الاثنين، 22 يناير 2018

عرب أتراك في الأناضول وتركمان في بلاد العرب.. كيف استقر هؤلاء على حدود تركيا وسوريا والعراق؟

عرب أتراك في الأناضول وتركمان في بلاد العرب.. كيف استقر هؤلاء على حدود تركيا وسوريا والعراق؟

قد يعتقد البعض أن تركيا حديثة العهد بالعرب بعد أن دخلها السوريين، إلا أن هذا ليس صحيحاً، فإذا كنت تستقل سيارة أجرة في إسطنبول بكل تأكيد ستجد سائقين أتراك يتحدثون العربية بشكل جيد جداً، وذلك لأن أصولهم عربية.

ويشكل العرب ثالث أكبر مجموعة سكانية في تركيا، ويتوزعون في مناطق مثل أنطاكية (هاتاي ولواء إسكندرون) وماردين وأورفا ومرسين وأضنة وعنتاب وعثمانية وكلس.

وبخلاف الفكرة الشائعة عن تركز المهاجرين العرب في إسطنبول والمدن الكبرى، يعيش عرب تركيا (العرب لساناً والأتراك مواطنة) في جنوب ووسط وشرق الأناضول.



من هم عرب تركيا؟





وكثير من العرب الأتراك من المواطنين السنة وهناك نسبة كبيرة من العلويين خاصة في أنطاكية وهاتاي، وهناك أيضاً حي مسيحي عربي في هاتاي ومئات من المسيحيين العرب الأتراك في أنطاكية التي توجد فيها بطريركية أنطاكية التاريخية الأرثوكسية الشرقية.

في العام 2006 قدرت نسبة من يتحدثون اللغة العربية كلغة أم من المواطنين الأتراك بخمسمائة ألف مواطن تركي، ولكن تقديرات أعداد عرب تركيا ربما تكون ضعفي هذه الدراسة، ويتوقع أن تزيد الأعداد مع موجات الهجرة والتوطين الأخيرة (رابط خبر تجنيس السوريين)
إذ تتراوح الأرقام حسب إحصاءات مختلفة بين المليون ونصف والمليوني مواطن تركي عربي قبل 2011 ، لكن أرقام تعداد السكان التركي الرسمي لا تتضمن إحصاءات عن العرق

ولا يستخدم مصطلح "الأقلية" لوصف العرب أو الأكراد من المواطنين الأتراك، فالأقليات المعترف بها رسمياً كأقلية هي المنصوص عليها في معاهدة لوزان وهي الأرمن واليونانيون واليهود، لكن الأكراد الذين يشكلون قرابة خمس السكان والعرب لا يعتبرون أقلية بالمعنى الرسمي والقانوني.



لهجات عرب تركيا





ويتحدث العرب الأتراك نوعين من اللهجات العربية، ففي هاتاي يتحدثون العربية الشرقية وفي جنوب وشرق الأناضول يتحدثون بلهجة بلاد ما بين النهرين العربية.

ولا يجد العرب الأتراك صعوبة في العيش مع غيرهم من المواطنين الأتراك، إذ يتكلم غالبهم التركية أيضاً التي تعتبر لغة التعليم والعمل والمعاملات الرسمية، بينما يتحدث كثير منهم في البيت ومع الأقارب بلهجات عربية مختلفة بعضها أقرب للهجات السورية في إدلب والرقة ودير الزور، وبعضها أقرب للهجات شمال العراق وغربه في الموصل.

ويلاحظ أن نسبة غير محددة من العرب الأتراك لا يجيد أو لا يستطيع القراءة بالعربية لكنه يجيد الحديث الشفوي بها.

وفي ماردين المدينة التي يكثر فيها الحديث بالعربية، يقدس الناس نظام العائلة والأسرة والبيت، فيسأل أحدهم الآخر ليتعرف عليه أسئلة (من بيت من أنت؟ أو ما هي عائلتك؟ أو من هو جدك أو كبير عائلتك؟) كطريقة للتعارف على شخص ما







وفي سوريا كان التركمان يشاركون في الحكم بحلول القرن الثاني عشر حينما تولي عماد الدين زنكي التركي ولاية حلب وما حولها، وكانت خدماتهم العسكرية سبب استقرارهم حول حلب ودمشق وكان لديهم وجود على ساحل الشام والجولان.

وتأثر التركمان كثيراً بالعرب والكرد الذين يعيشون معهم كما أثروا فيهم، ودخلت كثير من المفردات اللغوية التركية للهجات العامية العربية، وتداخل التراث والعادات والتقاليد بين المجتمعات التركمانية والعربية والكردية، لكن الحروب في سوريا والعراق أدت لحملات تهجير وتوترات عرقية جعلت التعايش بين الجماعات العرقية أكثر صعوبة.


المصدر : http://www.huffpostarabi.com/2018/01/12/story_n_18985112.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi


تعبيراتتعبيرات