منذ وقت طويل، وأنا أفكر في الإرهابي الذي يستخدم الدين كغطاء لعُنفه، مَن هو؟ ولماذا بداخله كل هذا العنف؟ هل هو ذلك الشخص المظلوم في المجتمع ولا يجد عملاً ولا حياة طبيعية؟ ومن ثَم تحول إلى إرهابي، كما شاهدت في بعض الأفلام، وما هي الظروف التي جعلته شخصاً لا يسرق مثلاً؛ لكي يأكل إنما يقتل الأطفال والنساء والشباب؟.. الموضوع مُحيّر.
وأنا جالسة أشاهد أحد البرامج على إحدى القنوات الفضائية، الذي يقدمه مذيع مشهور، كان يقول: إنه اليوم حزين؛ لأنه شاهد فتاة منتقبة كانت واقفة على كورنيش النيل ومعها شاب، وكان يلف يدَيه على وسطها، قمت بتغيير المحطة، فوجدت مسلسلاً مصرياً مشهوراً، وفي أحد المشاهد قام أحد الممثلين بتقليد داعية إسلامي مشهور، والمشهد وهو عبارة عن أن هذا الداعية يجلس مع شخص، قبل أن يقدم إحدى حلقات برنامجه، ثم تأتي فتاة وتتحدث إلى هذا الشخص، ثم أثناء خروجها ينظر إليها الداعية نظرة إعجاب.
بعد هذا المشهد تذكرت أحد الأشخاص وهو يقول إنه شاهد أحد المتدينين (هذا الوصف لأنه كان ذا لحية كثيفة) كان يتشاجر أمام إحدى صالات السينما؛ لأنه كان يريد أن يحجز تذكرة قبل بعض الأشخاص الذين لم يلتزموا بالطابور، ثم ضحك، وقال: "عامل نفسه متدين وجاي سينما"!
وأنا أشاهد وأفكر في كل ذلك، توالت في رأسي كل المشاهد والأدوار للمتدينين أو ذوي اللحى الكثيفة في الأفلام، هي دائماً أدوار نمطية ثابتة حول شخص متدين يسرح أثناء الصلاة في فتاة، أو أثناء الوضوء، أو أنه يفكر في إقامة علاقة مع امرأة جميلة.
ما هي المشكلة الحقيقية في أن فتاة منتقبة يقوم شاب باحتضانها في الشارع، لا بد أن هذا المذيع حزن لأنها لم تكن بشعرها؛ لأنها لو فتاة بشعرها لم تلفت انتباهه، إلا أن هذا خطأ يجب ألا يحدث، لماذا؟ هل لأن الفتاة المنتقبة نحن نشاهدها أفضل وأطهر من أي فتاة، ولو أننا نفكر في ذلك، معنى ذلك أن البنت التي لم ترتدي الحجاب هي فتاة ضالة حتى لا نحاسبها لو أخطأت، أما المنتقبة فهي الكاملة التي لم نرضَ لها بخطأ ولو صغير، الداعية الذي ظهر في المسلسل وهو ينظر إلى الفتاة لا بد من محاسبته ونظهره في المشهد بشكل خبيث بأنه داعية وينظر إلى فتاى، لكن لو شخص عادي، نظهر أن فعله هذا يدل على أن دمه خفيف، ومن الطبيعي أن ينظر إلى فتاة جميلة، ولن نحاسبه، وإن حاسبناه نقول: (عادي راجل زي كل الرجالة).
الشيخ أو المتدين الذي يريد أن يحجز تذكرة لقد ترك المسجد وذهب إلى السينما، هل المسجد لا بد فقط أن يمتلئ بأشخاص معينين؟ وهل السينما يدخلها أناس بعينهم مختلفون عن الداخلين للمساجد؟ وهل نحن مكسوفون من فننا لدرجة أننا نعرف أنه حرام، ومن الصعب مشاركة رجل متدين في ذلك؟ وهل نحن مفقود الأمل فينا فنفعل كل ما هو حرام؟ أما المتدين فيصلي ويتعبد لأنه أفضل منا؟
هل الشخص المتدين لا يجوز أن يفكر في نساء أو أي شيء آخر أثناء الصلاة؟ أما نحن كأشخاص عاديين فيحل دائماً التفكير في كل ما يحلو لنا أثناء العبادة، فأياً كان ما تحبه تسرح فيه.
بعض الناس يقولون نعم إن هذه ازدواجية، كيف لمتدين أو داعية أو منتقبة أن يخطئوا؟ أنا أقول: الازدواجية الحقيقية أن شخصاً يرتكب فعلاً بمعنى داعية يتحرش أو شيخ يزني أو منتقبة تستخدم النقاب لكي تسرق، وإذا أنتجت العديد من الأفلام حول هذه النماذج الذي تقوم بأفعال مشينة هذا لا يسيء إلى أحد أو يضر أحداً؛ لأن من الطبيعي أن تكون هناك نماذج مثل هذا في المجتمع، ولكن أحاسب شخصاً؛ لأنه يمارس أخطاء مثل ما أمارسها أنا الشخص العادي تحت فكرة أنهم يرتدون زياً إسلامياً، أو أنهم يدعون إلى الله، بحجة أنهم لا بد ألا يخطئوا؛ لأنهم يتحدثون عن الله ورسوله، نحن أيضاً نتحدث عن الله ولو حتى بقلوبنا، وليس سراً أننا بداخل نفوسنا نعطي لهم الأولوية في أنهم أصحاب القول الصحيح، لقد اكتسبوا منا هذه الهالة الضخمة المحيطة بهم.
بعد ذلك هناك طريقان، قد يغزو الغرور بعضهم ويستخدم الدين في كل شيء لتبرير القتل وكل ما يحلو له، أما أن يكون متديناً أو شيخاً دائم الدفاع عن نفسه بأنه يخطئ ولكن يظل شيخاً يعظ الناس، وفي هذه الحالة قد لا نحترمه كثيراً، ونقوم دائماً بانتقاده في كل الأوقات.
وأنا جالسة أشاهد أحد البرامج على إحدى القنوات الفضائية، الذي يقدمه مذيع مشهور، كان يقول: إنه اليوم حزين؛ لأنه شاهد فتاة منتقبة كانت واقفة على كورنيش النيل ومعها شاب، وكان يلف يدَيه على وسطها، قمت بتغيير المحطة، فوجدت مسلسلاً مصرياً مشهوراً، وفي أحد المشاهد قام أحد الممثلين بتقليد داعية إسلامي مشهور، والمشهد وهو عبارة عن أن هذا الداعية يجلس مع شخص، قبل أن يقدم إحدى حلقات برنامجه، ثم تأتي فتاة وتتحدث إلى هذا الشخص، ثم أثناء خروجها ينظر إليها الداعية نظرة إعجاب.
بعد هذا المشهد تذكرت أحد الأشخاص وهو يقول إنه شاهد أحد المتدينين (هذا الوصف لأنه كان ذا لحية كثيفة) كان يتشاجر أمام إحدى صالات السينما؛ لأنه كان يريد أن يحجز تذكرة قبل بعض الأشخاص الذين لم يلتزموا بالطابور، ثم ضحك، وقال: "عامل نفسه متدين وجاي سينما"!
وأنا أشاهد وأفكر في كل ذلك، توالت في رأسي كل المشاهد والأدوار للمتدينين أو ذوي اللحى الكثيفة في الأفلام، هي دائماً أدوار نمطية ثابتة حول شخص متدين يسرح أثناء الصلاة في فتاة، أو أثناء الوضوء، أو أنه يفكر في إقامة علاقة مع امرأة جميلة.
ما هي المشكلة الحقيقية في أن فتاة منتقبة يقوم شاب باحتضانها في الشارع، لا بد أن هذا المذيع حزن لأنها لم تكن بشعرها؛ لأنها لو فتاة بشعرها لم تلفت انتباهه، إلا أن هذا خطأ يجب ألا يحدث، لماذا؟ هل لأن الفتاة المنتقبة نحن نشاهدها أفضل وأطهر من أي فتاة، ولو أننا نفكر في ذلك، معنى ذلك أن البنت التي لم ترتدي الحجاب هي فتاة ضالة حتى لا نحاسبها لو أخطأت، أما المنتقبة فهي الكاملة التي لم نرضَ لها بخطأ ولو صغير، الداعية الذي ظهر في المسلسل وهو ينظر إلى الفتاة لا بد من محاسبته ونظهره في المشهد بشكل خبيث بأنه داعية وينظر إلى فتاى، لكن لو شخص عادي، نظهر أن فعله هذا يدل على أن دمه خفيف، ومن الطبيعي أن ينظر إلى فتاة جميلة، ولن نحاسبه، وإن حاسبناه نقول: (عادي راجل زي كل الرجالة).
الشيخ أو المتدين الذي يريد أن يحجز تذكرة لقد ترك المسجد وذهب إلى السينما، هل المسجد لا بد فقط أن يمتلئ بأشخاص معينين؟ وهل السينما يدخلها أناس بعينهم مختلفون عن الداخلين للمساجد؟ وهل نحن مكسوفون من فننا لدرجة أننا نعرف أنه حرام، ومن الصعب مشاركة رجل متدين في ذلك؟ وهل نحن مفقود الأمل فينا فنفعل كل ما هو حرام؟ أما المتدين فيصلي ويتعبد لأنه أفضل منا؟
هل الشخص المتدين لا يجوز أن يفكر في نساء أو أي شيء آخر أثناء الصلاة؟ أما نحن كأشخاص عاديين فيحل دائماً التفكير في كل ما يحلو لنا أثناء العبادة، فأياً كان ما تحبه تسرح فيه.
بعض الناس يقولون نعم إن هذه ازدواجية، كيف لمتدين أو داعية أو منتقبة أن يخطئوا؟ أنا أقول: الازدواجية الحقيقية أن شخصاً يرتكب فعلاً بمعنى داعية يتحرش أو شيخ يزني أو منتقبة تستخدم النقاب لكي تسرق، وإذا أنتجت العديد من الأفلام حول هذه النماذج الذي تقوم بأفعال مشينة هذا لا يسيء إلى أحد أو يضر أحداً؛ لأن من الطبيعي أن تكون هناك نماذج مثل هذا في المجتمع، ولكن أحاسب شخصاً؛ لأنه يمارس أخطاء مثل ما أمارسها أنا الشخص العادي تحت فكرة أنهم يرتدون زياً إسلامياً، أو أنهم يدعون إلى الله، بحجة أنهم لا بد ألا يخطئوا؛ لأنهم يتحدثون عن الله ورسوله، نحن أيضاً نتحدث عن الله ولو حتى بقلوبنا، وليس سراً أننا بداخل نفوسنا نعطي لهم الأولوية في أنهم أصحاب القول الصحيح، لقد اكتسبوا منا هذه الهالة الضخمة المحيطة بهم.
بعد ذلك هناك طريقان، قد يغزو الغرور بعضهم ويستخدم الدين في كل شيء لتبرير القتل وكل ما يحلو له، أما أن يكون متديناً أو شيخاً دائم الدفاع عن نفسه بأنه يخطئ ولكن يظل شيخاً يعظ الناس، وفي هذه الحالة قد لا نحترمه كثيراً، ونقوم دائماً بانتقاده في كل الأوقات.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.
المصدر : http://www.huffpostarabi.com/asma-helmi-mohamed/post_16890_b_19185300.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi
تعبيراتتعبيرات