الخميس، 15 فبراير 2018

هل تعرقل روسيا جهود طهران في سوريا؟ فايننشال تايمز: إيران تواجه معركة شاقة للاستفادة من الحرب السورية

هل تعرقل روسيا جهود طهران في سوريا؟ فايننشال تايمز: إيران تواجه معركة شاقة للاستفادة من الحرب السورية


نشرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، في تقرير لها الأربعاء 14 فبراير/شباط 2018، قالت فيه إن إيران تسعى للاستفادة من استثمارها الكبير في سوريا، على شكل عقود اقتصادية في مجال الإعمار، وتبادل ثقافي، وفتح فروع للجامعات الإيرانية في المدن السورية، مشيرة إلى برنامج تبادل مصغر بين جامعة أزاد الإسلامية وجامعة حلب.

وذكرت الصحيفة أن طهران أنفقت أكثر من 6 مليارات دولار، وخسرت المئات من جنودها، وكانت المبادر الأول لمساعدة رئيس النظام السوري بشار الأسد، في مواجهة الثورة، حيث حشدت القوات العسكرية من العراق ولبنان وأفغانستان، مستدركة بأنها تواجه معركة شاقة للحصول على عائدات من استثمارها الكبير في سوريا.

وتابعت: "الشركات الإيرانية والمؤسسات التابعة للحرس الثوري حصلت نظرياً على عقود اقتصادية ثمينة، وتم توقيع اتفاق تفاهم لإدارة وتشغيل الهواتف النقالة، بالإضافة إلى دور مهم يعود عليها بالربح الكبير من خلال مناجم الفوسفات".

وأضافت: "وحصلت كذلك على أراضٍ زراعية وخطط لفتح فروع للجامعات الإيرانية في سوريا، إلا أن رجال الأعمال ودبلوماسيين شكَّكوا في إمكانية تحقق الربح السريع".



تفضيل الروس





وقال دبلوماسيون في حديثهم للصحيفة البريطانية، إن تطبيق هذه الاتفاقيات مؤجل؛ بسبب تفضيل المسؤولين في النظام السوري الروس، ورغبتهم في جذب العقود الروسية والصينية، وخشيتهم من محاولات إيران زيادة تأثيرها.

وقال رجل أعمال سوري: "انظر إلى الاتصالات، هناك فقط مذكرة تفاهم منذ عام أو أكثر، ولم يوقعوا العقد بعد".

وتشعر إيران رغم هذه التضحيات كلها، بأن جهودها للاستفادة من مصادر سوريا الطبيعية وعقود إعمارها ربما عُرقلت بسبب وجود أكبر داعم دولي لدمشق، وهي روسيا، التي تدخَّلت عسكرياً عام 2015 لإنقاذ الأسد، وحرفت الحرب لصالحه، حسب الصحيفة.

وتوضح أن الإيرانيين والروس والأوروبيين يحذرون من أنه من المبكر الحديث عن مكاسب محتملة من إعادة إعمار نظرية، وأن الأمم المتحدة تقدر كلفة الإعمار بحوالي 300 مليار دولار، فالحرب بين الأسد والمعارضة، التي خرجت للإطاحة به، لا تزال مستعرة.

وتشير الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة تدعم قوة تسيطر عليها ميليشيات كردية لمواجهة الجماعة الجهادية تنظيم الدولة، ونشرت ألفي جندي ومستشار أميركي، وتسيطر على مساحات واسعة من سوريا، مشيرة إلى أن "السؤال الأهم هو مَن سيقوم بتمويل عملية الإعمار، خاصة أن الدول التي تملك المال، وهي دول الخليج وأوروبا، دعمت الطرف المعارض للأسد، ولا تؤدي دوراً في التنافس الحالي".

وتتابع: "إن بعض المسؤولين الروس عبروا عن قلقهم من تحديد الاستثمارات الإيرانية بالطريقة ذاتها، التي عبَّروا فيها عن قلقهم من مشاركة للدول الغربية".



التوجهات الأولية غير مشجعة لإيران





وقال مسؤول روسي للصحيفة، رَفَضَ الكشف عن اسمه: "إن الأسد عادة ما يتصرَّف لدعم المصالح الإيرانية، عندما يتعلق الأمر بعقود إعادة إعمار محتملة، فإنه من المهم أن نقوم بإدارة ذلك بطريقة تحقق منافع له وللناس من حوله، لكن هذا يجب أن يكون بينه وبيننا دون إيران".

ونقلاً عن دبلوماسيين في دمشق، نقلت الصحيفة قولهم، إن التوجهات الأولية غير مشجعة لإيران، حيث لاحظ مسؤول أن الشركات الإيرانية لم تحصل على الكثير في معرض تجاري في دمشق، مقارنة مع الشركات الصينية، وهي قوة ترغب سوريا بإغرائها.

وتوضح الصحيفة أن "الفرص الاقتصادية تعد مهمة لإيران، لتستعيد 6 مليارات دولار، يقول المسؤولون إن سوريا مدينة لهم بها، وكذلك مهمة للقوة الناعمة التي ترغب إيران في بنائها على المدى البعيد في سوريا، من خلال التأثير والعلاقات الاقتصادية، ففي العراق مثلاً حصدت إيران ثمار استراتيجيتها، فتأثيرها في العراق لا يتجاوز تأثير الولايات المتحدة فقط، لكن زاد التبادل التجاري وضرب أرقاماً قياسية، ففي عام 2008 كان حجم التجارة مع العراق بقيمة 2.3 مليار دولار، إلا أنه وصل عام 2015 إلى 6.2 مليار دولار".

وقال رجل أعمال إيراني للصحيفة، إن "سوريا تحتاج إلى سنوات طويلة قبل أن تقف على قدميها، بخلاف العراق، الذي يملك الكثير من المصادر".

وتابع: "إن الأولوية بالنسبة لإيران تظل العراق، حيث لديه هناك مزايا تنافسية".



إيران لا تملك الأموال الكافية





ووفق الصحيفة البريطانية، فإن إيران لا تملك الأموال الكافية لتبدأ مغامراتها التجارية الكبيرة، فيما يرى رجل أعمال إيراني أن ما حققته بلاده من مكاسب في سوريا لا يمكن استغلاله دون استثمار.

وتؤكد أن هناك تردداً من أصحاب الأعمال الخاصة في الانضمام إلى فرص الاستثمار في سوريا؛ لأن الحكومة منحت القيادة للحرس الثوري والشركات المتعاونة معه لقيادة الجهود، حيث قال رجل الأعمال الإيراني إن "شركاتهم (الحرس الثوري) ليست مرنة وملوثة بتهمة الفساد بسبب غياب الشفافية، ولا تخضع للرقابة، وعليه فإنها لا تستمتع بإدارة جيدة"، وأضاف أن على الحرس الثوري البدء بجذب شركاء تجاريين من الصين والدول العربية، ليحصل على الأموال التي يريدها.

وتتابع: "إن بعض المشكلات هي خارج سيطرة الإيرانيين، فالسوق السوداء في سوريا ازدهرت وسط الفوضى، وخلق شبكات تهريب وأمراء حرب مستعدين لحماية مصالحهم من أي جهة خارجية".

وتنقل الصحيفة عن رجال أعمال ودبلوماسيين في دمشق، قولهم إن مسؤولي النظام والعاملين في البيروقراطية حاولوا عرقلة الجهود الإيرانية، وطلب أوراق إضافية ونقاشات أخرى.

وقال دبلوماسي: "يشعرون بأن الإيرانيين يريدون التدخل في كل مكان، وعليه فإن السوريين يحاولون جعلهم ينتظرون".

ورغم قوة إيران الإقليمية، إلا أنه ليس لديها إلا القليل من الضغط لممارسته، حسب الصحيفة.

وفي هذا السياق، قال رجل أعمال سوري "إن بلاده تبالغ في النظر لأهمية جهود إيران الإقليمية، ماذا لدى الإيرانيين ليهدِّدونا به؟ فقد تورَّطوا معنا والنظام يعلم هذا الأمر".



المصدر : http://www.huffpostarabi.com/2018/02/15/story_n_19237458.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi


تعبيراتتعبيرات