الشباب هم العنصر الأهم لتقدم الأمم والشعوب، فالمجتمع الذي يمتلك هذا العنصر الثمين؛ يمتلك القوة والحيوية والتقدّم على سائر الأمم، فهم سبب نهضة الأمم، وسر قوتها، وعمادها، وحصنها المنيع، وسيفها الحامي، ودرعها الواقي، فالنصرة بالشباب؛ حيث إنه بإمكانهم تسلّم مناصب، وشغل مواقع مهمةً في المجتمع، وقيادة الأمم للنجاح والتطور، وبالنظر إلى مجتمعنا العربي فإننا نجد أن الشباب تتعدى نسبته 40% من إجمالي السكان.
ولكن بالرغم من هذا تجد أنه دائماً مهمشاً ويعاني من الازدراء والقهر والبطش ممن يملكون مقاليد الأمور ممن تتعدى أعمارهم الستين والسبعين عاماً.
فأينما تولي وجهك قبل المشرق والمغرب فلا تجد إلا هياكل بالية جاثمة على صدور البلاد والعباد، فها هو حاكم بلد عربي تحول إلى هيكل يجلس على مقعده المتحرك، ويخاطب الناس من وراء الشاشات، ويعطي نصائحه بالصبر وانتظار الفرج ولا شيء يأتي.
وفي بلد آخر، يأتي جنرال عسكري، فينقلب على رئيسه المدني المنتخب انتخاباً حراً مباشراً لأول مرة في تاريخ البلاد، فيحول البلد إلى ساحة حرب ودماء، بحجة محاربة الإرهاب فيقتل الشباب ويسجنهم ويطاردهم ويجعل القضاة سيوفاً مسلطة على رقابهم، فتأتي أحكام الإعدام بالجملة فتطير رقاب شباب بريئة كل تهمتهم بالحياة أنهم حلموا ببناء دولة ديمقراطية حديثة.
وهذا حاكم آخر يدعى أن سلطته منبعها السماء فهو خليفة الله على أرضه وظله لا يأتيه الباطل من أمامه ولا من خلفه، تضيق البلاد بشبابها وتقل فرص العمل حتى إنه يشار بالبنان إلى شاب يعمل في المنطقة فيقال هذا لديه عمل!
وفي المحصلة تجد شباب هذا البلد قد اتجه إلى البحر في اتجاه أوروبا يحمل أحلامه بين يديه متأملاً تغير الواقع المر وهروباً من واقع أليم وفقر عتيد، يحلم بأن يبني بيتاً وينشئ أسرة مستقرة، وأن يعامل كإنسان وليس عبداً لملك ولا لرئيس ولا لأمير من ذوي السلطة في بلادنا العربية المنكوبة.
نذهب إلى المشرق فنرى بلاداً قد اتخمت بالمال حتى فاضت ولكن دون أثراً على سكان بلادها ووافديها، ولا ينتظر من ذوي السلطة إلا إلى مكرمات أميرية، وهبات ملكية تسد الرمق وتعطي فرصاً للحياة، وبدلاً من إدارة شؤون البلاد بحكمة وروية من أجل الشباب والمجتمع، ترى حكام المشرق العربي قد انغمسوا فى الملذات فهذا يشتري يختاً بملايين الدولارات، وهذا يشتري طائرة ذهبية، وهذا يدفع المليارات من أجل عمل انقلابات فى بلاد أخرى، وينفق دون حسيب ولا رقيب، ولا يجرؤ أحد على أن يحاسب أو يناقش، بل فروض السمع والطاعة واجبة في كل وقت، وفتاوى مشايخ السلطان حاضرة فلا خروج على السلطان حتى لو أخذ مالك وجلد ظهرك ويتمّ الأطفال ورمل النساء.
العنوسة وارتفاع سن الزواج
تأخر سن الزواج لدى الشباب العربي، وتفشت ظاهرة العنوسة في البلاد العربية لأسباب كثيرة، لكن أولها وأهمها الأسباب الاقتصادية، حيث لا يستطيع الشاب أن يتقدم للزواج إلا بعد أن يجمع الكثير من المال؛ لكي يستطيع أن يواجه متطلبات الزواج إلى تزيد أعباؤها كل يوم، ولذلك وجدنا أن سن الزواج قد ارتفعت، ففي بعض البلاد أصبحت القاعدة أن يتزوج الشاب بعد الثلاثين عاماً، وأدى ذلك إلى تفشي أمراض نفسية بين الشباب العربي، مثل ضعف الثقة بالنفس والقلق والتوتر والاكتئاب وتعاطي المخدرات.
ومشاكل اجتماعية مثل: الشعور بالظلم من المجتمع، وفقدان الانتماء للمجتمع، وغياب التواصل بين الأجيال، وانتشر بينهم اللجوء للمواقع الإباحية لسد رمقهم وإطفاء شهوتهم المستعرة.
وفى دراسة حديثة صادرة عن هيئة الكتاب بالقاهرة للدكتورة إيمان عبد الحكيم البطران، والتي تشير إلى تفشي ظاهرة العنوسة في العالم العربي أوردت النسب التالية:
ارتفاع نسبة العنوسة في الكويت (13%)، وفي قطر والبحرين والإمارات بلغت نسبة العنوسة (35%)، وفي اليمن وليبيا (30%)، في حين بلغت النسبة (20%) في السودان والصومال، و(10%) في سلطنة عمان والمغرب.
وفي السعودية تشير آخر الإحصائيات إلى أن عدد مَن تجاوزن سن الزواج بلغ حوالي مليون ونصف المليون فتاة من بين نحو أربعة ملايين فتاة.
وكانت أعلى نسبة قد تحققت في العراق (85%)، وفي سوريا (50%) من الشباب السوريين لم يتزوجوا بعد، في حين لم تتزوج (60%) من الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن ما بين (25 - 29) عاماً. وبلغت الفتيات اللاتي تخطى عمرهن (34) عاماً دون زواج أكثر من نصف النساء غير المتزوجات.
وفي لبنان بلغت نسبة الذكور غير المتزوجين ما بين (25 - 30 سنة) وصلت إلى ( 95%) والإناث (83%) .
وفي الأردن تأخر عمر الفتيات عند الزواج الأول إلى (29 سنة) بينما يتأخر إلى (31 سنة) لدى الذكور.
وفي الجزائر هناك أربعة ملايين فتاة لم يتزوجن بعد، على الرغم من تجاوزهن الرابعة والثلاثين عاماً، وأن عدد العزاب تخطى (18 مليوناً) من عدد السكان البالغ (36 مليون نسمة).
وفي مصر هناك 15 مليون شاب وفتاة في سن الثلاثين بدون زواج، وهناك تسعة ملايين شاب وفتاة تجاوزوا سن الخامسة والثلاثين بدون زواج، وبلغت نسبة غير المتزوجين من الجنسين (29,7%) للذكور، و(28%) للإناث.
البطالة وفرص العمل للشباب
تبدو مشكلة البطالة في الدول العربية مستعصية، أو أن من بيدهم الأمر يعيشون فى بروج عالية، فهم لا يشعرون بالشباب ومشكلاتهم، أو أنهم يعرفون، ولكنهم يتجاهلون حلها.
والمجتمعات العربية هذه مجتمعات فتية تبلغ نسبة الذين دون سن الأربعين فيها أكثر من نصف عدد السكان. ومما يعنيه ذلك دخول أعداد كبيرة من قوة العمل الجديدة إلى السوق سنوياً بمعدلات تزيد بكثير على مثيلاتها في البلدان الصناعية والصاعدة وغالبية الدول النامية.
وكمثال على ذلك تبلغ نسبة الشباب المصري في الفئة العمرية 18 حتى 29 سنة نحو 24% من تركيبة السكان. هذا الاختلاف الكبير في نسبة الشباب في سن العمل يفرض على مصر والدول العربية ذات التركيبة السكانية المشابهة تحديات تبدو مواجهتها شبه مستحيلة إذا أخذنا بعين الاعتبار نسب النمو الاقتصادي المتواضعة، وضعف الاستثمارات، وغياب الاستقرار السياسي.
الانتحار في العالم العربي بالأرقام
في العالم، يموت نحو 800 ألف شخص منتحراً كلّ عام، أي بمعدّل شخص كل 40 ثانية. هذا ما تؤكده أرقام منظمة الصحة العالمية التابعة لهيئة الأمم المتحدّة، التي تعتبر الانتحار أحد أهم الأسباب المؤدية إلى الوفاة في فئة الشباب بين 15 و9 سنة.
ورغم أن معدلات الانتحار بشكل عام منخفضة عربياً، تأتي بعض الدول العربية في مراكز متقدّمة من الدول المسجلة لأعلى حالات الانتحار في العالم، كالسودان التي تقارب نسبة الانتحار فيها نسبة قارّة آسيا كاملةً.
أسباب الانتحار متعددة، وقد يفسّر بعضها هذا الارتفاع في نسب الانتحار في بعض الدول العربية، كالتشرّد وعدم الاستقرار والمشاكل المالية، والتمييز الطبقي أو العنصري الذي يطبّق على المهمّشين والطبقات الكادحة.
ويأتي الاكتئاب كأحد أهم أسبابه في العالم، ويفسّر تقرير لمنظمة الصحة العالمية تحت عنوان "الوقاية من الانتحار ضرورة عالمية" ارتفاع نسبة الانتحار في السودان بعدم الاستقرار، والحرب، والفقر، والتشريد، إذ يعاني الكثير من الشباب السوداني من شعور "عدم الجدوى"، ويقرر وضع حدّ لحياته بنفسه.
لا بد من الإشارة إلى أنّ هذه الأرقام لا تعدّ دقيقة؛ لأنّ الكثير من حالات الانتحار في العالم العربي هي حالات غير مبلّغ عنها، بسبب الدين والمجتمع اللذين يعتبران الانتحار من المحرّمات.
وتتعامل المجتمعات العربية المختلفة مع بعض حالات الانتحار على أنّها فضيحة، فتختلق غالباً أسباباً أخرى للوفاة حفاظاً على سمعة الشخص المنتحر وعائلته.
أحلام الشباب العربي
يحلم الشباب العربي بكثير من الأشياء، وأهمها أن تنعم بلادنا العربية بالاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي ومبدأ تكافؤ الفرص.
يحلم أن يصحو فلا يجد على كراسي الحكم وجوهاً شاهت وعفا عليها الزمن، وأن لا يرى شعراً مصبوغاً لحاكم حتى يعطي انطباعاً بأنه صغير في السن، ولا يظهر عليه أثر الزمن ولا التاريخ.. أمل الشباب العربي أن يرى مستقبلاً مشرقاً ببلاده له ولأولاده من بعده، لا أن يرى بلداناً مدمرة ومستقبلاً قاتماً.
يحلم بأن ينتخب مَن يحكمه ويتحكم بمصيره لسنوات قادمة.. حلمه ان يرى تنافساً بين ذوي السلطة على الارتقاء بالبلاد؛ لأن أن يرى تصارعاً على الجاه والسلطان ونهب الثروات وإيداعها ببنوك سويسرا والغرب.
حلمه أن يبني أسرة وأن يجد مسكناً آدمياً لا أن يفترش الأرض ويلتحف بالسماء.
حلمه أن يعامل كإنسان لا أن يعلق كالذبيحة في المعتقلات وأقسام الشرطة، أو أن ينفى من الأرض إذا عبر عن رأيه، أو طالب بحق من حقوقه التي كفلتها كل الشرائع والمواثيق.
فهل يجد هذا الشباب العربي من يستمع له أو أن يحاول أن يحقق له أحلامه فى وطننا العربي الذي نتمنى أن يكون في حال أفضل مستقبلاً؟
ولكن بالرغم من هذا تجد أنه دائماً مهمشاً ويعاني من الازدراء والقهر والبطش ممن يملكون مقاليد الأمور ممن تتعدى أعمارهم الستين والسبعين عاماً.
فأينما تولي وجهك قبل المشرق والمغرب فلا تجد إلا هياكل بالية جاثمة على صدور البلاد والعباد، فها هو حاكم بلد عربي تحول إلى هيكل يجلس على مقعده المتحرك، ويخاطب الناس من وراء الشاشات، ويعطي نصائحه بالصبر وانتظار الفرج ولا شيء يأتي.
وفي بلد آخر، يأتي جنرال عسكري، فينقلب على رئيسه المدني المنتخب انتخاباً حراً مباشراً لأول مرة في تاريخ البلاد، فيحول البلد إلى ساحة حرب ودماء، بحجة محاربة الإرهاب فيقتل الشباب ويسجنهم ويطاردهم ويجعل القضاة سيوفاً مسلطة على رقابهم، فتأتي أحكام الإعدام بالجملة فتطير رقاب شباب بريئة كل تهمتهم بالحياة أنهم حلموا ببناء دولة ديمقراطية حديثة.
وهذا حاكم آخر يدعى أن سلطته منبعها السماء فهو خليفة الله على أرضه وظله لا يأتيه الباطل من أمامه ولا من خلفه، تضيق البلاد بشبابها وتقل فرص العمل حتى إنه يشار بالبنان إلى شاب يعمل في المنطقة فيقال هذا لديه عمل!
وفي المحصلة تجد شباب هذا البلد قد اتجه إلى البحر في اتجاه أوروبا يحمل أحلامه بين يديه متأملاً تغير الواقع المر وهروباً من واقع أليم وفقر عتيد، يحلم بأن يبني بيتاً وينشئ أسرة مستقرة، وأن يعامل كإنسان وليس عبداً لملك ولا لرئيس ولا لأمير من ذوي السلطة في بلادنا العربية المنكوبة.
نذهب إلى المشرق فنرى بلاداً قد اتخمت بالمال حتى فاضت ولكن دون أثراً على سكان بلادها ووافديها، ولا ينتظر من ذوي السلطة إلا إلى مكرمات أميرية، وهبات ملكية تسد الرمق وتعطي فرصاً للحياة، وبدلاً من إدارة شؤون البلاد بحكمة وروية من أجل الشباب والمجتمع، ترى حكام المشرق العربي قد انغمسوا فى الملذات فهذا يشتري يختاً بملايين الدولارات، وهذا يشتري طائرة ذهبية، وهذا يدفع المليارات من أجل عمل انقلابات فى بلاد أخرى، وينفق دون حسيب ولا رقيب، ولا يجرؤ أحد على أن يحاسب أو يناقش، بل فروض السمع والطاعة واجبة في كل وقت، وفتاوى مشايخ السلطان حاضرة فلا خروج على السلطان حتى لو أخذ مالك وجلد ظهرك ويتمّ الأطفال ورمل النساء.
العنوسة وارتفاع سن الزواج
تأخر سن الزواج لدى الشباب العربي، وتفشت ظاهرة العنوسة في البلاد العربية لأسباب كثيرة، لكن أولها وأهمها الأسباب الاقتصادية، حيث لا يستطيع الشاب أن يتقدم للزواج إلا بعد أن يجمع الكثير من المال؛ لكي يستطيع أن يواجه متطلبات الزواج إلى تزيد أعباؤها كل يوم، ولذلك وجدنا أن سن الزواج قد ارتفعت، ففي بعض البلاد أصبحت القاعدة أن يتزوج الشاب بعد الثلاثين عاماً، وأدى ذلك إلى تفشي أمراض نفسية بين الشباب العربي، مثل ضعف الثقة بالنفس والقلق والتوتر والاكتئاب وتعاطي المخدرات.
ومشاكل اجتماعية مثل: الشعور بالظلم من المجتمع، وفقدان الانتماء للمجتمع، وغياب التواصل بين الأجيال، وانتشر بينهم اللجوء للمواقع الإباحية لسد رمقهم وإطفاء شهوتهم المستعرة.
وفى دراسة حديثة صادرة عن هيئة الكتاب بالقاهرة للدكتورة إيمان عبد الحكيم البطران، والتي تشير إلى تفشي ظاهرة العنوسة في العالم العربي أوردت النسب التالية:
ارتفاع نسبة العنوسة في الكويت (13%)، وفي قطر والبحرين والإمارات بلغت نسبة العنوسة (35%)، وفي اليمن وليبيا (30%)، في حين بلغت النسبة (20%) في السودان والصومال، و(10%) في سلطنة عمان والمغرب.
وفي السعودية تشير آخر الإحصائيات إلى أن عدد مَن تجاوزن سن الزواج بلغ حوالي مليون ونصف المليون فتاة من بين نحو أربعة ملايين فتاة.
وكانت أعلى نسبة قد تحققت في العراق (85%)، وفي سوريا (50%) من الشباب السوريين لم يتزوجوا بعد، في حين لم تتزوج (60%) من الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن ما بين (25 - 29) عاماً. وبلغت الفتيات اللاتي تخطى عمرهن (34) عاماً دون زواج أكثر من نصف النساء غير المتزوجات.
وفي لبنان بلغت نسبة الذكور غير المتزوجين ما بين (25 - 30 سنة) وصلت إلى ( 95%) والإناث (83%) .
وفي الأردن تأخر عمر الفتيات عند الزواج الأول إلى (29 سنة) بينما يتأخر إلى (31 سنة) لدى الذكور.
وفي الجزائر هناك أربعة ملايين فتاة لم يتزوجن بعد، على الرغم من تجاوزهن الرابعة والثلاثين عاماً، وأن عدد العزاب تخطى (18 مليوناً) من عدد السكان البالغ (36 مليون نسمة).
وفي مصر هناك 15 مليون شاب وفتاة في سن الثلاثين بدون زواج، وهناك تسعة ملايين شاب وفتاة تجاوزوا سن الخامسة والثلاثين بدون زواج، وبلغت نسبة غير المتزوجين من الجنسين (29,7%) للذكور، و(28%) للإناث.
البطالة وفرص العمل للشباب
تبدو مشكلة البطالة في الدول العربية مستعصية، أو أن من بيدهم الأمر يعيشون فى بروج عالية، فهم لا يشعرون بالشباب ومشكلاتهم، أو أنهم يعرفون، ولكنهم يتجاهلون حلها.
والمجتمعات العربية هذه مجتمعات فتية تبلغ نسبة الذين دون سن الأربعين فيها أكثر من نصف عدد السكان. ومما يعنيه ذلك دخول أعداد كبيرة من قوة العمل الجديدة إلى السوق سنوياً بمعدلات تزيد بكثير على مثيلاتها في البلدان الصناعية والصاعدة وغالبية الدول النامية.
وكمثال على ذلك تبلغ نسبة الشباب المصري في الفئة العمرية 18 حتى 29 سنة نحو 24% من تركيبة السكان. هذا الاختلاف الكبير في نسبة الشباب في سن العمل يفرض على مصر والدول العربية ذات التركيبة السكانية المشابهة تحديات تبدو مواجهتها شبه مستحيلة إذا أخذنا بعين الاعتبار نسب النمو الاقتصادي المتواضعة، وضعف الاستثمارات، وغياب الاستقرار السياسي.
الانتحار في العالم العربي بالأرقام
في العالم، يموت نحو 800 ألف شخص منتحراً كلّ عام، أي بمعدّل شخص كل 40 ثانية. هذا ما تؤكده أرقام منظمة الصحة العالمية التابعة لهيئة الأمم المتحدّة، التي تعتبر الانتحار أحد أهم الأسباب المؤدية إلى الوفاة في فئة الشباب بين 15 و9 سنة.
ورغم أن معدلات الانتحار بشكل عام منخفضة عربياً، تأتي بعض الدول العربية في مراكز متقدّمة من الدول المسجلة لأعلى حالات الانتحار في العالم، كالسودان التي تقارب نسبة الانتحار فيها نسبة قارّة آسيا كاملةً.
أسباب الانتحار متعددة، وقد يفسّر بعضها هذا الارتفاع في نسب الانتحار في بعض الدول العربية، كالتشرّد وعدم الاستقرار والمشاكل المالية، والتمييز الطبقي أو العنصري الذي يطبّق على المهمّشين والطبقات الكادحة.
ويأتي الاكتئاب كأحد أهم أسبابه في العالم، ويفسّر تقرير لمنظمة الصحة العالمية تحت عنوان "الوقاية من الانتحار ضرورة عالمية" ارتفاع نسبة الانتحار في السودان بعدم الاستقرار، والحرب، والفقر، والتشريد، إذ يعاني الكثير من الشباب السوداني من شعور "عدم الجدوى"، ويقرر وضع حدّ لحياته بنفسه.
لا بد من الإشارة إلى أنّ هذه الأرقام لا تعدّ دقيقة؛ لأنّ الكثير من حالات الانتحار في العالم العربي هي حالات غير مبلّغ عنها، بسبب الدين والمجتمع اللذين يعتبران الانتحار من المحرّمات.
وتتعامل المجتمعات العربية المختلفة مع بعض حالات الانتحار على أنّها فضيحة، فتختلق غالباً أسباباً أخرى للوفاة حفاظاً على سمعة الشخص المنتحر وعائلته.
أحلام الشباب العربي
يحلم الشباب العربي بكثير من الأشياء، وأهمها أن تنعم بلادنا العربية بالاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي ومبدأ تكافؤ الفرص.
يحلم أن يصحو فلا يجد على كراسي الحكم وجوهاً شاهت وعفا عليها الزمن، وأن لا يرى شعراً مصبوغاً لحاكم حتى يعطي انطباعاً بأنه صغير في السن، ولا يظهر عليه أثر الزمن ولا التاريخ.. أمل الشباب العربي أن يرى مستقبلاً مشرقاً ببلاده له ولأولاده من بعده، لا أن يرى بلداناً مدمرة ومستقبلاً قاتماً.
يحلم بأن ينتخب مَن يحكمه ويتحكم بمصيره لسنوات قادمة.. حلمه ان يرى تنافساً بين ذوي السلطة على الارتقاء بالبلاد؛ لأن أن يرى تصارعاً على الجاه والسلطان ونهب الثروات وإيداعها ببنوك سويسرا والغرب.
حلمه أن يبني أسرة وأن يجد مسكناً آدمياً لا أن يفترش الأرض ويلتحف بالسماء.
حلمه أن يعامل كإنسان لا أن يعلق كالذبيحة في المعتقلات وأقسام الشرطة، أو أن ينفى من الأرض إذا عبر عن رأيه، أو طالب بحق من حقوقه التي كفلتها كل الشرائع والمواثيق.
فهل يجد هذا الشباب العربي من يستمع له أو أن يحاول أن يحقق له أحلامه فى وطننا العربي الذي نتمنى أن يكون في حال أفضل مستقبلاً؟
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.
المصدر : http://www.huffpostarabi.com/abo-sohib-barra-el-masry/-_13991_b_18519426.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi
تعبيراتتعبيرات