الأحد، 12 نوفمبر 2017

شعارات ومواقف لا تُطعم السوريين خبزاً

شعارات ومواقف لا تُطعم السوريين خبزاً

يدور التساؤل بعد سنوات من الحرب السورية الدامية والإبادة الجماعية لنظام قتَل وسجَن وعذَّب نسبة كبيرة من شعبه: ألا يخجل المسؤولون من التصريحات الرنانة التي لا تقدم ولا تؤخر؟!

ألم يشعروا بعدُ بأن السوريين يريدون أفعالاً لا أقوالاً وشعارات؟ ألم يصدّع نظام الممانعة قبل ذلك رؤوسهم بشعارات القومية والوطنية، ثم كشَفه الاحتلالُ الإسرائيلي بعشرات الضربات الجوية؟

متى يتعلم الشعب المسكين الذي يتعاطف مع كلمات رنانة لا تنعكس على الأرض بأفعال؟ ثم ماذا قدم القادة والمسؤولون بشعاراتهم سوى الكلام المعسول الذي لا يعيد لاجئاً إلى أرضه ولا حقاً إلى طالبه؟

عودوا إلى رشدكم أيها السوريون، أصحاب القلب الطيب؛ فالسياسيون والمسؤولون يتحركون وفقاً لمصالحهم ومصالح أسيادهم فقط لا أكثر.

سعد الحريري وغيره من القادة والمسؤولين لن يطعمونا خبزاً بكلماتهم.
والحرية لا تُنال بمجرد الشعارات والمواقف التي تتغير وفقاً للأجندات والأوامر.

ماذا قدم المجتمعون في أستانة للثورة السورية؟! وماذا فعل القادة العسكريون بخطاباتهم على الأرض؟!

كل ما نراه مزيد من الانبطاح ومزيد من الاتفاقيات ومزيد من المعارك المزيفة، التي ما إن يتقدم بها الثوار شبراً حتى يتم الاتفاق والتراجع من مناطق واسعة!

ألم يدرك الشعب بعدُ أن قادة اليوم، من سياسيين وعسكريين، ليسوا سوى دمى يلعب بها الخارج كما يشاء؟ لماذا لا نصارح أنفسنا ونتذكر الخطابات والمواقف في بداية الثورة السورية؟ ألم يقولوا إن أيام الأسد باتت معدودة؟ ها هي سفاراتهم في أقل تقدير تعربد في عواصمهم وتسرق السوريين أموالهم بحجة تجديد جوازاتهم وإصدار ثبوتياتهم.

بعد سبع سنوات، لم يعد السوريون يصدقون أحداً. الجميع كذب ولا يزال يكذب علينا بأنه يريد السلام والحل العادل. أيُّ عدل أيها العالم، وقد مزق النظام كل أجزاء بلادي وحوَّلها لدويلات مستباحة! ما الذي سيحصل لزعماء دولكم إذا حصل ربع ما جرى في سوريا؟

هل سينتظر الشعب وممثلوه مجلس الأمن والأطراف الدولية لحل المشكلة؟ أم أننا مغفّلون لدرجة أننا لا نسمع الأخبار التي تكشف عن استقالة مسؤول وإقالة آخر لانقطاع الكهرباء أو انخفاض العملة.

أي عدل وأي حقوق تسمونها إذا كانت تطبق في بلد دون آخر؟! ماذا تنتظرون أن نصدق بعد؟! الحرب على الإرهاب الذي حاربتموه في داعش وخرستم عنه في الأسد وميليشياته! ماذا تنتظرون منا كسوريين؟ هل تنتظرون عبيداً جدداً يصفقون لكم؟

ألم يكفكم مسؤولو المعارضة السياسيين والعسكريين؟ ألم يكفكم مسؤولو داعش والـ"بي كي كي" وتحرير الشام ومن على شاكلتهم؟ ماذا تنتظرون بعد؟

ماذا تريدون من النازح واللاجئ الذي يبحث عن بيت أو خيمة في الشتاء يؤوي بها عائلته النازحة من منزل شارك كل من سبق في تدميره؟

هل تنتظرون أن يؤمن السوري بمبادئكم الدولية وأنتم عاجزون على الأقل عن حمايته من شر هؤلاء؟!

إذا كانت هذه الكلمات الصريحة النابعة من قلب سوري تجعلني إرهابياً في نظركم أو غير مؤهل للكتابة، فأنا في غنى عن وسائل الإعلام وعالم النشر والصحافة؛ لأن من خسر كل شيء فليس لديه ما يخسره، وهذا حال معظم السوريين اليوم.



ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.


المصدر : http://www.huffpostarabi.com/ameen-mera-/-_13957_b_18467820.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi


تعبيراتتعبيرات