كثيراً ما نسمعُ بالمثلِ الشهير "يخلق من الشبه أربعين"، أدركت مع الأيام أن الشبه ليسَ فقط بين البشر، فهُناك توائم تُنسجُ خارجَ الأرحام، كالتوأم الذي أتكلم عنهما، إنهما توأم يتشابهانِ بالشعب والأسس الاجتماعية والسياسية فهما يتشاركانِ في نفس المعضلة أيضاً.
إنهما اثنتان.. مدينتان توأم تتشابهانِ بكل شيء، ببساطة هما [غزة والغوطة الشرقية]، لعلهما بعيدتانِ عن بعضهما جغرافياً، ولكنهما شريكتانِ ليس في الدين والشمس والسماء والأرض والهواء فقط، بل إنهما نسختان عن بعضهما في الإسلام والسنة، والحصارِ والقصف، والخوف والهلع، والدمار والظلم، والشهداء والجرحى، والتهجير والاضطهاد، والركام والضعف، والحرمان وأدنى الحقوق، وعدم الرضوخ والهوان، كلتاهما عظيمة فلم تصبحا "توأم" بهذهِ البساطة.
انفصلت غزة عن الضفة الغربية في عام 2007، وبعدها فظع بها الإسرائيليون.
أما الغوطة فُتم فصلها عن دمشق بنهاية عام 2012، وتم تهميشها مع أهلها الذين يقطنونَ بداخلها.
غزة التي لطالما كان لها طابعٌ عنوانهُ اللاخنوع، غزة التي أبت أن تكون تحت سيطرةِ الصهاينة، حُوصرت غزة منذ 15 سنة وإلى الآن، غزة التي رفضت أن تُغتصبَ أرضها وأرض القدس، غزة التي حاصرها اليهود وشارك في حِصارها بعض الدول العربية ومنعوا عنها كل شيء: الماء والغذاء والدواء والكهرباء..
غزة رمز الصمود، كان سبب حِصار غزة هو خلاف حركتيِ فتح وحماس، هاتان الحركتانِ اللتان لطالما وقفتا لنصرة الشعب الفلسطيني من كيد اليهود وخُبثهم، رفضت غزة أن تكون ملجأً لليهود لكيلا يدنسوا أرض فلسطين الطاهرة شقيقة غزة الغوطة المحاصرة.
الغوطة الشرقية التي أصبحت منارةً لجُل الناس، تبعُد الغوطة الشرقية عن دمشق حوالي 2 كيلومتر، ويعود سببُ حصار الغوطة؛ لأنها ثارت في وجهِ نظام الأسد الذي كان محضناً للفتن والظلم وقتل الأبرياء العُزل، حصلت انشقاقات عديدة في جيش الأسد إلى جانب الثوار، فكان دور الجيش السوري الحر درء الفتن وحماية الثوار من بطش الأسد، بدأ حصارُ الغوطة منذ 2012 فبدأت ميليشيات الأسد تطبق الحصار على أهل الغوطة، وذلك خوفاً من امتداد الثورة إلى دمشق، قطعت ميليشيا الأسد عن الغوطة الكهرباء والماء والدواء وخدمة الهاتف الخليوي والأرضي، وقطعوا كل شيءٍ يمُت للحياةِ بصلة، ولو أنهم استطاعوا قطع "الأكسجين" والشمس عنا لقطعوها، كان لصمودِ غزة أثرٌ على نفوس السوريين؛ لذا أرادوا الصمود في وجه المفسدين.
لم ترحم طائرات الكيانِ الصهيوني أهالي غزة ولم تفرق بين طفلٍ ومدنيٍ وبريء، وحتى ميليشيا الأسد اقتدت بإسرائيل وضربت شعبها السوري بالطائرات والقذائف والصواريخ، تمادت إسرائيل وقصفت غزة بالفوسفور.
فكان الأسد أقسى من اليهود وضربَ الغوطة بغازات كيماوية عديدة، كم من عائلةٍ فلسطينية وسورية قضت نحبها تحت رُكام منزلها! كم من طفلٍ مات وهو رضيع! كم من أُم استُشهدت هي وجنينها، كم وكم وكم.. هناك الكثير الكثير من القصص الإنسانية التي دُفنت تحت الركام.
الأسد وإسرائيل آلتان مِن آلات الحرب لا تتوقفان أبداً فهما مدعومتان دولياً.
تحدثني "نداء" تلك الفتاة الفلسطينية الفاضلة، تكلمني عن غزة وأُكلّمها عن الغوطة فكلتاهما محاصرة وتوأم.
تحدثني نداء عن حصارِ غزة وفي صوتها لوعةٌ مؤلمة عن المحاصرين، تقول نداء: إن عدد الشهداء المدنيين قد بلغَ 2000 مدني، كُنت أطرح أسئلةً عديدةً على نداء وأنا في الغوطة لأقارن بين الحياةِ في غزة والغوطة.
سألتها عن المعابر فقالت: هناك ثلاثة معابر في قطاع غزة؛ بيت حانون ورفح وكرم أبو سالم، ولا يستطيعُ المدنيون ولا حتى المرضى الخروجَ من المعابر إلا بتعقيداتٍ معقدة جداً، تسألني نداء عن معابر الغوطة:
في الغوطة لا يوجد سوى معبر وحيد هو "مخيم الوافدين"، وهذا المخيم هو شكلي فحتى الهواء لا يمكنهُ أن يدخلهُ، فهناك مرضى وأكثر من 559 مريض سرطان يحتاجون للإخلاء ولكنهم محرومون، تركت ميليشيا الأسد هذا المعبر لتبادل الأسرى من جيشها الذي يقتل شعبه.
أسأل نداء عن كيفية تأمين المؤونة ووضع التعليم في غزة.
تجيب: يقوم أهالي غزة بحفر الأنفاق لتأمين مواردهم الغذائية، هناك مدارس ومعاهد متوسطة وهي تتبع للأونروا unrwa.
أما في الغوطة: في الماضي كان هناك أنفاقٌ، ولكن نظام الأسد قام بقصفها، حالياً يعتمد السكان في الغوطة على الاكتفاء الذاتي، ولكن التكليف باهظة جداً، أما عن التدريس هناك مدارس وكليات تتبع للائتلاف السوري.
كان هناك آثار جانبية عديدة للحصار وبدأ ظهور تلك الآثار على كلتا المدينتين، فبدأت الأوبئة والأمراض وانتهت بالمجاعات المميتة.
أيها التوأم.. "اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون".
صبراً يا أهلَ غزة ويا أهلَ الغوطة، فإن موعدكما النصر والجنة.
إنهما اثنتان.. مدينتان توأم تتشابهانِ بكل شيء، ببساطة هما [غزة والغوطة الشرقية]، لعلهما بعيدتانِ عن بعضهما جغرافياً، ولكنهما شريكتانِ ليس في الدين والشمس والسماء والأرض والهواء فقط، بل إنهما نسختان عن بعضهما في الإسلام والسنة، والحصارِ والقصف، والخوف والهلع، والدمار والظلم، والشهداء والجرحى، والتهجير والاضطهاد، والركام والضعف، والحرمان وأدنى الحقوق، وعدم الرضوخ والهوان، كلتاهما عظيمة فلم تصبحا "توأم" بهذهِ البساطة.
انفصلت غزة عن الضفة الغربية في عام 2007، وبعدها فظع بها الإسرائيليون.
أما الغوطة فُتم فصلها عن دمشق بنهاية عام 2012، وتم تهميشها مع أهلها الذين يقطنونَ بداخلها.
غزة التي لطالما كان لها طابعٌ عنوانهُ اللاخنوع، غزة التي أبت أن تكون تحت سيطرةِ الصهاينة، حُوصرت غزة منذ 15 سنة وإلى الآن، غزة التي رفضت أن تُغتصبَ أرضها وأرض القدس، غزة التي حاصرها اليهود وشارك في حِصارها بعض الدول العربية ومنعوا عنها كل شيء: الماء والغذاء والدواء والكهرباء..
غزة رمز الصمود، كان سبب حِصار غزة هو خلاف حركتيِ فتح وحماس، هاتان الحركتانِ اللتان لطالما وقفتا لنصرة الشعب الفلسطيني من كيد اليهود وخُبثهم، رفضت غزة أن تكون ملجأً لليهود لكيلا يدنسوا أرض فلسطين الطاهرة شقيقة غزة الغوطة المحاصرة.
الغوطة الشرقية التي أصبحت منارةً لجُل الناس، تبعُد الغوطة الشرقية عن دمشق حوالي 2 كيلومتر، ويعود سببُ حصار الغوطة؛ لأنها ثارت في وجهِ نظام الأسد الذي كان محضناً للفتن والظلم وقتل الأبرياء العُزل، حصلت انشقاقات عديدة في جيش الأسد إلى جانب الثوار، فكان دور الجيش السوري الحر درء الفتن وحماية الثوار من بطش الأسد، بدأ حصارُ الغوطة منذ 2012 فبدأت ميليشيات الأسد تطبق الحصار على أهل الغوطة، وذلك خوفاً من امتداد الثورة إلى دمشق، قطعت ميليشيا الأسد عن الغوطة الكهرباء والماء والدواء وخدمة الهاتف الخليوي والأرضي، وقطعوا كل شيءٍ يمُت للحياةِ بصلة، ولو أنهم استطاعوا قطع "الأكسجين" والشمس عنا لقطعوها، كان لصمودِ غزة أثرٌ على نفوس السوريين؛ لذا أرادوا الصمود في وجه المفسدين.
لم ترحم طائرات الكيانِ الصهيوني أهالي غزة ولم تفرق بين طفلٍ ومدنيٍ وبريء، وحتى ميليشيا الأسد اقتدت بإسرائيل وضربت شعبها السوري بالطائرات والقذائف والصواريخ، تمادت إسرائيل وقصفت غزة بالفوسفور.
فكان الأسد أقسى من اليهود وضربَ الغوطة بغازات كيماوية عديدة، كم من عائلةٍ فلسطينية وسورية قضت نحبها تحت رُكام منزلها! كم من طفلٍ مات وهو رضيع! كم من أُم استُشهدت هي وجنينها، كم وكم وكم.. هناك الكثير الكثير من القصص الإنسانية التي دُفنت تحت الركام.
الأسد وإسرائيل آلتان مِن آلات الحرب لا تتوقفان أبداً فهما مدعومتان دولياً.
تحدثني "نداء" تلك الفتاة الفلسطينية الفاضلة، تكلمني عن غزة وأُكلّمها عن الغوطة فكلتاهما محاصرة وتوأم.
تحدثني نداء عن حصارِ غزة وفي صوتها لوعةٌ مؤلمة عن المحاصرين، تقول نداء: إن عدد الشهداء المدنيين قد بلغَ 2000 مدني، كُنت أطرح أسئلةً عديدةً على نداء وأنا في الغوطة لأقارن بين الحياةِ في غزة والغوطة.
سألتها عن المعابر فقالت: هناك ثلاثة معابر في قطاع غزة؛ بيت حانون ورفح وكرم أبو سالم، ولا يستطيعُ المدنيون ولا حتى المرضى الخروجَ من المعابر إلا بتعقيداتٍ معقدة جداً، تسألني نداء عن معابر الغوطة:
في الغوطة لا يوجد سوى معبر وحيد هو "مخيم الوافدين"، وهذا المخيم هو شكلي فحتى الهواء لا يمكنهُ أن يدخلهُ، فهناك مرضى وأكثر من 559 مريض سرطان يحتاجون للإخلاء ولكنهم محرومون، تركت ميليشيا الأسد هذا المعبر لتبادل الأسرى من جيشها الذي يقتل شعبه.
أسأل نداء عن كيفية تأمين المؤونة ووضع التعليم في غزة.
تجيب: يقوم أهالي غزة بحفر الأنفاق لتأمين مواردهم الغذائية، هناك مدارس ومعاهد متوسطة وهي تتبع للأونروا unrwa.
أما في الغوطة: في الماضي كان هناك أنفاقٌ، ولكن نظام الأسد قام بقصفها، حالياً يعتمد السكان في الغوطة على الاكتفاء الذاتي، ولكن التكليف باهظة جداً، أما عن التدريس هناك مدارس وكليات تتبع للائتلاف السوري.
كان هناك آثار جانبية عديدة للحصار وبدأ ظهور تلك الآثار على كلتا المدينتين، فبدأت الأوبئة والأمراض وانتهت بالمجاعات المميتة.
أيها التوأم.. "اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون".
صبراً يا أهلَ غزة ويا أهلَ الغوطة، فإن موعدكما النصر والجنة.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.
المصدر : http://www.huffpostarabi.com/mhmoud-seef-aldeen-taama/-_14702_b_19024926.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi
تعبيراتتعبيرات