الأربعاء، 14 فبراير 2018

حقيقة العرض الأميركي لإيران من أجل تبادل السجناء.. وهكذا تضغط طهران على الأوربيين بالطريقة نفسها

حقيقة العرض الأميركي لإيران من أجل تبادل السجناء.. وهكذا تضغط طهران على الأوربيين بالطريقة نفسها

في شهر ديسمبر/كانون الثاني 2017، حاولت إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، فتح قنوات للاتصال بالحكومة الإيرانية؛ للتشاور سرياً فى أمر تبادل السجناء بين البلدين، وتضاربت الأقوال حول ردِّ طهران على هذا الطلب.

وفي تقرير نشرته جريدة "وول ستريت جورنال"، ذكرت أن مسؤولين أميركيين شهدوا أمام محكمة العدل الدولية بأن نائب وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية، توماس شانون، حاول التشاور مع إيران أكثر من مرة؛ من أجل عقد صفقة لتبادل السجناء خلال اجتماع دولي في فيينا.

وعلى الجانب الآخر، نقلت الجريدة ردَّ إيران "غير الرسمي"، على لسان مسؤول رفيع المستوى لم يتم ذكر اسمه، قائلاً: "إيران ترفض التحاور مع ترامب، الذي يصر على تهديداته لبلادنا".




إيران لا تثق بترامب





تواصل "هاف بوست عربي" مع أحد المسؤولين في وزارة الخارجية الإيرانية والذي رفض كشف هويته، وقال إن الولايات المتحدة بالفعل طلبت من إيران التفاوض 3 مرات.

وأضاف أنه كانت هناك رغبة حقيقية من جانب وزارة الخارجية الإيرانية والحكومة في التفاوض، لكن جاء الرفض من جهة المرشد الأعلى، موضحاً أن هناك مفاوضات داخل النظام الإيراني من أجل إمكانية التراجع عن هذا الرفض؛ لتحقيق بعض المكاسب، مثلما حدث خلال حكم الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما. لكن "إلى الآن، لم تصل لنا أي إجابة من المسؤولين البارزين في إيران سوى الرفض كردٍّ على تهديدات ترامب المستمرة".

ويرى مسؤول الخارجية الإيرانية أنه من الأفضل التفاوض مع الولايات المتحدة كما حدث مع إدارة أوباما بعد الاتفاق النووي وتم الإفراج عن 5 سجناء أميركيين وإيرانيين حاملين للجنسية الأميركية، في مقابل الإفراج عن 7 مواطنين إيرانيين كانوا قد اعتُقلوا في الولايات المتحدة، بجانب الإفراج عن بعض أموال الأصول الموجودة لإيران.

ويقول السياسي الإيراني، المحسوب على التيار المحافظ، مهرداد قاسمى، في حديثه لـ"هاف عربي بوست"، إن الرئيس الأميركي ترامب "غير جدير بالثقة"، ولا يمكن التفاوض معه على أى شيء.

وأكد أن إيران ليست في موقف ضعيف لكي تتفاوض، "الأميركيون المعتقلون في إيران اتُّهموا بالتجسس، ولابد أن ينالوا عقابهم"، على حد تعبيره.




إيران تستفيد من اعتقال الأجانب





يُذكر أنه بعد إبرام الاتفاق النووي وفي مطلع عام 2016، توصلت إدارة الرئيس السابق أوباما لاتفاق مع المسؤولين بطهران؛ للإفراج عن 5 سجناء أميركيين، اتهمهم القضاء الإيراني بتهم التجسس لدولة أجنبية، وكان من بينهم مراسل جريدة "واشنطن بوست"، مقابل الإفراج عن 7 إيرانيين اعتُقلوا في الولايات المتحدة بتهم التعاملات التجارية مع شركات إيرانية تخضع للعقوبات الأميركية.

لكن، ما أثار ردود فعل الكثيرين خارج إيران وداخلها، خلال تلك الصفقة، هو إفراج واشنطن عن مليارات الدولارات من الأصول المجمدة لإيران، مما جعل البعض يردِّد أن النظام الإيراني يقوم باعتقال المواطنين الغربيين من أجل التفاوض على مثل تلك الأمور، وليس بسبب قيامهم بالتجسس.

ويقول الصحفي الإيراني "يغما" (اسم مستعار)، إنه فى عام 2016، وبعد الإفراج عن 5 معتقلين أميركيين، قام الحرس الثوري الايراني باعتقال نحو 30 شخصاً من حاملي الجنسيات الأوروبية ومزدوجي الجنسية بتهم التجسس.

وعلى سبيل المثال، اعتقلت وزارة الاستخبارات الإيرانية صحفية مؤسسة "رويترز" نازانين زغارى، التي تحمل الجنسية البريطانية، وكانت قد جاءت إلى إيران ضمن برنامج لتدريب الصحفيين، وتم اتهامها بتهمة التخطيط للإطاحة بنظام الحكم، ولم يُفرج عنها حتى الآن.

وأضاف الصحفي أن حكومات المعتقلين لا تتواصل مع الحكومة الإيرانية بجدية من أجل معرفة مصير مواطنيها؛ "بل من يتواصلون معنا أو مع مسؤولي الحكومة هم أهالي هؤلاء المعتقلين، وللأسف لا يستطيعون -في أغلب الأوقات- معرفة حتى أماكن احتجاز ذويهم".

وأضاف أن المنظمات الدولية خاطبت الحكومة الإيرانية كثيراً؛ من أجل تمكينهم فقط من توكيل محامي المعتقلين وضمان تعرُّضهم لمحاكمات عادلة، إلا أن الحكومة الإيرانية تكتفي بعدم الرد.

في المقابل، صرح فاضلي جعفري، العضو السابق بمجلس حقوق الإنسان في طهران، لـ"هاف بوست عربي"، إن إيران لديها نحو 50 معتقلاً في الولايات المتحدة فقط، وإنهم محتجزون بسبب تهم لا أساس لها من الصحة.


المصدر : http://www.huffpostarabi.com/2018/02/14/story_n_19233350.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi


تعبيراتتعبيرات