ينتهي يومك الثقيل ويبقى أمامك ما هو أثقل من اليوم، يبقى أن تكتب عنه، أن تبرر ثقله، فتجد أنك لم تنجز أياً من المهام التي من المفترض أن تنجزها، كان يومك كئيباً، كل مشاريعك تأجلت بسبب ومن دون سبب لأجلٍ مسمى وأجلٍ غير مسمى، عمَّ ستكتب؟ عن اللاشيء؟! إنجازك صفر؟! فما هو "الصفر"؟
قد يكون هذا "الصفر" نظام حياتك فترةً من العمر؛ لذا عليك أن تحترمه كما تحترم حياتك نفسها، فقد يكون هذا "الصفر" تعريفاً آخر لشخصيتك أو مقداراً يسبق وحدة قدرك عن الآخرين.
قد تجد "الصفر" شعوراً يسكنك تماماً فلا تتمكن حتى من التعبير عنه، وغالباً ما نعجز عن التعبير عن الأمور العظيمة التي تحدث حولنا، قد تلمس شعور الصفر فلا تجده حزناً ولا سعادةً، ليس رضىً ولا سخطاً، مع أنك وحيد فإنك لا تشتاق إلى أحد!
قد تختار أغنية لتستمع إليها، لكن كلماتها لا تصل إليك؛ بل حتى لحنها لا يطربك، مع أنها من أغانيك المفضلة فإنها تبدو أبعد من صدى، تجلس أمام التلفاز تتابع فيلماً يُفترض أنه من النوعية التي تستمتع بمشاهدتها، لكن المَشاهد تبدو ضبابية.
على خط الأعداد، عليك أن تجد "الصفر" أولاً؛ لتعرف من أين تبدأ طريقك نحو الأعداد السالبة والموجبة، الصاعدة والنازلة، ومن نقطة الصفر تحدد اليمين واليسار، الأعلى والأسفل.
"الصفر" الذي نخشى الحصول إليه، يجعل من الواحد عشرة، ومن العشرة مائة، ومن المائة ألفاً.. وهكذا، تعجز الأرقام وهي ترتفع لتتعدى المرحلة التي تسير فيها، فلا ينقذها إلا "الصفر"، لتنتقل إلى المرحلة التالية، من العشرات الى العشرينات، ومن العشرينات الى الثلاثينات، ومن المئات إلى الآلاف، ومن الآلاف إلى مئات الآلاف، حتى إلى ما لا نهاية من المراتب.
يقال إن "الصفر" يسار؛ أي رقم لا يزيد من قيمته أو ينقصها، فماذا لو تجاهلْنا الأصفار الموجودة يسار أرقام الهواتف؟ هل سنتمكن من التواصل مع أصحابها؟ بالطبع، لا.. فالصفر على اليسار له الفضل في جعلنا نتكلم مع أناس تفصلنا بينهم جبال وبحار وصحارى وأنهار.
أصبح "الصفر" شمال الأرقام يفتح لنا العالم، ومع ذلك نصف الإنسان عديم الجدوى بأنه صفر على الشمال! وكأننا لا نقدر إلا الفتوحات العسكرية.
لذا، أن نجد أنفسنا محاصَرين من قِبل "الصفر"، فهذا يستفز فينا انفعالات مضاعفة، قد نكتب عن مشاعرنا الصفرية أكثر مما سواها، فلا عجب أن يكون اختراع "الصفر" أخذ من الوقت ما لم تأخذه بقية الأرقام، كما أن اختراعه ترك من الأثر ما لم تتركه.
كذلك، هي مرحلة "الصفر" التي قد تطبَّق علينا، فتجعلنا نتلفَّت يميناً ويساراً لنتخذ قرار الخطوة التالية، فقد تكون ولادة لنجاح أو فشل، ارتفاع أو انخفاض، قد تكون العطسة التي تبشر بأننا بخير ومستعدون للحياة.
قد يكون هذا "الصفر" نظام حياتك فترةً من العمر؛ لذا عليك أن تحترمه كما تحترم حياتك نفسها، فقد يكون هذا "الصفر" تعريفاً آخر لشخصيتك أو مقداراً يسبق وحدة قدرك عن الآخرين.
قد تجد "الصفر" شعوراً يسكنك تماماً فلا تتمكن حتى من التعبير عنه، وغالباً ما نعجز عن التعبير عن الأمور العظيمة التي تحدث حولنا، قد تلمس شعور الصفر فلا تجده حزناً ولا سعادةً، ليس رضىً ولا سخطاً، مع أنك وحيد فإنك لا تشتاق إلى أحد!
قد تختار أغنية لتستمع إليها، لكن كلماتها لا تصل إليك؛ بل حتى لحنها لا يطربك، مع أنها من أغانيك المفضلة فإنها تبدو أبعد من صدى، تجلس أمام التلفاز تتابع فيلماً يُفترض أنه من النوعية التي تستمتع بمشاهدتها، لكن المَشاهد تبدو ضبابية.
على خط الأعداد، عليك أن تجد "الصفر" أولاً؛ لتعرف من أين تبدأ طريقك نحو الأعداد السالبة والموجبة، الصاعدة والنازلة، ومن نقطة الصفر تحدد اليمين واليسار، الأعلى والأسفل.
"الصفر" الذي نخشى الحصول إليه، يجعل من الواحد عشرة، ومن العشرة مائة، ومن المائة ألفاً.. وهكذا، تعجز الأرقام وهي ترتفع لتتعدى المرحلة التي تسير فيها، فلا ينقذها إلا "الصفر"، لتنتقل إلى المرحلة التالية، من العشرات الى العشرينات، ومن العشرينات الى الثلاثينات، ومن المئات إلى الآلاف، ومن الآلاف إلى مئات الآلاف، حتى إلى ما لا نهاية من المراتب.
يقال إن "الصفر" يسار؛ أي رقم لا يزيد من قيمته أو ينقصها، فماذا لو تجاهلْنا الأصفار الموجودة يسار أرقام الهواتف؟ هل سنتمكن من التواصل مع أصحابها؟ بالطبع، لا.. فالصفر على اليسار له الفضل في جعلنا نتكلم مع أناس تفصلنا بينهم جبال وبحار وصحارى وأنهار.
أصبح "الصفر" شمال الأرقام يفتح لنا العالم، ومع ذلك نصف الإنسان عديم الجدوى بأنه صفر على الشمال! وكأننا لا نقدر إلا الفتوحات العسكرية.
لذا، أن نجد أنفسنا محاصَرين من قِبل "الصفر"، فهذا يستفز فينا انفعالات مضاعفة، قد نكتب عن مشاعرنا الصفرية أكثر مما سواها، فلا عجب أن يكون اختراع "الصفر" أخذ من الوقت ما لم تأخذه بقية الأرقام، كما أن اختراعه ترك من الأثر ما لم تتركه.
كذلك، هي مرحلة "الصفر" التي قد تطبَّق علينا، فتجعلنا نتلفَّت يميناً ويساراً لنتخذ قرار الخطوة التالية، فقد تكون ولادة لنجاح أو فشل، ارتفاع أو انخفاض، قد تكون العطسة التي تبشر بأننا بخير ومستعدون للحياة.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.
المصدر : http://www.huffpostarabi.com/thuraya-al-shibany-/story_b_18957248.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi
تعبيراتتعبيرات