغير الحجم، ثم انبثق من خلال انفجار كوني عظيم، ونحن نعرف أن الله -سبحانه وتعالى- خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش، وفي الآية: (أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ)، أي: كانتا مضمومتين، وعندما نقرأ الآية: (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ)، والآية: (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا)، سنتضارب مع التصور الذي يشير إلى أن الجزيئات العضوية ذات المحتوى الكربوني هي أصل في نشأة الحياة على الأرض وتطورها إلى الدرجة التي انبثق منها الإنسان نفسه! (نظرية التطور).
ثم يقرر الكتاب شيئاً جميلاً، فيعترف أن جوهر الحياة ليس في هذه الجزيئات ولا الذرات الحيوية المتماسكة التي تصنعنا، إنما يكمن جوهر الحياة في الطريقة التي تؤلف بينها، من هنا نعرف أن هذه الجزيئات هي أصل في التركيبة الحيوية، لكن الأمر أعقد من أن يكون مجرد تطور بنى ذاته على امتداد ملايين ملايين السنين.
وهذه فقرة أخرى تصف التمدد الكوني:
"في ذلك الانفجار الكوني العملاق بدأ الكون تمدداً لم يتوقف قط، وإنه لأمر مضلل أن نصف تمدد الكون باعتباره نوعاً من فقاعة منتفخة ينظر إليها من الخارج، وبالتحديد لن نعرف ما كان هو الخارج ....".
ثم قارن هذه الفقرة بقول الله: (وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ)، فنحن إذاً نعرف ما هو الخارج ونعرف أن الله -تعالى- بائن عن خلقه مع الإحاطة والقدرة والعلم وبديع الصنع.
أخيراً أقدر للكتاب لغته العلمية الرصينة وكم المصطلحات الفلكية والقياسات والأرقام المهولة التي لا يمكن للعقل تصورها مهما أجهد نفسه، لكنه للحقيقة يفتح مجالات للمناقشات الفكرية العميقة خاصة عند العبارة العاطفية: "إن الأرض عالم دقيق هش ويحتاج الكثير من الحنان.. ونحن أبناء الكون بشكل أعمق؛ لأن اكتشاف الكون هو رحلة لاكتشاف الذات".
محتوى الكتاب علمي مكثف بامتياز، لكنه كتب بشكل أنيق شيق، فقد استطاع د. كارل ساغان تضمين البعد الإنساني والبعد التاريخي، وحتى شيء من القصص والخيال العلمي الذي كسر جمود الكتاب، وجعل منه الأكثر مبيعاً في 12 دولة.
إنه يعطي القارئ فرصة لاكتشاف العالم في العمق؛ لأنه يفتح مجالات الخيال نحو الفضاء والأبعاد اللامتناهية، ثم يعود به إلى موطن الآباء والأجداد والجنس البشري برمته؛ ليخبره أن هذا الجنس المفكر الواعد بدأ رحلة اكتشافاته منذ القرن الثالث قبل الميلاد، في موقع محدد من الشرق الأدنى القديم؛ حيث تقبع مكتبة الإسكندرية أكبر مكتبة من نوعها في ذلك الوقت.
في هذا الكتاب ستجد الكثير من التفاصيل حول زيارة القمر - جار الأرض ومصباحها الأزلي - وتعرف أكثر حول سفن الفضاء "فايكنيغ" (1) و(2) اللتين حطّتا على الكوكب الأحمر المريخ تحديداً في الذكرى الـ200 لعيد الاستقلال الأميركي بحثاً عن كائن عضوي مهما دقّ خلقه، وكيف أن الزهرة لا تشبه التصور الرومانسي (فينوس) عند عشاق الإغريق، بل هي على النقيض كوكب مسموم لاهب؛ حيث الضغط الجوي ساحق تتبخر أمامه أعتى سفن الفضاء!
ستعرف أكثر عن أسرار الثقوب السوداء التي تلتهم كل ما حولها بفعل الجاذبية الجبارة، ودورة حياة النجوم العظيمة التي يلحقها الأفول أيضاً.
وماذا عن الأرض كوكب الحياة والماء والاخضرار؟ كيف يرتب نفسه ضمن قدامى النظام الشمسي؟ وماذا يتوقع من الزوار الأكثر عنفاً (المذنبات)؟!
وعندما يصل الكتاب للحديث عن نشأة الكون وأصل الحياة، تتفوق المعرفة العقائدية التي تميزنا كمسلمين على ما تقوله التصورات العلمية والتجريبية؛ لأننا نثق فيها بشكل روحاني أعمق.
الكتاب يناقش الكثير من النظريات حول بدء الحياة ونشأة الكون وحجمه لحظة ولادته، في نفس الوقت يتيح للفكر فرصته للتدبر أكثر في ذلك الطرح، ويعترف بأن العلم مبنيّ على الاكتشاف وهو يصحح نفسه بنفسه بشكل مستمر.
فمثلاً يقول الكتاب بأن الكون كان عبارة عن شيء صغير الحجم، ثم انبثق من خلال انفجار كوني عظيم، ونحن نعرف أن الله -سبحانه وتعالى- خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش، وفي الآية: (أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ)، أي: كانتا مضمومتين، وعندما نقرأ الآية: (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ)، والآية: (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا)، سنتضارب مع التصور الذي يشير إلى أن الجزيئات العضوية ذات المحتوى الكربوني هي أصل في نشأة الحياة على الأرض وتطورها إلى الدرجة التي انبثق منها الإنسان نفسه! (نظرية التطور).
ثم يقرر الكتاب شيئاً جميلاً، فيعترف أن جوهر الحياة ليس في هذه الجزيئات ولا الذرات الحيوية المتماسكة التي تصنعنا، إنما يكمن جوهر الحياة في الطريقة التي تؤلف بينها، من هنا نعرف أن هذه الجزيئات هي أصل في التركيبة الحيوية، لكن الأمر أعقد من أن يكون مجرد تطور بنى ذاته على امتداد ملايين ملايين السنين.
وهذه فقرة أخرى تصف التمدد الكوني:
"في ذلك الانفجار الكوني العملاق بدأ الكون تمدداً لم يتوقف قط، وإنه لأمر مضلل أن نصف تمدد الكون باعتباره نوعاً من فقاعة منتفخة ينظر إليها من الخارج، وبالتحديد لن نعرف ما كان هو الخارج ....".
ثم قارن هذه الفقرة بقول الله: (وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ)، فنحن إذاً نعرف ما هو الخارج ونعرف أن الله -تعالى- بائن عن خلقه مع الإحاطة والقدرة والعلم وبديع الصنع.
أخيراً أقدر للكتاب لغته العلمية الرصينة وكم المصطلحات الفلكية والقياسات والأرقام المهولة التي لا يمكن للعقل تصورها مهما أجهد نفسه، لكنه للحقيقة يفتح مجالات للمناقشات الفكرية العميقة خاصة عند العبارة العاطفية: "إن الأرض عالم دقيق هش ويحتاج الكثير من الحنان.. ونحن أبناء الكون بشكل أعمق؛ لأن اكتشاف الكون هو رحلة لاكتشاف الذات".
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.
المصدر : http://www.huffpostarabi.com/soumia-tayeeb-/story_b_18350830.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi
تعبيراتتعبيرات