قبل عام من أيامنا هذه قام عون من أعوان الأمن وهو يتزين ببذلته الرسمية التي يسعى من خلالها لتطبيق القانون المغيّب على المعذبون في الأرض بصفع طالب جامعي, ذنب الطالب أنه خرج للشارع ليعبِّر عن سخطه ورفضه للظلم الذي يتعرض له في بلد الألف مليار دولار المنهوبة, ولكن عوض أن يحميه الشرطي ويوفِّر له الأمن والطمأنينة وحماية المسيرة من البلطجية والمنحرفين, راح يصفعه ويركله, ناهيك عن العشرات من أصدقائه الذين تم اعتقالهم قبل أن يطلق سراحهم, تفاعل الشباب حينها ورفضوا ما يتعرض له شباب المستقبل ولكن لا حياة لمن تنادي, فمن يفكّر بعقلية الكل أمني يصعب عليه فهم لغة العقل والسلمية.
اليوم يُضرب الطبيب ويُهان ببذلته الأنيقة وشعاراته الرقيقة, بالإضافة إلى اعتقال بعضهم. خرج الأطباء في احتجاج مشروع مطالبين بتحسين وضعيتهم المزرية التي يتخبطون فيها, بل وطالبوا بتحسين ظروف عملهم من خلال إجراءات تحفيزية وهذا حق لا مكرمة, جوبهت المطالب بالضرب والركل والاعتقال ولكم أن تتصوروا كيف يوظف النظام الحاكم ذلك الشرطي وهو يقمع أخاه الطبيب, وطبعا الحجة منع المسيرات في العاصمة التي تعتبر محمية
من محميات علي بابا كبيرهم وزبانيته ممن لا يمكننا حسابها وتعدادها.
ما قام أو ما يقوم به الشرطي تجاه الطبيب والطالب الجامعي والموظف والمواطن ما هو إلا حلقة من حلقات التسلُّط الذي نحياه ونعيشه بجميع تفاصيله، فثقافة الصفع والرَّكل والإهانة يتجرَّعها المواطن عشرات المرات في روتينه اليومي، بداية من الموظف إلى الطالب وصولا إلى المسؤول وبدورها المرأة المربية أو الماكثة بالبيت تعيش هذه الصفعة ولكن بمخرجات أخرى, فثقافة الاستبداد تتأصّل في المخيال المجتمعي تماما كما يتمسك الحاكم العربي بكرسيِّه ولو على جثث العزل والأبرياء.
مدخلات الصفع تعددت من بيروقراطية وفساد وعدم تحمل المسؤولية وهلم جرا، فالذي يجعلنا نأسف عن حالنا وما أصبحنا نتداوله ونتبادله عند أول لقاء أو عند بداية كل حديث هو السمفونية التي تجمعنا كمواطنين من الدرجة الثانية, ولعل السبب هو الأوضاع المزرية التي يحياها المواطن الجزائري, والمسبِّب هو اللوبيّات المتحكمة في صناعة القرار البعيدة عن الشرعية لكي لا أقول النزاهة والشفافية المنعدمة والتي عجّلت بالأوضاع التي يتخبط فيها البلد من فشل اقتصادي وسياسي وتدهور تربوي وإفلاس إعلامي وثقافي
قد يتساءل البعض إلى متى هذا الحال، ودوام الحال من المحال، فالذي أراه لن يخرج عن ثلاثية الإصلاح أو الثورة أو اللاّحدث وهذا الأخير أصبح السِّمة التي تستهويها النخب المفلسة ويروجها الإعلام المرتشي والمتواطئ في جميع الحالات والعدالة غير المستقلة، فالإصلاح لن يكون إلا بإرادة سياسية جادة يتحمّل تبعاتها صانع القرار المتحكم في الشأن الجزائري, وهذا قريب للخيال منه إلى الواقع, فالمفسد أبدا لن يكون مصلحا صالحا، أما الثّورة أو الفعل الثّوري لن يكون إلا بوعي حقيقي وعن طريق نخبة شجاعة قادرة على قيادة الحراك وتأطير الشارع, كما يجب أن يغلب عليها صوت العقل فهو أبلغ وأعذب من صوت القول, والثورة ليست كما قد يفهمها البعض من خراب وتخريب بل ثورة عن طريق قطع الفساد والإفساد بالوسائل السلمية الحضارية المتاحة مع الاجتهاد في صناعة البديل، ولن تكون هذه إلا إذا كان المفسد فيه ذرة من الوطنية والإنسانية, أما اللاّحدث فهو ما نعيشه حاليا من باب أخطي راسي ، من هنا يجب أن نبدأ بالتفكير والتخطيط لما بعد مرحلة اللاّحدث التي جعلت من الصفع والركل هيبة لمن يحمون المواطن ويسهرون على سير مؤسسات الدولة إن وجدت، وهي في الحقيقة تراكمات قد تأتي على الأخضر واليابس, فأي عبث نحياه وأي بؤس يصفعنا يوميا .
اليوم يُضرب الطبيب ويُهان ببذلته الأنيقة وشعاراته الرقيقة, بالإضافة إلى اعتقال بعضهم. خرج الأطباء في احتجاج مشروع مطالبين بتحسين وضعيتهم المزرية التي يتخبطون فيها, بل وطالبوا بتحسين ظروف عملهم من خلال إجراءات تحفيزية وهذا حق لا مكرمة, جوبهت المطالب بالضرب والركل والاعتقال ولكم أن تتصوروا كيف يوظف النظام الحاكم ذلك الشرطي وهو يقمع أخاه الطبيب, وطبعا الحجة منع المسيرات في العاصمة التي تعتبر محمية
من محميات علي بابا كبيرهم وزبانيته ممن لا يمكننا حسابها وتعدادها.
ما قام أو ما يقوم به الشرطي تجاه الطبيب والطالب الجامعي والموظف والمواطن ما هو إلا حلقة من حلقات التسلُّط الذي نحياه ونعيشه بجميع تفاصيله، فثقافة الصفع والرَّكل والإهانة يتجرَّعها المواطن عشرات المرات في روتينه اليومي، بداية من الموظف إلى الطالب وصولا إلى المسؤول وبدورها المرأة المربية أو الماكثة بالبيت تعيش هذه الصفعة ولكن بمخرجات أخرى, فثقافة الاستبداد تتأصّل في المخيال المجتمعي تماما كما يتمسك الحاكم العربي بكرسيِّه ولو على جثث العزل والأبرياء.
مدخلات الصفع تعددت من بيروقراطية وفساد وعدم تحمل المسؤولية وهلم جرا، فالذي يجعلنا نأسف عن حالنا وما أصبحنا نتداوله ونتبادله عند أول لقاء أو عند بداية كل حديث هو السمفونية التي تجمعنا كمواطنين من الدرجة الثانية, ولعل السبب هو الأوضاع المزرية التي يحياها المواطن الجزائري, والمسبِّب هو اللوبيّات المتحكمة في صناعة القرار البعيدة عن الشرعية لكي لا أقول النزاهة والشفافية المنعدمة والتي عجّلت بالأوضاع التي يتخبط فيها البلد من فشل اقتصادي وسياسي وتدهور تربوي وإفلاس إعلامي وثقافي
قد يتساءل البعض إلى متى هذا الحال، ودوام الحال من المحال، فالذي أراه لن يخرج عن ثلاثية الإصلاح أو الثورة أو اللاّحدث وهذا الأخير أصبح السِّمة التي تستهويها النخب المفلسة ويروجها الإعلام المرتشي والمتواطئ في جميع الحالات والعدالة غير المستقلة، فالإصلاح لن يكون إلا بإرادة سياسية جادة يتحمّل تبعاتها صانع القرار المتحكم في الشأن الجزائري, وهذا قريب للخيال منه إلى الواقع, فالمفسد أبدا لن يكون مصلحا صالحا، أما الثّورة أو الفعل الثّوري لن يكون إلا بوعي حقيقي وعن طريق نخبة شجاعة قادرة على قيادة الحراك وتأطير الشارع, كما يجب أن يغلب عليها صوت العقل فهو أبلغ وأعذب من صوت القول, والثورة ليست كما قد يفهمها البعض من خراب وتخريب بل ثورة عن طريق قطع الفساد والإفساد بالوسائل السلمية الحضارية المتاحة مع الاجتهاد في صناعة البديل، ولن تكون هذه إلا إذا كان المفسد فيه ذرة من الوطنية والإنسانية, أما اللاّحدث فهو ما نعيشه حاليا من باب أخطي راسي ، من هنا يجب أن نبدأ بالتفكير والتخطيط لما بعد مرحلة اللاّحدث التي جعلت من الصفع والركل هيبة لمن يحمون المواطن ويسهرون على سير مؤسسات الدولة إن وجدت، وهي في الحقيقة تراكمات قد تأتي على الأخضر واليابس, فأي عبث نحياه وأي بؤس يصفعنا يوميا .
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.
المصدر : http://www.huffpostarabi.com/anwar-sulaimani/story_b_18951224.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi
تعبيراتتعبيرات