الثلاثاء، 31 أكتوبر 2017

ما بعد الإنسانويّة.. كيف لم يعد الإنسان مركز العالم؟

ما بعد الإنسانويّة.. كيف لم يعد الإنسان مركز العالم؟

لِنشرحَ ما هي "ما بعد الإنسانوية"، لا بد من توضيح مفهوم الإنسانويّة بدايةً، التي هي من اسمها تشير إلى جعل الإنسان مركزَ الكون، وقد ظهر هذا المفهوم مع بداية عصر التنوير وتراجُع السلطة الدينيّة، حيث أصبح الإنسان هو أساس هذا العالم.

إلى جانب تحول هذا الجسد إلى هدف للسياسة والاقتصاد للتحكم به والحفاظ على شكل "طبيعيّ" له، واستغلال البعض له في سبيل خلق إنسان خارق، وهذا ما حدث في مجال العلوم الطبيّة والتجارب الوحشية التي كانت تطبَّق على الجسد البشريّ في الأربعينات في ألمانيا النازية.

إلا أن التطور العلمي والتكنولوجي الذي شهدته نهايات القرن العشرين، جعل مركزية الإنسان هذه تتداعى وتنهار، فالجسد الإنساني الوظيفي والطبيعي لم يعد هو ما نعرفه، بل أصبح هناك حضور آخر للإنسان مختلف عن الصورة التقليدية، ضمن أنظمة لم يعد جسد الإنسان "الطبيعي" مركزها، وهذا ما يمكن تسميته بما بعد الإنسانويّة، وهي التقنيات التي بسببها تزعزعت مركزية الإنسان، وتم التشكيك بقدسيته المطلقة شكلاً ومضموناً.

وهنا نقدم لكم بعض الخصائص التي أسهمت في دخولنا في عصر ما بعد الإنسان:



1. الذكاء الاصطناعيّ











أسهمت الدراسات الثقافية والتحليل النفسي وعلم الاجتماع في الوصول إلى الكثير من النتائج المرتبطة بالطبيعة البشرية والتشكيك بوجودها، بوصفها ليست إلا نتاج مجموعة من علاقات القوة وتقنيات الهيمنة الاجتماعية والسياسية والاقتصاديّة.

وهذا ما يتضح بداية بالعلوم الجنائية والتحليل النفسي، إلا أن الموضوع امتدَّ لانتقاد هذا المفهوم، بوصف الطبيعة البشرية ليست جوهراً صرفاً مقدساً، بل هي وليدة أنظمة التربية والعادات المختلفة، والتي من الممكن أن تختلف من نظام إلى آخر، حسب المتغيرات الاقتصادية والاجتماعيّة، وقد تمت دراسة المجتمعات البدائية والهامشية، بوصفها أمثلة على اختلاف هذه الطبيعة، عبر تحليل أنظمة التحريم والتحليل وتفسير الأفعال العنيفة.



6. الكائنات الأخرى











دراسة المجتمعات البدائية وغيرها من القبائل في إفريقيا وجنوب أميركا، كشفت أن الكثير من هذه المجتمعات لا تعتمد ذات التقسيمات التي نمتلكها في مجتمعاتنا المتحضرة، كحيوان وإنسان ونبات وغيرها.

بل تمتلك تقسيمات خاصة ذات مكانة دينية وروحية لا يمكن تجاهلها، كالشاومان والسحرة والطوطم، وهذه الكائنات تدخل ضمن العلاقات الاجتماعية والقانونية، ولا تنطبق عليها قوانيننا الإنسانيّة، فممارسات الشاومان النابعة من مكانته الروحية ومعرفته ما فوق الطبيعيّة، تتيح له استخدام السحر بحجة شفاء المرضى، ولو كان ذلك قد يهدد حياتهم، وهذا ما يعتبر في قوانيننا الإنسانيّة شروعاً بالقتل، أو سوء ممارسة طبيّة.


المصدر : http://www.huffpostarabi.com/2017/10/31/story_n_18386690.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi


تعبيراتتعبيرات