السبت، 13 يناير 2018

دخول نساء للملاعب غمرهن بالفرحة وأغضب آخرين.. هكذا تفاعل أبناء المملكة مع السماح للسعوديات بحضور المباريات

دخول نساء للملاعب غمرهن بالفرحة وأغضب آخرين.. هكذا تفاعل أبناء المملكة مع السماح للسعوديات بحضور المباريات

حين أُحرِز أول هدف في مباراة كرة القدم في السعودية أمس الجمعة 12 يناير/كانون الثاني، انضم صوتٌ جديد إلى الصخب الصادر من المدرجات، وكان صوت نساء يهتفن.

وكانت المباراة التي جمعت فريقي الأهلي والباطن في مدينة جدة، قد سمحت فيها المملكة لأول مرة للنساء بحضور مباراة في استادٍ عام، وهي خطوة جديدة ضمن جهود الحكومة لتخفيف القيود المفروضة على أساس الجنس، وفقاً لما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز".

ولوقتٍ طويل كانت السعودية أحد أكثر الأماكن في العالم تقييداً للنساء، حيث يملي مزيجٌ من الدين والعادات الاجتماعية والقواعد الحكومية عليهن ما يرتدينه، ويحظر عليهن قيادة السيارات، وجعل تقلُّد مجموعة من الوظائف والسفر يسير وفق ما يروق لذلك المزيج.

لكنَّ تلك القواعد بدأت تتغير في ظل حكم الملك سلمان، الذي أصبح ملكاً في عام 2015، ويُحرِّك التغييرات نجله، الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد صاحب الـ32 عاماً.

وفي البداية نزع بن سلمان السلطات من الشرطة الدينية (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)، ووضع النساء في مواقع بارزة ما كانوا ليصلوا إليها من قبل قط، وتعهَّد برفع الحظر المفروض على قيادة المرأة في يونيو/حزيران المقبل.

وتُعَد هذه الجهود جزءاً من إصلاحاتٍ أوسع يقودها بن سلمان لإعادة هيكلة الاقتصاد السعودي بعيداً عن اعتماده على النفط، وتعديل الخطاب الديني في المملكة، وتوفير وظائف وخيارات ترفيه جديدة للقطاع الشبابي الواسع من سكان المملكة، بما في ذلك النساء.

ويُعَد قرار السماح للنساء بحضور مباريات كرة القدم –وإن كان في "أماكن مخصصة للعائلات" تُبقيهن بعيدات عن الأماكن المخصصة للرجال فقط- جزءاً من تلك الجهود.

ويسعى ذلك أيضاً لدفع الأسر السعودية لإنفاق المزيد من أموالهم على الترفيه داخل البلاد بدلاً من الذهاب إلى الخارج للحصول على الترفيه.

وكانت الحكومة السعودية قد أعلنت في أكتوبر/تشرين الأول 2017، أنَّها ستضع حداً للحظر القائم منذ زمنٍ طويل، على الأقل في 3 استادات كبداية. وستكون هناك أقسام خاصة لجماهير النساء في ملاعب الرياض وجدة ومدينة الدمام الشرقية، وفقاً لصحيفة "الغارديان" البريطانية.

وقبل مباراة كرة القدم في جدة أمس الجمعة، كانت هناك إشارة أخرى صغيرة على التغيير: افتتاح أول معرض سيارات مُخصَّص للزبائن النساء.




لكن بالنسبة للمباراة، نشر صحفي رياضي سعودي سابق صورة جماهير نساء مع عائلاتهن.

وهتفت النساء بينما كان أحد المذيعين يُعلن أسماء اللاعبين وأثناء استعداد الفريقين لبدء المباراة.

وتتمتَّع كرة القدم بشعبية كبيرة في السعودية، ويُشجِّع الجمهور دورياتٍ محلية وعالمية، لكن السيدات العاشقات للعبة اضطررن للاكتفاء بمشاهدة فرقهن على التلفاز.




ولجأت الكثير من النساء المتحمِّسات حيال قدرتهن الجديدة على مشاهدة المباريات من الملاعب –بالإضافة إلى الرجال المعارضين للأمر- إلى الشبكات الاجتماعية أمس الجمعة ونشرن تغريداتهن في هاشتاغات "الشعب يرحب دخول النساء للملاعب" و"النساء يدخلن الملاعب".

وقالت فاطمة باعشن، المتحدثة باسم السفارة السعودية في واشنطن، في تغريدةٍ على تويتر: "إنَّ ذلك أكثر من مجرد كونه حقوقاً للمرأة"، مُضيفةً: "أُعبِّر عن دعمي لنجاح السيدات".




وكتبت مناير القحطاني في تغريدة أيضاً: "لا أرى أنَّ السماح لنا بدخول الملاعب عيب أو حرام، بالعكس، ولا هو مخالف للدين ولا للعادات والتقاليد. الكثير من البنات يتابعن كرة القدم ونتجمَّع أوقات المباريات. هذا حقٌ مشروع لنا".




لكنَّ البعض استخدم الهاشتاغ لانتقاد الحدث، وكتبوا أنَّ مكان النساء هو منازلهن والتركيز على الأبناء والحفاظ على دينهن، وليس الاستادات حيث يمكن أن تطلق الجماهير الذكور السباب ويصبحون أفظاظاً، وقلل آخرون من أهمية الحدث.









ولم تُوضع النساء في الاعتبار عند بناء استادات المملكة، لذا أُدخِلَت بعض التعديلات كي يتمكَّنَّ من حضور المباريات. وقالت الهيئة العامة للرياضة هذا الأسبوع إنَّ 3 استادات خضعت للتعديلات حتى الآن لاستيعاب النساء عن طريق إضافة أجزاء مُخصَّصة للنساء وأقاربهن الذكور، وحمامات نسائية، إضافة إلى أماكن للصلاة.

وعلى الرغم من أنَّ أسعار التذاكر تبلغ فقط 20 ريالاً (5.33 دولار)، فإنَّ قسم العائلات في مباراة الجمعة كان ممتلئاً بأقل من النصف. لكنَّ التوقُّعات بشأن المباراة كانت عالية على الشبكات الاجتماعية. ونشر الأشخاص صوراً للجماهير النساء وهُنَّ يستعددن لدخول الاستاد.




وكان ذلك بعيداً كل البُعد عما ما حدث عام 2015، حين ذكرت وسائل الإعلام المحلية أنَّ امرأةً سعودية حاولت حضور مباراة كرة قدم في جدة اعتُقِلَت بعدما رصدها رجال الأمن مرتدية بنطالاً وقميصاً طويل الأكمام وقبعة ونظارات شمس لتجنُّب كشفها.

وستحضر النساء كذلك مباراةً تُقام اليوم، السبت 13 يناير/كانون الثاني، في الاستاد الوطني بالعاصمة الرياض، بالإضافة لمباراةٍ أخرى يوم الخميس، 18 يناير/كانون الثاني، في مدينة الدمام.

ووفقاً لصحيفة "سعودي جازيت" السعودية، هزم فريق الأهلي أمس فريق الباطن بـ5 نقاط مقابل لا شيء في مباراة الدوري الممتاز.

وحضرت المباراة أيضاً الأميرة ريما بنت بندر آل سعود، أحد أفراد العائلة الملكية، وكتبت على حسابها في موقع تويتر، مُتحدِّثةً إلى الهيئة العامة للرياضة ورئيسها تركي آل الشيخ: "اليوم أدخلتم السعادة في قلب كل عائلة وامرأة سعودية بحضور المباراة الأولى.. تُعتبَر هذه لحظة تاريخية في المملكة".




المصدر : http://www.huffpostarabi.com/2018/01/13/story_n_18993054.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi


تعبيراتتعبيرات