الاثنين، 22 يناير 2018

كيف تمتلك جيشاً؟

كيف تمتلك جيشاً؟

قد يذهب عقلك إلى الجيش التقليدي بمعداته العسكرية وقادة الأفرع والأركان.

ولكن ما أقصده هنا هو جيش مختلف قائم على العقول وتجنيد الخيرات والكفاءات في (معركة التحرير).

استخدام تكتيك حرب العصابات وحرب العقول وكسب ميادين على أرض الواقع هو المكسب الحقيقي.

في معركة العقول، وهي معركة استخباراتية من الطراز الأول، ولكن عليك أولاً وضع ما تحتاجه من كوادر بشرية وتحديد التخصصات الرئيسية في المعركة.

أولاً دراسة ما يستخدمه عدوك من قوة ناعمة.. الإعلام.

ثانياً: امتلاك المعلومة وامتلاك قادة الرأي أو صناعتها مع الخطاب المناسب لكل فئات الشعب بمختلف الأيديولوجيات.

وهذا ما يتوجب عليه كل من خرج من مصر المتواجد في المنفى على أهبة الاستعداد بالتعليم والتدريب والتطوير في مجالات رجال الدولة؛ السياسة، الاقتصاد، الإعلام والرأي العام، القانون الدولي، والاستخبارات، وذلك عبر تأسيس أجهزة العلاقات العامة والرأي العام والإعلام وجهاز المعلومات، وتبادل الخبرات مع المؤسسات التي لديها الخبرات في هذه المجالات.

ثالثاً: عمل تقييم شامل للشباب ولنطلق عليهم جنود جيش التحرير، فمن امتلك المعلومة أصبح متقدماً بخطوة، وهو من يضع شروط المعركة، ولهذا بعد امتلاك القوة البشرية المناسبة والمؤهلة يبدأ توزيع الأدوار، فهناك الإعلاميون والسياسيون، وهناك قادة الرأي والحراك الجماهيري، وهناك جهاز المعلومات ورجالها، وبهذا تبدأ معركة الوعي بتجديد الخطاب الثوري، ونقل الخبرات من الثورات السابقة.

رابعاً: استدعاء الخبرات والتجارب السابقة، مثل الثورة الإيرانية، ودحر الانقلابات في الأرجنتين تشيلي، وكل ذلك لا يغفل عن تكوين الكوادر العسكرية عبر التحاق عناصرك بكل المؤسسات العسكرية التي تقبل كل الطلاب دون التدقيق على جنسية الدارس، وهي كثيرة في أوروبا وآسيا وأميركا، وكل ذلك لا يتم إلا برغبة وإرادة قوية من جموع الشباب في الخارج دون الالتفات إلى القيادات المتكلسة المتجمدة في أوصالها كل مظاهر التطوير والتغيير والتجديد.

وتأتي الطامة الكبرى في قيادات ونخب سياسية أصابها إلف الواقع والحياة بالخارج، وتركت مهمتها الحقيقية في إعداد ملفات التحرير، وإسقاط الانقلاب والدولة العميقة، وصناعة الكوادر اللازمة لإدارة الدولة رغم مرور ما يقرب من 5 سنوات.

وهناك قصور يصل إلى الإصابة في قلب الجسد ألا وهو الإخفاق الحقيقي في الملف الحقوقي والقانوني، والذي كان يستلزم الطرق على الحديد وهو ساخن، بإقامة العديد من القضايا الدولية التي نمتلك بها الكثير من الأدلة، ويأتي في مقدمتها أسر الشهداء في الخارج، والقيام بعمل توكيلات لمكاتب قانونية كبرى من أهالي الشهداء بالداخل.

أما الفن فحدث ولا حرج. الانقلاب الذى قام ضد أول رئيس منتخب مدني كان إعلامياً بحتاً، ويأتي بعده بترسيخ المفهوم عن طريق الدراما، وأن هؤلاء شرار الناس، وأنهم لم يفعلوا أي إنجاز يذكر.

ولذا وجب علينا اختراق هذا المجال بقوة، ووضع موضع قدم لنا بقوة، وأن يتم الإعلان عن شركات إنتاج ضخمة تقوم بأعمال درامية وتوجه نحو الجمهور المصري والعربي يكشف الحقيقة في صورة غير المعتاد عليها من المواطن المصري.

يرجع المواطن لبيته بعد يوم عمل شاق لا يريد سماع أخبار قد تقلب مزاجه، ولكن يريد شيئاً ترفيهياً يغير له متاعب العمل، فيتجه إلى الدراما، فهل نحن مشمرون لهذا المجال؟ ويجب علينا ألا نغفل عن أن هناك تجارب لشركات صغيرة، ولكن لها شرف المحاولة.

ومع كل هذا، ما زال الأمل يحدونا، ومعركتنا مع اليأس دائماً نحن المنتصرون فيها. دمتم صامدين في وجه الطغيان.


ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.


المصدر : http://www.huffpostarabi.com/adham-hassanein/post_16785_b_19049026.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi


تعبيراتتعبيرات