يعَد الهجوم الإرهابي ضد مُصلين بأحد مساجد سيناء الجمعة 24 نوفمبر/تشرين الثاني والذي أسفر عن مقتل 305 أشخاص هو ثاني فشل لقوات الأمن المصرية في غضون ما يزيد عن شهرٍ واحد فقط، ما أصاب تل أبيب بالاندهاش بحسب صحيفة "هارتس" الإسرائيلية.
وقعت الحادثة الأولى في محافظة الجيزة غربي القاهرة، قُتِل أكثر من 50 شرطياً خلال مداهمة لم تسر على ما يرام على مخبأ لمُسلَّحين متشددين.
وقال مسؤولون مصريون السبت 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2017 إن منفذي الاعتداء على المسجد رفعوا راية "داعش" وهم يطلقون النار من باب المسجد ونوافذه ويقتلون أكثر من 300 مصل بينهم 27 طفلاً.
وإلى الآن لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم لكن قوات الأمن تحارب منذ عام 2013 جماعة موالية لتنظيم الدولة الإسلامية في شمال سيناء تعد أحد الفروع الباقية من التنظيم بعد الهزائم التي ألحقتها به قوات تدعمها الولايات المتحدة في العراق وسوريا.
إحباط في أميركا وإسرائيل
وتشير الصحيفة في تقرير لها إلى اندهاش إسرائيل من الفشلين المصريين رغم ما تحصل عليه مصر من مساعدات كبيرة من تل أبيب في الجانب الاستخباراتي واستخدام الطائرات دون طيار ضد معاقل داعش.
وتشاطر الولايات المتحدة إسرائيل تلك الدهشة والإحباط؛ فقد ألمحت واشنطن للسيسي ومسؤوليه في مناسباتٍ عدة بعدم جاهزية قوات الأمن المصرية وأنَّ التبنؤ بتحركاتها ممكن.
وتقول الصحيفة "بعد قتالٍ متواصل في السنوات الأخيرة مع فرع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) المعروف باسم ولاية سيناء، من الصعب فهم كيف سمح المصريون لنحو أقل من 1000 مُسلَّح بتنفيذ كل تلك الهجمات المميتة".
وترى الصيحفة أنه عند القتال ضد مجموعات الإرهاب وحرب العصابات، تكون هناك حاجة إلى إجراءاتٍ أسرع، يجري الجمع فيها بين المعلومات الاستخباراتية الدقيقة وقوات العمليات الخاصة. ولا يزال المصريون بعيدين للغاية عن استخدام تلك الوسيلة التي تشبه الطريقة التي تقاتل بها إسرائيل المجموعات الإرهابية.
من وجهة النظر المصرية، الأمور ليست شديدة السوء بالرغم من المذبحة المروِّعة في سيناء. فلو كان أكثر من 300 شخص قد قُتِلوا في القاهرة على سبيل المثال لكان ذلك مثَّل تحدياً أكبر للنظام.
وقال مسؤولون مصريون كبار في أكثر من مناسبة إنَّ الحرب ضد الإرهاب، خصوصاً في سيناء، ستستغرق الكثير من الوقت، وإنَّهم يتمتعون بالصبر. ومن وجهة نظرهم فإنَّهم قد حقَّقوا الكثير من الإنجازات، أهمها دفع بعض القبائل البدوية في سيناء لقتال داعش. وربما كانت خلفية الهجوم الأخير تتمثَّل في رفض القبيلة التي وقع الهجوم في مناطقها أن تتعاون مع داعش.
معركة على 3 جهات
وتقول هآرتس إن القاهرة تنظر إلى الحرب ضد الجماعات الأصولية كمعركة من ثلاث جبهات: على الحدود الليبية، في قلب مصر، وفي سيناء.
والمعركة عند الحدود الليبية هي أشد مما في سيناء، وشهد المصريون تحقيق بعض النجاح هناك. ويتمثَّل مبعث القلق الأساسي، الذي تتشاطره مصر وإسرائيل، في إمكانية أن تقوى ولاية سيناء الآن في ضوء الأحداث التي تشهدها المنطقة بأسرها.
فهزيمة داعش وسقوط الخلافة التي أقامها التنظيم في سوريا وشمال العراق يُمهِّد الطريق أمام عصرٍ جديد تُسمِّيه الاستخبارات الإسرائيلية النسخة الثانية من داعش أو داعش 2.
ولم تعد هذه النسخة تُسيطر بوضوح على منطقةٍ محددة، بل هي "خلافة افتراضية" يُجنِّد فيها التنظيم المتطرفين الشباب عبر الإنترنت، وفي الدول الغربية أيضاً، من أجل تنفيذ هجماتٍ بينما يستفيد من صحراء سيناء الشاسعة.
وقد ضم داعش بالفعل إلى صفوفه محاربين مخضرمين من معاركه في سوريا والعراق، وهي الظاهرة التي قد تزيد في الأشهر المقبلة.
لقد أظهر هجوم الجمعة درجة عالية من التخطيط والتنفيذ، إذ اقتحم الإرهابيون المسجد الذي علق فيه مئات المصلين ونصبوا أكمنةً لطواقم الإسعاف. مثل هذا التطوُّر في طريقة عمل المسلحين يُثير أيضاً قلق الجيش الإسرائيلي في حال حاول مقاتلو داعش (الذين يعملون أيضاً ضد الفرع المحلي لتنظيم القاعدة) شن هجومٍ باتجاه إسرائيل.
مصالحة متزعزعة تهدد إسرائيل
وتستشعر الصحيفة خطورة ما حدث في سيناء على إسرائيل، إذ ترى أن هجوم سيناء سيؤجل فتح معبر رفح، الذي كان ينتظره سكان غزة بفارغ الصبر بعد اتفاق المصالحة بين حماس والسلطة الفلسطينية ما يمهد لفقدان الشعب الفلسطيني للأمل في ضوء فشل المباحثات، بين حماس والسلطة الفلسطينية على حد وصف الصحيفة والذي ترى أنه سيؤدي إلى إعادة تسخين الأوضاع على الحدود مع إسرائيل.
وتعتقد هآرتس أن الوضع سيؤدي أيضاً إلى إمكانية أن تطلب حركة الجهاد الإسلامي فرصةً لتصفية حساباتها بعد تفجير إسرائيل لنفقٍ على حدود غزة الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل 12 مسلحاً من حركة الجهاد وشخص واحد من حماس.
وقعت الحادثة الأولى في محافظة الجيزة غربي القاهرة، قُتِل أكثر من 50 شرطياً خلال مداهمة لم تسر على ما يرام على مخبأ لمُسلَّحين متشددين.
وقال مسؤولون مصريون السبت 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2017 إن منفذي الاعتداء على المسجد رفعوا راية "داعش" وهم يطلقون النار من باب المسجد ونوافذه ويقتلون أكثر من 300 مصل بينهم 27 طفلاً.
وإلى الآن لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم لكن قوات الأمن تحارب منذ عام 2013 جماعة موالية لتنظيم الدولة الإسلامية في شمال سيناء تعد أحد الفروع الباقية من التنظيم بعد الهزائم التي ألحقتها به قوات تدعمها الولايات المتحدة في العراق وسوريا.
إحباط في أميركا وإسرائيل
وتشير الصحيفة في تقرير لها إلى اندهاش إسرائيل من الفشلين المصريين رغم ما تحصل عليه مصر من مساعدات كبيرة من تل أبيب في الجانب الاستخباراتي واستخدام الطائرات دون طيار ضد معاقل داعش.
وتشاطر الولايات المتحدة إسرائيل تلك الدهشة والإحباط؛ فقد ألمحت واشنطن للسيسي ومسؤوليه في مناسباتٍ عدة بعدم جاهزية قوات الأمن المصرية وأنَّ التبنؤ بتحركاتها ممكن.
وتقول الصحيفة "بعد قتالٍ متواصل في السنوات الأخيرة مع فرع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) المعروف باسم ولاية سيناء، من الصعب فهم كيف سمح المصريون لنحو أقل من 1000 مُسلَّح بتنفيذ كل تلك الهجمات المميتة".
وترى الصيحفة أنه عند القتال ضد مجموعات الإرهاب وحرب العصابات، تكون هناك حاجة إلى إجراءاتٍ أسرع، يجري الجمع فيها بين المعلومات الاستخباراتية الدقيقة وقوات العمليات الخاصة. ولا يزال المصريون بعيدين للغاية عن استخدام تلك الوسيلة التي تشبه الطريقة التي تقاتل بها إسرائيل المجموعات الإرهابية.
من وجهة النظر المصرية، الأمور ليست شديدة السوء بالرغم من المذبحة المروِّعة في سيناء. فلو كان أكثر من 300 شخص قد قُتِلوا في القاهرة على سبيل المثال لكان ذلك مثَّل تحدياً أكبر للنظام.
وقال مسؤولون مصريون كبار في أكثر من مناسبة إنَّ الحرب ضد الإرهاب، خصوصاً في سيناء، ستستغرق الكثير من الوقت، وإنَّهم يتمتعون بالصبر. ومن وجهة نظرهم فإنَّهم قد حقَّقوا الكثير من الإنجازات، أهمها دفع بعض القبائل البدوية في سيناء لقتال داعش. وربما كانت خلفية الهجوم الأخير تتمثَّل في رفض القبيلة التي وقع الهجوم في مناطقها أن تتعاون مع داعش.
معركة على 3 جهات
وتقول هآرتس إن القاهرة تنظر إلى الحرب ضد الجماعات الأصولية كمعركة من ثلاث جبهات: على الحدود الليبية، في قلب مصر، وفي سيناء.
والمعركة عند الحدود الليبية هي أشد مما في سيناء، وشهد المصريون تحقيق بعض النجاح هناك. ويتمثَّل مبعث القلق الأساسي، الذي تتشاطره مصر وإسرائيل، في إمكانية أن تقوى ولاية سيناء الآن في ضوء الأحداث التي تشهدها المنطقة بأسرها.
فهزيمة داعش وسقوط الخلافة التي أقامها التنظيم في سوريا وشمال العراق يُمهِّد الطريق أمام عصرٍ جديد تُسمِّيه الاستخبارات الإسرائيلية النسخة الثانية من داعش أو داعش 2.
ولم تعد هذه النسخة تُسيطر بوضوح على منطقةٍ محددة، بل هي "خلافة افتراضية" يُجنِّد فيها التنظيم المتطرفين الشباب عبر الإنترنت، وفي الدول الغربية أيضاً، من أجل تنفيذ هجماتٍ بينما يستفيد من صحراء سيناء الشاسعة.
وقد ضم داعش بالفعل إلى صفوفه محاربين مخضرمين من معاركه في سوريا والعراق، وهي الظاهرة التي قد تزيد في الأشهر المقبلة.
لقد أظهر هجوم الجمعة درجة عالية من التخطيط والتنفيذ، إذ اقتحم الإرهابيون المسجد الذي علق فيه مئات المصلين ونصبوا أكمنةً لطواقم الإسعاف. مثل هذا التطوُّر في طريقة عمل المسلحين يُثير أيضاً قلق الجيش الإسرائيلي في حال حاول مقاتلو داعش (الذين يعملون أيضاً ضد الفرع المحلي لتنظيم القاعدة) شن هجومٍ باتجاه إسرائيل.
مصالحة متزعزعة تهدد إسرائيل
وتستشعر الصحيفة خطورة ما حدث في سيناء على إسرائيل، إذ ترى أن هجوم سيناء سيؤجل فتح معبر رفح، الذي كان ينتظره سكان غزة بفارغ الصبر بعد اتفاق المصالحة بين حماس والسلطة الفلسطينية ما يمهد لفقدان الشعب الفلسطيني للأمل في ضوء فشل المباحثات، بين حماس والسلطة الفلسطينية على حد وصف الصحيفة والذي ترى أنه سيؤدي إلى إعادة تسخين الأوضاع على الحدود مع إسرائيل.
وتعتقد هآرتس أن الوضع سيؤدي أيضاً إلى إمكانية أن تطلب حركة الجهاد الإسلامي فرصةً لتصفية حساباتها بعد تفجير إسرائيل لنفقٍ على حدود غزة الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل 12 مسلحاً من حركة الجهاد وشخص واحد من حماس.
المصدر : http://www.huffpostarabi.com/2017/11/26/story_n_18654942.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi
تعبيراتتعبيرات