يكثر بين المفكرين الإسلاميين استعمال مصطلح "التجديد"، فيقرنونه بتجديد الفكر، باعتباره مدخلاً لتجديد وسائل العمل الإسلامي وأساليبه، بما يتماشى مع تطورات الواقع وتقلباته.
إن الإسلام الفكري طامّة من الطوام، وتسطيح للدين وهجر للقرآن. هكذا كتب الإمام عبد السلام ياسين، رحمه الله.
بالرجوع إلى الأصل الذي يجب أن تبنى عليه حركية الإسلاميين، نجد مصطلح "التجديد" مقترناً بالدين وبالإيمان.. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينَها".
هي رحمة من الله الرؤوف الرحيم، بأمة حبيبه، لما كان سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، آخر الأنبياء؛ إذ لم تُترك الأمة المحمدية في فراغ، كما كان حال الأمم السابقة، فجعل الله لها من يقوم بمهمة تجديد رسالة النبوة على رأس كل مائة سنة.
فما معنى التجديد؟ ومن يجدد الدين؟ وبم يجدد الدين؟ وكيف يجدد الدين؟ وما هو الدين المراد تجديده؟
ليس التجديد تغييراً للثابت من شرع الله، فإن أحكام الكتاب والسنة ماضية إلى يوم القيامة. دعاة العصرنة يودون لو يحصل التجديد في أركان الإسلام، فننقص من الصلاة المستغرقة للوقت، والصيام المرهق للعمال، والحج الذي لا يستوعبون شعائره، وعيد الأضحى الذي تُنتهك فيه حرمة الحيوان، وننغص فيه على القلوب الرحيمة بالحيوان... وهذا لا يتناقض مع ضرورة الاجتهاد لتكييف حياة العصر مع شرع الله، فهو أسلمة العصر لا عصرنة الإسلام.
يرى الإمام عبد السلام ياسين -رحمه الله- أن "أهم قضايا التجديد هي قضية إحياء الربانية في الأمة، ثم هناك بعدَ ذلك في الاعتبار القضايا الكبرى الجهادية السياسية، وموقفنا من الديمقراطية وحقوق الإنسان، وهي دين العصر؛ وبديلنا عن النظام الرأسمالي؛ ونظريتنا وبرامجنا لبناء الدولة الإسلامية؛ ووسائلنا وجهودنا لتوطين العلوم والصنائع في بلاد المسلمين؛ وخطتنا لتوحيد الأمة وجمع شتاتها؛ ثم مشاكلنا الداخلية التربوية التعليميّة الناتجة عن تعددية الحركة الإسلامية. كل هذا يُلح على فكرنا، فنخشى أن ينقلب التجديد الفكري على المطلوب القلبي فيغُمّه. وقانا الله".
ثم يضيف: "فقه التجديد فقه شامل لا يعني بالجزئيات العبادية والجهادية والاقتصادية والتربوية لتحقيق أحكامها معزولاً بعضها عن بعض، لكنه يُعنى بجمع هذه الأحكام كلها في نظرة شمولية، ووضع كل منها موضعها في البنية الإسلامية السليمة سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وعالمياً".
وليس تجديد الدين اختراعاً فيه، لكنه إحياء لمواتٍ في قلوب المتدينين وعقولهم..
فمن يجدد الدين؟
في الحديث المخبر عن بعثة المجدد على رأس كل مائة سنة، نجد: "من يجدد لها دينها"، نجد هذا الــ"من"، وهو اسم موصول، يدل على الفرد ويدل على الجماعة، بمعنى أن عمل التجديد منوط باجتهاد الفرد المجدد والجماعة المجددة.
في الحديث أيضاً وجدنا: "من يجدد لها دينها"، لم يَقُلْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مَنْ يُجَدِّدُ لهَاَ أَفْكَارَهَا ولم يقل من يجدد لها أنظمتها، ولم يقل من يجدد لها أساليب عملها، ولم يقل من يجدد لها تواصلها مع الناس، ولم يقل من يجدد لها اقتصادها؛ بل قال كلمة عامة شاملة هي الدين، يجدد لها دينها.
إذن، فمهمة الفرد المجدد والجماعة المجددة مرتبطة بتجديد الدين. فما هو الدين الذي يجدده المجدد وبصحبته الجماعة المجددة؟
في كتاب الله تعالى، نجد أن الدين عند الله الإسلام، وفي حديث جبريل نجد أن الدين مراتب، ولا تعارض بين الكتاب والسنّة. فالإسلام هو الدين، الذي هو مراتب؛ إسلام وإيمان وإحسان وترقب للساعة.
في حديث عمر، نجد هذا السرد الجميل ونجد الحوار الشائق بين سيدنا جبريل عليه السلام، وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخديه، وقال: يا محمد، أخبرني عن الإسلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً". قال: صدقت.
فعجبنا له يسأله ويصدقه! قال: فأخبرني عن الإيمان. قال: "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره". قال: صدقت. قال: فأخبرني عن الإحسان. قال: "أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك"، قال: فأخبرني عن الساعة. قال: "ما المسؤول عنها بأعلم من السائل!". قال: فأخبرني عن أماراتها. قال: "أن تلد الأمة ربَّتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان". ثم انطلق. فلبثت ملياً، ثم قال لي (أي رسول الله صلى الله عليه وسلم): "يا عمر، أتدري من السائل؟"، قلت: الله ورسوله أعلم. قال: "إنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم".
جبريل، عليه السلام، ينزل على صورة رجل ويحاور رسول الله صلى الله عليه وسلم حواراً مدهشاً؛ ليعلّم الصحابة الكرام -رضي الله عنهم- دينهم. الدين إسلام وإيمان وإحسان وترقب للساعة، والدين الذي يجدده الله للأمة بمن يصطفيه مِن خلقه هو كل هذا، لا يتبعض.
بالعودة إلى الأحاديث الثلاثة التي ورد فيها ذكر التجديد، نجد أيضاً أن التجديد مرتبط بالإيمان، فبالإضافة إلى حديث تجديد الدين، نجد:
1 ـ روى الإمام أحمد، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الإيمان يخلق (أي يبلى) في القلب كما يخلق الثوب، فجددوا إيمانكم". وفي رواية: "إن الإيمان لَيخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب، فاسألوا الله تعالى أن يجدد الإيمان في قلوبكم".
2 ـ روى الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "جدِّدوا إيمانكم"، قيل: يا رسول الله، وكيف نجدد إيماننا؟ قال: "أكثروا من قول لا إله إلا الله".
يعلق الإمام عبد السلام ياسين، رحمه الله، فيقول: "تحصَّل لنا من هذه الأحاديث الشريفة أن الإيمان يبلى فيجب تجديده، يضعف فتتعين تقويته وأن الأمة تكلؤها عناية الله فيبعث سبحانه لها من يجدد لها دينها".
يبلى الإيمان في القلوب فيبعث الله، على رأس كل مائة سنة، من يجدد للأمة دينها بتجديد الإيمان في قلوبها.
قول لا إله إلا الله أعلى شُعب الإيمان وأرفعها. عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الإيمان بضع وسبعون شعبة -عند البخاري وأحمد: بضع وستون- فأعلاها -في رواية أحمد: فأرفعها وأعلاها- قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق. والحياء شعبة من الإيمان".
لا يكتمل التجديد إلا بتجديد الحكم، الذي يحتاج إلى تجديد فهم الصيرورة التاريخية للمسلمين، أن تاريخنا هو نبوة، فخلافة راشدة على منهاج النبوة، فملك عاضّ، فملك جبري، فخلافة راشدة ثانية على منهاج النبوة. فلا يمكن للتجديد أن يكتمل إلا بتجديد عروة الحكم، كما جدده الإمام المجدد الراشد الأول عمر بن عبد العزيز، رضي الله عنه؛ حتى يكون الدين كله لله.
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً عاضاً ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً جبرياً فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت".
نقف اليوم على عتبة القرن الخامس عشر، قرن التجديد بحول الله، وليس حديث في العالم إلا عن صحوة الإسلام ويقظته، ومهمة المدرسة التجديدية أن تعيد القطار إلى سكته ووجهته، وترتبط حلقة مدرسة هذا القرن بمدرسة القرن الماضي، وتربط مدرسة القرن الماضي حلقتها بمدرسة هذا القرن، حتى تفوز ببركة الصحبة المتسلسلة إلى حلقة النبوة.
إن الإسلام الفكري طامّة من الطوام، وتسطيح للدين وهجر للقرآن. هكذا كتب الإمام عبد السلام ياسين، رحمه الله.
بالرجوع إلى الأصل الذي يجب أن تبنى عليه حركية الإسلاميين، نجد مصطلح "التجديد" مقترناً بالدين وبالإيمان.. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينَها".
هي رحمة من الله الرؤوف الرحيم، بأمة حبيبه، لما كان سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، آخر الأنبياء؛ إذ لم تُترك الأمة المحمدية في فراغ، كما كان حال الأمم السابقة، فجعل الله لها من يقوم بمهمة تجديد رسالة النبوة على رأس كل مائة سنة.
فما معنى التجديد؟ ومن يجدد الدين؟ وبم يجدد الدين؟ وكيف يجدد الدين؟ وما هو الدين المراد تجديده؟
ليس التجديد تغييراً للثابت من شرع الله، فإن أحكام الكتاب والسنة ماضية إلى يوم القيامة. دعاة العصرنة يودون لو يحصل التجديد في أركان الإسلام، فننقص من الصلاة المستغرقة للوقت، والصيام المرهق للعمال، والحج الذي لا يستوعبون شعائره، وعيد الأضحى الذي تُنتهك فيه حرمة الحيوان، وننغص فيه على القلوب الرحيمة بالحيوان... وهذا لا يتناقض مع ضرورة الاجتهاد لتكييف حياة العصر مع شرع الله، فهو أسلمة العصر لا عصرنة الإسلام.
يرى الإمام عبد السلام ياسين -رحمه الله- أن "أهم قضايا التجديد هي قضية إحياء الربانية في الأمة، ثم هناك بعدَ ذلك في الاعتبار القضايا الكبرى الجهادية السياسية، وموقفنا من الديمقراطية وحقوق الإنسان، وهي دين العصر؛ وبديلنا عن النظام الرأسمالي؛ ونظريتنا وبرامجنا لبناء الدولة الإسلامية؛ ووسائلنا وجهودنا لتوطين العلوم والصنائع في بلاد المسلمين؛ وخطتنا لتوحيد الأمة وجمع شتاتها؛ ثم مشاكلنا الداخلية التربوية التعليميّة الناتجة عن تعددية الحركة الإسلامية. كل هذا يُلح على فكرنا، فنخشى أن ينقلب التجديد الفكري على المطلوب القلبي فيغُمّه. وقانا الله".
ثم يضيف: "فقه التجديد فقه شامل لا يعني بالجزئيات العبادية والجهادية والاقتصادية والتربوية لتحقيق أحكامها معزولاً بعضها عن بعض، لكنه يُعنى بجمع هذه الأحكام كلها في نظرة شمولية، ووضع كل منها موضعها في البنية الإسلامية السليمة سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وعالمياً".
وليس تجديد الدين اختراعاً فيه، لكنه إحياء لمواتٍ في قلوب المتدينين وعقولهم..
فمن يجدد الدين؟
في الحديث المخبر عن بعثة المجدد على رأس كل مائة سنة، نجد: "من يجدد لها دينها"، نجد هذا الــ"من"، وهو اسم موصول، يدل على الفرد ويدل على الجماعة، بمعنى أن عمل التجديد منوط باجتهاد الفرد المجدد والجماعة المجددة.
في الحديث أيضاً وجدنا: "من يجدد لها دينها"، لم يَقُلْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مَنْ يُجَدِّدُ لهَاَ أَفْكَارَهَا ولم يقل من يجدد لها أنظمتها، ولم يقل من يجدد لها أساليب عملها، ولم يقل من يجدد لها تواصلها مع الناس، ولم يقل من يجدد لها اقتصادها؛ بل قال كلمة عامة شاملة هي الدين، يجدد لها دينها.
إذن، فمهمة الفرد المجدد والجماعة المجددة مرتبطة بتجديد الدين. فما هو الدين الذي يجدده المجدد وبصحبته الجماعة المجددة؟
في كتاب الله تعالى، نجد أن الدين عند الله الإسلام، وفي حديث جبريل نجد أن الدين مراتب، ولا تعارض بين الكتاب والسنّة. فالإسلام هو الدين، الذي هو مراتب؛ إسلام وإيمان وإحسان وترقب للساعة.
في حديث عمر، نجد هذا السرد الجميل ونجد الحوار الشائق بين سيدنا جبريل عليه السلام، وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخديه، وقال: يا محمد، أخبرني عن الإسلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً". قال: صدقت.
فعجبنا له يسأله ويصدقه! قال: فأخبرني عن الإيمان. قال: "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره". قال: صدقت. قال: فأخبرني عن الإحسان. قال: "أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك"، قال: فأخبرني عن الساعة. قال: "ما المسؤول عنها بأعلم من السائل!". قال: فأخبرني عن أماراتها. قال: "أن تلد الأمة ربَّتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان". ثم انطلق. فلبثت ملياً، ثم قال لي (أي رسول الله صلى الله عليه وسلم): "يا عمر، أتدري من السائل؟"، قلت: الله ورسوله أعلم. قال: "إنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم".
جبريل، عليه السلام، ينزل على صورة رجل ويحاور رسول الله صلى الله عليه وسلم حواراً مدهشاً؛ ليعلّم الصحابة الكرام -رضي الله عنهم- دينهم. الدين إسلام وإيمان وإحسان وترقب للساعة، والدين الذي يجدده الله للأمة بمن يصطفيه مِن خلقه هو كل هذا، لا يتبعض.
بالعودة إلى الأحاديث الثلاثة التي ورد فيها ذكر التجديد، نجد أيضاً أن التجديد مرتبط بالإيمان، فبالإضافة إلى حديث تجديد الدين، نجد:
1 ـ روى الإمام أحمد، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الإيمان يخلق (أي يبلى) في القلب كما يخلق الثوب، فجددوا إيمانكم". وفي رواية: "إن الإيمان لَيخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب، فاسألوا الله تعالى أن يجدد الإيمان في قلوبكم".
2 ـ روى الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "جدِّدوا إيمانكم"، قيل: يا رسول الله، وكيف نجدد إيماننا؟ قال: "أكثروا من قول لا إله إلا الله".
يعلق الإمام عبد السلام ياسين، رحمه الله، فيقول: "تحصَّل لنا من هذه الأحاديث الشريفة أن الإيمان يبلى فيجب تجديده، يضعف فتتعين تقويته وأن الأمة تكلؤها عناية الله فيبعث سبحانه لها من يجدد لها دينها".
يبلى الإيمان في القلوب فيبعث الله، على رأس كل مائة سنة، من يجدد للأمة دينها بتجديد الإيمان في قلوبها.
قول لا إله إلا الله أعلى شُعب الإيمان وأرفعها. عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الإيمان بضع وسبعون شعبة -عند البخاري وأحمد: بضع وستون- فأعلاها -في رواية أحمد: فأرفعها وأعلاها- قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق. والحياء شعبة من الإيمان".
لا يكتمل التجديد إلا بتجديد الحكم، الذي يحتاج إلى تجديد فهم الصيرورة التاريخية للمسلمين، أن تاريخنا هو نبوة، فخلافة راشدة على منهاج النبوة، فملك عاضّ، فملك جبري، فخلافة راشدة ثانية على منهاج النبوة. فلا يمكن للتجديد أن يكتمل إلا بتجديد عروة الحكم، كما جدده الإمام المجدد الراشد الأول عمر بن عبد العزيز، رضي الله عنه؛ حتى يكون الدين كله لله.
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً عاضاً ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً جبرياً فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت".
نقف اليوم على عتبة القرن الخامس عشر، قرن التجديد بحول الله، وليس حديث في العالم إلا عن صحوة الإسلام ويقظته، ومهمة المدرسة التجديدية أن تعيد القطار إلى سكته ووجهته، وترتبط حلقة مدرسة هذا القرن بمدرسة القرن الماضي، وتربط مدرسة القرن الماضي حلقتها بمدرسة هذا القرن، حتى تفوز ببركة الصحبة المتسلسلة إلى حلقة النبوة.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.
المصدر : http://www.huffpostarabi.com/adnan-mohamad-ahmadoun/-_14094_b_18575794.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi
تعبيراتتعبيرات