الأحد، 11 فبراير 2018

الحادثة الأولى من نوعها في الأعوام الـ30 الأخيرة.. ماذا يعني قيام إسرائيل بكبرى خطواتها في الحرب السورية؟

الحادثة الأولى من نوعها في الأعوام الـ30 الأخيرة.. ماذا يعني قيام إسرائيل بكبرى خطواتها في الحرب السورية؟

شهدت الحرب السورية بالفعل عدداً كبيراً من التحولات هذا العام، لكن في عطلة نهاية هذا الأسبوع، شهدت واحدة من أكثر الانعطافات التي يترتب عليها تبعات. السبت 10 فبراير/شباط 2018، أعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذه هجوماً جوياً "واسع النطاق" داخل سوريا، بعد صداماتٍ متبادلة ليلاً أُسقِطَت فيها طائرة إيرانية من دون طيار داخل إسرائيل وطائرة إسرائيلية من طراز "إف-16" بنيران المضادات السورية.

ورغم قربها من سوريا، وقفت إسرائيل بدرجةٍ كبيرة على هامش الصراع السوري طيلة السنوات السبع الماضية. لكنَّ ضربات السبت تشير -وفق صحيفة The Washington Post- إلى أنَّ المطاف قد ينتهي بها قريباً مُستدرَجةً إلى صراعٍ، يبدو فوضوياً على نحوٍ متزايد بعد هزيمة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). وإذا ما أصبحت إسرائيل بالفعل أكثر انخراطاً في القتال الدائر بالجوار، فقد يكون لذلك عواقب وخيمة بالنسبة للحرب في سوريا، وللمنطقة ككل.




كيف كان انخراط إسرائيل في الحرب السورية حتى الآن؟






تتشارك إسرائيل حدوداً محل نزاع مع سوريا (هضبة الجولان)، ولديها علاقات طويلة عدائية علناً، ليس مع حكومة بشار الأسد وحسب؛ بل كذلك مع حليفتي سوريا؛ إيران وميليشيا حزب الله. لكنَّ إسرائيل أيضاً لا تمتلك سبباً يُذكَر لدعم داعش أو المجموعات الإسلامية التابعة للقاعدة، الطرفين اللذين أصبحا المنافس الرئيسي للحكومة السورية.

مع ذلك، نفَّذت إسرائيل عشرات الضربات الجوية السرية ضد قوافل أسلحة حزب الله بسوريا. وفي العموم، لم تُعلَن هذه التدخُّلات علانيةً وكانت صغيرة النطاق. وامتنعت قوات الحكومة السورية وحلفاؤها عن الرد بشكلٍ عام؛ خشية فتح جبهةٍ أخرى في الصراع الفوضوي بالفعل.
لكنَّ الأمور بدأت تتغير على مدار العام الماضي (2017)، بعدما فقد داعش الأرض واستعادت قوات الأسد وحلفاؤها السيطرة على الصراع.
في عام 2017، اعترضت إسرائيل على اتفاق وقف إطلاق نار جزئي برعاية الولايات المتحدة وروسيا، بحجة أنَّه يسمح بالتوسُّع الإيراني قرب حدود إسرائيل. وكان الكثيرون بإسرائيل يخشون، ليس فقط من أنَّ إيران وحلفاءها قد يُرسِّخون أنفسهم قرب الحدود الإسرائيلية؛ بل أيضاً من أنَّ حزب الله يستخدم القتال في سوريا كوسيلة للتدرُّب وأنَّ إيران ربما تساعد الحزب في تحسين استخدام الصواريخ دقيقة التوجيه.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أثناء زيارة لواشنطن في ديسمبر/كانون الثاني الماضي: "لن نسمح لهذا النظام بترسيخ نفسه عسكرياً في سوريا، مثلما يسعى، للغرض الواضح المتمثِّل في القضاء على بلدنا".




لماذا يختلف ما حدث السبت عن الضربات الإسرائيلية السابقة؟






نفَّذت إسرائيل عدداً من الهجمات داخل سوريا في الأشهر الأخيرة، لكنَّ حادثة السبت مختلفة. تقول إسرائيل إنَّ الحادثة بدأت بعبور طائرة بدون طيار إيرانية إلى داخل أراضيها قادمةً من سوريا في ساعات السبت الأولى. ونشر الجيش الإسرائيلي لاحقاً لقطاتٍ يقول إنَّها تُظهِر إسقاط الطائرة بدون طيار عبر مروحية هجومية.



المصدر : http://www.huffpostarabi.com/2018/02/11/story_n_19209928.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi


تعبيراتتعبيرات