"إذا مكثت وحيداً، ليلاً، في ذلك البيت القديم فلا تنظر إلى تلك الصورة العتيقة، التي تحمل ملامحي التي نسيها الزمن منذ سنين.. لا تحاول حتى استراق النظر.. لا تعبث بحوائط البيت لتتحسس أصابع يدي.. لا تُفتش عن روحي بداخله.. لا تحاول الحديث مع اللاشيء.. ربما تسمع صوتي..
حاول ألا تندم على شجاراتنا المتكررة على أشياء كبيرة.. أو تافهة، خصوصاً تلك التي تسببتْ في بُكائي.
لا تفتقد إصراري اليومي عليك أن تتناول فطورك.. وصوتي وأنا أناديك لتُحضّر معي الغداء، لم أكُن حقاً أريد مُساعدة، ولكني فقط تعودت أن تشاركني كل شيء.
لطالما كانت التفاصيل مُهمة بالنسبة لك مثلي تماماً.. لطالما كُنت مثلي.. كُنت أنا.
فقط حاول أن تتناسى التفاصيل.. ألا تلاحظ مزهريتي كيف باتت حزينة؛ لأن ورداتي لم تعُد تزورها منذ فترة..
ألا تشعر بالجوع ليلاً ولا تجد كلّ ما تحتاجه في البرّاد.. لا تتأفف إذا قابلت بعض ذرات التراب هُنا وهُناك.. لا تتألم إذا أحتجت إليّ ولم تجدني.
فقط انظر بداخل روحك ستجد روحاً أخرى ممزوجة بك.. هي أنا".
هل هي صدفة أن أجد كلامك اليوم، في تلك اللحظة بالذات؟
منذ ذلك اليوم وكل شيء داخل ذلك البيت مثلما هو.. لم أُحرك شيئاً، كل شيء ساكن.. حتى أنا أصبحت ساكناً!
أصبحت صامتاً.. مُملاً.. لا شيء يُثير اهتمامي.. لا شيء يُحرك فضولي.. أشعر بأنني جسد فقط.. بلا روح.
أتساءل فقط: كيف تعرفين ما أشعر به لهذا الحد.. حتى وإن لم تعُد روحك تسكن دُنيانا هذه؟
أصبحت رجلاً ثقيلاً، ليس لأن عمري في آخر محطاته، أو لأن رِجلي لم تعد قادرة على حمل ذلك الجسد، ولكن لأن روحي لم تعد تألف هذه الدنيا.
كيف وقد دُفنَت تحت التراب؟!
لم يكن غريباً أن تتركي رسالتك هذه داخل مُذكرتك القديمة التي اعتدت الكتابة لي فيها، لم يكن غريباً أن سمّيتها "الرسالة الأخيرة".
الغريب حقاً أنها المرة الأولى التي ألحظها وأنا الذي اعتدت زيارة تلك المُذكرة كل ليلة، اعتدت أن أبحث عنك وأتحدث معك من خلالها.
سأرسل لك رسالتي أنا مباشرة تحت آخر سطر من رسالتك ربما تشعرين بي الآن.. حتماً تشعرين..
"لو تعلمين كمّ الألم والوهن الذي ألمّ بي منذ تركتيني قبل قرب العامين، لتمنيت العودة.. لماذا دعوت الله يوماً أن يكون يومك قبل يومي؟ اشتقت إليك..".
كانت هذه أيضاً رسالته الأخيرة.
حاول ألا تندم على شجاراتنا المتكررة على أشياء كبيرة.. أو تافهة، خصوصاً تلك التي تسببتْ في بُكائي.
لا تفتقد إصراري اليومي عليك أن تتناول فطورك.. وصوتي وأنا أناديك لتُحضّر معي الغداء، لم أكُن حقاً أريد مُساعدة، ولكني فقط تعودت أن تشاركني كل شيء.
لطالما كانت التفاصيل مُهمة بالنسبة لك مثلي تماماً.. لطالما كُنت مثلي.. كُنت أنا.
فقط حاول أن تتناسى التفاصيل.. ألا تلاحظ مزهريتي كيف باتت حزينة؛ لأن ورداتي لم تعُد تزورها منذ فترة..
ألا تشعر بالجوع ليلاً ولا تجد كلّ ما تحتاجه في البرّاد.. لا تتأفف إذا قابلت بعض ذرات التراب هُنا وهُناك.. لا تتألم إذا أحتجت إليّ ولم تجدني.
فقط انظر بداخل روحك ستجد روحاً أخرى ممزوجة بك.. هي أنا".
هل هي صدفة أن أجد كلامك اليوم، في تلك اللحظة بالذات؟
منذ ذلك اليوم وكل شيء داخل ذلك البيت مثلما هو.. لم أُحرك شيئاً، كل شيء ساكن.. حتى أنا أصبحت ساكناً!
أصبحت صامتاً.. مُملاً.. لا شيء يُثير اهتمامي.. لا شيء يُحرك فضولي.. أشعر بأنني جسد فقط.. بلا روح.
أتساءل فقط: كيف تعرفين ما أشعر به لهذا الحد.. حتى وإن لم تعُد روحك تسكن دُنيانا هذه؟
أصبحت رجلاً ثقيلاً، ليس لأن عمري في آخر محطاته، أو لأن رِجلي لم تعد قادرة على حمل ذلك الجسد، ولكن لأن روحي لم تعد تألف هذه الدنيا.
كيف وقد دُفنَت تحت التراب؟!
لم يكن غريباً أن تتركي رسالتك هذه داخل مُذكرتك القديمة التي اعتدت الكتابة لي فيها، لم يكن غريباً أن سمّيتها "الرسالة الأخيرة".
الغريب حقاً أنها المرة الأولى التي ألحظها وأنا الذي اعتدت زيارة تلك المُذكرة كل ليلة، اعتدت أن أبحث عنك وأتحدث معك من خلالها.
سأرسل لك رسالتي أنا مباشرة تحت آخر سطر من رسالتك ربما تشعرين بي الآن.. حتماً تشعرين..
"لو تعلمين كمّ الألم والوهن الذي ألمّ بي منذ تركتيني قبل قرب العامين، لتمنيت العودة.. لماذا دعوت الله يوماً أن يكون يومك قبل يومي؟ اشتقت إليك..".
كانت هذه أيضاً رسالته الأخيرة.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.
المصدر : http://www.huffpostarabi.com/hajar-elghareeb/-_13577_b_18170146.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi
تعبيراتتعبيرات