كل يوم نقضيه من عمرنا وكل يوم نعيشه، تتضح رؤيتنا فيه للعالم من جهة، وندرك حجم المأساة من جهة أخرى، وحياتنا ما تلبث أن تزداد اختناقاً، هي بضعة أشهر فقط منذ أن دخلت عالم التدوين، لم أكن أتوقع أن يكون بهذه الصعوبة، خاصة حين تلقي نظرة على واقعنا المليء بالمآسي، والذي لا يتغير فيه سوى التاريخ والوقت منذ 2011؛ لذلك وجدتني أكرر نفس العبارات ونفس الأوصاف في جلّ مقالاتي وتدويناتي، ولا شيء يتغير سوى زاوية النظر والتصوير.
همّي الأول أن أجد ذرة بياض في ظل هذا السواد الأعظم الذي نعيشه، مستعيناً بركيزتين أساسيتين، قراءاتي في الكتب وحواراتي اليومية إما مع أصدقاء أو زملاء في الجامعة أو أناس ألتقي بهم في يومياتي، أسعى من خلالهم لاستنباط واستخراج ما يؤرق مجتمعاتنا حتى أحاول الحديث ووصفه في بضع كلمات محدودة.
لكن وجدت نفسي بعد بضعة أشهر كل ما أفعله ويفعله كثيرون من المدونين وهم لا يعلمون أنهم يضعون يدهم على الجرح نفسه فقط كل مرة دون محاولة فعلية لعلاجه ودون طرح حلول واقعية فهو أقرب إلى استعراض عضلات لغوية إن صح القول؛ لهذا يستفزني كثير من المتثاقفين أو أشباه المثقفين -إن صح الوصف- الذين يدّعون المعرفة والعلم الواسع، وأكبر رد فعل لهم تجاه أي قضية جمل ساذجة على جدران حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي.
في حين باقي نشاطاتهم تقتصر على السفر بين البلدان وحضور الملتقيات والندوات والتقاط الصور لا غير؛ لأن تفسير العالم اليوم بالنسبة لهم لم يعد بالسهولة التي كان عليها من منتصف القرن العشرين حتى آخره فقد تنقد طرفاً اليوم باسم طرف آخر تجدهم غداً قد تصالحوا والخاسر الوحيد أنت.
فرغم أن موازين القوى لم تتغير كثيراً فإن من يدفع الثمن اليوم أصبح واحداً لا غير تلخصه ثنائيتان أساسيتان (عربي - مسلم)، كل هذا متوقع إذا تعمقت في التاريخ ومساره، وليس من الضروري أن ينّظر لنا مثقفونا وينبهونا لأننا في القاع، فهذا نعرفه منذ طفولتنا المريرة، كيف لا وأول ما نتعلمه من شعر العرب الذي يعتبر ديوانهم ومنتهى حكمتهم والمؤرخ الأول لحياتهم القبلية، هو البكاء على الأطلال، زرعوا فينا النوستالجيا منذ صبانا، أوهمونا بأن مجدنا سيعود هذا إذا اعتبرنا أن لنا مجداً بالأساس.
وحتى إن اعتبرنا أن لنا مجداً يجب استرداده، فالسؤال الأول هنا الذي يجب أن نطرحه ليس كيف نسترده بل ممن نسترده في عالم أصبح في الفصل بين الخبيث والطيب، كمحاولة غربلة الماء.
أدركت بعد وقت قصير أنه حتى تكون مدوّناً ناجحاً، ليس من الضروري أن تمتلك الموهبة الكتابية ولا الخلفية الثقافية والفكرية أو الرغبة في إيصال أفكارك، فأغلب من يدوّن اليوم هم بالأساس هم رعاة لمشاريع غيرهم، دفعهم حب الشهرة والبحث عن صورة مزيفة للمثقف إلى أن يكتبوا أي شيء، دافعهم الوحيد الوصول للأكثر مقروئية، ما دامت مواقع التواصل تستطيع أن تلبسك كل الأقنعة، قناع التقوى والورع، أو قناع الثوري الباسل وغيرها من الأقنعة، فأنت تكون شاباً مغموراً تطمح لإيصال أفكارك للناس هذا صعب جداً لهذا؛ لأن ذلك أقرب لصرخة نملة، على حد تعبير السينما المصرية.
همّي الأول أن أجد ذرة بياض في ظل هذا السواد الأعظم الذي نعيشه، مستعيناً بركيزتين أساسيتين، قراءاتي في الكتب وحواراتي اليومية إما مع أصدقاء أو زملاء في الجامعة أو أناس ألتقي بهم في يومياتي، أسعى من خلالهم لاستنباط واستخراج ما يؤرق مجتمعاتنا حتى أحاول الحديث ووصفه في بضع كلمات محدودة.
لكن وجدت نفسي بعد بضعة أشهر كل ما أفعله ويفعله كثيرون من المدونين وهم لا يعلمون أنهم يضعون يدهم على الجرح نفسه فقط كل مرة دون محاولة فعلية لعلاجه ودون طرح حلول واقعية فهو أقرب إلى استعراض عضلات لغوية إن صح القول؛ لهذا يستفزني كثير من المتثاقفين أو أشباه المثقفين -إن صح الوصف- الذين يدّعون المعرفة والعلم الواسع، وأكبر رد فعل لهم تجاه أي قضية جمل ساذجة على جدران حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي.
في حين باقي نشاطاتهم تقتصر على السفر بين البلدان وحضور الملتقيات والندوات والتقاط الصور لا غير؛ لأن تفسير العالم اليوم بالنسبة لهم لم يعد بالسهولة التي كان عليها من منتصف القرن العشرين حتى آخره فقد تنقد طرفاً اليوم باسم طرف آخر تجدهم غداً قد تصالحوا والخاسر الوحيد أنت.
فرغم أن موازين القوى لم تتغير كثيراً فإن من يدفع الثمن اليوم أصبح واحداً لا غير تلخصه ثنائيتان أساسيتان (عربي - مسلم)، كل هذا متوقع إذا تعمقت في التاريخ ومساره، وليس من الضروري أن ينّظر لنا مثقفونا وينبهونا لأننا في القاع، فهذا نعرفه منذ طفولتنا المريرة، كيف لا وأول ما نتعلمه من شعر العرب الذي يعتبر ديوانهم ومنتهى حكمتهم والمؤرخ الأول لحياتهم القبلية، هو البكاء على الأطلال، زرعوا فينا النوستالجيا منذ صبانا، أوهمونا بأن مجدنا سيعود هذا إذا اعتبرنا أن لنا مجداً بالأساس.
وحتى إن اعتبرنا أن لنا مجداً يجب استرداده، فالسؤال الأول هنا الذي يجب أن نطرحه ليس كيف نسترده بل ممن نسترده في عالم أصبح في الفصل بين الخبيث والطيب، كمحاولة غربلة الماء.
أدركت بعد وقت قصير أنه حتى تكون مدوّناً ناجحاً، ليس من الضروري أن تمتلك الموهبة الكتابية ولا الخلفية الثقافية والفكرية أو الرغبة في إيصال أفكارك، فأغلب من يدوّن اليوم هم بالأساس هم رعاة لمشاريع غيرهم، دفعهم حب الشهرة والبحث عن صورة مزيفة للمثقف إلى أن يكتبوا أي شيء، دافعهم الوحيد الوصول للأكثر مقروئية، ما دامت مواقع التواصل تستطيع أن تلبسك كل الأقنعة، قناع التقوى والورع، أو قناع الثوري الباسل وغيرها من الأقنعة، فأنت تكون شاباً مغموراً تطمح لإيصال أفكارك للناس هذا صعب جداً لهذا؛ لأن ذلك أقرب لصرخة نملة، على حد تعبير السينما المصرية.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.
المصدر : http://www.huffpostarabi.com/youcef-djamel-bekakira-/-_14733_b_19038260.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi
تعبيراتتعبيرات