الثلاثاء، 23 يناير 2018

قيامة أرطغرل بين دماء الشهداء وبشريات النصر "الحلقة 102"

قيامة أرطغرل بين دماء الشهداء وبشريات النصر "الحلقة 102"

خواطر حول الحلقة 102 من مسلسل قيامة أرطغرل

استمتعت ومعي الكثيرون بمشاهدة الحلقة 102 من حلقات المسلسل الرائع "قيامة أرطغرل" التي تميزت بكونها مزيجاً بديعاً بين ساعات الشدة والمعاناة وبين ساعات الفرح وترقب النصر، وفيما يلي بعض الخواطر حول الحلقة:

1- مشهد تشييع الشهداء، وعلى رأسهم المحارب سامسا، يُظهر حجم الفاجعة التي تصيب الشعوب إذا فقدت رموزها المنافحين عنها، ويُثبّت كذلك فكرة أن طريق العدل والحرية مليء بالعقبات والتضحيات، وفي الصميم منها دماء الشهداء التي هي وقود النصر (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ).

2- حرص أرطغرل على الوجود وسط الأهالي في مشهد وداع الشهداء، مُذكّراً إياهم بفضل الشهادة وأجر الشهداء، داعياً إياهم إلى الثبات والثقة في نصر الله وعدم اليأس، وقد صدق القائل: "لا تيأسوا أيها الناس فليس اليأس من أخلاق المسلمين، فإن أحلام الأمس حقائق اليوم، وحقائق الغد أحلام اليوم".

3- من أهم إنجازات أرطغرل حسن تربيته لشعبه، فقد رأينا أهالي الشهداء صابرين محتسبين رغم عظم البلاء، ورأينا خنساء قبيلة الكايا التي فقدت ابنها ورغم ذلك تعلن استعدادها لتقديم أبنائها الثلاثة لدرب الشهادة.

4- "الناس على دين ملوكهم"، فكما رأينا أخلاق قبيلة الكايا التي تشابهت إلى حد كبير مع أخلاق زعيمهم أرطغرل، رأينا كذلك أخلاق قبيلة تشافدار الذين بايعوا الخائن بهادير بعد انقلابه على الشرعية.

5- صبَرَ تورغوت وأصليهان على مرارة الأسر وقابلا تلك المحنة بثبات وثقة وحسن ظن بالله، واستعانا بالدعاء والمناجاة بين يدي خالقهما ومولاهما حتى أتاهما الفرج من حيث لم يحتسبا.

6- ألحَّ أرطغرل في الدعاء ليعلمنا أنه في الوقت الذي يبذل فيه القائد كل الأسباب لتحقيق النصر فإنه لا بد له أن يلجأ إلى صاحب القُوى والقُدر سبحانه كي يعينه وينير دربه، وهنا كمال التوكل على الله عز وجل، ومن هنا فقط يأتي النصر، وقد كان.

7- ذكاء القائد وسرعة بديهته اتضح جلياً في الموقف الذي نجح فيه أرطغرل في تصميم المنجنيق معتمداً بعد الله عز وجل على ذاكرته القوية التي لم تخذله، ولعل هذا من علامات توفيق الله للقائد المخلص.

8- المفارقة في مشهد انقلاب بهادير الخائن أنه قد أقسم على المصحف متعهداً بالعمل من أجل رفع راية القرآن ووحدة قبيلته ورفاهية شعبه!

وكأن التاريخ يعيد نفسه، فالعبارات متطابقة والمواقف متشابهة، والمنتفعون دوماً هم وقود الخيانة، تُحركهم أهواؤهم وتعميهم أطماعهم.

9- "الخيانة جزاؤها الدم، ما كان لقلب الخائن أن يرتاح إلا أن يُطعن" قالتها أصليهان وقد صدقت، فإن جسد الأمة لا يتعافى من أمراضه إلا بتطهيره من الخونة.

10- لا بد للقائد أن يتصف بالحزم والحسم، وهو ما ظهر جلياً في موقف القصاص من سنجار وقطع رأس بهادير ومن تواطأ معه على الخيانة، وذلك بعد أن ثبت بالدليل القاطع خيانتهم وتواطؤهم مع العدو فوجب تطهير القبيلة منهم، في حين أنه قد أجَّلَ النظر في الباقين إلى ما بعد انتهاء الحرب، حتى يثبت بالدليل القاطع إدانتهم وحتى لا يسرف في القتل بينما الجيش على مشارف معركة حاسمة.

11- من جديد: دور الكوماندوز آتسيز واضح تماماً في حسم المعارك والاقتراب من النصر، فشجاعته وذكاؤه المتقد قد أسهما بدرجة كبيرة فى تطور الأمور إيجابياً لصالح أرطغرل ومحاربيه.

12- ملاحظة: الروايات التاريخية -على ندرتها- توثق دور المحارب سامسا في جيش أرطغرل ومن بعده جيش عثمان بن أرطغرل، وهو ما سيتطلب بالتأكيد توضيحاً من الكاتب حول الأسباب التي دعته لإنهاء دور سامسا المحوري في الأحداث.



ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.


المصدر : http://www.huffpostarabi.com/khaled-maher-hamed/-102-_b_19031192.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi


تعبيراتتعبيرات