لقد كُسرت هيبة الدولة العراقية كسراً بعد استفتاء كردستان.
يشبه انكسار دخول داعش للموصل منتصف 2014، حين قيل: ضاعت ثلاث محافظات عراقية
واليوم يمكن تماماً أن يقال: ضاعت ثلاث محافظات ومعها مناطق أخرى!!
معها كركوك، ومعها سهل نينوى.. وهكذا بالمحصلة يمكن القول: إنها نكبة جديدة وتبعاتها معقدة.
لقد اهتز المسرح العراقي كله، هزه مسعود البرزاني من تلابيبه.
وكل ممثل في المسرح تُرك له مساحة للتمثيل، ترك له الخروج على النص كما يشاء.
وكما قال عادل إمام: واتخذوا طريق صلاح سالم!! مازحاً خارج النص في "الود سيد الشغال"
كلنا نمثل الآن: كل من له قولة من القولات قالها!! ثم ماذا؟
حتى مرجعية النجف قالت وغضبت وصعدت وشبه هددت!! ثم ماذا؟
هذا مسعود وليس بغداد. هذا صانع اللعبة.
مسعود والعبادي ونحن نعرف جميعاً أن مخرج هذه المسرحية هو: أميركا.
لعل أميركا لم تكتب السيناريو كما شاهدناه، ولا ساهمت في شكل المسرح وتوقيتاته، لكنها في النهاية هي المُخرج.
أميركا هي الضامن الأخير للمنطقة وتداعياتها، ولقد قالت صراحة: لا للعمليات العسكرية. وانتهى.
لا يمكن لأي فصيل عراقي في جيش أو حشد أو مليشيا، أن يتجاوز ما تقوله أميركا، في منعها لعمل عسكري في مساحة جغرافية.
قد تقول أميركا عادة: لن أشترك معكم. هي عبارة مخففة، لكنها هذه المرة قالت: لا أريد المعركة.
لا سابقاً، ولا لاحقاً خالف قولها هذا أحد ضمن إطار الدولة العراقية ومنهم الحشد. لم يختلفوا مع أميركا في أخذ أرض أو تركها.
هذا هو الحال، حتى تقول أميركا أمراً آخر.
قالت: اهجموا يهجمون. اسكتوا يسكتون:
ولكم الإعلام.. طبلوا ما أردتم من كل لون من التطبيل. سبوا أميركا كما تحبون، قولوا: الموت لها: عادي جداً، ليس مهماً أبداً ما تصرحون وتقولون: أميركا بنت الجانب العملي وحسب. إن تجاوزتم شبراً من الأرض قلت لكم فيه: لا. سيتغير الحال. وقد تغير بعض المرات وقصف أميركا ووصلت الرسالة بسرعة لمن خالف.
"قف مكانك، للوراء در"
كذلك أشارت أميركا إلى نقطة مهمة هي بيت القصيد في المسألة الكردية وقد قالت:
إنها لا تريد سياسة العقاب للشعب الكردي.
يعني:
"لا حصار اقتصادي على الكرد"
لا عسكر.. لا حصار.!!
فهل يوجد لدى العراق سبيل ثالث!! أين هو الطريق الثالث للحل وقد ذهب الأول والثاني؟
هل هو الحوار!! تقول أميركا: نعم الحوار والدبلوماسية.
إن كلمةً حوارية واحدة!! من مسؤول عراقي رسمي، هذه الكلمة من غير تراجع الكرد عن الاستفتاء، ستعني في العرف السياسي هزيمة نكراء للحكومة.
إنها تعني الاعتراف الضمني بالشرعية القائمة لما بعد الاستفتاء، ولو صورياً. قبلوا أو لم يقبلوا هذا تفسيرها.
إذن ما هو السبيل الثالث:
إذا أخذوا من العراق جيشه وقالوا له "ضعه في الثلاجة الآن"
وأخذوا منه قدرته على الحصار!! وقالوا له: لا تلعب بلعبة الغذاء والدواء.
ماذا بقي للعراق لينتصر على إرادة الإقليم.
ما هي أوراقه.
في الحقيقة أقوى ورقة كانت مسألة الطيران.
غلق المطارات في الإقليم، نعم: مطارات تغلق. لكنها تبقى مفتوحة من جهة بغداد، وتغلق من جهة أخرى، حتى يسلم الكرد إدارة المطار للحكومة العراقية.
لا نعرف هل يمكن أن تكسر شركة طيران واحدة "روسية مثلاً" الحصار الجوي!! إذا فعلتها طائرة واحدة فقط وثبتت خط مسار مستمر، يعني أن هذا الحصار الجوي انتهى! لكن: سنراقب.
هناك طريق ثالث في الحملات الدبلوماسية: كإيقاف المُمثليات والقنصليات العاملة في الإقليم!!
على كل حال: العلاقة بين الإقليم ودول مثل فرنسا وألمانيا وأميركا: لن تخضع للبعثات الدبلوماسية.
لم يبق للحكومة من طريق يمكن أن يحقق قوة وتأثيراً إلا :
"تركيا وإيران". فقط لا غير.
نعم بالفعل: الطريق الثالث سيمر من تركيا أولاً.. هي الطريق لقتل الاستفتاء، أو السماح له بالعبور، أو تجميده.
كذلك يوجد لإيران أوراق ضغط مهمة، ومخيفة، ولكنها ليست مثل تركيا، تركيا في مسألة الإقليم هي اللاعب رقم واحد.
كما قلنا: لا أوراق حقيقية للعراق، دعونا نكون واضحين، كل الأوراق لدى تركيا وإيران.
لكن: هل تحب أميركا: إيران وتركيا أكثر من مسعود البرزاني!!! وتسمح لهما باللعب بتلك الأوراق.
بسرعة البرق: ردت أميركا على تصريحات أردوغان: قالت لا نريد حصاراً، لا نريد عنفاً. كلمات أردوغان لم تكن موفقة.
هل تترك أميركا مسعود لمن أراده هكذا؟
بكل تأكيد يوجد لتركيا استراتيجية للتعامل مع القصة الكردية.
لكن لنتحدث عن الجانب العملي في تلك الاستراتيجية، هل سيؤدي إلى تغيير القصة كلها.
نحن نعلم أن ربيعاً قد انفتح بين العلاقات التركية العراقية.
وتركيا حريصة بشكل مهم على أن تكون قريبة جداً لحكومة بغداد، وتوقع معها اتفاقيات أمنية واقتصادية، العراق مهم.
لذلك فقصة الإقليم ستقرب بين العراق وتركيا، وستجعل تركيا تنقل "ما كان منها للإقليم" إلى بغداد وربما الموصل.
لكن في ما يتعلق بالمنطقة الشمالية، ماذا ستفعل تركيا وإيران.
أميركا لن تسمح باللعب الشديد هناك.
مسعود البرزاني ما زال في بداية طريق تشكل الهوية السياسية.
ليس لديه أنياب، وهو وديع مع الأميركيين، وحليف مهم جداً، بمنطقة ذهبية.
أميركا تهتم بمنطقة شمال العراق أكثر مما تهتم بأي منطقة أخرى فيه.
الآن: كيف تفكر تركيا وإيران بقصة الإقليم. وهل ستتجاوزان رؤية أميركا وروسيا : الراعي الرسمي للإقليم. هل يستطيعان تجاوز خطوط حمراء.
سيبقى الأمر معقداً: سيحتاجون إلى مثلث "الحكومة العراقية وتركيا وإيران" ليتخذوا قراراً واحداً.
هذا القرار عليه أن يراعي رؤية أميركا، ثم روسيا في هذه المسألة. لا حرب لا حصار.
غالباً وأقوى ما يمكن أن يفعلوه: أخذ المنافذ الحدودية: مع السماح بمرور البضائع.
هل توجد أشياء أخرى
وعليه فإنه وحتى الآن: الاستفتاء الكردي هو الأقوى.
أقوى في عمقه مع كيان الدولة العراقية. لأنه قد اهتز تماماً.
الاستفتاء الكردي هو الذي صنع اللعبة، وبدأ يلعب لعبة الوقت. وتركيا هي الدولة الأقدر على التأثير فيه، لكن تركيا وكما تعودنا: دولة حكيمة وذكية، لا تدخل في الألعاب السياسية الكبيرة بدون تخطيط واستراتيجيات.
ولا نعرف قوة الحكومة العراقية
هل توجد لديهم أوراق سياسية وأمنية جديدة لا نعرفها؟ سنرى.
يشبه انكسار دخول داعش للموصل منتصف 2014، حين قيل: ضاعت ثلاث محافظات عراقية
واليوم يمكن تماماً أن يقال: ضاعت ثلاث محافظات ومعها مناطق أخرى!!
معها كركوك، ومعها سهل نينوى.. وهكذا بالمحصلة يمكن القول: إنها نكبة جديدة وتبعاتها معقدة.
لقد اهتز المسرح العراقي كله، هزه مسعود البرزاني من تلابيبه.
وكل ممثل في المسرح تُرك له مساحة للتمثيل، ترك له الخروج على النص كما يشاء.
وكما قال عادل إمام: واتخذوا طريق صلاح سالم!! مازحاً خارج النص في "الود سيد الشغال"
كلنا نمثل الآن: كل من له قولة من القولات قالها!! ثم ماذا؟
حتى مرجعية النجف قالت وغضبت وصعدت وشبه هددت!! ثم ماذا؟
هذا مسعود وليس بغداد. هذا صانع اللعبة.
مسعود والعبادي ونحن نعرف جميعاً أن مخرج هذه المسرحية هو: أميركا.
لعل أميركا لم تكتب السيناريو كما شاهدناه، ولا ساهمت في شكل المسرح وتوقيتاته، لكنها في النهاية هي المُخرج.
أميركا هي الضامن الأخير للمنطقة وتداعياتها، ولقد قالت صراحة: لا للعمليات العسكرية. وانتهى.
لا يمكن لأي فصيل عراقي في جيش أو حشد أو مليشيا، أن يتجاوز ما تقوله أميركا، في منعها لعمل عسكري في مساحة جغرافية.
قد تقول أميركا عادة: لن أشترك معكم. هي عبارة مخففة، لكنها هذه المرة قالت: لا أريد المعركة.
لا سابقاً، ولا لاحقاً خالف قولها هذا أحد ضمن إطار الدولة العراقية ومنهم الحشد. لم يختلفوا مع أميركا في أخذ أرض أو تركها.
هذا هو الحال، حتى تقول أميركا أمراً آخر.
قالت: اهجموا يهجمون. اسكتوا يسكتون:
ولكم الإعلام.. طبلوا ما أردتم من كل لون من التطبيل. سبوا أميركا كما تحبون، قولوا: الموت لها: عادي جداً، ليس مهماً أبداً ما تصرحون وتقولون: أميركا بنت الجانب العملي وحسب. إن تجاوزتم شبراً من الأرض قلت لكم فيه: لا. سيتغير الحال. وقد تغير بعض المرات وقصف أميركا ووصلت الرسالة بسرعة لمن خالف.
"قف مكانك، للوراء در"
كذلك أشارت أميركا إلى نقطة مهمة هي بيت القصيد في المسألة الكردية وقد قالت:
إنها لا تريد سياسة العقاب للشعب الكردي.
يعني:
"لا حصار اقتصادي على الكرد"
لا عسكر.. لا حصار.!!
فهل يوجد لدى العراق سبيل ثالث!! أين هو الطريق الثالث للحل وقد ذهب الأول والثاني؟
هل هو الحوار!! تقول أميركا: نعم الحوار والدبلوماسية.
إن كلمةً حوارية واحدة!! من مسؤول عراقي رسمي، هذه الكلمة من غير تراجع الكرد عن الاستفتاء، ستعني في العرف السياسي هزيمة نكراء للحكومة.
إنها تعني الاعتراف الضمني بالشرعية القائمة لما بعد الاستفتاء، ولو صورياً. قبلوا أو لم يقبلوا هذا تفسيرها.
إذن ما هو السبيل الثالث:
إذا أخذوا من العراق جيشه وقالوا له "ضعه في الثلاجة الآن"
وأخذوا منه قدرته على الحصار!! وقالوا له: لا تلعب بلعبة الغذاء والدواء.
ماذا بقي للعراق لينتصر على إرادة الإقليم.
ما هي أوراقه.
في الحقيقة أقوى ورقة كانت مسألة الطيران.
غلق المطارات في الإقليم، نعم: مطارات تغلق. لكنها تبقى مفتوحة من جهة بغداد، وتغلق من جهة أخرى، حتى يسلم الكرد إدارة المطار للحكومة العراقية.
لا نعرف هل يمكن أن تكسر شركة طيران واحدة "روسية مثلاً" الحصار الجوي!! إذا فعلتها طائرة واحدة فقط وثبتت خط مسار مستمر، يعني أن هذا الحصار الجوي انتهى! لكن: سنراقب.
هناك طريق ثالث في الحملات الدبلوماسية: كإيقاف المُمثليات والقنصليات العاملة في الإقليم!!
على كل حال: العلاقة بين الإقليم ودول مثل فرنسا وألمانيا وأميركا: لن تخضع للبعثات الدبلوماسية.
لم يبق للحكومة من طريق يمكن أن يحقق قوة وتأثيراً إلا :
"تركيا وإيران". فقط لا غير.
نعم بالفعل: الطريق الثالث سيمر من تركيا أولاً.. هي الطريق لقتل الاستفتاء، أو السماح له بالعبور، أو تجميده.
كذلك يوجد لإيران أوراق ضغط مهمة، ومخيفة، ولكنها ليست مثل تركيا، تركيا في مسألة الإقليم هي اللاعب رقم واحد.
كما قلنا: لا أوراق حقيقية للعراق، دعونا نكون واضحين، كل الأوراق لدى تركيا وإيران.
لكن: هل تحب أميركا: إيران وتركيا أكثر من مسعود البرزاني!!! وتسمح لهما باللعب بتلك الأوراق.
بسرعة البرق: ردت أميركا على تصريحات أردوغان: قالت لا نريد حصاراً، لا نريد عنفاً. كلمات أردوغان لم تكن موفقة.
هل تترك أميركا مسعود لمن أراده هكذا؟
بكل تأكيد يوجد لتركيا استراتيجية للتعامل مع القصة الكردية.
لكن لنتحدث عن الجانب العملي في تلك الاستراتيجية، هل سيؤدي إلى تغيير القصة كلها.
نحن نعلم أن ربيعاً قد انفتح بين العلاقات التركية العراقية.
وتركيا حريصة بشكل مهم على أن تكون قريبة جداً لحكومة بغداد، وتوقع معها اتفاقيات أمنية واقتصادية، العراق مهم.
لذلك فقصة الإقليم ستقرب بين العراق وتركيا، وستجعل تركيا تنقل "ما كان منها للإقليم" إلى بغداد وربما الموصل.
لكن في ما يتعلق بالمنطقة الشمالية، ماذا ستفعل تركيا وإيران.
أميركا لن تسمح باللعب الشديد هناك.
مسعود البرزاني ما زال في بداية طريق تشكل الهوية السياسية.
ليس لديه أنياب، وهو وديع مع الأميركيين، وحليف مهم جداً، بمنطقة ذهبية.
أميركا تهتم بمنطقة شمال العراق أكثر مما تهتم بأي منطقة أخرى فيه.
الآن: كيف تفكر تركيا وإيران بقصة الإقليم. وهل ستتجاوزان رؤية أميركا وروسيا : الراعي الرسمي للإقليم. هل يستطيعان تجاوز خطوط حمراء.
سيبقى الأمر معقداً: سيحتاجون إلى مثلث "الحكومة العراقية وتركيا وإيران" ليتخذوا قراراً واحداً.
هذا القرار عليه أن يراعي رؤية أميركا، ثم روسيا في هذه المسألة. لا حرب لا حصار.
غالباً وأقوى ما يمكن أن يفعلوه: أخذ المنافذ الحدودية: مع السماح بمرور البضائع.
هل توجد أشياء أخرى
وعليه فإنه وحتى الآن: الاستفتاء الكردي هو الأقوى.
أقوى في عمقه مع كيان الدولة العراقية. لأنه قد اهتز تماماً.
الاستفتاء الكردي هو الذي صنع اللعبة، وبدأ يلعب لعبة الوقت. وتركيا هي الدولة الأقدر على التأثير فيه، لكن تركيا وكما تعودنا: دولة حكيمة وذكية، لا تدخل في الألعاب السياسية الكبيرة بدون تخطيط واستراتيجيات.
ولا نعرف قوة الحكومة العراقية
هل توجد لديهم أوراق سياسية وأمنية جديدة لا نعرفها؟ سنرى.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.
المصدر : http://www.huffpostarabi.com/amer-alkobaisi/-_13580_b_18173440.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi
تعبيراتتعبيرات