من فترة كتب د. باسم يوسف على حسابه بالـ"فيسبوك"، أنه يخوض تجربة صيام الماء واستمر 4 أيام من دون أي طعام، وظل فقط مستمراً على شرب الماء.
وبما أن هناك بعض الأشخاص قالوا إنهم يفكرون في خوض تجربة صيام الماء، فيجب إذن أن أقوم بالتعليق وتوضيح بضع نقاط هامة.
أولا: بالنسبة لكلام د. باسم، فيجب توضيح أنه كان يقوم به لغرض تنقية الجسم من السموم وليس بهدف فقد الوزن؛ لأن هناك أشخاص فهموا الموضوع بشكل خاطئ تماماً.
إذا تجاهلنا أن الجسم موجود به "ديتكوس" إلهي يعمل على تنضيف الجسم من الملوثات اليومية التي نتعرض لها مثل الكبد، والرئتين، والكلى، والمرارة.
وبغض النظر عن أن هذا الكلام وهذا الصيام لا يصلح لأغلب الناس، لا سيما الأطفال والمراهقين والحوامل والرضَّع ومرضى السكر "1و 2" ومرضى الضغط والأمراض القلبية ومرضى النقرس والكبد والأمراض النفسية المرتبطة بالسمنة- فإن هذا النظام لا يصلح كذلك مع كبار السن أو أي شخص لديه مرض مزمن ويحتاج فيه لعلاج دائم.
لكن فكرة تجويع الجسم أياماً لها مضاعفات خطيرة صحية، ويمكن أن تصل للوفاة، خصوصاً عندما تقوم به، بشكل عشوائي، دون إشراف طبي، كما أنك لست طبيباً، ولا توجد لديك أبجديات عمل وظائف الجسم البشري، خصوصاً دخول الجسم في حالة hyponatremia، وهي انخفاض مستوى الصوديوم بالدم لمستوى خطير.
كما لا تفهم أنه بعد عدة أيام من دون أكل، ستدخل في حالة هبوط شديدة بالضغط وسكر الدم والأملاح وانهيار العضلات وتآكل الكتلة العضلية ومضاعفاتها، التي يمكن أن تصل لحالة تآكل بعض أنسجة العضلات ثم عملية إعادة بناء قاصرة.
وبعد كل هذا، ستبدأ في الهذيان حرفياً؛ بسبب الضعف الشديد وفقدان القدرة على التركيز؛ لاختلال وظائف الجهاز العصبي.. كما أنه من أكبر الأخطاء فكرة أنك ستعوض هذا بأخذ فيتامينات مع صيام الماء؛ لأن عدداً كبيراً من الفيتامينات والأدوية يحتاج لوسط دهني حتى يستطيع الجسم امتصاصها بالشكل الصحيح.
هذا بالإضافة إلى أنك من اليوم الثاني ستبدأ رغبتك في شرب الماء تقل جداً جداً، إلى جانب أن أغلب الناس يكون شربها الماء بكميات قليلة جداً؛ لطبيعة أجسامهم، وخصوصاً في الشتاء. بهذا الشكل، ستكون قد دخلت في مرحلة جفاف أعضاء الجسم، وهذه كارثة صحية، سيمتد أثرها معك طول العمر، لا قدر الله.
كما أوضح د.باسم أنه خاض تجربة الصيام تحت إشراف فريق طبي متكامل، وهو نفسه طبيب سابق.
لكن الصيام الصحي هو الصيام بالساعات وليس الانقطاع التام عن الأكل.
ليست أيضاً هذه هي المشكلة الوحيدة في كلامه، لكني توقفت أيضاً عند تعليق غريب جداً له، حيث قال: "الحيوانات المعتمدة على النباتات فقط في تغذيتها، من أين تأتي بالبروتين؟"، وإن أغلب ما تعلّمه في كلية الطب بهذا الموضوع كان خطأ.
أولاً: إذا أخذنا كلامه على محمل الجد، فبهذا الشكل يجب ألا نسمع لأي دكتور يتكلم أو يوضح رأيه بخصوص هذا الأمر، بحجة أن كل ما تعلّمه كان خطأ، بشهادة طبيب مثلهم.
ثانياً: بهذا الشكل، فإن باسم يوسف يتحدث في مجال لا دخل له به؛ لأنه ليس طبيب بيطري، وهناك أساتذة وأطباء بهذا التخصص، بإمكانهم التحدث في الأمر أفضل مني ومنه.
لكن ببساطة، الحيوانات العشبية تركيبتها وجهازها الهضمي مختلفان عن البشر، وطريقة التمثيل الغذائي وتفكيك الطعام لديها مختلفة، وإن تشابهت مع الإنسان في بعض النقاط. كما أن في أمعائها بكتيريا لديها القدرة على رفع نسب البروتين من الأعشاب.
لا أعرف كيف يقارننا بالحيوانات أو يقارن الحيوانات بنا وهي التي تأكل عشرات أو مئات الكيلوغرامات من النباتات يومياً وتبذل مجهوداً بدنياً لا يقارَن أبداً بأي إنسان؟! يعني أن الله -عز وجل- قد كرّمك عن البهائم بالعقل؛ لتعويض ضعف الجسم، فهل تريد أن تقارن نفسك بها؟!
هل هذا قياس يجوز من إنسان طبيب مثقف قارئ؛ أن نقول إن الفيل والزرافة طالما لا يأكلان بروتيناً حيوانياً وبنْيتهما قوية أيضاً، فيجب أن نقلدهما إذن؟!
وإذا تحدثنا بطريقته ودخلنا معه في هذه المقارنات، فليختر ما يشاء من الحيتان التي تأكل اللحوم، أو الأسود والصقور وهي حيوانات لاحمة وتعيش طويلاً وتُعتبر من أقوى الحيوانات.
شخصياً، أفضل أن أقلد الحوت أو الأسد وليس البقرة...
بالمناسبة، الحيوانات العشبية التي ذكرها، بغض النظر عن أن النباتات التي تأكلها غنية بعدد محدود من الأحماض الأمينية، ولكن تنقصها بعض الأحماض الأمينية من مصدر حيواني- فإنه مع ذلك يدخل أجسامهم بروتين مكتمل الأحماض الأمينية؛ لأن قدرتها على استخلاص ورفع نسب البروتين من النبات مختلفة عن قدرة الإنسان تماماً.
هذا بالإضافة إلى أنه في وسط هذه النباتات هناك كمٌّ مهول من الحشرات كالنمل الأبيض والجراد والصراصير والدبان والنحل والخنافس، وهذه كلها مليئة ببروتين عالي جداً ودهون، كما أن هذه الحشرات تأكلها بعض الشعوب في دول الشرق الأقصى! فهذا يعتبر مصدراً عالياً ومختلفاً للبروتين تحصل عليه أجسام الحيوانات.
نذهب الآن إلى جزئية جديدة، وهي vegan bodybuilders ولاعبي كمال الأجسام النباتيين، الذين كانوا يأكلون في الأساس لحوماً وبنواً كتلتهم العضلية أولاً على اللحوم، ثم بعدها تحولوا للنظام النباتي، حتى إن منهم من يحصل على الهرمونات، وهذا أمر واضح على الحجم والتشريح العضلي لكثير منهم.
وأغلب هؤلاء من الأجانب، هل يعرف أحدكم لاعب كمال أجسام نباتياً عربياً؟!
وهل القياس يكون على 5 أو 6 حالات؟
أو حتى لو كان هناك 10 أو 1000 لاعب من لاعبي كمال الأجسام نباتيين، فهل يدل ذلك على أن الموضوع ناجح لأي شخص من دون اتباع وسائل الاختبار المعتمدة والتي تستغرق عشرات السنين والتجارب على آلاف البشر؟!
دعك من كلام د.باسم يوسف، فهو أدرى بحالته والمناسب له، وخبرته كطبيب سابق تسمح له بذلك.. ودعنا نتحدث عنك أنت.. هل تريد تجربة صيام الماء واتباع باسم يوسف حتى تفقد الوزن؟! كيف ذلك وهو شخصياً ذكر أن هدفه من الصيام كان لأجل تنقية جسمه وليس فقدان الوزن؟!
أيضاً، هو لم يذكر كيف تحضّر نفسك لصيام الماء، وما الطعام الواجب أكله قبل البدء فيه. كما لم يذكر أيضاً أن هناك نسبة ألياف محددة وأطعمة معينة يجب أن تأكلها، وأطعمة يجب أن تُوقفها تماماً قبل عدة أيام من هذا الصيام.
أيضاً، لم يذكر أنه من المفروض أكل بعض الملح في أثناء الصيام؛ حتى لا تتعفن أمعاؤك، كما يفعل المضربون عن الطعام مثلاً.
لم يقل كذلك ماذا تفعل حتى تستطيع التوقف عن صيام الماء من دون أضرار.
أخاف أن تكون معتقداً أنه بإمكانك القيام بصيام الماء أسبوعاً مثلاً وبعدها التوقف وقتما تشاء، فتدخل مطبخك وتملأ معدتك "بمحشي وكشري والحلو أمّ علي"! لأنك بهذا الشكل تهيئ نفسك للدخول إلى مستشفى قصر العيني .
هناك محاذير كثير جداً، لكن باسم يوسف تجاهل ذكرها.
لا تنسَ أنك بعد عدة أيام من هذه المجاعة، ستعود للأكل أكثر من ذي قبل، وسيزيد وزنك أسرع من الأول؛ بسبب سرعة تخزين الدهون في الجسم بعد هذه الفترة من الحرمان، وخوف جسمك عليك من الوفاة، فيقوم بتخزينٍ أكثر تحسباً لأيام جوع قادمة. حرفياً، شربة المياه سيخزن جسمك منها الصوديوم.
يعني أنت لا تريد عمل حِمية غذائية أو رجيم، ولا تريد التوقف عن السكر والدقيق، ولا تريد ممارسة الرياضة، لكن لا مشكلة لديك في تجربة صيام انقطاعي عن كل هذا الأكل؟!
أليس من الأولى أن تقلل أكلك وطعامك من دون جوع أو حرمان؟!
دعنا من هذه النقطة، لكن هل أنت قادر على خوض تجربة صيام الماء لأي مدة؛ يوم، أسبوع، اثنين، شهراً؟
هل تعتقد أن جسمك، الذي ظل سنين يخزن الدهون في كل جزء، سيقدر في شهر واحد على أن يعالج نفسه ويصلح نفسه بنفسه ويكون منحوتاً حتى يصير كغصن البان؟!
وبما أن هناك بعض الأشخاص قالوا إنهم يفكرون في خوض تجربة صيام الماء، فيجب إذن أن أقوم بالتعليق وتوضيح بضع نقاط هامة.
أولا: بالنسبة لكلام د. باسم، فيجب توضيح أنه كان يقوم به لغرض تنقية الجسم من السموم وليس بهدف فقد الوزن؛ لأن هناك أشخاص فهموا الموضوع بشكل خاطئ تماماً.
إذا تجاهلنا أن الجسم موجود به "ديتكوس" إلهي يعمل على تنضيف الجسم من الملوثات اليومية التي نتعرض لها مثل الكبد، والرئتين، والكلى، والمرارة.
وبغض النظر عن أن هذا الكلام وهذا الصيام لا يصلح لأغلب الناس، لا سيما الأطفال والمراهقين والحوامل والرضَّع ومرضى السكر "1و 2" ومرضى الضغط والأمراض القلبية ومرضى النقرس والكبد والأمراض النفسية المرتبطة بالسمنة- فإن هذا النظام لا يصلح كذلك مع كبار السن أو أي شخص لديه مرض مزمن ويحتاج فيه لعلاج دائم.
لكن فكرة تجويع الجسم أياماً لها مضاعفات خطيرة صحية، ويمكن أن تصل للوفاة، خصوصاً عندما تقوم به، بشكل عشوائي، دون إشراف طبي، كما أنك لست طبيباً، ولا توجد لديك أبجديات عمل وظائف الجسم البشري، خصوصاً دخول الجسم في حالة hyponatremia، وهي انخفاض مستوى الصوديوم بالدم لمستوى خطير.
كما لا تفهم أنه بعد عدة أيام من دون أكل، ستدخل في حالة هبوط شديدة بالضغط وسكر الدم والأملاح وانهيار العضلات وتآكل الكتلة العضلية ومضاعفاتها، التي يمكن أن تصل لحالة تآكل بعض أنسجة العضلات ثم عملية إعادة بناء قاصرة.
وبعد كل هذا، ستبدأ في الهذيان حرفياً؛ بسبب الضعف الشديد وفقدان القدرة على التركيز؛ لاختلال وظائف الجهاز العصبي.. كما أنه من أكبر الأخطاء فكرة أنك ستعوض هذا بأخذ فيتامينات مع صيام الماء؛ لأن عدداً كبيراً من الفيتامينات والأدوية يحتاج لوسط دهني حتى يستطيع الجسم امتصاصها بالشكل الصحيح.
هذا بالإضافة إلى أنك من اليوم الثاني ستبدأ رغبتك في شرب الماء تقل جداً جداً، إلى جانب أن أغلب الناس يكون شربها الماء بكميات قليلة جداً؛ لطبيعة أجسامهم، وخصوصاً في الشتاء. بهذا الشكل، ستكون قد دخلت في مرحلة جفاف أعضاء الجسم، وهذه كارثة صحية، سيمتد أثرها معك طول العمر، لا قدر الله.
كما أوضح د.باسم أنه خاض تجربة الصيام تحت إشراف فريق طبي متكامل، وهو نفسه طبيب سابق.
لكن الصيام الصحي هو الصيام بالساعات وليس الانقطاع التام عن الأكل.
ليست أيضاً هذه هي المشكلة الوحيدة في كلامه، لكني توقفت أيضاً عند تعليق غريب جداً له، حيث قال: "الحيوانات المعتمدة على النباتات فقط في تغذيتها، من أين تأتي بالبروتين؟"، وإن أغلب ما تعلّمه في كلية الطب بهذا الموضوع كان خطأ.
أولاً: إذا أخذنا كلامه على محمل الجد، فبهذا الشكل يجب ألا نسمع لأي دكتور يتكلم أو يوضح رأيه بخصوص هذا الأمر، بحجة أن كل ما تعلّمه كان خطأ، بشهادة طبيب مثلهم.
ثانياً: بهذا الشكل، فإن باسم يوسف يتحدث في مجال لا دخل له به؛ لأنه ليس طبيب بيطري، وهناك أساتذة وأطباء بهذا التخصص، بإمكانهم التحدث في الأمر أفضل مني ومنه.
لكن ببساطة، الحيوانات العشبية تركيبتها وجهازها الهضمي مختلفان عن البشر، وطريقة التمثيل الغذائي وتفكيك الطعام لديها مختلفة، وإن تشابهت مع الإنسان في بعض النقاط. كما أن في أمعائها بكتيريا لديها القدرة على رفع نسب البروتين من الأعشاب.
لا أعرف كيف يقارننا بالحيوانات أو يقارن الحيوانات بنا وهي التي تأكل عشرات أو مئات الكيلوغرامات من النباتات يومياً وتبذل مجهوداً بدنياً لا يقارَن أبداً بأي إنسان؟! يعني أن الله -عز وجل- قد كرّمك عن البهائم بالعقل؛ لتعويض ضعف الجسم، فهل تريد أن تقارن نفسك بها؟!
هل هذا قياس يجوز من إنسان طبيب مثقف قارئ؛ أن نقول إن الفيل والزرافة طالما لا يأكلان بروتيناً حيوانياً وبنْيتهما قوية أيضاً، فيجب أن نقلدهما إذن؟!
وإذا تحدثنا بطريقته ودخلنا معه في هذه المقارنات، فليختر ما يشاء من الحيتان التي تأكل اللحوم، أو الأسود والصقور وهي حيوانات لاحمة وتعيش طويلاً وتُعتبر من أقوى الحيوانات.
شخصياً، أفضل أن أقلد الحوت أو الأسد وليس البقرة...
بالمناسبة، الحيوانات العشبية التي ذكرها، بغض النظر عن أن النباتات التي تأكلها غنية بعدد محدود من الأحماض الأمينية، ولكن تنقصها بعض الأحماض الأمينية من مصدر حيواني- فإنه مع ذلك يدخل أجسامهم بروتين مكتمل الأحماض الأمينية؛ لأن قدرتها على استخلاص ورفع نسب البروتين من النبات مختلفة عن قدرة الإنسان تماماً.
هذا بالإضافة إلى أنه في وسط هذه النباتات هناك كمٌّ مهول من الحشرات كالنمل الأبيض والجراد والصراصير والدبان والنحل والخنافس، وهذه كلها مليئة ببروتين عالي جداً ودهون، كما أن هذه الحشرات تأكلها بعض الشعوب في دول الشرق الأقصى! فهذا يعتبر مصدراً عالياً ومختلفاً للبروتين تحصل عليه أجسام الحيوانات.
نذهب الآن إلى جزئية جديدة، وهي vegan bodybuilders ولاعبي كمال الأجسام النباتيين، الذين كانوا يأكلون في الأساس لحوماً وبنواً كتلتهم العضلية أولاً على اللحوم، ثم بعدها تحولوا للنظام النباتي، حتى إن منهم من يحصل على الهرمونات، وهذا أمر واضح على الحجم والتشريح العضلي لكثير منهم.
وأغلب هؤلاء من الأجانب، هل يعرف أحدكم لاعب كمال أجسام نباتياً عربياً؟!
وهل القياس يكون على 5 أو 6 حالات؟
أو حتى لو كان هناك 10 أو 1000 لاعب من لاعبي كمال الأجسام نباتيين، فهل يدل ذلك على أن الموضوع ناجح لأي شخص من دون اتباع وسائل الاختبار المعتمدة والتي تستغرق عشرات السنين والتجارب على آلاف البشر؟!
دعك من كلام د.باسم يوسف، فهو أدرى بحالته والمناسب له، وخبرته كطبيب سابق تسمح له بذلك.. ودعنا نتحدث عنك أنت.. هل تريد تجربة صيام الماء واتباع باسم يوسف حتى تفقد الوزن؟! كيف ذلك وهو شخصياً ذكر أن هدفه من الصيام كان لأجل تنقية جسمه وليس فقدان الوزن؟!
أيضاً، هو لم يذكر كيف تحضّر نفسك لصيام الماء، وما الطعام الواجب أكله قبل البدء فيه. كما لم يذكر أيضاً أن هناك نسبة ألياف محددة وأطعمة معينة يجب أن تأكلها، وأطعمة يجب أن تُوقفها تماماً قبل عدة أيام من هذا الصيام.
أيضاً، لم يذكر أنه من المفروض أكل بعض الملح في أثناء الصيام؛ حتى لا تتعفن أمعاؤك، كما يفعل المضربون عن الطعام مثلاً.
لم يقل كذلك ماذا تفعل حتى تستطيع التوقف عن صيام الماء من دون أضرار.
أخاف أن تكون معتقداً أنه بإمكانك القيام بصيام الماء أسبوعاً مثلاً وبعدها التوقف وقتما تشاء، فتدخل مطبخك وتملأ معدتك "بمحشي وكشري والحلو أمّ علي"! لأنك بهذا الشكل تهيئ نفسك للدخول إلى مستشفى قصر العيني .
هناك محاذير كثير جداً، لكن باسم يوسف تجاهل ذكرها.
لا تنسَ أنك بعد عدة أيام من هذه المجاعة، ستعود للأكل أكثر من ذي قبل، وسيزيد وزنك أسرع من الأول؛ بسبب سرعة تخزين الدهون في الجسم بعد هذه الفترة من الحرمان، وخوف جسمك عليك من الوفاة، فيقوم بتخزينٍ أكثر تحسباً لأيام جوع قادمة. حرفياً، شربة المياه سيخزن جسمك منها الصوديوم.
يعني أنت لا تريد عمل حِمية غذائية أو رجيم، ولا تريد التوقف عن السكر والدقيق، ولا تريد ممارسة الرياضة، لكن لا مشكلة لديك في تجربة صيام انقطاعي عن كل هذا الأكل؟!
أليس من الأولى أن تقلل أكلك وطعامك من دون جوع أو حرمان؟!
دعنا من هذه النقطة، لكن هل أنت قادر على خوض تجربة صيام الماء لأي مدة؛ يوم، أسبوع، اثنين، شهراً؟
هل تعتقد أن جسمك، الذي ظل سنين يخزن الدهون في كل جزء، سيقدر في شهر واحد على أن يعالج نفسه ويصلح نفسه بنفسه ويكون منحوتاً حتى يصير كغصن البان؟!
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.
المصدر : http://www.huffpostarabi.com/eslam-ahmed-edris/story_b_19293292.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi
تعبيراتتعبيرات